مؤتمر (كلمة سواء) يواصل اعماله والمداخلات تؤكد على بناء الحرية

calendar icon 04 كانون الأول 2004

واصل مؤتمر (كلمة سواء) التاسع، جلساته امس في قصر الاونيسكو، بعنوان: موقع الحرية في الاصلاح والتجديد، بدعوة من مركز الامام موسى الصدر للابحاث والدراسات، في حضور السيدة رباب الصدر شرف الدين وعدد من رجال الدين والمفكرين والمهتمين.

وترأس الجلسة الاولى امين سر اللجنة الاسقفية لوسائل الاعلام الاب الدكتور يوسف مونس، الذي تحدث في كلمته عن الحرية، مشيرا الى انه عندما تموت الحرية يموت الانسان، العيش او البقاء ليسا هما البديل عن الحرية.

واضاف: في هذا العري الصادق الحر للعقل والقلب، وقف السيد الامام موسى الصدر، على حدود الجرأة الروحية المسكونة باصوات الاولياء والانبياء والقديسين، ليكون في لبنان طبق العيش المشترك الذي نتقاسم خبزه الحضاري والروحي والانساني، ونقدمه قربانا مثالا للانسانية، نحن اليوم نضيء سرج قلوبنا وعقولنا من روحه لتبقى دروب المستقبل منورة لنا، القضية اللبنانية هي قضية الحرية في هذا الشرق فلا كيان سياسي للبنان الا على بناء الحرية في جوهر الوجود اللبناني.

وتابع: في الفكر المسيحي، عندما اخذت مركبة النار النبي ايليا ورفعته الى السماء، كان ذلك في جبل الكرمل حيث ارتقى ايليا الى السماء وغاب، لكن قبل غيابه صرخ تلميذه اليشاع وقال له الى اين تذهب يا معلمي وتتركني وحيدا? اترك لي شيئا منك يعزيني ويعطيني من روحك وقوتك? فالقى اليه ايليا وهو في عاصفة النار وشاحه.

وختم: وهكذا نحن اليوم في ظل عمامة وعباءة الامام السيد نقول له ارم لنا بوشاحك ليضيء لنا في غيابك الوطن حرية وكرامة وقلوبنا رحمة وسلاما ومجتمعنا حضارة وتعايشا سلاميا، ليبقى لبنان اكثر من تراب، رسالة محبة، وحوار حضارات لكرامة انسان معمد بالحرية والكرامة والحب.

زكي الميلاد
ثم تحدث رئيس تحرير مجلة (الكلمة) السعودية زكي الميلاد عن مشاريع الاصلاح في العالمين العربي والاسلامي، الفرص والمعوقات، كما تحدث عن الاصلاح وتساءل هل دخل العالم العربي مرحلة الاصلاح? وكيف تكسب هذه الارادة والرؤية الواضحة? واشار الى انه توجد حقائق عدة لتحقيق ذلك.

وتساءل: من اين يبدأ الاصلاح، هناك من يقول انه ينبغي علينا ان نبدأ من الاصلاح السياسي? وهناك من يقول ينبغي علينا ان نبدأ من الاصلاح الديني? والحقيقة اننا في حاجة الى الاصلاح في هذين المجالين السياسي والديني وفي غيرهما ايضا كالاصلاح الثقافي.

واضاف: ان الاصلاح الحقيقي يبدأ من مصالحة الدولة مع الامة، وعودة الدولة الى الامة بعد ان اصبحت الدولة، كما يعبر البعض عن حق، ضد الامة وهذه هي اشكالية الدولة عندنا في مجالنا العربي.

وقال: لا شك ان هذا الاصلاح في حاجة الى برنامج منظم ومدروس بعناية، والمشكلة دائما ليست في القدرة على وضع البرنامج وانما في الارادة والعزيمة القادرة على تحويل البرنامج من مرحلة القوى الى مرحلة الفعل.

وختم: ينبغي علينا ايضا ان نبرهن عدم التعارض بين الاسلام والديموقراطية، وبين الاسلام والتقدم، وانه بالامكان قيام الديموقراطية في المجتمعات الاسلامية وفي ظل وجود الاسلام.

العريس
ثم تحدثت الدكتورة هلا العريس عن الحرية والتغيير السياسي. وقالت: ان رؤية التجديد والاصلاح يكون من زاوية الحرية، واشارت الى ان حرية الفرد تكمن في ان يمارس الانسان حقوقه الطبيعية بحرية على ان لا يخالف القانون ويضر بالاخرين وبالمجتمع.

واضافت: وفي الشريعة الاسلامية تنحصر في حفظ خمسة امور هي: الدين، النفس، العقل، النسل والمال، وحفظ هذه المصالح الخمس تؤمن في ما يتعلق بالدين حرية الانسان في حفظ عقيدته وعدم حرمانه من ممارسة حريته الدينية، اما حفظ الانسان في عقله فتتضمن حماية حقه في حياة كريمة لائقة تمنع عنه تعدي تجار المخدرات بنشر هذه المواد الخطيرة ومروجي الدخان، الذي اصبح يعتبر على المستوى الدولي، في النشرات الخاصة بالصحة الانسانية من وسائل الادمان، كما المشروبات الكحولية المطلوب منع مضارها عن الناس، وحفظ حق الانسان في حماية حياته تكون بمنع التعدي على نفسه وجسده وحفظ حقوق الانسان في حياة اسرية مستقرة تجعل قواعد انتظام الاسرة من الضروريات ومن الانتظام العام، كما ان جميع الشرائع اعتبرت ان حفظ اموال الانسان وحقه في التملك هي من الاساسيات، فمنع في الشريعة التعدي على مال الاخرين، واعتبرت من الضرورات واكلا لاموال الناس بالباطل، وهي من القواعد الوضعية من الحقوق الاساسية التي تحفظها اعلان حقوق الانسان والدساتير ومنها الدستور اللبناني، الذي اعتبر ان ملكية الفرد هي من الحقوق الاساسية المحمية فيه.

وختمت وهذه الحرية في الشرائع الدينية، وخصوصا الاسلامية كان اساسها عقائدي تعبدي يرتكز حول التعبد لله ومقاصدها الانسانية، حفظ مصالح الانسان الاساسية والضرورية على الارض مع تقديم مصلحة الجماعة على مصلحة الفرد.

حداد
والمداخلة الاخيرة كانت للدكتورة منى حداد يكن عن الاصلاح من خلال مناهج التعليم، فاشارت الى ان عناصر التعليم هي اربعة اسس: الانمائي، النفسي، الاجتماعي والمعرفي، وتقوم عناصر التعليم على المعلم النهج، والهدف والمنهج هو الطريق الواضح والسلوك البين والطريق المستقيم ولا بد من تخطيط للمناهج منذ المراحل الاولى، ويجب ان يكون المنهج ملائما للظروف الطبيعية والبيولوجية للانسان.

وقالت: المعلم يجب ان يتمتع بالخلق والتواضع والتمتع باحساسه بالمسؤولية وبالتدريب الصحيح، والتعليم يساهم بتشكيل العقل بدرجة كبيرة، والهدف ان كل عمل او نشاط من دون هدف يبقى هائما.

وختمت: ان امكانية الاصلاح تكمن في تدريب المعلم وضرورة السعي الى اتخاذ المعايير اللازمة لاصلاح مناهجنا من الداخل من خلال خبراتنا وتجاربنامركز الإمام موسى الصدر للأبحاث والدراسات

source