المرض اللبناني وطرق علاجه

الرئيسية آخر الأخبار تفاصيل الخبر
calendar icon 02 آب 1975 الكاتب:موسى الصدر
حديث الإمام الصدر لاذاعة "مونت كارلو" كما نشرته صحيفة المحرر 1975/8/2.
س: فما هذه الحركة التي تقودونها على رأس جماعة من المخلصين، وبينهم مائة وتسعون مثقفًا وقّعوا بيانهم الشهير تأييدًا لكم، وهل تعملون على نقل هذه الحركة من عفوية البداية إلى عملية عضوية ذات كوادر دون وقوعها في فخ المؤسسة أو الحزب؟

ج: من الطبيعي أن الإنسان المواطن المسؤول عندما يشعر بأن الوطن يعيش ساعات خطرة يتحرك، ونحن في لبنان نشعر بها، لأسباب عديدة: منها وجود البؤس في كثير من المناطق الحدودية وكثير من الضواحي المحيطة ببيروت، ومنها الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على الجنوب التي تؤدي إلى حالة سيئة وبؤس ونزوح، ومنها عدم تكافؤ الفرص في مختلف فرص العيش والحياة.
هذه الحالة حصلت، بعد الحرب الكونية الثانية في ثمانٍ وثلاثين دولة وسقطت أنظمتها، من الطبيعي أن الإنسان الذي لا يريد لوطنه مثل ذلك المصير يتحرك، وتحرك مثلي الكثير من المواطنين من المثقفين ومن مختلف الفئات. هذه الحركة نابعة عن تحسسنا بمسؤوليتنا الوطنية، كما أنها تنتسب إلى إيماننا بالله لأن الإيمان بالله لا ينفصل عن الاهتمام بشؤون المعذبين.
من هذين المنطلقين، وللسعي في وضع الأمور في نصابها وصيانة البلد وإسعاد المحرومين، حاولنا أن نؤسس هذه الحركة، وبالفعل أخذت كثيرًا من قطاعات الشعب المختلفة دون أن تدخل في صورة المؤسسات أو الأحزاب، والسبب أن الأحزاب عادةً تطرح إيديولوجيات وصورًا للمجتمع قادمة وبعيدة عن التنفيذ... والأهداف البعيدة عادةً تجعل المواطنين ينقسمون على بعضهم. بينما حينما يُطلق الإنسان الأهداف القريبة كمشاريع التنمية كالعدالة فرص العيش ومختلف الشؤون العمرانية في البلاد، يلتف المواطنون، ويشكلون قوة ضاغطة ويتمكنون من تحقيق هذا الهدف. على هذا الأساس تشكلت حركة المحرومين، ولها كوادر شبه إدارية ليست حزبًا ولا مؤسسات، ولكن حركة منظمة وستكون بإذن الله في خدمة لبنان وفي خدمة المؤمنين.
س: لا بد أن يكون لحالة التخلف في بعض المناطق اللبنانية، علاقة وثيقة بالصيغة اللبنانية، وإذا كان الأمر كذلك فإنكم ولا شك تقترحون لبنان جديدًا بصيغة جديدة وتذهبون إلى أبعد من الصراع، أي إلى بداية التحقيق فتشخيص الداء واضح بنظركم، ولكن هل الدواء بمثل هذا الوضوح؟
ج: إذا كان الداء واضحًا، فالدواء يصبح واضحًا أيضًا. وعندما نريد أن نبحث عن المرض في لبنان نجد أن هذا المرض يتلخص في أربع:
أولًا، غياب العدالة في حقل التنمية وفي حقل الفرص.
ثانيًا، تأجيل القضايا الوطنية الكبرى، وعدم البحث في حلها، وبالتالي عدم اتفاق المواطنين على الحد الأدنى من الاتفاق حولها.
ثالثًا، أسلوب العمل السياسي في لبنان.
رابعًا، ابتلاءنا بعدو يشن حروبًا متنوعة في طليعتها الحرب النفسية ضد لبنان.
على هذا الأساس، بإمكاننا أن نقول إن الدواء أيضًا واضح. يعني إذا بدأنا بتحقيق العدالة، إذا بدأنا ولا أقول إذا أنجزنا العدالة لأن إنجاز العدالة بحاجة إلى وقت طويل، إذا بدأنا بتحقيق العدالة ضمن مخطط واضح، يطمئن إليها المواطن. وإذا بالفعل حاولنا من خلال ما يسمى في هذا اليوم بالمصالحة والمصارحة الوطنية، تجتمع الفئات اللبنانية وتطرح القضايا الأساسية، وتتفق على هذه الأسس وبالتالي تضع اتفاقًا جديدًا حول الحياة في لبنان، العلاج يسهل.
وبعبارة أخرى، عندما نطرح الصيغة اللبنانية، أنا لا أعتقد أن الصيغة اللبنانية، بمعنى التعايش بين اللبنانيين من مختلف الطوائف المختلفة، كانت السبب في المشكلة إطلاقًا، بل وجود الطوائف المختلفة في لبنان كان مصدر قوة وتمايزًا حضاريًا للبنان. حتى النظام الطائفي لا أعتقد  أنه هو السبب في الوضع القائم، بل السبب الممارسات الخاطئة التي أدت إلى ذلك.
مثلًا، هناك من يفكر أن كثيرًا من الناس يطلبون أن يؤخذ من فئة ويعطى لفئة... كلا. هناك مشاريع كثيرة في لبنان أمثال الليطاني والعاصي والأوتسترادات وأمثال ذلك، قابلة للتنفيذ بتمويل من قبل مؤسسات تمويلية، ولا تقلل من حق أحد ولا من أموال أحد ولا من فرص أحد.
إذًا، الممارسات الخاطئة أدت إلى ذلك. وعلاج هذه الممارسات بوضوح الداء ليس صعبًا إطلاقًا، وإنما يحتاج إلى إرادة العلاج.
بعد ذلك لا بد من أن نقول، إذا اتفق اللبنانيون على صيغة أفضل لنظامهم بالأسلوب الديمقراطي، فدون شك أن نظامنا ليس مثاليًا من حيث الطائفية، أما من حيث الديمقراطية بدون شك حتى الآن الإنسان ما وجد نظامًا أفضل من الديمقراطية. ولكن الأسلوب الطائفي الذي وُضِع لأسباب إيجابية وسلبية متنوعة بدون شك ممكن أن نجد عنه بديلًا أفضل.
س: هنا نصل سماحة الإمام إلى المقاومة الفلسطينية، إلى علاقة هذه المقاومة بصيغة لبنان الجديدة؟ إلى الوجود الفلسطيني في لبنان على ما أظن؟
ج: بدون شك أن القضية الفلسطينية كان لها تأثير كبير في وضع لبنان، سواء من جهة وجود إسرائيل واعتداءات إسرائيل على الجنوب، أو من جهة وجود مئات الألوف من الفلسطينيين المشردين أولًا، والعازمين على العودة، المسلحين ثانيًا. إن وضعهم الاجتماعي وعلاقاتهم السياسية والاقتصادية والعسكرية مع لبنان الوطن بحاجة إلى كثير من الدقة والانتباه.
ولكن أعتقد أن وجود القوة الفلسطينية العسكرية في لبنان، إذا اطمأنت على نفسها، ووجدت أن وضع لبنان بالنسبة إليها يختلف عن وضع بقية البلاد، وأنها قوة محمية وصديقة في لبنان، فسوف تكون غير مؤثرة على الصيغة اللبنانية وعلى الوضع اللبناني، بل العكس إنها تنفع الصيغة اللبنانية والوضع اللبناني، لأننا شاهدنا أن السيد ياسر عرفات في الأمم المتحدة، عندما ذكر أنهم يريدون العودة إلى فلسطين ذكر لبنان كمثل للتعايش.
إذًا، وجود القوة العسكرية الفلسطينية في لبنان إذا اطمأنت على نفسها فستكون قوة إيجابية لسلامة هذه الصيغة ولصيانة لبنان. نعم، لا بد من وضوح العلاقات بينهم وبين السلطات اللبنانية من جهة، وبينهم وبين الشعب اللبناني من جهة. ولا أعتقد أن المبادئ، أيّ سيادة لبنان، قانون لبنان، النظام في لبنان من جهة، صيانة المقاومة الفلسطينية واستفادة المقاومة من إمكانات لبنان الأرضية والدفاعية والدبلوماسية والإعلامية، هذه المبادئ أصبحت واضحة وليست موضع إشكال. هناك ظروف دعت إلى ضعف الثقة لا بد من معالجتها وطرح الحلول. وأعتقد أن أننا في المستقبل القريب، وخاصة بعد التجارب المرة التي مرت على لبنان، سنصل إلى مثل هذا الاتفاق الواضح وسيكون في لقاء لبنان مع فلسطين أثره الطيب في مستقبل المنطقة وفي مستقبل الحضارة.
س: إذا كان التزام لبنان بالمسألة الفلسطينية، بالمأساة الفلسطينية، أمرًا لا يرقى إليه الشك كان الخطر كامنًا على الحدود وفي الداخل كذلك كما قلتم، فكيف ترون إلى الدفاع عن الجنوب وكيف تربطون ذلك بسلاح متراكم بين أيدي الأهليين بتحويل الميليشيات إلى الدفاع عن الجنوب كما قلتم غير مرة نطلب هنا رأيكم سياسيًا ولا شك وعسكريًا رغم خروجه عن نطاق اختصاصكم كما نطلبه أدبيًا ومناقبيًا في عرض مفهومكم للعنف واللاعنف للحرب والسلم؟
ج: طبعًا أنا أحترم عمق هذا السؤال وسمو هذا السؤال ولا غرو من هذه الإذاعة التي نستمع إليها في لبنان بشوق واللبنانيون يستمعون إلى أخبار هذه الإذاعة باحترام وشوق كبيرين.
السؤال طبعًا متشعب وواسع وشامل، بكلمة إهمال الجنوب وعدم الدفاع عن الجنوب أحد أسباب المشكلة اللبنانية مع قطع النظر عن وضع المقاومة الفلسطينية في لبنان. لأن هذه الاعتداءات جعلت الجنوبي يشعر بأنه لا غني ولا فقير، لا يتمكن من الاستثمار والاستفادة من أرضه ومن بيته ومن عمله، وبالتالي يحس إحساسًا مُرًّا، ثم يشاهد إهمال الدفاع في المنطقة فيزداد غضبًا، وعندما ينزح إلى بيروت يكوِّن أرضية للمشاكل التي شاهدنا بعضها.
أعتقد أن الدفاع عن الجنوب ضروري، والدفاع عن الجنوب ليس عملًا عسكريًا فحسب، فنحن نعرف قوة إسرائيل العسكرية ولكن إذا دافعنا عن الجنوب مع الدفاع الإعلامي والدبلوماسي، بمعنى أن إسرائيل في بعض الأحيان تدخل في الأراضي اللبنانية أربعة عشر كيلومترًا وثمانية عشر كيلومترًا... مثلًا، يأتي الكوماندوس الإسرائيلي على عمق أربعة عشر كيلومترًا يدخل في قرية مجدل زون، فينسف بيوتًا ويخطف ناسًا. بطبيعة الحال هذا وضع لا يطاق. عندما نُبرز للعالم كلّ العالم أن إسرائيل هي المعتدية على أراضي لبنان حتى في المناطق التي لا توجد فيها المقاومة الفلسطينية، عند ذلك نحن نجد مبررًا سليمًا أمام أصدقائنا وأمام العالم المحب للسلام وأمام العالم الذي لا يرضى أن يحصل في منطقة الشرق الأوسط أيّ حرب.
من السهل جدًا أننا في وضع كهذا ندافع يعني نتصدى للاعتداءات الإسرائيلية للكوماندوس الإسرائيلي، للطرق التي شقّتها إسرائيل داخل الأراضي اللبنانية، وعند ذلك بدون شك ترتفع معنويات الناس كما يحصل في المرحلة الأخيرة. وبإمكاننا عند ذلك أن ننادي ونناشد الشباب الذين يحملون السلاح بدون سبب، ويؤسسون ميليشيات في بيروت أن ينتقلوا إلى الجنوب وأن يقفوا وراء الجيش ويحموا ظهره، ويتصدوا للتسلل الإسرائيلي في مختلف المناطق الأخرى. إنني أعتقد أن الدفاع عن الجنوب وانتقال المسلحين إلى الجنوب الذي حتمًا سيأتي إذا دافعنا عن الجنوب سيكون حل لمشكلة الجنوب وحل للمشكلة اللبنانية. وبكلمة، من الناحية المعنوية لا يمكن للمواطن أن يعتز بحكمه، وأن يطيع، إلا إذا كان للحكم عدالة وقضية مقدسة، عندما يفقد الحكم العدالة والرسالة يصبح تافهًا. اليوم المواطن اللبناني عندما شعر أن الحكم يتصدى لخصمه بطبيعة الحال يشعر بقداسة ورسالة في الحكم فترتفع معنوياته ويتصدى للعدو والمشكلة تخف إلى حد كبير.
س: يقودنا ذلك كلّه يا سماحة الإمام إلى السؤال عن لبنان في الإطار العربي الأكبر، عن الحوار فيه بين المسيحية والإسلام، بين المسلم والمسيحي، عن دور لبنان بالتالي في الحوار العربي الأوروبي انطلاقًا من المميزات اللبنانية.
ج: في الحقيقة أن هذه المزايا، وهذه الرسالة، كان لبنان يمارسها بعفوية منذ الاستقلال وقبل الاستقلال. وإذا لاحظنا نشاط لبنان حتى قبل 1948ومن قِبل شخصيات لبنانية كبيرة ونشاط لبنان قبل ذلك في مختلف المناطق في المهاجر في الخليج في أوروبا، ومن قِبل الجاليات اللبنانية في إفريقيا وفي أميركا، نجد أن لبنان كان دائمًا يمارس هذا الدور دور الحوار الإسلامي المسيحي في الداخل. حتى كان هذا الحوار قبل ما يبدأ المجمع المسكوني الفاتيكاني به، قام لبنان من خلال الندوة اللبنانية بمثل هذا الحوار.
أيضًا دور لبنان العربي يشاهد بوضوح من قبل الجاليات اللبنانية في أميركا وفي مختلف المناطق، كما يُشاهد أيضًا مؤخرًا من قبل حمل رئيس جمهورية لبنان رسالة العرب ورسالة فلسطين إلى الأمم المتحدة، والعلاقات اللبنانية كانت علاقات فاعلة على صعيد الحوار العربي الأوروبي أو الإسلامي المسيحي.
ولكن بعد التطورات التي حصلت في الشرق الأوسط، وبعد أن أخذت كل دولة وكل بلد دورًا ومسؤولية على عاتقه، أصبحت هذه المسؤوليات لا يمكن تنفيذها بشكل عفوي، ويجب أن يكون هناك تنظيم وتخطيط على مستوى أوسع للقيام بمثل هذا الدور الرسالي الكبير.
أملنا كلبنانيين وسعينا أيضًا داخل لبنان، ومن خلال جميع النشاطات ومن جملة هذه النشاطات حركة المحرومين، مع ما لها من العلاقات الواسعة مع مختلف الفئات ومع المثقفين بشكل خاص، أن نتمكن من إعادة هذا الدور إلى لبنان حتى يكون للبنان تلك النكهة الدولية في حضارة الأديان، وفي تعايش الإنسان مع أخيه الإنسان، وفي السعي المثمر المجرب العملي في الحوار الأوروبي العربي. ودون شك أن لبنان بقدراته الذاتية، إذا اقترن مع بعض التفكير والتخطيط في هذا المجال، سينجح في هذا الحقل.
س: وعما قلتموه أخيرًا سماحة الإمام عن بقاء السلطة الأولى بين أيدي الموارنة.
ج: بطبيعة الحال عندما نبحث حول ميزة لبنان الحضارية، لبنان كبلد عربي لو بقيت الرئاسة، كما ذكرنا منذ مدة، للمسيحيين بشكل عام وللموارنة بشكل خاص، وبطبيعة الحال هذه الطائفة مليئة بالكفاءات، إذا بقيت الرئاسة أي بقي الوجه اللبناني وجهًا مسيحيًا أمام أوروبا وأمام الدول المسيحية في العالم مع الاحتفاظ بالتطوير وبعدم ركود المؤسسات الأخرى وعدم تجميد المؤسسات الأخرى، بدون شك هذا يسهل مهمة لبنان الحضارية على صعيد الحوار العربي الأوروبي أو الإسلامي المسيحي.
وليس غريبًا عن ذهننا عندما اشترك رئيس وزراء لبنان الأول رياض الصلح في الأمم المتحدة، قدم بدلًا عن نفسه الذي هو كان رئيس الوفد، قدم السيد فؤاد عمون وزير الخارجية في ذلك الوقت حتى يلقي كلمة لبنان في الأمم المتحدة، وفلسف ذلك كما ورد في محاضرته بالندوة اللبنانية بأنه مسيحي. إذًا، هذا له تأثير لا يمكن أن يُنكر على صعيد الرأي العام. إذًا، إذا نحن تمكنا من الاحتفاظ بهذا الطابع، مع تمكين لبنان من التطوير وإخراجه من الجمود والركود الحالي بدون شك نتمكن أن نُقدم الدور الأفضل.
س: سؤال أخير: تركتم لبنان وأقل ما يقال فيه إنه في محنة، فهل كان الوقت مناسبًا لترك لبنان الجريح، وماذا تعملون له في الخارج؟ أي ما هي القوى والمقامات التي تحاولون التفاعل معها.
ج: أعتقد أن سيادتك أجبت عن سؤالك، أنا في الحقيقة رغم أني خرجت من لبنان لم أترك لبنان ولن أترك لبنان. فقد كنت في الجزائر وعندما التقيت بالرئيس الجزائري هواري بومدين كان الحديث عن لبنان. وفي فرنسا ومن خلال لقائي مع المسؤولين على مختلف مستوياتهم، وفي بقية بلاد أوروبا وفي بعض دول إفريقيا، وربما بعض الدول العربية التي سأزورها، حتمًا الحديث عن لبنان هو ما يجعلني أجتمع بهذه القوى، لأن الإنسان يلتقي مع الآخرين بكرامة عندما ينطلق من وطنه، فعندما يكون الوطن في خطر أو معرض للأخطار، فلا مجال للحديث عن شيء آخر.
حاولت أن أجنّد كافة طاقات العالم الصديقة للبنان وما أكثرها، أنا أواجه جميع أصدقاء لبنان في فرنسا وفي إفريقيا وفي أوروبا وفي البلاد العربية، بلهجة العتاب هل تنتظرون أن يتعثر لبنان مرة أخرى فتبعثوا سفراءكم أو رسلكم أو رسائلكم أو تطلقوا تصريحاتكم لمعالجة الوضع... الآن وأمام هذه الفرصة التي تمر على لبنان، ربما لا تمتد أكثر من بضعة أشهر، عليكم جميعًا أن تجندوا طاقاتكم إذا كنتم تريدون لبنان، وإذا كنتم تعتقدون أن لبنان ضرورة حضارية، وإذا كنتم تعتقدون أن هذه المنطقة من الأرض لها مهمة ورسالة في الشرق الأوسط فعليكم أن تجندوا كافة الطاقات. من خلال هذا المنطلق أتحدث مع كافة المسؤولين وبالفعل أشاهد التجاوب الكلي.
إذًا، ما تركت لبنان وها أنا على اتصال مستمر مع لبنان، وأرجو أن نتمكن أن نؤدي مسؤولياتنا الوطنية وواجبنا الإنساني الشريف تجاه هذا الوطن العزيز.
شكرًا سماحة الإمام، وأخذ الله بيدكم.
المحرر البيروتية، صحيفة
عدد مرات التشغيل : 5