عندما تقرأ في فكر الامام السيد موسى الصدر تعرف حينها ان الفكر عند الامام هو الامام الذي يستدل به عالم المعرفة والابداع ويستشرف من خلاله الحاضر والمستقبل، فالامام موسى الصدر عالم تجلت فيه صفات المعرفة والنباهة فكان رجل الدين الحاضر في كل ساحات المجتمع والعارف بهموم الناس ومكامن الضعف ادرك ان التقرب الى الله يحتاج الى التقرب من الانسان فصاغ شعاره المعروف: ''ان هناك بعدان: بعد سماوي، وبعد ارضي، البعد السماوي وهو الله والبعد الارضي هو الانسان، فبقدر ما تقترب من انسانية الانسان بقدر ما تقترب من الله'' وهذا ان دل على شيء انما يدل على عمق فكر الامام وثقافته وعلمه الذي استطاع بفترة قصيرة من الزمن ان يحدث حالة التفاف حول طروحاته التي صاغ من خلالها مستقبل لبنان وطن التعايش والمحبة السلام فرام حقيقة ان الوطن لا يمكن ان يقوم الا بجناحيه المسلم والمسيحي فأطلق صرخته التي دوت في ضمير كل وطني حر وشريف ''التعايش الاسلامي المسيحي ثروة يجب التمسك بها''.
وراح الامام يجسد كلماته الى فعل وعمل منطلقاً من آيات الباري عز وجل: ''قل اعملوا''، ''وما ارسلناك الا رحمة للعالمين''.دخل من باب امير المؤمني عليه السلام أأقنع من نفسي ان يقال هذا امير المؤمنين ولا اشاركهم مكاره الدهر''. فبدأ سماحة الامام بانشاء الجمعيات وتأسيس المعاهد للتخفيف عن كاهل الفقراء والمعذبين ومطالباً بانماء المناطق المحرومة محذراً الدولة من مغبة الاستمرار في التغاضي عن ازاحة الحرمان عن هذه المناطق بدءاً من عكار وصولاً الى البقاع والجنوب وكل اماكن البؤس والحرمان مطلقاً نداءه الشهير: ''اعدلوا قبل ان تفتشوا عن وطنكم في مقابر التاريخ''. كان الامام في حراك دائم ودؤوب على مساحة كل الوطن لانه ادرك ان وحدة لبنان وعيشه هو السيل الوحيد الذي نستطيع من خلاله مواجهة الاطماع الاسرائيلية في تفتيت لبنان وشرذمته ليكون فريسة سهلة لذا نجد في قول الامام: سلام لبنان افضل وجوه الحرب مع اسرائيل.وكان الرافض المعتصم والمتظاهر الثائر من اجل منع وقوع الفتنة الداخلية وجر البلد الى الحرب الاهلية لان المستفيد الوحيد هو العدو الاسرائيلي فبدأ بالقاء المحاضرات واقامة الندوات في الجامعات والاندية كما في الاندية كما في المساجد والكنائس لا يفرق بين منطقة واخرى او طائفة او دين جل همه توحيد الكلمة وصون وحدة لبنان، وطن نهائي لكل ابنائه وحفظه من طروحات التقسيم والتوطين التي سعت اسرائيل جاهدة من خلال بعض النفوس الضعيفة عبر سنوات المحنة التي عصفت بلبنان على تحقيقه ولكن شجاعة الامام ومواقفه جعلت تحف قيق هذا الامر من المستحيلات حينها شعرت اسرائيل بخطورة وجود الامام عائقاً اساسياً وسداً منيعاً في وجه مخططاتها فامتدت يد الغدر والخيانة المتمثلة بطاغية العصر معمر القذافي وخدمة لاسياده في الكيان الصهيوني على تغييب الامام عن ساحة وطنه وجهاده عل في ذلك من سبيل لتنفيذ المؤامرة والهدف المنشود. ولكن كان الامام فكراً وعقيدة تجسدت في نفس كل مخلص وشريف من ابنائه واضحى الامام في غيابه حاضراً وكانت مقاومته التي زرع بذورها افضل واصدق تعبير في مواجهة اطماع اسرائيل التي اندحرت خائبة يائسة تجر اذيال الهزيمة والعار وكل ذلك بفضل فكر الامام وجهاده.