المفتي عبد الله عن الإمام الصدر في ذكرى تغييبه وأخويه: أدرك مبكرًا أن البوصلة يجب أن تتجه إلى فلسطين

الرئيسية آخر الأخبار تفاصيل الخبر
calendar icon 16 آب 2017

ذكر مفتي صور وجبل عامل القاضي ​الشيخ حسن عبد الله​، خلال استقباله عددًا من الوفود الروحية وقيادات من ​حركة أمل​ وقيادات أهلية في ​دار الإفتاء الجعفري​ في صور، بأن "الإمام القائد السيد ​موسى الصدر​ وضع الاستراتيجية المميزة لمواجهة الفكر الصهيوني ولمقاومة ​الاحتلال الإسرائيلي​ عندما وضع المعادلة الصعبة وقال "إسرائيل شرّ مطلق والتعامل معها حرام"، هذه القاعدة هي الأساس في سلم الصراع ليس لغيرها أولويات، وكل ما هو دون ذلك من تفاوض وتفاهم وتهاون هو إسقاط لحقوق ​الشعب الفلسطيني​، واستمرار لهذا الشرّ العبث بأوطاننا التي ترزح تحت وطأة فتنه ومؤامراته".
ولفت إلى "​القضية الفلسطينية​ التي أولاها الإمام الصدر كل الاهتمام وجعلها مقدمة لكل الحلول، وأن يعود الشعب الفلسطيني إلى أرضه وتعود إليه كامل حقوقه، لذلك فإن الأنظمة العربية أضلّت الاتجاه الصحيح لقضية فلسطين، هذه القضية التي كانت ولا تزال تشكل الجامع لكل الأمة والمانع لكل الخلافات الصغيرة التي تنشأ بين الحين والآخر بين أبناء الصف الواحد"، مشددًا على "اعتبار نصائح الإمام القائد السيد موسى الصدر ونهجه خلاصًا للبنان من أذرع الفتنة والأطماع".
ننشر ما قاله الشيخ حسن عبد الله كاملًا:
"يحمل فكرًا عامًا على مستوى القضايا، منفتح على كل القضايا، طبعًا القضية الإسلامية والعربية هي الأساس، المركزية هي قضية فلسطين. الإمام السيّد موسى كان يُدرك بأن البوصلة يجب أن تتجه إلى فلسطين، لأن فلسطين هي أمّ المشاكل في المنطقة، لأن فلسطين باحتلالها من قبل العدو الإسرائيلي ستبقى مصدر القلق المستدام على مستوى المنطقة. الخروج من أزمات المنطقة لا يمكن أن يكون إلاّ من خلال فلسطين، لا تفكر يا أخي بأنه من الممكن أن تُحل قضايا العرب والمسلمين إذا تخلّوا عن فلسطين. تخلّي العرب عن قضية فلسطين، نشاهد ما نشاهده اليوم في المنطقة على المستوى العربي، الهدوء على مستوى المنطقة لا يمكن إلاّ أن يكون عبر فلسطين، أن نوّجه كل الطاقات والقدرات والإمكانات المادية والعسكرية والفكرية والدينية لتحرير فلسطين. لذلك الإمام المغيّب السيّد موسى الصدر كان يرى أن القدس هي القضية المركزية، إذا ما تخلّى العرب عن قضيتهم المركزية، سقط كل العرب.
وأحبّ أن أقول شيئًا، في قضية فلسطين وتحرير فلسطين ولا نحتاج إلى استراتيجيات، نحتاج إلى عقيدة تجاه فلسطين. العرب ضاعوا عندما بحثوا عن الاستراتيجيات، الاستراتيجيات لا تصنع عقائد في مواجهة العدو الإسرائيلي، العقيدة في مواجهة العدو الإسرائيلي هي التي تصنع استراتيجيات مواجهة مع هذا العدو. الإمام المغيّب السيّد موسى الصدر زرع فينا عقيدة "إسرائيل شرّ مطلق"، ما يعني ذلك، والتعامل معها حرام، يعني ذلك [أن] هذا هو المسار الطبيعي للمسلمين والعرب في قضيتهم مع فلسطين والعدو الإسرائيلي. "إسرائيل الشرّ المطلق" استراتيجية هذه العقيدة، استراتيجية هي تكون من خلال ما قاله الإمام المغيّب السيّد موسى الصدر: إذا لقيتم العدو فقاتلوه بأسنانكم وأظافركم وسلاحكم مهما كان وضيعًا. هذه الاستراتيجية تنفع في لبنان، تنفع في الجولان، تنفع في القدس، هذا الذي نشاهده اليوم في قضية فلسطين بأننا نواجه العدو الإسرائيلي باللحم العاري في بيت المقدس، في المسجد الأقصى، في القدس الشريف، هذه هي الاستراتيجية التي طرحها الإمام المغيّب السيّد موسى الصدر عندما تكون متفرّعة عن القضية العقائدية الأساسية بأن "إسرائيل الشرّ المطلق"، العرب بحاجة إلى عقيدة عداء مع إسرائيل، عقيدة تحرير فلسطين وليس البحث عن استراتيجية للدفاع عن فلسطين وتحرير فلسطين. أولًا علينا أن نكرّس هذه العقيدة وهذا ما سعى إليه الإمام المغيّب السيّد موسى الصدر أعاده الله ورفيقيه". 

source