ضمن حوارات الإمام موسى الصدر مع الرئيس حافظ الأسد استمع الصدر إلى فكرة توحيدية أرادها الأسد في لبنان، طالباً منه ضم العلويين في شمالي البلاد إلى المؤسسات الشيعية التي كانت ترسخت وأخذت مداها العملي كالمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى (تأسس عام 1969، وجرت انتخابات ديموقراطية شاملة فيه عام 1975) ودار الافتاء ..
طلب الأسد من الصدر اعتبار علويي لبنان جزءاً من الطائفة الشيعية فقهياً، واستجاب الصدر لهذا المطلب التوحيدي وافتتح مكتباً للقضاء الشيعي في طرابلس بادارة الشيخ خليل ياسين، لكن هذا الأمر لم يرق للبعض في بعل محسن فحاول اغتيال الشيخ ياسين الذي اضطر إلى ترك مكتبه والاستقرار في بيروت، لكن مكتب القضاء ما زال عاملاً في عاصمة الشمال.
ومجلس اسلامي علوي ..
واستطراداً نقول ان احد النواب العلويين في لبنان تقدم منذ مطلع التسعينات من القرن الماضي بطلب لانشاء مجلس اسلامي علوي على غرار المجلس الاسلامي السني والمجلس الاسلامي الشيعي، وظن رئيس مجلس النواب نبيه بري ان هذا النائب العلوي في طرابلس لم يكن ليتقدم بطلبه هذا لو لم يكن اخذ ضوءاً اخضر من سوريا فتمت الموافقة عليه في مجلس النواب لكنه لم يصدر في الجريدة الرسمية .. ولم يعمل به، لماذا؟
لأن أول لقاء جمع الرئيس بري مع الرئيس حافظ الاسد سمع بري من الاسد كلاماً قاسياً ضد قرار هذا المجلس قائلاً "يا ابو مصطفى انتو ناقصكم في لبنان مجالس مذهبية وطائفية .. انت بتذكر يا ابو مصطفى اني قلتلكم انو لبنان ما ناقصو مجالس طائفية لما عرضتوا انشاء مجلس شيوخ للدروز".
ولم يقم المجلس الإسلامي العلوي .. مثلما لم يقم مجلس الشيوخ للدروز.