كلمة عائلة الإمام الصدر في مؤتمر "السلام والتسامح في فكر الإمام الصدر" في مقر منظمة اليونيسكو في باريس

الرئيسية آخر الأخبار تفاصيل الخبر
calendar icon 15 أيلول 2014

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

في منظمة الأونيسكو وفي مقرها التاريخي في باريس وفي أجواء مناسبة اليوم العالمي للسلام المقبلة علينا نجتمع اليوم على عنوان: "السلام والتسامح في فكر الإمام الصدر". 
بداية، الشكر كل الشكر، لكل الجهود الطيبة التي ساهمت وساعدت في عقد هذا المؤتمر وغيره من المؤتمرات السابقة المنعقدة تحت راية هذا الصرح الثقافي والمخصصة لفكر الإمام الصدر، ونخص بالشكر الجهود المخلصة للقيمين والراعين لهذا المؤتمر، وبالأخص سعادة السفير البروفسور خليل كرم سفير لبنان في الأونيسكو على مسعاه الكريم. وبعد، كانت الرغبة تحدونا للحضور والمشاركة في المؤتمر، ولكن ظروف عصيبة تمر بها قضية تغييب الإمام الصدر وأخويه حالت دون وجودنا ومشاركتكم هذا اللقاء المبارك. وبسب عدم تمكننا من حضور هذه المناسبة الكريمة، فإننا نكلف الأخ الدكتور محمد ناصر الدين بتمثيلنا وبإلقاء كلمتنا، مع خالص تحياتنا وتمنياتنا لهذا المحفل: منظمة وهيئة، وجهودًا، وجمعًا: الجالية اللبنانية والعربية، وضيوفًا من باحثين وعلماء ومحاضرين أجلّاء.  
استهلال:
في الندوة اللبنانية سنة 1965 يختم الإمام موسى الصدر محاضرته "الإسلام وثقافة القرن العشرين" بسؤال: "وأخيرًا، هل يعالج الإسلام مشكلة القرن العشرين الكبرى، مشكلة السلام؟ هذا الدين الذي يأمر أتباعه بالدخول في السلم كافة ويجعل تحيتهم سلامًا، هذا الدين هل يتنكر جوهره للمشكلة؟" 
إن أهمية هذا السؤال لم يكن في إطار طرح استفهام يستلزم جوابًا مباشرًا، بل من شأن هذا التساؤل أن يقود الفكر إلى رصد السلام كمشكلة القرن العشرين المقبلة... هل أضحى السلام مشكلة بعد أن كاد أن يكون هو الحل؟ وهل يقدم الإسلام سلامه للعالم حلًا شاملًا لكل مشاكله وأمراضه؟ يجيب الإمام الصدر: "سؤال من اللازم الإجابة عليه في استقصاء البحث عن الثقافة الحديثة. إن السلام اسم من أسماء الله الحسنى وصفة من صفاته العليا، تنعكس على الكون وتتجلى في الخلق، فهو سبحانه السلام ومنه السلام وإليه يعود السلام". 
ولكن، أولًا ما هو مفهوم السلام؟
عديدةٌ هي التعريفات التي حاولت وتحاول أن تُرسي أسسًا لتحديد مفهوم السلام، ومهما تعددت وكثرت فإنها تكاد تُجمع على أن السلام هو غياب الحرب والعنف وأشكال النزاعات بين البشر؛ ولما كانت الرغبة الإنسانية تميل بالفطرة إلى السلام والطمأنينة، فإن السلام لطالما شكّل هدفًا أصيلًا سعت إليه البشرية عبر العصور والأزمان. لقد غدا مصطلح السلام من أكثر المصطلحات تداولًا في العالم أجمع على اختلاف محافله ومؤسساته وهيئاته، وما الحديث المتنامي عنه والمناداة به، إلا تأكيدًا على الرغبة البشرية الأصيلة في تحقيق السلام بكل تجلياته. ومن أجل هذه الغاية تضافرت الجهود البشرية لإيجاد سياسات فاعلة تساعد على معالجة أسباب الصراع وصولًا إلى إفشاء السلام والمصالحة في المجتمع الإنساني. 
وفي هذا الصرح الثقافي الكبير نلتقي اليوم وعلى اسم الإمام الصدر لنغوص في أوراقه ونصوصه سعيًا لاستخلاص معاني السلام في حروفه ومسيرته وفكره ومنهاجه، وهو الذي لم يكن يومًا إلا رسول السلام في وطنه وسفيرًا له من وطنه إلى العالم. ففي مؤتمر الأونيسكو "تأثير المعتقدات الدينية على السلام" المنعقد في باريس سنة 1974، قال الإمام من على منبر الأونيسكو: "يجب تحقيق أهداف الانسان لأنه في حاجة إلى كرامة وحرية وعطف. فعندما يكون السلام نابعًا من المعتقد والإيمان، فيكون السلام الكريم. أما إذا كان السلام لتجميد حركات التحرير ومحاولات الشعوب للنجاة والمظلومين لحقوقهم، فهذا السلام يفقد أثره لأن المطلوب منه تجميع كل الطاقات البشرية من كل فرد ومن الجميع" .
تعريف السلام عند الإمام الصدر:
يعود الإمام بتعريفه للسلام إلى بعده الديني حيث يعدُّه أبرز وأنضج نموذج للتجربة الإنسانية، كما أن الدين والمعتقد يظل قادرًا على توفير التواصل بين الأفراد؛ فمن هذا المنطلق يكون السلام: "فيكفينا أن نعرف أن من أسماء الله «السلام» ونقرأ: اللهم أنت السلام، ومنك السلام، وإليك يعود السلام. والتحية المسلمة كلمة «سلام» وهكذا: ﴿ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً﴾ [البقرة، 208] محاولة لإيجاد السلام في المجتمع" . فالقطبان الأساسيان في هذا التعريف: الله والمجتمع، أي الله والإنسان؛ ولما كان السلام من الله، فإنه يترتب على الإنسان أن يتابع ويعيش الحياة وفقًا لخط إلهي واعٍ لعناصر كونية يرتبط معها عضويًا ومعنويًا للسير نحو الهدف الإلهي: السلام؛ "ففلسفة هذه المحاولة، بالإيحاء للإنسان إلى متابعة السيرة الكونية، بأن الكون على مختلف أجزائه، وعلى مختلف أنواعه، وعلى مختلف أشكاله، وعلى مختلف وظائفه، كلّه منسق تنسيقًا واحدًا، في خط واحد، خط السجود لله."  
يستمد الإمام مفهومه للسلام من الدين والإيمان ومن فلسفته المرتبطة بالقضايا الاجتماعية والإنسانية والفكرية على الرغم من البيئة التي لم توفر السلام بشكل من أشكاله، بل كانت البيئة حاضنة للعنف والحرب وأشكال متنوعة من النزاعات الحزبية والإقليمية مما أنتج في خطاب الإمام لغة مغايرة تربط المعاناة اليومية بمواقف وجهود رامية إلى السلام. فوفق الرؤية الإسلامية، السلام هو أحد الأهداف المعنوية التي يحققها الإنسان في المجتمع عندما تنتفي البواعث المادية السلبية: "فالمجتمع بإمكانه أن يعيش في سلام، خاصة أن الهدف ليس ماديًا فحسب، كما قلنا. وفي هذا الهدف هناك مجال لأن الإنسان يسير ويقرأ ويكتب كما يريد من دون أن ينافسه منافس" .
مقومات السلام عند الإمام الصدر:
في محاولـة لرصد معاني السلام عند الإمام الصدر وتلمس نقاط القوة في معاييره وأدواته، نرى أن العودة إلى المنبع الديني قادت الإمام إلى مباشرة العلاقة مع الواقع المحيط به. وهنا تسنح لنا فرصة خاصة لعرض بعضّا من فكر الإمام  ظلّ زمنًا خافيًا عنّا، واعترافًا منّا بأهمية هذا المحفل فإننا نوجه الشكر للقيمين عليه كونه سببًا لدراسة وتجلي هذا الفكر. وعند دراستنا لكتابات ونصوص وأفكار الإمام الصدر نتبين منظومة من العناوين إطارها ومحورها السلام، ومنها نتمكن من تظهير رؤية الإمام المتكاملة لهذا المفهوم بأبعاده المختلفة.
1-    الإيمان بالله
في بيان لمحاضري الندوة اللبنانية تظهر أُولى لبنات صناعة ثقافة السلام لدى الإمام الصدر: "ويحرص المحاضرون على تأكيد تقديرهم للمقامات الروحية من مسلمة ومسيحية، آملين أن يلتقوا معها في هذا الحوار ليكون أكثر إيجابية وأعمق تأثيرًا، لأن عملهم فكري روحي حضاري يستوحي الخير كله من شرعة المحبة، حتى يعيش المسلم والمسيحي متواصلين في اللّه ينبوع الرجاء والإيمان والسلام".  فإذًا، الله هو مصدر السلام وينبوعه، والإنسان بإيمانه هذا إنما يسعى لتحقيق غاية الإنسانية التي يحرزها بتخلصه من رواسب الشر والنزعات، وباقترابه من الصورة التي أرادها الله له: "حيث أن الكبر مرفوض والثقة بالله، لا بالنفس، والتواضع وحسن الظن والتسامح والطموح الكبير والأمل الدائم والكرم والشجاعة، هذه الأوصاف تستقى من الإيمان الإسلامي ومن الرؤية الإسلامية". 
2-    التعايش
يجد الإمام الصدر في التجربة اللبنانية حضارية مطلقة غير مسبوقة، بل يذهب إلى أن يحيل هذه التجربة إلى نجاح الحوار العالمي بقوله أن لولب الحوار الأوروبي- العربي هو العلاقات المسيحية الإسلامية، "وأكثر من ذلك فإن القيم الأخلاقية والسلام في المنطقة يتعرضان لأخطار مميتة إذا حدث تقسيم لبنان" . يشدد الإمام على أن لبنان هو الأرضية الملائمة للقاء الأديان والحضارات والثقافات المختلفة ومنها سيولد السلام: "لا يمكن للأديان إلاّ أن تأمر باللقاء. وفي لبنان على الجميع أن يقيموا الحوار فيما بينهم ليتفاهموا وليتحابوا وليعيشوا بسلام". فإذًا، هذا السلام مرهون بالحوار أولًا، ومن ثم التفاهم والمحبة والتعايش.
3-    بناء المؤسسات والتنظيم
برهن الإمام أن تحقيق الاستقرار الداخلي مشروط ببناء مؤسسات فاعلة تؤمّن حاجات الفرد من وسائل العيش الكريم. وبإنشائه لعدة مؤسسات اجتماعية معنية بخدمات الفرد عمم الإمام روحية السلام في صيانة حقوق الإنسان. وهو ما تمثل في الإطار المرجعي للعمل المؤسساتي مؤكدًا على ضرورة السعي والعمل لإنجاز مفهوم الوطن القوي السليم: "إن هناك حقيقة يتفق عليها جميع اللبنانيين وهي أنه يجب إيجاد لبنان المسالم القوي. فالسلام بلا قوة، في عالم السباع، ضعف واستسلام". 
4-    العدالة الاجتماعية
آمن الإمام أن الناس على اختلاف لغاتهم وألسنتهم وألوانهم وقومياتهم سواء. ورفض التمييز بين البشر لأي سبب من الأسباب، وهو ما دعا إليه من خلال اعتماد مبدأ العدالة في صناعة ونشر ثقافة السلام.
السبيل إلى السلام
وهنا يُطرح السؤال، ما السبيل الذي انتهجه الإمام الصدر لتعزيز السلام؟
لأن الكثير من النزاعات التي يعيشها الإنسان هي جراء وجود قوى اضطهاد وحرمان، فإن الإمام الصدر عمل على معالجة المشكلة في الأساس والتي تسببت في اندلاع الحرب، لا بل سعى إلى التفتيش عن وسائل بديلة لإفشاء السلام تمثلت بـ: 
1.إعادة إنتاج مجتمع يتضمن مشاركة كل أفراده بمختلف أطيافهم. لقد جهد الإمام الصدر داخليًا لتحقيق مناخ يسوده السلام والاستقرار، فكان الانفتاح على الآخر المختلف دينيًا وحزبيًا وعقائديًا؛ ولم يوفّر سعيه في سبيل هذا الهدف فاعتلى المنابر الثقافية والسياسية المتعددة محاضرًا وخطيبًا، كما شارك في الندوات الثقافية والاجتماعية مؤسسًا لثقافة تقوم على الحوار والتفاهم. 
2. من أهم جهود ممارسة السلام التي ترجمها الإمام فعليًا على الساحة اللبنانية قيامه بالعديد من الحركات اللا عنفية ومنها الاعتصام والصيام في مسجد الصفاء في بيروت سنة 1975 لوقف الحرب وبيانه الشهير الذي توجه فيه إلى اللبنانيين مناديًا إياهم أن "أية خطوة عنيفة أخرى، مهما كانت النوايا فيها، ستساعد على تمزيق الوحدة الوطنية وعلى تدمير المعالم للإنسانية".  ومنها أيضًا مساعيه في المصالحات بين العشائر، وعقد القمم الروحية واللقاءات بين الفصائل المتنازعة، والإضراب العام لرفع الحرمان والدفاع عن لبنان.
3. أما عربيًا، فإن الزيارات الخارجية المتكررة ودأبه الدائم إلى توحيد الكلمة والموقف، ومبادراته وأقواله في خطة السلام العربية لدليل على العمل المتواصل لتعزيز السلام، واعتبار لبنان البلد الذي باستقراره يضمن استقرار غيره من الدول العربية، والخطوة: "الأساس في سبيل السلام في لبنان".  
خاتمة
نستخلص من نصوص الإمام وجود آليات لتغذية مفاهيم السلام والعمل على أساسها. ولهذا كله فنحن أحوج ما نكون إلى تلمُّس الطريق للوصول إلى هذه القيمة، والعمل على تجسيدها في حياتنا الخاصة والعامة. ولتحقيق هذه الغاية ينطلق الإمام الصدر من السلام الذاتي القابع: "في نفس الإنسان، وفي المجتمع وفي الوجود... لأنه أساس لكل عمل إصلاحي، ولكل فكر سليم"  وصولًا إلى رؤية مجتمع قوامه السلام بمفهومه الوطني الذي راهن عليه الإمام مناديًا اللبنانيين المتقاتلين: "كل طلقة تُطلق على دير الأحمر أو القاع أو شليفا، إنما تُطلق على بيتي وعلى قلبي وعلى أولادي، وأن كل فرد يساعد على تخفيف التوتر أو إطفاء النيران، إنما يساهم في إبعاد النار عني وعن بيتي وعن محرابي ومنبري". 
ولأن السلام هو جسر العبور إلى الإنسانية فإن الصيغة اللبنانية، عند الإمام الصدر، هي التجربة الحضارية التي ستثبت للعالم بأن معالجة العنف وإرساء ثقافة سلام مستلهمة من التنوع هي ضرورة حياتية؛ ولذلك، يقول الإمام الصدر في معرض حديثه عن خطواته بأن تكون مساهمة: "في خدمة السلام وفي تحسين حياة الإنسان في كل مكان. ولا أشك أنني كرجل دين يخدم الله، ويعتقد أن أفضل العبادات خدمة خلق الله، يتمكن من المساهمة في تحقيق هذه الغاية لإخلاص نيته وشرف غايته وطهارة مساعيه".  
وختامًا، ننادي وإياكم بقضية الإمام الصدر وأخويه على منبر الأونسكو الذي تحدث فيه الإمام يومًا عن السلام، ولا يسعنا إلا أن نؤكد أن قضيته إنسانية ومن قضايا حقوق الإنسان بامتياز، لا تراجع عن أي من ثوابتها حتى تحريره وأخويه، وعودتهم إلى أهلهم ووطنهم. وإن هذا الهدف المنشود يتطلب تسخير كل الجهود الصديقة، وما تجمُّعُكُم هنا اليوم إلا دليل حاجة العالم لفكر الإمام الصدر المستنير، وبرهان على رفضكم لاستمرار الظلم اللاحق بهم. لذا، نتطلع إليكم لمواصلة دعم وصيانة قدسية قضية الإمام الصدر وأخويه، وصولًا إلى تحريرهم وعودتهم.
وما توكلنا إلا على الله القدير الحكيم، وحسبنا هو ونعم الوكيل.
اللهم أنت السلام ومنك السلام وإليك السلام، فتباركت وتعاليت يا ذا الجلال والإكرام.
وشكرًا لحسن استماعكم. وفقكم الله في مؤتمركم هذا. لكم منا تحية السلام.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 
المراجع:
1- أبجدية الحوار، محاضرة الإسلام وثقافة القرن العشرين، بيروت: مركز الإمام موسى الصدر للأبحاث والدراسات، 2007، ص77.
2- ن.م.
3- جريدة النهار، 12/5/1974.
4- موسى الصدر والخطاب الإنساني: صور من حضارتنا.
5- ن.م
6- ن.م.
7- أبجدية الحوار: تعزيزًا للقيم الروحية ص: 80-81.
8- روح الشريعة الإسلامية وواقع التشريع في العالم الإسلامي 10/7/01973.
9- التعايش الإسلامي المسيحي، حوارات2 : الوحدة والتحرير، مركز الإمام موسى الصدر للأبحاث والدراسات، 2007.
10- محاضرة اللقاء اللبناني، جريدة الجريدة 8/7/1970.
11- مجتمع الصمود واجب قومي، حوارات صحفية1 : تأسيسًا لمجتمع مقاوم، 22/5/1970.
12- بيان فك الاعتصام 2/7/1975.
13- الأمن والنزوح ومسؤولية قوات الردع، حوارات2: م.س.
14- أحاديث السحر، بيروت: مركز الإمام موسى الصدر للأبحاث والدراسات، 2011.
15- بيان فك الاعتصام 2/7/1975.
16- القضية الفلسطينية وأطماع إسرائيل، 10/8/1970

140915_La_paix_et_la_tol%C3%A9rance_dans_la_pens%C3%A9e_de_l%E2%80%99Imam_Moussa_Al_Sadr_Maison%20de%20l%E2%80%99UNESCO_lecturers
من اليمين: السفير صلاح ستيتيه، الدكتور محمد ناصر الدين، الاب امين شاهين،
الدكتور قبلان قبلان، الدكتور خليل كرم والدكتور جلول صديقي.

140915_La_paix_et_la_tol%C3%A9rance_dans_la_pens%C3%A9e_de_l%E2%80%99Imam_Moussa_Al_Sadr_Maison%20de%20l%E2%80%99UNESCO_audience

source