بيروت: حظيت المعلومات التي نشرتها صحيفة نيويورك تايمز حول تخطيط الرئيس الليبي معمر القذافي لاغتيال ولي العهد الأمير عبدالله بن عبد العزيز باهتمام كبير في الأوساط اللبنانية الرسمية والشعبية وخصوصا في أوساط المسلمين الشيعة الذين يتهمون القذافي والنظام الليبي باختطاف زعيمهم رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الإمام موسى الصدر واثنين من مساعديه في بدايات الحرب الأهلية اللبنانية .
وتفتح معلومات الصحيفة الأمريكية في حال ثبوت صحتها الباب واسعا أمام شيعة لبنان لإعادة التركيز على قضية اختطاف الإمام الصدر ودفعها إلى الساحة الدولية بالتوازي مع قضية محاولة اغتيال الأمير عبدالله لتأخذ القضيتان ,حسب مرجع شيعي فضل عدم الكشف عن اسمه, طريقهما إلى محكمة العدل الدولية في حال رفض العقيد القذافي الاعتراف بما قام به.
وكانت المراجع الشيعية الرسمية والدينية قد صعدت من مطالباتها للنظام الليبي بالكشف عن مصير الإمام الصدر ومرافقيه وهددت باتخاذ إجراءات متعددة في حال عدم رضوخه لهذه المطالبة . وكانت معلومات من ليبيا قد أشارت في الشهر الماضي إلى استعداد القذافي العمل على حل قضية الصدر والتفاوض حول تعويضات أو ما شابه ذلك، شرط إقفال الملف وعدم ملاحقة ليبيا أمام القضاء. إلا أن الأوساط الشيعية رفضت التعامل مع هذه المؤشرات واعتبرتها غير جدية وغير مقبولة بالأساس القانوني والإنساني والسياسي، مؤكدة على حق الطائفة الشيعية بملاحقة مختطفي زعيمها بكل الوسائل .
وتعتبر المعلومات عن محاولة اغتيال الأمير عبدالله بمثابة دليل إضافي في يد لبنان والشيعة للتأكيد على حقيقة مخططات القذافي وأسلوب تعامله مع من يختلف معهم حتى في الرأي والتوجهات السياسية .
ويقول المرجع الشيعي السالف ذكره إن ما نشرته النيويورك تايمز يضيف دليلا جديدا إلى السجل الإجرامي للنظام الليبي الذي اختبره اللبنانيون طوال الحرب الأهلية وفي خلال الأزمات السياسية والأمنية التي عاشها الشعب اللبناني.
ويضيف أن قمة المؤامرة التي حاكها القذافي وأركان نظامه على الشعب اللبناني تمثلت باختطاف الإمام موسى الصدر في لحظة سياسية وأمنية في غاية الخطورة كانت تشهدها الساحة اللبنانية والتي كانت على مفترق طرق حاسم بين استمرار الحرب الأهلية أو وقفها وهو الأمر الذي كان الإمام الصدر يكرس جهده وحركته الإقليمية والدولية لتحقيقه حقنا للدماء.
ويتفق اللبنانيون شرقا وغربا على أن اختطاف وتغييب الإمام الصدر كان هدفه الأول والأخير الإبقاء على مشروع التقاتل الإسلامي المسيحي وذر المزيد من الحرائق في لبنان وجر أطراف إقليمية إلى الأتون الذي وعى الإمام الصدر أنه سيطال بناره جميع اللبنانيين و بعض العرب.
كما يتفق اللبنانيون على أن سياسة القذافي في لبنان كانت تقوم على أساس تذكية الحرب الأهلية بكل الوسائل العسكرية والمادية.
ويقول سياسي مسيحي عايش فترة الحرب الأهلية بكل تفاصيلها إن للقذافي تاريخا طويلا من المخططات الإجرامية على الساحة اللبنانية وإن الجميع يعرف كيف كان النظام الليبي يمول تنظيمات مسلحة ومجموعات إرهابية وأفرادا من اتجاهات مختلفة للعمل على تصعيد الموقف العسكري في جميع المناطق اللبنانية أو لتنفيذ أوامر باغتيال شخصيات تعارض الحرب الأهلية أو تدعو إلى السلم والمصالحة.
ويذكر السياسي المسيحي بان بعض المرتبطين بالنظام الليبي كانوا دائما على أهبة الاستعداد لخرق وقف إطلاق النار الذي كانت تتوصل إليه الأطراف المتصارعة في لبنان فقط من اجل عدم السماح بأي فرصة لوقف دورة العنف.
ويطالب السياسي المسيحي السلطة الرسمية في لبنان بفتح ملف التخريب الذي مارسه النظام الليبي في لبنان على مصراعيه لكشف كافة الحقائق خصوصا أن لدى لبنان الأدلة الدامغة على تورط القذافي باختطاف الإمام موسى الصدر . وتوقع أن يقوم بعض الأطراف التي تضررت أو التي تملك معلومات عن تورط القذافي في الحرب اللبنانية بتقديم شكاوى ضد النظام الليبي تزامنا مع الحملة التي قد تنشأ عن اتهامه بمحاولة اغتيال ولي العهد السعودي.
