مؤتمر "كلمة سواء" الخامس، المقاومة والمجتمع المقاوم
(كلمات الافتتاح)
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله واصحابه الميامي.
فخامة الرئيس العماد لحود ممثلاً بمعالي الدكتور أسعد دياب،
دولة رئيس مجلس النواب ممثلاً بمعالي الدكتور أيوب حميد،
دولة رئيس مجلس الوزراء ممثلاً بسعادة محافظ الجنوب الشيخ فيصل الصايغ،
صاحب السماحة الإمام شمس الدين ،
أبتهل إلى الله تعالى ان يسبغ عليك بالصحة والعافية.
أصحاب السماحة والنيافة والسيادة والمعالي والسعادة،
أخواتي وإخواني.
على الحد الفاصل بين الزمنين، وقفَ الفارسُ الجنوبْ، سرج حصانه فرح الصبية بالعيد يسكب لون الحلم على هدب المعلب، وهو سيّدُ لُعبةِ الِلجام. دمعت عين حصان الفارس فتدحرج فوق مساحة ملعبه العناب· لم يأبه لشريط الشوك الحد المزعوم نفاقاً. فاجتازَ مساحات الشوكِ صَهيلْ. شد على لبنات جدار الاقصى، وانتَصَبَتْ قاماتُ الشهداءْ، تُلَوِّحُ لِلمجَدِ المُتجَذِّر في تُربةِ قانا·
يَحكي قصَّةَ أمجادِ عَباءَةِ مَنْ علَّمَ كُلَّ عباءاتِ
الأمَّةِ كَيْفَ تُصانُ الرَّاياتْ·
هو ذا النوُّرُ يُطِلُّ مِنَ المحراب المَفْطورِ
على عِشْقِ جَبيِنكْ. والسَّجَّادَةُ بَعْدَ صلاةِ الفَجْرِ
تَطُوفْ، تَلهَثُ خَلفَ خُطاك، تَفتَرِشُ
الفاصِلَ بَينَ الضِّفَّةِ والضِّفَّةْ، لتُصبِحَ
جِسرَ عبورْ، وَلِعينيكَ مساحةُ ما بعدَ
حدودٍ مُصْطنَعة، تبَحثُ عن أهل الشكوى
تزْرعُ فيهم إيمانَكْ، وَتُعلِّمُهُمْ لُغةً
وُلِدَتْ ابْجَدِيَّتُها فوقَ مساحةِ كربلاء.
يا رمل الصحراءِ لَعَلَّكَ تدري أنَّا لا نُخْدَعُ
بِسرابِكْ، كُلَّ مساحاتِ القَحْطِ وَقَدْ مَرَّ
عليها ظِلُّ عباءةِ سَيِّدِنا صارَتْ حُلْمَ الواحاتْ،
وَمَوطِيءُ قَدَمِ الاستشهاديِّ، مداهُ أوسَعُ
من كلّ صحاَري الذُّلْ، وقطرةُ دَمٍ نَزَفَتْ
من قَدَمٍ لامَسَتِ الشَّوْكَ على درب النَّصْرِ،
أعَزُّ مِنْ النفطِ المخزونِ لأسيادِ الدُمْيَهْ.
يا كُلَّ بساتينِ الليمونِ المشلوحة عند
مَصَبِّ النَّهر، وَقَدِ اعتدتِ عبورَ السيّدِ
كُلَّ صباحْ، عِنْدَ الاكمامِ الاسرارْ،
فَافْرِدْ أكمامَكَ يا شجرَ الليمونْ، لَعَلَّ نجومَ
الصبحِ الآتي تُدْرِكُ أنَّ الرَّاحة في تَعَبِ الانتظارْ·
يا مَوْجَ البَحْرِ وَمِلْحَ البَحْر، هل تُنْكِرُ كُلَّ مجاذِيْفِ
الصيادينْ الأملَ المشدودَ الى خيطِ الشَّبَكة،
وَهَلِ النَوّرسُ يُنْكِرُ أنَّ الرَّاحَةَ تكمُنُ حتى
فَوقَ الماءِ المتوالِدِ موجاً·
سَيِّدُنا علَّمنا أنَّ الفرحَةَ تُولَدُ مِنْ رَحِمِ الأوجاع·
أيها الإخوةُ والأخوات
في عِزِّ معركةِ التَّحريرِ التي قادَها وخاضَها حَمَلَةُ فِكْرِ الإمامِ الصَّدْرِ وسالِكو دربِه، أصرَّينا على لونِ مؤتَمَراتنا التي بَدَأتْ عامَها الخامِسْ لأنَّنا تعلمنا من مدرسةِ الإمامِ الصدر بأنَّ الزِّنادَ لا يَنْصاعُ إلا لِسبَّابَةٍ تآختْ مع القَلَمْ، ولأنَ وعيَ الرسالةِ كُلُّ الدَّربِ الى الهَدَف، وبعد تحريرِ الارضِ من رِجْسِ الاحتلالْ، نُصِّرُُ على اللون ذاته، لأننا تَعَلّمنا مِنْ الإمام الصدر بأن الحريةَ لا يَستَحِقُها إلاّ مَنْ مشى دربَها، ووعى مَضْمُونَها. آمنَّا بتحريرِ الجنوبِ أُولَى الأَولَويَّاتْ، وَعودَتِهِ الى حُضْنِ الوَطنِ غايةَ الغاياتْ، واليومَ وقد تَحرَّرَ وعادْ، فماذا عَنِ الامامِ الصَّدرِ وهوَ من كل لبنانْ ولكل لبنانْ·الامامُ الذي نَومُهُ كان الأَرَقْ، وهَمْسُهُ كان الضَّجيْجْ وَهُدوؤُهُ كانَ الحَرَكَةْ. أين نحنُ مِنْ قَضيَّتِهِ اليوم؟ وماذا فعلنا لهُ ولرفيقيهِ في الجهادِ والمعاناةْ؟ الا يَستحِقُّ منا أن يكونَ نومنا أَرَقاً وهَمْسُنا ضَجيجاً وهدوؤُنا حَركةً حتى يعود؟
أيها الإخوةُ والأخوات
وأنتُمْ تَطْرَحونَ فِكْرَ الامامِ الصدرِ في مؤتمركُمْ هذا سَتَتذْكرُونَ ولا شكْ، أنهُ القائِل:
"التعامُلُ مع إسرائيلَ حرام" و "لا يمكِنُ أن يبتَسِمَ لبنانُ ويبقى جنوبُهُ متألماً" وأَنَّهُ اعتصَمَ ضِدَّ الحربِ الفِتْنَةُ، وَغُيِّبَ لاستمرارِ الحربِ الفتْنَة، نتمنى على مؤتمرِكُمُ الكَرِيمْ أن يَخْلُصَ لا بِتَوصِياتٍ بَلْ بِقرار،وستكونُ لنا يومَ السبتِ صلاةٌ في مِحرابِ النَّصْرِ المؤَزَّرْ، وعلى أبوابِ النصرِ الآتي وِقْفَة، لِتكونَ عودةُ الأقصَيَيْنْ. والشكر والتقدير لكم جميعاً.
وفقكم الله ورعاكم والسلام عليكم ورحمة الله
السيدة رباب الصدر شرف الدين