حلت السيدة رباب الصدر رئيسة مؤسسات الإمام الصدر ضيفة على تلفزيون تيلي لوميير في برنامج حوار وجسور من اعداد وتقديم الاستاذ رامز سلامة، تحدثت فيه عن نشأتها ونشاط مؤسسات الإمام الصدر بالإضافة إلى شخصية الإمام الصدر وتأثيرها في المجتمع اللبناني.
رامز سلامة: اعزائي المشاهدين أحييكم من برنامج "حوار وجسور" من تلفزيون "تيلي لوميير". ضيفتنا اليوم هي السيدة رباب الصدر. أهلاً وسهلاً سيدة رباب.
السيدة رباب الصدر: أهلاً بك.
رامز سلامة: السيدة رباب الصدر هي شقيقة الامام موسى الصدر، هي رئيسة جمعية مؤسسات الامام الصدر، مولودة في ايران حيث نشأت ولاحقاً حضرت الى لبنان حيث تزوجت من الاديب السيد حسين شرف الدين من صور. بداية سيدة رباب، احب ان اطلب منك اذا كان ممكناً ان تحدثينا عن البيت الذي نشأت فيه وعن طفولتك في ايران؟
السيدة رباب الصدر: إسمح لي في البداية أن أقدم تحية واحترام ومحبة لتلفزيون التيلي لوميير, التلفزيون الحلو والمميز وأنا معجبة بهم وأحيي هذا العمل الكبير وبإمكانات متواضعة, الله يعطيهم العافية ويقدّرهم ليقدموا أكثر. وشكراً لك لهذا العمل الجميل وهذا اللقاء المميز. بالنسبة للمنزل الذي نشأت فيه والبيئة التي نشأت فيها. والدي السيد صدر الدين الصدر هو من كبار المجتهدين في مدينة قم, وهو من المراجع العلمية والفكرية الذي يُقلّد, الناس يُقلّدونه في المجتمع الاسلامي وخاصة الشيعي لأنّ الشيعة لديهم مجتهدين ويختارون المجتهد العالِم المفكّر ويقلّدونه، وفي كل قضاياهم الدينية والفقهية يتبعون هذا الشخص.
والدتي هي بنت المرجع الأكبر أيضاً السيد حسين القمي رحمة الله عليهم جميعاً. فكذلك السيد حسين القمي كان في زمانه رجلاً مجاهداً كبيراً, فكراً وديناً. طبعاً أنا اذا أردت أن أتكلم الآن عن سلالة آل الصدر فأريد وقتاً طويلاً، فأنا سأختصر.
أستطيع أن أقول أنّ آل الصدر خلال ألف سنة كانوا علماء, مفكرين, مجاهدين, شهداء, مفقودين, مقتولين, أسرى هكذا قضوا حياتهم لأنهم دائماً كان لديهم موقف حق. والانسان الذي يتكلم الحق والذي يأخذ موقف حق إذاً سيدفع الثمن. كان عندهم هجرات علمية, كانوا يهاجرون من منطقة الى منطقة مثلاً في البدايات كانوا يقيمون في منطقة كسروان, هاجروا وذهبوا الى الحجاز. رجعوا من الحجاز الى جبل عامل جنوب لبنان, ومن جبل عامل ذهبوا الى العراق, رجعوا من العراق وذهبوا الى ايران, ومن ايران عادوا الى لبنان. فهذه حلقة متصلة طبعاً أجيال وليس نفس الأشخاص, يعني الجدود كانوا في هذه الفترة في هذه المنطقة وجدود آخرين كانوا في تلك المنطقة.
أنا أستطيع أن أخبرك عن جدنا الرابع السيد صالح في بلدة شحور قضاء صور. كان السيد صالح موجود في هذه القرية، وفي أيام الحكومة العثمانية كان الجزار هو المسؤول. كان قاسياً في حكمه وكان هناك قساوة أكثر على العلماء رجال الدين وكان جدنا تحت ضغط كبير جداً فطبعاً لا يستطيع أن يسكت عن موقف الحق...يجب ان يستمر. فيقتلون له ابنه أمام عينيه, وهناك بركة موجودة في شحور وما زالت موجودة... فهذه علامة وكل الناس يتكلمون بها أنه هنا قتلوا ابن السيد صالح. فبعد قتل ابنه يسجنونه في سجن عكا, يُسجن فترة ويُقال أنه حصلت معجزة وهو خرج من السجن وذهب الى العراق. طبعاً نحن نفسرها بطريقة أخرى فهو رجل متدين مؤمن لديه هيبة فممكن ان يكون طلب من السجان أن إفتح الباب فتأثر تحت تأثير هيبته, انسان عالم مظلوم.. وما منعه من الخروج وذهب هو.. وفعلاً هاجر الى العراق وفي العراق أسّس وللآن آل الصدر موجودون في العراق ويمارسون مهمتهم الدينية.
أبي هاجر من العراق الى ايران وتزوج والدتي التي هي ابنة المجتهد الكبير السيد حسين القمي فنحن وُلدنا في ايران, بعد فترة رجع الى العراق, بعض أخوتي وُلِدوا في ايران وبعضهم في العراق. فسبحان الله بعد سنوات طويلة الإمام السيد عبد الحسين شرف الدين هو من رجال الدين الكبار في الطائفة الشيعية وكان في مدينة صور زعيم الطائفة الشيعية, فدعا الإمام الصدر أن يأتي الى لبنان وطلب منه عندما يفارق الحياة، أن يأتي هو ويتسلم شؤون الطائفة الشيعية.
فأتى الإمام الصدر على لبنان. بعد سنتين تقريباً أتينا لنزوره أنا ووالدتي وأختي. أختي أيضاً هي زوجة الشهيد محمد باقر الصدر الذي قتله صدام هو وأخته منذ سنوات مضت. فأتينا الى لبنان وأتى السيد محمد باقر الصدر الى لبنان وتزوج في لبنان وأنا أيضاً كان هناك نصيب وتزوجت زوجي السيد حسين شرف الدين وطبعاً سكنت في صور وعندي أربع أولاد ومن البدايات بدأت بجانب الإمام الصدر في العمل الاجتماعي فيما يرتبط بالنساء.
رامز سلامة: شكراً شكراً. أريد أن أسألك أنتِ سيدة مؤمنة والايمان هو ما يُسيّر حياتك, هل الايمان لازمك منذ صِغرك ونما معك بشكل متواصل أولاً, وثانياً هل لأشخاص معينين فضل خاص في نمو ايمانك الشخصي؟
السيدة رباب الصدر: أكيد أنا وُلِدت في منزل متديّن ديني ملتزم فعلياً ومنفتح على الآخر ففعلاً الله أنعم عليّ أن أتلقى الايمان منذ ولادتي أو منذ تكونت في بطن أمي. فطبعاً وُلدت في منزل ديني ملتزم وتعلّمت منذ الصِغَر, الإيمان، أستاذ رامز لا يستطيع أن يأتي فجأة, لا يستطيع, الايمان ينمو مع الانسان يعني مثلما الطفل يكبر ويحتاج ان يكون حوله الجو الايماني أو الحديث الايماني او التربية الصحيحة الايمانية حتى يتغذى مثلما يتغذى بالغذاء الذي يحتاجه جسمه, روحه تحتاج للغذاء الايماني. فأنا تربيت في هذا البيت وطبعاً أيام الطفولة يختلف الايمان عن الأيام التي يكبر فيها الانسان, أيام الصبا والشباب, يرجع ويعود الوعي والنُضج ولأنّ هناك خلفية في الأساس يصبح هناك التزام وتمسّك؛ الى جانب أنّ كل انسان لديه قدرات أو أستطيع أن أقول اكثر من هكذا يعني كل انسان يستطيع أن يعمل هو على نفسه يعني ما أخذه في بيئته وعائلته وتربيته يستطيع هو أن ينميها ويوسعها ويكبرها ويوصلها الى رُقيّ أعلى مستويات.
الايمان درجات أستاذ رامز, يعني ممكن ان يكون هناك ايمان سطحي يكون بالكلام, بالحديث الجانبي وممكن يكون هناك ايمان واقعي, في أعماق القلب, يرافق الانسان في كل مراحل حياة الانسان. يعني الانسان المؤمن بالله سبحانه وتعالى في كل حركاته يكون الله موجود في قلبه يمكن لا يكون يذكره, يمكن لا ينتبه, ولكن هو موجود في قلبه اذا تكلّم, اذا عمِل, اذا زَعِل, اذا غَضب, اذا يريد ان يواجه احد, اذا يريد ان يحبّ, اذا يريد ان يعمل, لأنّ في الغضب يرى ربه بغير طريقة, وفي الحب يراه بشكل آخر, بالعمل ... أو يكون في موضع صعب جداً أيضاً يرى ربه بشكل آخر. كل هذا يرجع الى كيف يكون الايمان بداخل الانسان, هل هو ايمان حقيقي أم ايمان..؟؟؟
أنا تأثرت فعلاً بايمان والدتي, سيدة فاضلة مؤمنة محبة حنونة مسامحة تأخذ الأمور ببساطة تحلّ المشاكل بأخلاق جميلة, بسهولة ربما كان هكذا وربما هكذا فدعونا نأخذه بالشكل الأحسن يعني تُحلل الأمور على المحمل الأفضل. لا تُكبر... لا تضع احتمالات سيئة فأخذت هذه الحالة منها. والدتي رحمة الله عليها كان قلبها كبير للجميع, هي سيدة ملتزمة ومحجّبة ومتدينة ولكن كانت تطلّ على الرجال وكانت تتكلم معهم وتحلّ لهم مشاكلهم وتشاركهم.
والدي كنت صغيرة جداً عندما تُوفّي ولكن حتماً أنا آخذة شيء منه, لا يمكن الطفل يعيش مع أبوه سلوكه, يتكلمون كثيراً عن التقوى التي كانت عنده. يعني عاش كمرجع كبير, رجل له وزنه وحضوره ولكن ما صدّر نفسه حتى يكون الزعيم الديني, كان مع الناس, كان يهتم بشؤون الناس ويحل لهم مشاكل الناس.
مضت أيام على ايران كانوا يسمونها قحط في الحرب العالمية. كان عمله فقط أن يؤمن المواد الغذائية للمنطقة باتصالاته الخاصة, بتواصله... غريب على رجل دين أن يعمل هكذا عمل. لأنه عادةً رجال الدين يجلسون في غرفهم, مع كتبهم, بتعاطيهم لهم نمط معين في حياتهم.
فوالدي لم يكن يعيش هذا النمط الذي يعيشه المراجع ربما هذا السلوك أثّر على الإمام الصدر وأثّر عليّ وعلى الباقيين. فتشعر أنّ منزلنا منزل ديني مختلف عن باقي رجال الدين.
رامز سلامة: شكراً هل أستطيع أن أسألك ما هي الآية في القرآن الكريم التي هي محببة أكثر الى قلبك؟
السيدة رباب الصدر: كثيراة أستاذ رامز. ولكن أنا بحكم أنني أعمل وألتقي في الناس. يعني يكون هناك أمور يجب أن أحلها ويجب أن أواجهها يمكن أقول أكثر شيء هذه الآية التي سأقولها أستعملها ولكن الآيات كثيرة:
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم وبسم الله الرحمن الرحيم
" ربّي اشرح لي صدري ويسّر لي أمري واحلل عقدةً من لساني يفقهوا قولي" صدق الله العظيم.
هذه الآية أكررها في قلبي لأن هذه الآية تعطيني قوة وبصيرة, تفتح لي الطريق, أشعر أني انكشفت أمامي الكثير من الأمور واستطعت أن أعرفها وأحسها وأقوم بها بشكل صحيح وأنجزها بالشكل الذي أتمناه.
رامز سلامة: شكراً. المؤمن يرغب دوماً أن يتواصل مع الله, ممكن أن أسألك كيف تتواصلين مع الله في حياتك الايمانية؟
السيدة رباب الصدر: التواصل مع الله، أستاذ رامز، ممكن بكل الطرق. ممكن يكون وأنا أصلي صلاة الواجب "إياك نعبد و إياك نستعين إهدنا الصراط المستقيم" هذه الصلاة اليومية التي نصليها خمس مرات يومياً.
ممكن يكون عبر أدعية خاصة. أيضاً الانسان يناجي ويتكلم. وممكن يكون هناك حالة ايمانية خصوصية كثيراً ربما لا أستطيع أن أعبّر عنها يعني بهذه اللحظة أحكي معه وأشعر أنه أقرب لي من أبي وأمي وأولادي وكل الناس, لا أرى غيره ولا أشعر الا به وأتكلم معه.
أستاذ رامز هكذا حالات أو هكذا طقوس يجب الواحد أن يتحضر له, يجب أن يتدرب, يجب أن يكون هناك تأهيل نفسي حتى يستطيع أن يصل وأن يشعر أنه يرى الله, يرى الله في كل مكان, في كل شيء, في كل المخلوقات, في كل النِعم التي أعطانا اياها. هو أعطانا نِعم كثيرة. أنا أشعر مرات أن الذين يغلطون في حياتهم أو يخطئون.. هؤلاء لا يستطيعون أن يروا الله، لأنهم اذا رأوه لا يمكن أن يخطئوا, وعندما يحبونه سيحبونه حب عشق وليس حباً عادياً. ليس هناك غيره, هو المحبوب هو الذي الانسان يعمل حتى يصل له. الوصول الى الله سبحانه وتعالى لا يتمّ فقط في الصلاة والدعاء, الوصول الى الله يجب ان يكون هناك عمل, ممارسة, يجب ان يكون هناك حسّ يجب ان يُخرج البغض والحسد والأفكار السيئة, الشائبات يجب ان تكون نفسه نظيفة جداً, يجب ان تكون النفس صافية وذكية جداً.
يعني هذه الأمور لا يمكن ان تصلح. يعني اذا توسّخت ايدينا لا تذهب الا بالصابون والماء ونضع الألكول فكيف اذا بالنفس اذا توسخت. فتوسيخ النفس.. تنظيفها أصعب بكثير من الجسم. الجسم يستطيع الانسان تنظيفه بسرعة، ولكن النفس اذا توسخت صعب جداً ان تتنظف تحتاج الى ممارسة وحس وايمان، وتحتاج الى تركيز ومناجاة مع الله, تحتاج الى الكلام دائماً مع الله, يحكيه الانسان كأنه يراه وكأني أراك وتسمع, أنت يجب ان تعمل وتهتدي الى جانب انه يجب ان يطلب الانسان منه حتى يهديه الى صراط مستقيم.. لأنّه نحن، أستاذ رامز، معرضون دائماً الى الانحراف, اذا تركنا أنفسنا قليلاً ولا نعرف ما نقول, لا نعرف ما الكلام الذي ينطق به لساننا, لا نعرف ما الفكرة التي تأتي بسرعة الى ذهننا لأن الانسان سريع جداً, أسرع من كل الآلات التكنولوجية التي اخترعوها اليوم, الذهن والفكر أسرع من كل هذه الأمور يعني يمكن بطرفة عين واحد يصبح مذنب, يصير مأثوماً لأنه فكّر واحتمل. فكّر تجاه هذا الشخص فكراً خاطئاً اتهمه في نفسه, فأصبح هو مأثوماً أصبح هو مخطئاً لذلك نحن نحتاج ان نراقب أنفسنا كل ثانية, نتكلم مع الله ... لأنك أنت (الله) اخبر فينا ونحن نطلب أن نكون من عبادك الصالحين ونطلب ان نكون من الناس المخلصين اذاً انت ساعدنا, أنت افتح لنا الطريق حتى نمشي في هذا الطريق حتى نكون الانسان الذي تحبه انت, الانسان الذي تكلمت عنه انت, من وجودك أعطيت في وجودنا. هذا الوجود يجب نحن ان ننميه, يجب ان نتركه يكبر ويكبر حتى يصبح قطعة من الله منه هو بالذات. وهذا الطريق الذي أنا أتكلم فيه باختصار حتى لا أكثر الكلام, هذه الممارسة, هذا النمط من الحياة هذا طريق الى التكامل, التكامل نحو الله. لا يمكن ان نسير في هذا الطريق الا بهذا الممارسة, بهذه العقلية, بهذا الحس, بهذا التفكير أبداً.
الطريق الذي يحكي عنه كيركاغورد يقول الطريق ضيق والعبور على هذا الطريق صعب جداً.
رامز سلامة: سنصل الى كيركاغورد، ولكن قبلاً أريد أن أسأل سؤالاً- اذا سمحتِ- عن الإمام موسى الصدر. حضرتك شقيقته، والإمام مُغيّب منذ حوالي ثلاثين سنة. أكثرية اللبنانيين سمعوا عنه لكنهم لا يعرفونه. كيف تعرّفين اللبنانيين اليوم عن شخص الامام وعن فكر الامام؟
السيدة رباب الصدر: يعني اذا أراد الشخص ان يحكي عن الإمام الصدر يريد ساعات ولكن اقول باختصار انه هو انسان بكل معنى الكلمة, هو انسان يشعر مع كل فرد, مع كل انسان, يشعر مع معاناة الناس, يشعر بمشاكل الناس, يشعر بالحياة الصعبة التي يعيشها الناس.
منفتح يعترف بالآخر, أول رجل دين مسلم ذهب الى الكنائس، خاطب في الكنائس، عنده خطابه المشهور بكنيسة الكبوشية, رجل دين مسلم بأيام صيام اخواننا المسيحيين, يعمل عظة ويحكي حديثاً، كأنه يتكلم مع المسيحي وهو المسلم ويتكلم عن الاسلام والمسيحية في آن واحد.
الإمام الصدر ربما تمر مئة سنة أو مئتين سنة حتى يأتي شخص مثله, اذا تحدثت عن كيف كان مع عائلته, كيف كان هذا الانسان العاطفي المسؤول تجاه اولاده, اولاد اخته, اولاد اخيه, كان رجلاً مسؤولاً مُرشداً, مُعلّماً, حقيقةً، كان قائداً بكل معنى الكلمة، هو للمجتمع, هو للدين, هو للمتدينين, هو لغير المتدينين.. يحضنهم، يرشدهم يطلب منهم ان يهتدوا الى الصراط المستقيم, يهتم بغير المتدين أكثر, ما كان يفرض على السيدات اللواتي لم يكنّ محجبات اذا يُرِدن أن يأتين للمقابلة, يجلسن معه, يقول لهن (ابقوا على راحتكم, مثلما أنتم تؤمنوا). ولكن كن يأتين يجلسن معه ويرجعن ويهتدين ويلبسن(الحجاب).
فهذه الطريقة التي كان يتعامل معهم كانت الهداية السريعة لهن. وحتى الآن هو موجود في قلوب اللبنانيين الذين يعرفونه, ومثلما تفضلت منذ ثلاثين عاماً تقريباً يعني ثلاث اجيال اتت ولم ترَ الامام الصدر ولكن هؤلاء الاجيال الثلاثة سمعت عن الإمام الصدر ...وسبحان الله يحبونه ويعرفونه لأنّ آبائهم وأمهاتهم يخبرونهم عن الإمام الصدر. يتحدثون عن أخلاقه, عن تصرفاته, عن تعاطيه في المجتمع, لو ترى فقط عندما تلتقي الناس كل واحد يتكلم معك وكأنّ الإمام الصدر كان له فقط وليس لغيره. انظر الى القدرة، القادر ان يصل ويتواصل مع الناس, هذا التواصل الحقيقي مع كل فرد ان يكون لهذه الدرجة ان كل واحد يقول كان معي كذا وكذا..
رامز سلامة: بكلمتين ماذا تظنين كان قلب رسالته الى اللبنانيين اليوم؟
السيدة رباب الصدر: أنا أعتقد أنّ الكثير من أفكاره الآن نُفّذت وخاصة في الأحداث الأخيرة التي مرّت. هذا الجهاد الكبير وهذه المواجهة مع اسرائيل هذا ليس قليلاً ولا يستطيع أن يأتي في عشية وضحاها. هذا مثلما ذكرت يجب ان يكون هناك تربية وجوّ, يجب ان يكون هناك خلفية وأرضية. أنا أعتقد من هذه الناحية أفكار الامام الصدر موجودة وهناك أناس موجودون اليوم من خلال مؤسساتهم يعملون من خلال افكار الامام الصدر, وأيضاً ربنا أنعم علينا أننا نكمل طريقه ولكن اذا كان هو موجوداً أنا أقول ربما كان وضع لبنان بشكل عام مختلفاً, وضع العالم العربي بشكل عام مختلف. لأن الرؤية التي كانت عنده للأمور يمكن كان سابقاً للناس بعشرين سنة وبثلاثين سنة للأمام فأكيد اذا كان موجوداً لكان الوضع مختلفاً كثيراً.
رامز سلامة: سيدة رباب حضرتك تحضرين أطروحة دكتوراه عن الفيلسوف الدانماركي كيركاغورد الذي عاش في النصف الأول في القرن التاسع عشر والذي معروف انه كان مفكراًَ مسيحياً ومفكراً مثيراً. ما الذي دفعك الى ان تهتمي بهذا الشخص وبفكره؟
السيدة رباب الصدر: في فترة الماجستير ضمن المواضيع التي تختارها الجامعة ويختارون الفلاسفة. انا اختصاصي فلسفة, دراساتي كلها فلسفة فكان هناك سبعة فلاسفة درسناهم من جملتهم كيركاغورد.
أنا لفتت نظري الطريقة التي يتكلم بها عن المسيحية. مختلف عن البقية، وكأنه عنده جرح في نفسه ويخاطب كل المسيحيين أن اعبدوا الله بهذه الطريقة وليس بالطريقة التي تعبدونه. الى جانب انني كنت اسمع عنه من خلال كتب اخرى ان هذا ليس متديّناً, ان هذا فيلسوف وجودي, مادي وليس متديّناً. أنا الحقيقة صار عندي مثل حالة شفقة أن هذا الانسان المتدين المؤمن يُقال عنه هكذا وهو الآن في ذمة الله أنا أريد أن أبحث عنه وأريد أن آخذ له حقه. فتقريباً قرأت ما بين الـ12 والـ15 كتاب. مع الأسف ما كنت أجد في اللغة العربية مثل ما أنا أريد, وفي الحقيقة ما كتبوا بحقه جيداً يعني يسردون التاريخ كذا كذا ولكن يتكلمون اشياء ليست جميلة بحقه, زاد عندي العزم.
استطعت أن أجمع معلومات غنية جداً باللغة الفارسية فوجدت في ايران كتب من أحلى الكتب مترجمة باللغة الفارسية وأتيت بها وطبعاً اعتمدت على اللغة الانكليزية ولي صديقة تعرف اللغة التشيكية وكذلك الأمر استعنت بها.
كيركاغورد متديّن مؤمن, صوفي, يطلب من الذي يريد ان يكون مسيحياً يجب ان يعمل كثيراً على نفسه يقول: الطريق الى الوصول الى المسيح ضيّق بهذه العبارة التي أقولها بالضبط. صعب الوصول له كثيراً, الذي يريد ان يصل الى هذا الطريق يجب ان يؤهّل نفسه, يجب ان يكون صادقاً, نظيفاً, لا يكذب, يجب ان يكون بكل لحظة مستعداً للموت. يجب ان يكون حاضراً دائماً للدفاع عن الحق.
أقرأ لكيركاغورد وسبحان الله وأنا أقرأ يخطر في بالي أمام الكلام هذا، آيات قرآنية. أضع آية قرآنية أمام الكلام الذي تكلم عنه كيركاغورد فكيف يمكن لهكذا انسان ان يكون فيلسوفاً مادياً. فأنا معجبة به كثيراً وأنا عبري درّجته وحبّبت الآخرين فيه, الذين كاتبتهم وتحدثت معهم واستعنت بهم يعني هناك أناس عملت معهم فصار هناك اهتمام بكيركاغورد من وراء هذا الأمر فواقعاً الشيء بالشيء يُذكر. يمكن هناك أناس مظلومون في حياتهم, علماء مفكرون, رجال الدين, شعراء, أدباء, هؤلاء يكونون مظلومين في حياتهم, أحياناً يلبسونهم تهمة ولا أحد يسأل عنهم ولا يدافع عنهم وتأتي الأيام والتاريخ يكتبه، كان هكذا. يعني هذا ليس أول واحد يحدث معه هكذا. لدينا الكثير من هذه الحالات في السنين التي مضت والقرون التي مضت وفي السنين الحاضرة وفي حياتنا المعاصرة لدينا أناس ينسبون اليهم الشائعات والأحاديث غير الصحيحة. مرة يكون الحديث علمياً فكرياً ومرة أخرى يكون سياسياً فهذه كلها نستطيع أن نعتبرها تُهماً ويمكن اذا الانسان يذهب بنفسه ويقرأ ويحقق ويقول الحقيقة. يعني أستاذ رامز هذه الحالة التي عندي دفعتني أن أذهب وأدافع عن كيركاغورد, عندما أسمع خبرية لا أستطيع أن أصدق أن فلان قال, يمكن هذا الفلان سمعها من فلان آخر. أحياناً كثيرة يأتون ويقولون قال هكذا, هل أنت سمعت ما قال, كلا ولكن فلان قال لي... هناك فتن وظلم يحدث على الناس من وراء التصنيف الذي يصنفونه للانسان.
رامز سلامة: هل تعتقدين انّ كيركاغورد عنده رسالة لعالمنا اليوم؟ ما هي؟
السيدة رباب الصدر: أكيد. معلوم. كيركاغورد اليوم في أوروبا يعتمدون كثيراً رسالته. رسالته أن الدين في كل مكان وليس فقط في الكنيسة, يقول ان الدين والعظة في المنزل, في المكتب, في الشارع, في المجتمع. يقول عبارة يستعملها : "كونوا عاملين بالكلمة لا مستمعين" يعني لا تكونوا مستمعين للكلمة. الكلمة هي كلمة الله هي الله يعني العظة. وعندما يقول اعملوا بهذه الكلمة التي تسمعونها يذكر ويقول تفقد الأيتام, مواساة الأرامل, مشاركة الفقراء, تفقد مشاكل الناس. يقول كل هذه الاشياء.
فالايمان العملي التنفيذي مطلوب جداً واليوم في أوروبا كلهم يسيرون عليه. هناك أيضاً صديق ثانٍ عرفته أستاذ حبيب شارل مالك, أربع سنين جلس وتعلم اللغة الهولندية واللغة الألمانية لأن في هاتين اللغتين مكتوبة كثيراً أفكاره حتى يكون أقرب الى الواقع الذي قاله, كتب كتاباً هائلاً, هو حصل على الدكتوراه.. فالتقينا وتحدثنا ففرحت به وهناك أناس وأعرف أن هناك أستاذة فضيلة موجودة في الجامعة اليسوعية أيضاً هي مهتمة بكيركاغورد. المفروض أن ندرّج فكره, أن نحكي بفكره, أن نعلّم الناس التديّن الكيركاغوردي المسيحي حتى يصبح هناك تطبيق, تنفيذ, ولا يكون نظرياً, شفهياً, سطحياً, يحكي في الأعماق.
رامز سلامة: شكراً لك أنت تحببينا فيه. أحب بصلة تعقيباً على هذا السؤال هل هناك لون معين في المسيحية او قيمة معينة في الانجيل تعجبك وتلفت نظرك؟
السيدة رباب الصدر: انا بشكل عام .. من خلال استنتاجاتي وقراءاتي ارى ان الديانة المسيحية تماماً مثل الدين الاسلامي... فكل الفضائل الموجودة في هذا الدين موجودة في ذاك. لذلك لا ارى ميزة واحدة او ميزتين. كلها فيها مميزات. لا استطيع ان اجزىء و اقول انا تعجبني هذه الحالة.. كلا انا تعجبني كل حالة. تعجبني جميع مراحل وجميع الحالات التي تمر بالديانة المسيحية بالذات . انا هنا اريد ان اعتب على اخواني المسيحيين كما اني دائماً اعتب على المسلمين انهم اذا اتعظوا فعلاً بتعاليم الدين المسيحي والله لم يكن لدينا مشكلة واذا المسلمين كانوا متعظين بالفكر الاسلامي الحقيقي لم نكن لنعاني من هكذا مشاكل أبداً أبداً.
يا ليتهم يقرأون قليلاً ويطالعون ويراجعون. المسيحي يقرأ دينه، والمسلم يقرأ دينه. انظر ما الذي سيحصل. اذا عدنا الى القيم الروحية سيخف الكثير من المشاكل. حياتنا اصبحت صعبة، حياة الانسان. الحياة اصبحت كلها تحت عظمة التكنولوجيا والافكار السياسية العامة في العالم.. والعولمة اكلتنا كلنا. سيأتي يوم ننهار كلنا. لا يجوز، لا يجوز. الله خلقنا واعطانا رسالة. لم يخلقنا عبثاً ان كنا مسحيين او مسلمين نحن أتينا الى الدنيا والمطلوب منا دور. نحن يجب ان نؤدي دوراً في الحياة. الآن جاء وقت هذا الدور لنمارسه.
رامز سلامة: كيف تختصرين هذا الدور؟
السيدة رباب الصدر: الدور هو ان نبقى على الدعوة الدائمة على المحبة الدائمة، على التواصل الدائم، على التقارب الدائم لأنه اذا ابتعدنا يصبح بيننا مسافات. لا يجوز ان يكون هناك مسافة بيننا. لا بين المسلمين مع بعضهم ، ولا بين المسيحيين مع بعضهم، ولا بين المسيحي والمسلم. انا متأكدة ان في المجتمع المسيحي هناك الكثير من التباعد بين الناس كما في المجتمع الاسلامي. لأن هناك ناس تأخذ نمطاً معيناً في حياتها. يا ليت يصبح هناك مراجعة النفس ومحاسبة النفس لكل انسان مسيحي او مسلم.
رامز سلامة: جميل، جميل. بالنظر لكونك آتية من بلد غير لبنان انت لبنانية وحياتك وعائلتك وعملك في لبنان لكن لديك مرجع آخر تأتين منه آتية منه وهو ايران. من هذا المنطلق ما هي برأيك فرادة لبنان، اذا كان لديه فرادة وبالتالي هل لديه رسالة خاصة يضطلع بها لبنان؟
السيدة رباب الصدر: لبنان بلد مميز بدون مجاملات. ليس هناك بلد مثل لبنان في العالم. بالنعم الموجودة فيها، بتعددية الفكر الثقافي والطائفي فيها لأن كل طائفة تزيد فكر وغنى على الطائفة الاخرى. اذا اخذنا الامتياز الموجود في لبنان، في هذه الطوائف واذا عملنا بهذا الفكر وبهذا التوجه، لبنان يصبح جنة. لكن اللبنانيين لا يعرفون قدر بلدهم و اللبنانيين لا يعرفون النعمة التي اعطاهم اياها الله. لو ترى كم هو لبنان مهم في الخارج. لو ترى كم هو لبنان نموذجاً يحتذى به بكل شيء، نموذج الاديان ، كيف يعيشون...
الامام الصدر له الكثير من الاقوال في هذا الامر ودائماً كان يقول ان لبنان حضارة ضرورية يجب ان يبقى ويكمل.. وكان يقول ان الطوائف في لبنان هي تعددية الثقافات وهي من الغنى اي هناك غنى في المجتمع اللبناني لكن لا يقدّرون. يمكن هناك فئة قليلة ليس لها دوراً، والذين لهم دور في هذا البلد غير منتبهين لا للامتيازات الموجودة في لبنان ولا للفرادة التي تفضلت وتكلمت عنها.
لبنان ممكن ان يكون منبراً للعالم عبر لبنان ممكن ان يخاطب الانسان العالم. هذه الميزة غير موجودة في بقية البلدان وسببها تعددية الطوائف، سببها الموقع الجغرافي، سببها المعاناة التي نعانيها، سببها المشاكل التي تحصل يخرجون بحل وينهونها. انظر الى الحرب الاهلية ماذا حصل لنا لا غالب ولا مغلوب. عادوا وتفاهموا اجتمعوا... جمع اللبنانيون شملهم وانطلقوا. كان هناك تدخلاً خارجياً، ولكن بين اللبنانيين هذه المشكلة غير موجودة. اذا عرفوا هذا السر ويعرفون هذه القيمة تأكد ان لبنان سيصبح نموذجاً في العمل والتطبيق والتنفيذ لكل العالم.
رامز سلامة: ان شاء الله الامام الصدر ذكرها كما قلتها حضرتك وذكرها تحديداً من بعده قداسة البابا يوحنا بولس الثاني وركز عليها.
السيدة رباب الصدر: ضرورة حضارية. يقول ضرورة حضارية.
رامز سلامة: من يقولها؟
السيدة رباب الصدر: السيد. السيد موسى. لبنان ضرورة حضارية.
المقدم: ان شاء الله يقدّرنا ان نوعى هذه الكلمة ونحافظ عليها. ممكن ان اسأل سؤالاً يُسأل اليوم كيف تفسرين وجوب ارتداء الحجاب لأن الناس يطرحون هذا السؤال وليس لديهم جواب عليه؟
السيدة رباب الصدر: الحجاب في الدين الاسلامي واجب وانا سأسمح لنفسي ان اقول انه حتى في الدين المسيحي كان هناك حجاب ولكن مع مرور الايام...
رامز سلامة: عفواً، عندما تقولين واجب استناداً الى اي شيء.. الى النص القرآني
السيدة رباب الصدر: طبعاً طبعاً. هناك آيات قرآنية تقول بالحجاب. هناك روايات ومسائل كثيرة التي تؤكد ان الحجاب واجب على المرأة المسلمة. وهناك حجاب له شكل معين ليس اي حجاب. هو مفروض كما نصلي عندما نصلي نبرز الوجه واليدين. عندما نحج نذهب الى مكة في حالة الاحرام ثلاثة ايام يجب ان يكون الشخص بعيد عن كل شيء دنيوي يجب ان يعيش لنفسه وبينه وبين الله. يقطع الكثير من الاشياء من التجاملات في الحياة من الزينة من الاشياء. في هذا الوقت الذي تتخلى فيه عن كل شيء في الدنيا تكون مرتدية كما ارتدي انا الآن اذا غطت وجهها هناك ذنب. ويسمونها تقصير واذا كان هناك تقصير يجب ان تذبح خروفاً لأنها ارتكبت تقصير ويجب ان تعوض.
فالحجاب كما حالة الاحرام كما نصلي هو واجب على المرأة ليس هناك اي تراجع. القرآن ذكر، الاحاديث مذكورة ونحن نرى ذلك منذ قديم الزمان هناك اناس لا يلتزمون هذا شأنهم، هذا امرهم. فلذلك ممكن ان يلتزم الانسان بالحجاب ويكون في المجتمع. ممكن يكون مرتدياً الحجاب وقائم بدوره الانساني في الحياة. ممكن يكون ملتزماً بالحجاب ولا يحرم نفسه من اي شيء الذي يحتاجه طبعاً الذي لا ينافي الاخلاق والاصول انت تعلم ان هناك حدود للبرامج الترفيهية والبرامج التي يرفه فيها الانسان عن نفسه.
فلذلك الحجاب واجب ولا يمنع الانسان من اي مهمة في المجتمع. نحن اليوم لدينا اساتذة جامعات، لدينا موظفات في الدوائر، اذا ذهبنا الى البلاد العربية نرى سفيرات، نساء شرطة، ضابطات، محاميات، قضاة محجبات. اذا اردت ان اتكلم عن ايران.. ايران بلد النساء..
رامز سلامة: في ايران هناك فرض قانوني.
السيدة رباب الصدر: هناك فرض ولكن في الاساس قبل ان يكون فرض وقبل ان يكون هناك جمهورية اسلامية كان هناك حجاب وهناك تمسك بالحجاب وبنفس الوقت هناك اهتمام بالمرأة. رفعوا المرأة وهي ساعدت نفسها ووصلت الى مراتب عالية بالحجاب. ممكن بعض الناس ان تكون غير ملتزمة.. نظام الدولة والحكومة يفرض عليهم الحجاب ولاللتزام لكن اللواتي ليس عليهن فرض هن محجبات بإرادتهن ويقمن بأدوراهن العلمية القانونية الانسانية بكل معنى الكلمة حتى على صعيد التمثيل الفن هل تعرف انهم حصلوا على جوائز عدة بالافلام السينمائية التي انتجت في ايران وتشاهد الممثلة مرتدية الحجاب.
رامز سلامة: احب ان اسألك هناك بعض السيدات اللواتي يتعاونّ مع حضرتك ولسن محجبات. هل تتمنين عليهن ارتداء الحجاب ام تتركينهن على حريتهن؟
السيدة رباب الصدر: انا في الحقيقة اذا كن يرغبن.. اذا كانت لديهن الرغبة في معرفة الواجب الديني طبعا انا بكل سرور اتكلم معهن وارشدهن. اذا لم يكن لديهن الاستعداد انا اتعامل معهن انسانيا لأنه قد تكون
هذه السيدة غير محجبة لكن لديها الكثير من الانسانية، والكثير من الاخلاق، والكثير من الحب، والكثير من الرقي وهي تعمل الخير تصلي وتصوم لكنها غير محجبة انا لا استطيع ان اهمل هكذا حالة انا واجباتي ان التزم مع هكذا ناس لديهم الكثير من الرقي. انا لدي الكثير من الصديقات غير محجبات وكذلك محجبات فأنا اتعامل معهن انسانياً ومنهن من تأثرن بي وارتدوا الحجاب والله يهدي البقية من غير المحجبات.
رامز سلامة: هناك اسئلة عديدة نحب ان نطرحها عليك لا سيما المؤسسات الواسعة التي تديرينها اليوم سواء في القطاع التعليمي او التربوي او الصحي او الثقافي او الانمائي انما احب ان اركز على امر، سيدة رباب، ما هي الروح التي تحاولين ان تبثيها من خلال عملك اكثر من الخدمة التي تؤدينها ما هو طموحك تجاه هؤلاء الاشخاص الذين تعاملينهم؟
السيدة رباب الصدر: سؤال جميل. واقعاً كما تفضلت وقلت استاذ رامز هذه المؤسسات كثيرة واذا اردنا التكلم عنها ليس هناك وقت هذه السنة لدينا 1150 طالبة حتى الآن.
رامز سلامة: 1150 طالبة؟
السيدة رباب الصدر: نعم.. غير فريق العمل المعلمات المربيات الاداريات الى آخره.. نحن لدينا المنهج الذي وضعه الامام موسى الصدر ان نربي انسانة مواطنة صالحة. تعبد ربها وتحب وطنها تعرف ما قيمة الوطن وتعرف ما معنى الوطن، وتعرف ان الذي ليس لديه وطن ليس لديه كرامة، الذي يهمل وطنه ما هو مصيره؟
نربي فيهم حب الله وحب الوطن ونفهمهم ان الله خلقهم احراراً وسيعيشون احراراً وسوف يأخذون دورهم في الحياة. نقول لهم هناك رسالة الله اعطاكم اياها ان الانسان هو خليفة الله على الارض.. خليفة ليس نائباً او مدير الاعمال او سكرتير، خليفة يعنيcopy عن الشخص.
فخليفة الله على الارض يجب ان يكون على شكل الله، هكذا نربيهم نحن نعيش في بلد فيها عدة طوائف لا نعيش وحدنا ونريد ان نحصل على كل شيء. غيرنا ايضا موجود، يجب ان نحترم غيرنا، يجب ان نتعاون مع غيرنا، يجب ان نتقرب من غيرنا. الحرب اللبنانية أبعدت الكثير من الناس عن بعضهم، آثارها لا تزال موجودة حتى الآن لا تتصور استاذ رامز كم نبذل من الجهد لنعيد عند البنات وامهاتهم ، عند الاهل. عندنا لقاءات شهرية، لقاءات في المواسم، لقاءات دينية نتكلم فيها عن هذه الامور. حقيقة هناك قول للامام الصدر انه نحن مؤسساتنا يجب ان تكون مميزة عن البقية لا نريد ان نفتح مؤسسة كأننا فتحنا دكاناً. يجب ان يتربى الانسان في هذه المؤسسة غير البقية. يجب ان يطلع الانسان الالهي، الانسان الحقيقي الذي يعرف واجباته في الحياة، تجاه اهله، تجاه بلده تجاه ربه، تجاه وطنه، تجاه ارضه.
رامز سلامة: شكراً. نريد ان نسألك اكثر ولكن المعطى لنا اظن انه انتهى. شكراً جزيلاً لحضورك معنا في التيلي لوميير وعلى هذا الحديث الغني الذي استمعناه منك والذي يدعونا الى التأمل. اعزائي مشاهدينا شكراً على حسن متابعتكم وآمل ان نلتقي معاً في برنامج حوار وجسور خناماً سيدة رباب ممكن ان تقولي كلمة دعاء على نية الاشياء التي ذكرتها عن وطننا والانسان في وطننا.
السيدة رباب الصدر: مناي ان يآمنا ربنا في اوطاننا، ويحمي وطننا ويجعل مجتمعنا من المجتمعات الصالحة الناجحة ان شاء الله، الله يوحد قلوبنا ان شاء الله، الله يوحد كلمتنا ان شاء الله، الله يحمي لبنان ويحمي المخلصين الذين يعملون من اجل لبنان، مهما قلت من دعاء يمكن لا يكفي في هذه اللحظات القليلة، هذه ايام مباركة شهر رمضان المبارك ومن بعدها تأتي ايام الصوم عند الاخوان المسيحيين، فكلنا يجب ان ندعو. الله يوحد قلوبنا الله يوحد كلمتنا ويوحد صفوفنا حتى نحمي لبنان بحبنا وايماننا واعمالنا ان شاء الله.
رامز سلامة: ان شاء الله آمين.
