موسى الصدر نورٌ من بدر الإسلام

calendar icon 19 أيار 2023 الكاتب:هناء نور الدين الموسوي

أرسلت السيدة هناء نور الدين الموسوي رسالة خاصة إلى عائلة الإمام موسى الصدر ضمَّنتها مشاعر  وجدانية ناسجة حروفها من العمق الإسلامي لشخصية الإمام الصدر، ومن مواقفه الوطنية ورؤيته الإيمانية المتصلة بالقيم والله. ينشر مركز الإمام موسى الصدر نصَّ هذه الرسالة:
كلمة سواء 
من الأمور المهمة التي نحتاج إليها كمسلمين وعلى امتداد تاريخنا البشري الحافل بالهزائم تارة، وأخرى بالانتصارات التي سجلها نبي الإسلام محمد بن عبد الله (ص)... وارتفع  صداها في جميع أقطار العالم...
من ذاك الانتصار المسدد أخذنا المدد، وأبحرنا على سفينة الجهاد... مجذافنا خدمة الإنسانية والحنو عليها... والدرب طويل محفوف بالجهاد متوج بالصبر ...
 وللوصول إلى الهدف، نحن نحتاج إلى الحكمة والدراية واتخاذ المواقف المناسبة تبعًا للظروف المحيطة ببلاد المسلمين من سياسية واجتماعية واقتصادية، تمامًا كما فعل الأئمة (ع) في شتى المراحل التي عاشوا فيها عندما عاصروا جلاوزة وطغاة عصورهم... لقد اجتازوا (ع) المراحل كافة بقوة البصيرة والحكمة للحفاظ على الاسلام من الضياع والاندثار...
 وعلى هديهم المبارك سار الإمام المغيب السيد موسى الصدر واقتفى من آثار علمهم وبصيرتهم سراجًا وهاجًا، كان قمرًا منيرًا شع في الليلة الظلماء بنوره المتوهج من عصارة  سلسبيل وعلم أهل البيت (ع) ..فكان البدر الذي يروي قصة الإسلام والمجاهدين وباقي الكواكب والنجوم تصغي وتنحني إجلالًا وتعظيمًا...
    وكان لبنان... وساحته متوقدة تغلي بدماء الطائفية والعنصرية  وأحقاد المذهبية والقومية وأسماء أخرى... اقتحم إمامنا بعمته وعباءته نيران الاقتتال... ودعا إلى كلمة سواء وطيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء، تؤتي أكلها كل حين بأمر ربها... فالتف حوله رجال الدين الروحانيين ليقتبسوا من نمير علمه وغزارة معانيه... والتحق بنهجه الآلاف من المواطنين الذين عاشوا تحت نير العبودية والذل ليحررهم من أسرهم... جلس معهم وعلى موائدهم بتواضعه وجلاله وإيمانه يحدث كبيرهم ويحنو على صغيرهم ويهدهد أحلام أطفالهم... يبشرهم بغد واعد يشرق فيه فجر الحرية...
  كان استراتيجي التخطيط والتفكير... سبق أهل زمانه... وتوقع أحداثًا نراها الآن واقعًا وكأنه بيننا... شعاره الكلمة الطيبة فهي سر من أسرار معدن العظمة للوصول نحو عيش كريم، لأنها معبر وطريق إلى الوحدة بين أبناء الوطن الواحد... وعندما تتحد الأوطان بأطيافها وشرائحها تشكل قوة ردع كبيرة في وجه المحتل الغاصب...
 أعادك الله يا سماحة الإمام مكللًا بتيجان النصر وأكاليل العز والمجد...
يا مغيبًا عن الأوطان بجسدك...
يا حاضرًا فيها بروحك
 يا سيدًا موسويًّا سجلت الصدارة  في الكلام، والرفعة في المقام، والأنس في محافل الكرام، شهدت لك ربى عاملة إطلالتك البهية... وروى الحجر والمدر قصة جهادك وعشقك لجبل مغوار... كحل عينيه بصحابي جليل كان هناك يقف على أعلى قممه... حاملًا معه رسالة سمحاء عنيت به أبا ذر الغفاري...
 ليلتقي بعدها بدران...
بدر قادم من مكة ام القرى... وبدر من إيران...

source