«... في ذلك الوقت الذي كانت نشاطات الشيوعيين في إيران قوية، كانت تُنشر كتبُهم، وازدادت هجماتهم على الإسلام بشكل وقح، ووصلت وقاحتهم إلى اصدار كتاب بعنوان: (نكبهانان سحر وأفسون) يعني (حراس السحر والشعوذة) وبعنوان علماء الدين.. بدأت أصداء هذا الكتاب تتردد، وشعر الجميع بخطرهم (الشيوعيين) إذا ما استمروا بالانتشار على هذه الصورة، اتُخذ القرار بمواجهة الإعلام الشيوعي، واجتمعنا مع السيد موسى والسيد بهشتي وبعض الأصدقاء، وقررنا بأنه من واجبنا قراءة كتبهم ومعرفة ما يقولون، وبعدها نفكر بما نرد به عليهم. والحق يقال إنّ السيد في هذه الاجتماعات كان كالنجم يتلألأ، وبالتعاون معه تمكنا من تطوير هذا النشاط، وبجده تمكنا من نشر كتب ضد الشيوعية، واستطعنا أن نوقظ المجتمع إلى ما كان غافلاً عنه.
ولم يكتف الإمام بهذا النشاط، بل عمد إلى اصدار مجلة باللغة الفارسية وكان ترخيصها باسم «مكتب إسلام»، أي المجلة الإسلامية، حيث نشر فيها أهم دراساته في الاقتصاد والفكر الاجتماعي وقد انتشرت المجلة انتشاراً باتت معه من أهم المجلات في إيران.
السيد موسى الصدر من الأشخاص الذين أستطيع أن أشهد باجتهاده في سن الشباب هو والدكتور بهشتي حيث امتلكا النبوغ والاستعداد غير العادي والنشاط والذوق السليم ولهذه المواصفات لمعا في الحوزة بشكل سريع.