"السلاح زينة الرجال" شعار اطلقه مؤسس المقاومة الاسلامية وحامل مشعلها ورافع رايتها الأول الإمام المغيب السيد موسى الصدر .. عندما عز عليه ان تستباح الارض وتصبح رهينة قوى من غير اهلها، يوم كان السلاطين غفاة والناس من حولهم حفاة..
يومها يمم الإمام موسى الصدر وجهه باتجاه الجنوب وشعبه يشحذ الهمم ويدعو للثورة على الفساد والعدم وينفث في الشعب الحسيني روح المقاومة داعيا إلى الكفاح والتزين بالاسلاح لاسترجاع المبادرة والساح.
فتولد من بركته قائد واماما للمقاومة الحقيقية وترسخ بفضل هدايته الايمانية .. الايمان العميق عند كل جنوبي وكل وطني .. ولبناني. بأن الارض هي الكرامة والوطن هو الضمير ومن المعيب ان يعيش الانسان من دون كرامة أو ضمير.
فمع كل اشارة انتصار وبيرق خفاق لا بد ان نستذكر إمام المقاومين والمجاهدين موسى الصدر..
مع كل خفقة علم ووقفة بطل ومقاوم شريف وموقع دمر وسجن هدم ومع كل اسير محرر وحسرة ام وتفجع ارملة ودمعة يتيم تتراءى امامنا صورة الإمام القائد موسى الصدر..
في أبهى تجلياته وفي اسمى وقفات عزه وفي اعظم خطبه الداعية إلى اخذ زمام المبادرة في ترسيخ الايمان العميق لدى الانسان الجنوبي واللبناني من أجل التشبث بالارض واسترجاعها من انياب التنين بعد أن تأكد له عجز من كانوا في سدة القرار عن تحقيق الاماني وتجسيد الاحلام..
واذا كنا اليوم نشهد على هذا الانتصار الكبير المشرف، نشهد على هذه الولادة الحقيقية للوطن والاستقلال المعمد بدماء الشهداء والذي لم يكن نتيجة تسوية بين قوى الامر الواقع .. كما جرى من قبل .. فإننا نؤكد بأن كل ما شاهدناه وشهدنا عليه من انتصارات للابطال وانكسارات للاعداء ما كان ليتحقق لو لم يكن هناك إمام اسمه موسى الصدر طل علينا اطلالة انبياء، قال كلمته ومشى .. والناس على خطى اوليائهم سائرون.
اطل علينا الإمام المغيب موسى الصدر كما الوحي .. فكان لكلامه ولعظاته الاثر البالغ فينا فأدركنا بعد غيابه حجم الكارثة وهول المؤامرة فكان لا بد من الاسترشاد والهدي بما اوحى وما قال .. وما دعا اليه فكانت المقاومة على النسق الذي اراد والخط الذي رسم والطريق التي عبد فمن افواج المقاومة "أمل" إلى "حزب الله" وهم الغالبون الرسالة نفسها والهدف عينه والغاية ذاتها: لبنان الوطن .. الحرية .. الكرامة .. الضمير، فمهما تعددت الوجوه والالقاب ومهما تنوعت المشارب والاتجاهات وتبدلت القيادات والمسؤوليات يبقى الهدف واحداً والغاية موحدة في رسالة الإمام وكلهم ابناؤه من الرئيسين حسين الحسيني ونبيه بري إلى الإمام محمد مهدي شمس الدين وسيد المقاومة حسن نصر الله والشيخ عبد الامير قبلان إلى سيد شهداء المقاومة عباس الموسوي والشيخ عبد الكريم عبيد وراغب حرب ومصطفى الديراني وحسن قصير وغيرهم من القيادات المشهود لها بالتضحية والفداء من الاحياء في الحياة وفي الشهداء إلى كل مقاوم ومناضل ساهم في تحرير ذرة واحدة من تراب الوطن..
فمن هذه النخبة الحسينية التي هداها الإمام موسى الصدر ومن بطولاتهم المشهود لها بالتضحية والفداء ومن عطاءاتهم التي لا يرتسم لها حدود .. تحقق الانتصار وانبلج فجر الحرية .. وكان الاستقلال الحقيقي للبنان.
فاليك يا امامنا رجاءنا .. يا موسى الصدر اسمى آيات المحبة والتقدير والدعاء والتضرع لتشمل لبنان بمحبتك ورعايتك وحرصك وصونك في يوم تحرير لبنان، في يوم الانتصار على الشر المطلق "اسرائيل" كما قلت وإلى تحرير القدس ستبقى الرايات خفاقة والبنادق مرفوعة والعزم والايمان كرامة الانسان.