حركة أمل أقامت ندوة حول دور المرأة في المجتمع المقاوم

الرئيسية آخر الأخبار تفاصيل الخبر
calendar icon 29 آب 2016

في رحاب شهر الإمام الصدر نظم مكتب شؤون المرأة في حركة أمل ندوة تحت عنوان "دور المرأة في المجتمع المقاوم" على ضفاف نهر العاصي، وذلك بحضور مسؤولة مكتب شؤون المرأة المركزي في حركة أمل الدكتورة رباب عون، مسؤولة مكتب شؤون المرأة في إقليم البقاع الأخت سعاد دبوس، مسؤولة المنطقة السادسة الأخت فاطمه مخ، وممثلات عن الأحزاب اللبنانية، بالإضافة إلى وفد نسائي من بلدة القاع، وزوجة مفتي الهرمل وممثلة اتحاد بلديات الهرمل.
أدارت الندوة مسؤولة المنطقة السادسة الأخت فاطمة مخ، وكانت البداية مع النشيدين الوطني اللبناني وحركة أمل.
ثم ألقت كلمة الحزب السوري القومي الاجتماعي رئيسة تجمع النهضة النسائية في البقاع الأوسط السيدة حنان دلول، تحدثت فيها عن الشهيدات اللواتي قدمن أرواحهن زوداً عن أرض الوطن و اللواتي قدمن فلذات أكبادهن.
تلاها كلمة لمسؤولة مكتب شؤون المرأة المركزي الدكتورة رباب عون جاء فيها: "عذراً أيتها الأيام وعذراً أيها النسيان، سيدي الإمام ثمانية وثلاثون عاما" والذاكرة في كل آب تبحر في وجع الحنين إليك، ثمانية وثلاثون عاما" وما زال الأمل بعودتك يكبر فينا لتنير ظلام أيامنا، ثمانية وثلاثون عاما" وشتلة التبغ ما زالت على الوعد مع سنابل القمح في زراعة الصمود حتى الموت، ثمانية وثلاثون عاما" وأنت بيننا بفكرك القراني منتهجا" خط الأنبياء والمرسلين والأئمة والأولياء الصالحين.
كيف ننسى من سعى إلى رفع كل أنواع الظلم والحرمان وأعلن مشروعه الإنساني الإصلاحي من أجل تحقيق مجتمع أفضل. 
وبما أن المرأة كانت تعاني التهميش الإجتماعي ركز لذلك السيد موسى في أهدافه على دور المرأة كنصف المجتمع إيمانا" منه أن المرأة لها التأثير والفاعل في بناء المجتمعات. وأكد على ضرورة إحترام المرأة وتقدير جهودها بعيدا" عن الإهمال الذي عانته وتعانيه ودعا إلى إشراك المرأة رافضا" الممارسات التسلطية بسبب الجهل والتخلف وشدد على تشريف المرأة كإنسان بعيد كل البعد عما كانت تعاني منه المرأة من إهمال في كل جانب من جوانب الحياة الإجتماعية. 
وتنطلق نظرة الإمام الصدر إلى المرأة من نظرة الإسلام معتبرا" أن المرأة والرجل حقيقة واحدة إذ "ليس الرجل والمرأة شيئين إنهما شيء واحد من نفس الخلق، المرأة إنسان، كما أن الرجل إنسان، لا تفاوت بينهما في حقل الإنسانية".
من هذا الكلام أدخل السيد موسى الصدر المرأة الحياة العملية كالتمريض والحياكة والخياطة من خلال التدريس الأكاديمي، فأسس بيت الفتاة في مدينة صور لتعليم الأشغال اليدوية وتنسيق الزهور والخياطة ومن بيت الفتاة إنطلقت مرحلة التعليم المهني والأكاديمي للمرأة، وأنشأ في مؤسسة جبل عامل المهنية في برج الشمالي مؤسسة حياكة السجاد للتدريب على الحياكة، وملاحظة أن مؤسسة جبل عامل المهنية كانت أول صرح مهني على مستوى متقدم في الجنوب، كما أنشأ معهد التمريض لتأهيل المرأة للعمل في المستشفيات والمستوصفات. وبادر إلى القضاء على الجهل من خلال إقامة دورات محو الأمية فقاومت المرأة وتخطت جدران التهميش والفساد وأصبحت قوة في الإنتاج للوقوف بعزيمة إلى جانب الرجل كما قال الإمام الصدر "إننا بحاجة ملحة إلى إكمال الرسالة، ونحتاج إلى نساء يقوين العزائم ويقفن بقوة".
أما في مواجهة العدو الإسرائيلي أكد الإمام الصدر على دور المرأة المساند للرجل مستحضراً الدور الزينبي حيث إن "المرأة في كربلاء تممت دور الرجل وجهاده"، وهو العنوان الذي نجتمع لأجله اليوم "المرأة والمجتمع المقاوم"، وأود أن أستحضر حادثة لإمرأة بقاعية، حين وقع انفجار عين البنية خاطبت الإمام قائلة: "لا تحزن لقد سقط إبني شهيدا" في الإنفجار وإبني الآخر جرح فإني واسيت السيدة زينب (ع)"، وحادثة أخرى خلال مهاجمة العدو الإسرائيلي لإحدى القرى الجنوبية كاتب ياباني يقول: "إن جنوب لبنان يساوينا وطنية أو يزيد عنّا"، فرفع إلى المحكمة ودافع عن نفسه بشريط صحافي في جنوب لبنان حيث الصحافي يقول: "إقتربنا من قرية مطوّقة بالإحتلال، لم يلفت نظري ازيز الرصاص والدخان من كل جانب، بل لفت نظري نسوة فرشن أنفسهن على الأرض، لقد لفت نظري أكثر مشهد أم أخذت ترضع طفلها (فكيف ارضاعة والخوف) والهدف كان منع تقدم العدو الإسرائيلي، وطبعا" تم تبرئته من التهمة.
ما حققته المرأة في المجتمع المقاوم يشهد له اذان الفجر حين واكبت بالدعاء أبناءها إلى ركب القافلة الحسينية، حين تحمّلت جلجلة العذاب مع جرحاها، حين حاربت العدو الإسرائيلي بالزيت المغلي وجرار الفخار وإلقاء الحجارة من فوق السطوح، حين قاومت وحملت سر الشهداء ونقلت السلاح والرسائل المهمة المصيرية وزرعت العبوات، حين لم تهب شيئا" وتنقلت مع المقاومين في الحقول والمروج وحتى قادت العمليات بنفسها. 
هي الشهيدة التي لم تبخل بدمها موازية دماء الشهداء كالشهيدات رجاء يونس وعايدة نصرالله وزينب زيون وسناء محيدلي، هي من صنعت من دموع أطفالها إرادة وعزيمة في كسب العلم والمعارف أو السعي وراء لقمة العيش في كافة أصقاع الأرض، وأثبتن أنه على قدر أهل العزم تأتي العزائم. 
فلنسائنا كما قال دولة الرئيس الأستاذ نبيه بري سواعد الرجال في المقاومة، ولرجالنا قلوب النساء في الشجاعة، واليوم في زمن التحديات الصعبة علينا نحن النسوة المقاومة بالإرادة القوية والعطاء والصبر والإيمان وعدم الضعف والإستسلام للإحباط واليأس، لأننا في زمن نحتاج فيه للأقوياء، وهي الوصية ذاتها تزرعها أمهات الجيش اليوم في أبنائهن لمحاربة ما يهدد الوطن وأرضه وتماسك شعبه من قبل الجماعات الإرهابية المتطرفة، المرآة الأخرى للعدو الإسرائيلي، الذي طال بلدة القاع التي إعتصم الإمام الصدر  في مسجد العاملية عام ألف وتسعمئة وخمسة وسبعين لأجلها ولأجل دير الأحمر لوأد الفتنة قائلا": "أحميكم بعمامتي وجبتي وأفديكم بنفسي وصدري"، فكل لبنان مهدد بالعدو الإرهابي ومخططاته الإجرامية الهادفة إلى ضرب الصيغة اللبنانية كما أرادها الإمام الصدر القائمة على الوحدة الوطنية والعيش المشترك والتنوع الطائفي والمذهبي. فقط بالوحدة الوطنية نصمد بوجه كل شيء وهو عنوان الذكرى السنوية لتغييب الإمام ورفيقيه لهذا العام "وحدة شعب صمود وطن". 
لذلك المصلحة الوطنية العليا تتطلب من جميع القوى الوحدة والتكاتف والتلاقي وتوحيد الصفوف ودعم الجيش الوطني والمؤسسات العسكرية والوطنية وتعزيز الوضع الأمني ورفض خطابات الفتنة وإستنفار كل الجهود للوقوف بوجه المخاطر الداخلية والإقليمية التي ترسم على مساحة هذا الوطن.
واليوم نحن النسوة علينا وضع مفهوم العيش المشترك ليكون المسار الأساسي في تحديد أهدافنا وإهتماماتنا، ونحن في مكتب شؤون المرأة نسعى إلى تعزيز هذا المفهوم من خلال الندوات واللقاءات في جعل قضية العيش المشترك همنا الأساسي، لأن العيش المشترك يساهم في تمتين أواصر اللحمة بين مكونات المجتمع اللبناني والتفريط بهذه الثروة يخدم مصالح أعداء لبنان الذين يسعون إلى جعل المنطقة ساحة لإقتتال طائفي، وهو جهد ينبغي أن يكون مشتركا" بين الجميع مع هيئات المجتمع المدني في ظل حرص حامل الأمانة دولة الأخ الرئيس في تعزيز هذه المفاهيم الوطنية الميثاقية على مستوى الحركة وعلى المستوى الوطني قوﻻ" وممارسة" جعلته بحق الحارس الأمين على هذا الميثاق الوطني".

صوت الفرح، موقع