الحسيني: التغيير السياسي في فكر الإمام موسى الصدر

calendar icon 24 تشرين الثاني 2011 الكاتب:حسين الحسيني

كلمة رئيس الجلسة دولة الرئيس الحسيني في الجلسة الثالثة من مؤتمر "كلمة سواء" الثاني عشر 

كلمة رئيس الجلسة دولة الرئيس الحسيني في الجلسة الثالثة من مؤتمر "كلمة سواء" الثاني عشر 
الإمام الصدر هو الإمام الصدر، هو نفسه الذي رعى تأسيس المقاومة عام 1972 بعد الاجتياح الإسرائيلي الأول في 16-17 أيلول 1972. والبعض يذكر هذا التاريخ جيدًا، في جويا أي في 20 أيلول رعى الإمام الصدر الاجتماع الأول في تأسيس المقاومة في جويا.
ومن بعد ذلك، هو الذي أطلق شعار "السلاح زينة الرجال"؛ وهو نفسه الذي حرّم حمل السلاح في سبيل القضايا السياسية أو الاجتماعية أو الإقتصادية التي نناضل بالوسائل من أجلها السلمية الديمقراطية.
هو نفسه الذي أسس حركة المحرومين وأقام المهرجانات في بعلبك وفي صور وفي غيرها.
هو نفسه حرص على عدم المس -بالرغم من الحركة الجماهيرية الكبيرة التي قادها- بدوائر الدولة الرسمية. وعندما اندلعت شرارات الحرب وقبل ذلك، عندما جرت إنتخابات المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى عام 1975 حرص في خطبته التوجيهية للناخبين والمرشحين على القول: "ثم إن قيادة حركة المحرومين لا ترتبط إطلاقًا بالمجلس وبأعضائه لأنها حركة لاطائفية تمثل وتعبِّر عن آلام جميع المحرومين في جميع الطوائف والمناطق".
وحرص أيضًا بعد اعتصامه في مسجد الصفا للضغط من أجل تشكيل الحكومة، وصام يومها وتشكلت الحكومة حكومة المغفور له الرئيس رشيد كرامي، حرص أن يوجه رسالة إلى الأستاذ بيار حلو وإليّ وعهد إلينا بتشكيل كتلة نيابية لقيادة حركة المحرومين وسمّى الأسماء: الأستاذ بيار حلو، الأستاذ عبد اللطيف الزين، الدكتور رفيق شاهين، السيد حسين الحسيني، الدكتور ألبير منصور، الدكتور حسن الرفاعي، السيد محمد يوسف بيضون، الأستاذ سليم معلوف، الأستاذ حسين منصور، الدكتور طارق حبشي، السيد عبد اللطيف بيضون، السيد يوسف حمود، الدكتور علي الخليل وغيرهم. ووجه رسالة إلى النواب وهو كان على أهبة السفر من أجل الاجتماع وملاحقة مطالب المحرومين المناطق المحرومة التي قال عنها أن الحرمان هو حرمان مناطق وليس حرمان طوائف.
هو نفسه الإمام الصدر عندما انهارت الدوائر الرسمية في البقاع وفي الجنوب وفي غيرهما من المناطق، هو نفسه أسس هيئة وطنية لإعادة المؤسسات الرسمية في سبيل لبنان الواحد ذلك أن الإمام الصدر كان ينطلق من مسألة أساسية هي الوحدة والعيش المشترك وهما المقياس على صحة أو لا صحة أي تصرف من التصرفات.
هو نفسه الإمام الصدر الذي وجه رسالة إلى هنري لحود وكان محافظًا للبقاع، وطلب منه أن يعود إلى المحافظة حيث كان ظل الدولة قد تقلص عن تلك المنطقة، وطلب منه العودة إلى البقاع والعمل على تشكيل لجان من أجل إعادة إحياء الدوائر الرسمية.
هو نفسه الإمام الصدر الذي منذ تأسيس لبنان الكبير 1920 كان اللغط والجدال يدور حول الهوية الوطنية: هل لبنان لجزء من أهله أو لكامل أهله؟ هل لبنان على جزء من أرضه أو على كامل أرضه؟ هل لبنان وطن مرحلة أم هو وطن نهائي؟ وبالتالي هل لبنان عربي أو غير عربي؟ كل هذه الأسئلة المتعلقة بالهوية الوطنية والمتعلقة بالانتماء العربي لم تجد جوابًا حتى في عهد الرئيس اللواء فؤاد شهاب الذي حاول أن يبلور رؤية حول لبنان الذي نريد، ولم يستطع وإذا بالمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى والطائفة الإسلامية الشيعية تنطلق برعاية الإمام الصدر بورقة العمل، يهمني أن أتلو محضر الجلسة:
"بناءً على قرار الهيئتين الشرعية والتنفيذية المتخذ في الاجتماع السابع عشر بتاريخ 7/3/77 بإبقاء جلستهما المشتركة مفتوحة،
تابعت الهيئتان المذكورتان الجلسة في اجتماع عُقد في الساعة الثانية عشرة ظهر يوم الأربعاء بتاريخ 11/5/1977 في مركز المجلس بالحازمية برئاسة سماحة الإمام السيد موسى الصدر وحضور: النائب الأول للرئيس سماحة الشيخ محمد مهدي شمس الدين والنائب الثاني للرئيس الدكتور عدنان حيدر؛ والأعضاء في الهيئة الشرعية أصحاب الفضيلة: الشيخ عبد الأمير قبلان، الشيخ موسى شرارة، السيد محمد علي الأمين، الشيخ محمد نجيب سويدان؛ والأعضاء في الهيئة التنفيذية الأساتذة: عبد اللطيف الزين، محمود عمار، حسين الحسيني، سميح فياض، محمد علي صادق، زيد الزين، ومعين عسيران.
وحضر الاجتماع أيضًا من الوزراء والنواب السابقين: الدكتور سليم حيدر والأساتذة محمد صفي الدين، علي بزي، جعفر شرف الدين، محمد الفضل، سعيد فواز، عبد الكريم الزين وعبد المجيد الزين".
وأصدروا ورقة العمل التي سميت ورقة العمل الشيعية، ولكن هي المرة الأولى التي تحدد الهوية الوطنية والانتماء العربي بالقول:
"أولًا- في هوية لبنان ونظامه تجدد الطائفة الإسلامية الشيعية إيمانها بلبنان الواحد الموحد:
* وطنًا نهائيًا بحدوده الحاضرة سيدًا حرًا مستقلًا.
* عربيًا في محيطه وواقعه ومصيره، يلتزم إلتزامًا كليًا بالقضايا العربية المصيرية، وفي طليعتها قضية فلسطين.
* منفتحًا على العالم بأسره، يلتزم بقضية الإنسان لأنها من صلب رسالته الحضارية.
* جمهورية ديمقراطية برلمانية، تقوم على احترام الحريات العامة وفي طليعتها حرية الرأي والمعتقد، وعلى مبدأ فصل السلطات، وعلى العدالة الاجتماعية والمساواة في الحقوق والواجبات بين جميع المواطنين، في نظام اقتصادي حر مبرمج، ووفق تخطيط علمي إنمائي شامل لمختلف الطاقات والاحتياجات والنشاطات في جميع المضامير: بلد الكرامة الإنسانية والطموح الحضاري".
كما ورد في هذه الورقة العديد من القضايا ولكن في موضوع بنود الإصلاح:
"في السياسة"
‌أ- إلغاء الطائفية السياسية في جميع مرافق الحياة العامة.
‌ب- اعتماد الاستفتاء الشعبي في القضايا المصيرية.
‌ج- تشكيل المجلس الإقتصادي الاجتماعي، أو مجلس الشيوخ أو كليهما.
‌د- تعديل قانون الانتخابات النيابية على أساس جعل لبنان كله دائرة انتخابية واحدة، واعتماد البطاقة الانتخابية".
وكتب بخط يده العبارة التالية:
"وتمهيدًا لهذه الغاية، وإلى أن تشمل لبنان بأسره أحزاب وطنية، يمكن اعتماد الدائرة الموسعة بحيث لا تقل عن نطاق المحافظة".
إذًا، هذا هو الإمام الصدر وأنا أكتفي بهذا. طبعًا هذه الرؤية في عام 1977، وفي عام 1983 رؤية إسلامية عامة وفي عام 1989 أصبحت رؤية لبنانية عامة. وشكرًا.
الكلمة لأمين عام المؤتمر، سيتحدث عن موضوع البيان الختامي.
ضيق الوقت وحرصنا على أن ينال البيان الختامي حصته من الدقة والتمحيص، وحرصنا على أن نضمنه كل ما وردنا من الاقتراحات والتوصيات ولأن بعض الكلمات كان مرتجلًا ووصلتنا النصوص متأخرة، سنعلن عن موعد لصدور البيان الختامي لاحقًا. وفي الختام نود أن نتقدم بالشكر الجزيل لكل من حضّر وأدار وحاضر وحضَر وكل عام وأنتم بخير.

source