قال لـ"ابو عمار" لابقاء البندقية في وجه العدو وعدم الدخول في الحرب الاهلية
رفض عزل كمال جنبلاط للكتائب من "الحركة الوطنية" ودعاه إلى تواصل الحوار مع الجميع
الإمام الصدر طلب من بيار حلو عام 78 قبل سفره إلى ليبيا تشكيل كتلة نيابية تعني بشؤون المحرومين اللبنانيين
الحسيني يملك ورقة بخط الإمام الصدر يتمنى فيها المطالبة بتقسيم لبنان إلى محافظات وقيام النظام الانتخابي على أساس المحافظة الكبرى
عبد المجيد صالح: الإمام الصدر اعتبر السلم الاهلي افضل وجوه الحرب مع اسرائيل
رحلة الإمام السيد موسى الصدر طويلة في لبنان فالسيد الذي واجه الصعاب في هذا البلد منذ مجيئه عمل في تدريس الدين بمختلف فروعه واصوله اضافة إلى الفلسفة من "العاملية" إلى "الجعفرية" في صور إلى نادي الإمام الصادق إلى بدء العمل الشعبي الاجتماعي والسياسي مما حعله محط انظار المسلمين الشيعة خصوصاً واللبنانيين عموماً ازاء نشاطه المستمر طوال الساعات الـ24 في اليوم. حيث كان ينام لساعات محدودة على حد ما يقول مقربوه.
تميزت لقاءات السيد موسى مع مختلف قطاعات ونخب الطائفة الإسلامية الشيعية سياسيين من وزراء ونواب محامين مهندسين واساتذة جامعات وفهم تماماً ان اهمية تجميع الطاقات وتوحيدها في بوتقة سياسية موحدة للوصول إلى أهداف وغايات محددة.
الإمام موسى الصدر والمجتهد ابن البيت الديني "القمي" خريج المراجع وابن المراجع الدينية - السياسي .. القائد الشعبي اهتم ببناء المؤسسات من المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى إلى أفواج المقاومة اللبنانية "أمل" "حركة المحرومين". واعتبر ان العمل المنظم والمؤسساتي هو السبيل الوحيد لتنظيم شؤون الأمة وهنا تجدر الاشارة إلى طائفة الحرمان التي تحدث عنها السيد الصدر لم يفكر يوما أنها الطائفة الإسلامية الشيعية وحسب بل أكد ان هناك طائفة في لبنان تجمع بين كل الطوائف وينتهي اليها مواطنون من مختلف الطوائف اللبنانية دون استثناء في الجنوب وضواحي بيروت عكار والبقاع. هذه الطائفة التي تعاني من سياسة "أبن الست" و"ابن الجارية" في قضية الانماء المتوازن.
هل للإمام السيد موسى الصدر علاقة باتفاق الطائف وهل لهذا الرجل رؤية للوفاق الوطني والعيش المشترك والإصلاحات السياسية والقانون الانتخابي وشتى ما ورد في الطائف الذي اصبح دستورا للجمهورية اللبنانية الثانية والذي تجري الإساءة الرسمية لتطبيقه.
الإمام موسى الصدر اختطف عام 1978 لكنه وضع أفكار لو تمت مراجعتها في مسائل الإصلاح السياسي في لبنان والمواجهة مع العدو الصهيوني والعلاقات اللبنانية - السورية وقضية الحوار الإسلامي - المسيحي والعيش المشترك لوجدنا ان ما توافق عليه اللبنانيون في الطائف وما تجري الخلافات بشأنه اليوم تحدث عنها الإمام علماً انه العالم المجتهد في الدين الإسلامي لكنه وعى قبل غيره ان لبنان يعيش أزمة المواطنة ويعيش أزمة الإنماء والدولة العادلة التي تحقق التوازن الوطني والعيش المشترك وإنتاج الوفاق الوطني.
كما أكد في كل شاردة وواردة ان لبنان نقيض الوجود الصهيوني المصطنع في الدولة العبرية التي زرعت في المنطقة العربية اذ لبنان بلد الرسالة والرسالات بلد التعايش والعيش المشترك واسرائيل دولة عنصرية تريد اثبات وجودها من خلال القول للعالم ان امكان تعايش الديانتين العالميتين الإسلام والمسيحية غير وارد في بقعة جغرافية واحدة وفي حال استطاعت اسرائيل اثبات الأمر فانها تستطيع النفاذ لإنشاء دويلات دينية - طوائفية تعمد فيما بعد إلى تزعمها كونها الدولة الدينية الأكبر وهذا أهم الأسباب لتدخل إسرائيل وإشعال حرب الفتنة في لبنان.
لم يعط موسى الصدر حقه فقد تمت مواجهته سياسيا وحزبيا، فلم يبقى حزب يساري الا وهاجمه كونه رفض ان يكون يساريا لبنانيا وكذلك رفض ان يكون يمينيا لبنانيا بل أراد أن يكون وطنيا لبنانيا مؤمناً بربه وبقيام الدولة العادلة لا تمييز بين مواطنيها على أساس طائفي أو مذهبي.
فهبت قوى اليسار إلى اطلاق التهم ضده ولاقت الدعم وأحيانا كثيرة من منظمة التحرير الفلسطينية التي تزعمت الحركة الوطنية اللبنانية ومولتها ودعمتها ماديا ولوجستياً.
حينها قالوا عنه ابو "القلب الاسود" وحينما آخر قالوا انه "السافاك" كما حاربه رجال الدين فالقضية ان الرجل بدأ يأخذ الوجه البارز في الحياة السياسية منطلقا من طائفته التي عقد اجتماعات لشخصياتها في بيروت والبقاع والجنوب وكان حوله العديد من الشباب والوجوه البارزة كالشيخ عبد الامير قبلان، السيد حسين الحسيني، المحامي نبيه بري، الدكتور محمود رمضان المحامي احمد قبيسي وبالطبع لكل دوره عند السيد لكن الأهمية جمع الطاقات التي كانت كثيرة جداً وتنظيمها و"تأطيرها".
ففي البرج، برج البراجنة يحاضر محمود رمضان وفي الشياح يحاضر نبيه بري لأفهام الناس من هي حركة "أمل" ومواجهة الخصوم فكرياً وسياسياً فيما النائب حسين الحسيني يتولى الاتصال مع النواب والوزراء ويرتب الاجتماعات ويحاور ويتولى الترتيبات مع غيره من البقاع.
وفي الندوة الوطنية التي كانت المنتدى السياسي والفكري والثقافي يجتمع الإمام الصدر مع شخصيات البلد من مختلف الطوائف ثم يجول على كنائس لبنان محاضراً وحاضراً في ضمير الجميع.
الحقيقة ان مسيرة هذا "السيد" الوطنية طويلة ولم يكافأ بما قدم، بل جرى تجاهل قضيته وعدم الاكتراث لها ومتابعتها كما يفترض من الدولة اللبنانية واركانها.
أربعة وعشرون عاما غاب الصدر وما يزال مجهول المصير "رسمياً" فهو الذي قدم للبنان وللقضية العربية - المركزية أي القضية الفلسطينية الغالي والنفيس جرت مكافأته بتناسي قضيته التي تمس الإنسانية عدا عن صفته الشخصية والرسمية.
فال السيد موسى الصدر لبعض الجالسين معه في مسجد العاملية اثر مذبحة نفذت ضد اشخاص مدنيين "نحن لا ننتقم والله لو قتلوا ابني لا انتقم من بريء".
نصح السيد موسى المقاومة الفلسطينية بعدم الانزلاق في الحرب اللبنانية، وقال لـ"ابو عمار" يجب ان تبقى بندقية المقاومة موجهة نحو العدو الصهيوني والدخول في الحرب الاهلية سوف يؤدي بالمقاومة الفلسطينية إلى ان تكون طرفاً في ما لا يعنيها في الوقت الذي يجب أن يبقى جميع اللبنانيين مع المقاومة الفلسطينية في سبيل فلسطين".
إلا ان ابو عمار لم يقبل نصيحة السيد الصدر بل اعتبر انه لا يمكن أن يقف مكتوف الأيدي عندما يطلب منه حلفاؤه في الاحزاب الوطنية (اليسارية) الدعم من أجل محاربة قوى "الانعزال".
وعن قوى الانعزال، عندما اعلن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي رئيس الحركة الوطنية اللبنانية كمال جنبلاط عزل حزب الكتائب واعتباره انعزالياً رفض السيد موسى الصدر فكرة العزل وأكد على ضرورة تواصل الحوار بين جميع القوى اللبنانية لوقف الحرب وتجاوزها لأنها فتنة اسرائيلية تريد تحقيق اهداف ثلاثة:
1- تقسيم لبنان.
2- توطين الفلسطينيين.
3- ابتلاع الجنوب وضمه.
من هنا شدد السيد الصدر على ان تقوم الدولة بواجباتها نحو الاعتداءات الصهيونية في الجنوب ودعم السكان في الصمود والمواجهة وبذات الوقت كان يحارب الممارسات الفلسطينية غير المفهومة في الجنوب وباقي مناطق سيطرتهم لدرجة أنه أنشأ "هيئة نصرة الجنوب" كما أنشأ وشجع قيام تجمع نيابي، التقى مراراً مع ابو عمار ومن أهم اللقاءات في منزل الدكتور نسيب البربير وبحضور ابو "عمار" وصائب سلام وتقي الدين الصلح ونواب الجنوب وهناك قال صائب سلام لـ"ابو عمار" ان الاخوان في الجنوب متضايقون من التصرفات الفلسطينية التي لا تتلاءم مع مهمة المقاومة الفلسطينية التي يجب ان تجمع حولها الناس لا ان تنفرهم منها عبر التصرفات المشينة".
وهناك احتدم النقاش بين "ابو عمار" والرئيس تقي الدين الصلح حول العناصر غير المنضبطة وحيث انتفض "ابو عمار" وقال لـ"تقي الدين الصلح "نحن نمثل القوى الكبرى على الأرض ونمثل المقاتلين فأنتم من تمثلون؟".
فأجابه تقي الدين الصلح "نحن نمثل المقتولين.
شدد السيد موسى الصدر "سوف احمي الثورة الفلسطينية بعمامتي" وفي احتفال الاونيسكو الشهير قال لـ ابو عمار (ليكن بعلمك، يا ابا عمار ان فلسطين يحررها المؤمنون الشرفاء) كل ذلك اشارة إلى ياسر عرفات نتيجة التصرفات الفلسطينية التي اعتبرها مؤامرة على المقاومة الفلسطينية.
لبنان في نظر الصدر
بعد هذا العرض المختصر جداً لا بد من العودة إلى لبنان الذي اراده السيد موسى الصدر وجهة وعمل على أساسه في شتى الميادين الوطنية الداخلية - العربية والدولية. وبالعودة إلى مواقف الصدر وتصريحاته المسجلة والموثقة نجد ان السيد موسى الصدر حدد المشكلة الخطيرة والتي تتمحور بإسرائيل ووجودها وعنصريتها الدينية والصهيونية فوجد ان إسرائيل كيان مصطنع يقوم على التمييز العنصري وهو كيان زرع في المنطقة العربية ليعمل على تفتيت هذه المنطقة وتأجيج الفتن الطائفية والمذهبية لتبرير نظرية وجودها العنصري في المنطقة. ولامكان هذا التبرير لا بد من العودة إلى اخطط والمؤامرات واشعال الحروب الدينية والطائفية، ولا بد لهذه الدولة العبرية ان تجد ارضاً خصبة تعمل عليها، لذلك العامل الاسرئيلي لاشعال الفتنة من هنا دأبت باستمرار لتغذية الروح المذهبية و"ركبت" لمصالحها علاقات ادت إلى ما ادت وعليه فإن مواجهة المشروع الصهيوني لا تكون الا بالوحدة الوطنية وتعزيزها وترسيخها وهذا ما عمل الصدر وجهد للعمل من أجل تحقيقه عبر شروط عديدة أهمها:
1- الانماء المتوازن.
2- انتفاء الحرمان.
3- عدم التمييز بين المواطنين.
4- الاصلاحات السياسية والادارية.
5- رفع الغبن.
6- تحقيق ذلك يؤدي إلى قيام دولة عادلة.
تلك الدولة العادلة وفقاً لرؤية الإمام الصدر القائمة على عدم التمييز بين مواطنيها تؤدي إلى:
1- احلال المواطنية بدلا للطائفية.
2- تعزيز الانتماء الوطني بدلاً من الانتماء الطائفي.
3- يشعر المواطن ان الكفاءة الوطنية عي المرتكز وليست الكفاءة الطائفية والمحسوبية وتشكيل البطانات.
4- منع الفتن الطائفية والمذهبية عبر تعزيز الحياة الوطنية عبر مشاركة الجميع.
مسلمات الإمام الصدر ... الطائف
ومن ابرز مسلمات الإمام السيد موسى الصدر
1- لبنان وطن نهائي لجميع بنيه.
2- محاربة التقسيم.
3- محاربة التوطين.
4- مواجهة اسرائيل - عدوة جميع اللبنانيين المسيحيين قبل المسلمين.
5- العلاقات المميزة مع سوريا كونها الشقيق الاكبر وبوابة لبنان للعالمين العربي والغربي.
6- المشاركة السياسية في اطار العدالة الاجتماعية وعدم التمييز بين المواطنين وهذا ما عرف بالاصلاحات السياسية بما فيها قانون الانتخاب.
والرئيس حسين الحسيني كما علم من مصادر شاركته النقاش مع الإمام السيد موسى الصدر حول شكل الدائرة الانتخابية المفترض اعتمادها في لبنان الرئيس الحسيني يملك رسالة بخط الإمام السيد موسى الصدر يتمنى فيها المطالبة بتقسيم لبنان إلى محافظات وقيام النظام الانتخابي على اساس المحافظة الكبرى لمشاركة جميع اللبنانيين في إنتقاء ممثليهم في مجلس النواب وان لا يقتصر التمثيل النيابي عبر انتخابات تجري على اساس دوائر صغرى تعزز الطائفية بل المذهبية.
ودليل رؤية السيد موسى الصدر الوطنية لمعالجة القضايا الداخلية وفي طليعتها الاصلاحات السياسية اضافة للقضايا المطلبية للمحرومين. هي تلك الرسالة التي يتفاخر الوزير بيار حلو بوجودها الآن بين يديه والتي ارسلها له الإمام الصدر عام 1978 قبل سفره إلى الجماهيرية الليبية يطلب منه فيها تشكيل كتلة نيابية تفي بشؤون المحرومين اللبنانيين، ووضع الإمام الصدر الاسماء بعد ان كان نسق الامور مع امين عام حركة "أمل" آنذاك الرئيس حسين الحسيني. وتضم هذه الكتلة النيابية مسيحيين ومسلمين. وهذ دليل آخر على رؤية الصدر الوطنية لمعالجة الملفات اللبنانية.
وفي الوقت عينه يمكن رؤية بعض مسلمات السيد موسى واضحة البصمات في اتفاق الطائف، خصوصاً في قضية النظرة إلى لبنان كوطن نهائي وعروبته والاصلاحات السياسية والعلاقات المميزة مع سوريا. عندما كان يرى الجميع ان هذه العلاقات تسيئ إلى لبنان، فيما رأى الصدر أن العلاقات المميزة مع سوريا باب الخلاص للبنان، وتؤمن الامن والاستقرار.
والدليل الثالث في هذا الموضوع هو تأييد السيد للمبادرة السورية ومحاولة اقناع القيادات في الحركة الوطنية وعلى رأسها المرحوم كمال جنبلاط ومنظمة التحرير الفلسطينية وعلى رأسها ابو عمار في القبول بالمبادرة السورية لوقف الحرب الأهلية لكن جميعهم رفضوا دون الصدر الذي أصر على المبادرة السورية ودور الرئيس حافظ الاسد في وقف الحرب الأهلية. وهذا ما حصل الا ان المؤامرة استؤنفت ضد لبنان وشعبه برعاية اميركية (كسينجرية - اسرائيلية).
معظم الذين وقفوا ضد رؤية الصدر للعلاقة مع سوريا اعوام 75 -76- 77- 78 هم اليوم مع سوريا، واصبحوا يزايدون على الآخرين، بعلاقتهم المميزة وبدور سوريا المهم في وقف الحرب الأهلية ورعاية السلم الأهلي وثيقة الوفاق الوطني. وما رآه الصدر منذ بدايات عمله السياسي والفكري في لبنان اقتنع او أقنع به الآخرين في الاعوام الماضية فقط.
عبد المجيد صالح
يقول عضو المكتب السياسي لحركة "أمل" وهو من الجيل المؤسس عبد المجيد صالح ان نظرة الإمام الصدر نظرة وطنية لا يشوبها التباس ابداً. وهو اذا انطلق من الجنوب والبقاع والضاحية فلأنهم شكلوا المناطق الأكثر حرمانا سياسيا وانمائيا وخدماتيا ولان هذه المناطق عاشت حال الحرمان اليومي وكان لا بد للإمام أن يبدأ من بيته ويؤسس لهذا البيت ويدعو لانصافه وهذا ما جرى. لقد وقف السيد الصدر ضد حالات التقسيم والتهجير والقتل الطائفي والمذهبي على الهوية. كما وقف ضد الحرب ككل، وحتى لا تنسى الذاكرة، فقد اعتصم في مسجد العاملية ضد الحرب وشاركه في الاعتصام كل الذين يعرفون ان هذه الحرب هي تدبير اسرائيلي ومؤامرة اسرائيلية سقط البعض في براثنها.
يضيف عبد المجيد صالح، انه بذات الوقت اراد حفظ المقاومة الفلسطينية من الدخول في هذه الحرب الفتنة لان مهمة المقاومة الفلسطينية مواجهة العدو الصهيوني من أجل تعبئة طاقات الأمة في مواجهة المشروع الصهيوني المنطلق من فلسطين ولم ير وظيفة اقدس للمقاومة الفلسطينية لا في لبنان ولا غيره سوى الاستمرار في مواجهة العدو ولهذا السبب انشأ حركة "أمل" من أجل الدفاع عن المقاومة الفلسطينية وحفظ لبنان من التقسيم والتهجير والتوطين ازاء المخططات والمشاريع العاملة لتنفيذ هذه المؤامرة التي لن تقتصر على لبنان، بل سوف تمتد إلى باقي الدول العربية.
يتابع عبد المجيد صالح عضو المكتب السياسي لحركة "أمل": لقد رأى الإمام الصدر منذ البداية ان سوريا هي البوابة الطبيعية للبنان. وهي الدولة التي يرتبط فيها لبنان ثقافياً وتتداخل بينهما العائلات والروابط التاريخية، والتاريخ النضالي الواحد. ولمس رؤية وقيادة الرئيس حافظ الاسد وحكمته في معالجة القضايا والملفات الاستراتيجية وايمانه بلبنان الوطن القادر على مواجهة الصعاب. لذلك جهد السيد الصدر كي يقنع من في الداخل بأهمية الاعتماد على سوريا ومبادرتها في وقف الحرب واقامة علاقات مميزة مع هذه الدولة الشقيقة لان في التضامن والتعاون والتنسيق ما يحمي مشروع المواجهة ضد اسرائيل ويعزز قيام بذرة استراتيجية عربية موحدة لمواجهة المشروع الصهيوني، وقد انتصرت رؤية الإمام الصدر حيث استطاع لبنان عبر التنسيق والتعاون مع سوريا من دحر العدو الصهيوني. فالمقاومة التي اطلقها الإمام الصدر تابعت مشروعها في لبنان وان تغيرت تعريفاتها لكنها انطلقت بإشارة الإمام الصدر الذي شدد على مشروع المواجهة وهذا اساس قيام الحركة التي سرعان ما شكلت فرق الفدائيين في المواجهة ضد قوات العدو على تخوم جبل عامل. وانتصر مشروع الإمام الصدر في النهاية، في الرؤيا الداخلية وعلى صعيد العلاقة مع سوريا وعلى صعيد المواجهة مع اسرائيل والمشروع الصهيوني.
يتابع عضو المكتب للحركة بالقول: ان الإمام الصدر ركز على معادلة السلم الأهلي بين اللبنانيين لأن السلم الأهلي افضل وجوه الحرب مع اسرائيل.
