إنّ توحيده لشيعة لبنان، وإعطائها هويتها، وايجاد جو العيش المشترك والاحترام المتبادل بين المقتدين بالمذاهب الدينية والسياسية في ذاك البلد من جهة، والوضوح في تعريف النظام الغاصب الصهيوني بأنه «شر مطلق»، وتحريمه للتعاون مع هذا النظام من جهة أخرى، وثم احترامه ومحبته الحميمة لقائد الثورة ومؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، في المجال الثقافي وفي كتاباته وفي مساعدته وتعاونه مع المناضلين الإيرانيين لمدة طويلة، أوجدت من هذا العالم الجليل، وهو الابن البارّ للحوزة العلمية في قم ولإحدى العائلات العلمية الكبرى من عالم التشيّع، شخصية شمولية. ولأجل ذلك كله، أظهر إمامنا الكبير الراحل تعلقه وتكريمه لهذه الشخصية المعززة منذ انتصار الثورة في مناسبات عدة.
لا شك أنّ حرمان الساحة في لبنان من حضور هذه الشخصية القيّمة الفذّة كانت ولا تزال خسارة كبيرة.
إنّ تكريم العالم الحكيم والمفكر السبّاق العلامة السيد موسى الصدر، هو عمل محمود يمكن أن يُعتبر تقديراً وشكراً على جزء من الخدمات والعطاءات التي قدّمها هذا العالم الخلاق والنشيط خلال قريب من عشرين سنة للشيعة وللبنان، في المجال الاجتماعي والسياسي.