ندوة في صور في ذكرى تغييب الصدر والسمّاك وغزال تناولا خياراته الوفاقية

calendar icon 25 آب 2007

"الإمام الصدر، لبنان بين مشروع الدولة والعيش المشترك" كان عنوان الندوة التي انعقدت في فندق الفكر والادب في صور في الذكرى 29 لتغييبه وحاضر خلالها كل من أمين سر لجنة الحوار الاسلامي المسيحي المفكر الدكتور محمد السمّاك ورئيس اللجنة الاسقفية للحوار الاسلامي المسيحي المطران سليم غزال ورئيس المكتب التربوي لحركة امل الدكتور حسن زين الدين.
وحضرها حشد من الفعاليات يتقدمهم النائب عبد المجيد صالح والمطرانان يوحنا حداد وارسانيوس مانونيك والشيخ عصام كساب ممثلاً مفتي صور ومنطقتها القاضي الشيخ محمد دالي بلطة ورئيس اتحاد بلديات قضاء صور عبد المحسن الحسيني.
بعد النشيد الوطني ونشيد حركة "امل" قدم للمحاضرة رئيس المنتدى الدكتور غسان فران. ثم اعتلى المنبر  الدكتور زين الدين الذي اختار عنوان "رسالة محبة للإمام الصدر" فاعتبر ان الإمام بذاته هو رسالة، مشيراً إلى ان الإمام الصدر قد اعتبر ان شرط بناء الدولة القوية العادلة هو حفظ الأرض والانسان والتضحية في الدفاع عنهما فاوقد شعلة المقاومة لتكون النموذج الرائع الذي ينبغي أن يعتمده اي شعب يتعرض للهوان باحتلال ارضه وتشريده منها.
ثم تحدث المطران غزال فقال: ما أحوجنا في هذه المرحلة الحرجة والمؤلمة التي نعاني منها على الصعيد الوطني والتي تهدد الكيان والمصير، الى مثل هذا النوع من الرجال، وأضاف: "فالوطن يدعونا إلى متابعة المسيرة بتقديم المزيد من العطاءات والتضحيات وترك المصالح الشخصية والفئوية إذ ليس امامنا سوى خيار الوحدة والصمود والحوار والعمل من اجل مستقبل أفضل لأجيالما القادمة.
ثم تحدث المفكر السماّك فقال: ان الإمام الصدر لم يكن مجرد زائد واحد الى عدد الداعين الى الوحدة الوطنية في لبنان والعاملين عليها، كان صاحب مدرسة وصاحب رؤية. لقد تحرك الإمام الصدر في ثلاثة اتجاهات متكاملة، منظراً وداعياً وعاملاً في الوقت نفسه. اولاً في مواجهة العدوان الإسرائيلي وفي مقاومة هذا العدوان الوجودي وليس الاحتلالي وهذا ما يفسر عبارته المشهورة "إسرائيل سر مطلق". وثانياً تعزيز الوحدة الاسلامية المسيحية داخل لبنان، على أمل أن تشع هذه الوحدة في الدول الإسلامية الأخرى. وثالثاً، في إقامة وحدة وطنية اسلامية ـ مسيحية. فكان الإمام الصدر مجدداً في ثقافة الحوار الإسلامي - المسيحي الهادف والبناء سواء في أدبياته الدينية أو سلوكه الوطني العام ومن أجل ذلك أدى تغييبه إلى حرمان لبنان من داعية للوفاق ومن عامل فعال على تحقيق الوفاق،ومن أجل ذلك أيضاً فأن إحياء ذكرى تغييبه تأخذ قميتها الحقيقية من خلال إحياء القيم الدينية والوطنية التي كان يدعو لها ويعمل من أجلها.

كلمة الدكتور حسن زين الدين (رئيس المكتب التربوي المركزي لحركة أمل):

بسم الله الرحمن الرحيم
بين قدس الكلمة والكلمة المقدسة ماذا عساني أقول؟
أتراني اعترف, وانا في حضرة المطران الجليل, ان السياسي في لبنان تعوزه بعض القدسية او الرسالية لتوجه وتحكم قراراته والمواقف. ام اقر امام احد رجالات الحوار ودعاته, بأن شيئاً من فشل حاق بسياسيي بلدنا في اعتماده –اي الحوار- وسيلة التخاطب, وبديل العنف بكل اشكاله.
ولا اراني نائياً بنفسي عن وباء العنف والفوضى وكل الموبقات السياسية التي تعصف ببلدنا ومنطقتنا لولا شيء من مناعة زرعها الامام الصدر في عقولنا والقلوب.
لقد علّمنا ان نميّز بين رجال السياسة وتجارها, ان نبتعد عن الغوغائية والانعزال. ان ننشد صوب الرسالية السياسية، سالكين ابداً طريق الحوار والتراحم بين أبناء الوطن دون ان تعوزنا القوة والعزم والصلابة في مواجهة كل طامع بأرضنا واستقلالنا وحريتنا.
علّمنا ان لا نرى في السياسة كرسياً وشهرة ومجداً وتجارة وعلواً في الأرض وفساداً. فمن سلك أياً من هذه المسارات, حتى ولو كان من نسيجنا التنظيمي, فهو من تجار السياسة الذين اعتبرهم الامام آفة الوطن وبلاءه ومرضه وكل مصيبة, داعياً اياهم للرحيل عن لبنان.
لذا يا سيدي حملت مع آلام شعبك وآمالهم مصباح الهدى وسيف الحق, لعلك تنير ظلام الامة وتحطم اصنامها.
لكن اصنام النفظ والجهل اقوى من اصنام التمر والحجر في الجاهلية, فتآمروا عليك ليكسروا المصباح وليفسدوا علينا نور الصباح فأخفوا وجهك الجميل, ليلطخوا بفعلتهم وجه أمة انتموا زوراً اليها.
عرفت الامام, يوم كنت واترابي تلامذة في ثانوية فرن الشباك الرسمية, وكان اغلب تلامذتها من الطوائف المسيحية, يومها زارها الامام محاضراً, ولم انسَ كيف تدافعنا لنراه ولنسمعه.
لا اذكر اليوم ماذا قال تحديداً ولكني لن انسى الطلة البهية والصوت الرخيم الحنون الذي كان يبشر بوطن العدالة والرخاء والمساواة, داعياً المظلومين والمحرومين للإنتفاضة على جلاديهم ومصاصي دمائهم ومصادري عرقهم وتعبهم. فكان ساحراً بكل ما قال, بكلماته رسم الابتسامة على الشفاه وادخل السكينة والارتياح الى كل القلوب.
فالإمام بذاته رسالة محبة, أملي ان نكون وفقنا لقراءتها وفهمها والعمل بموجبها. فكان إلتزامنا بلبنان وطناً نهائيا لجميع أبنائه دون تفرقة او تمييز بين اي من طوائفه التي اعتبرها الامام نعمة بنى عليها رؤيته للعيش المشترك, وللمواطنة الحقيقية ولدور لبنان الحضاري.
لقد اعتبر الامام, ان شرط الدولة القوية العادلة هو حفظ الارض والانسان والتضحية في الدفاع عنهما. فأوقد شعلة المقاومة لتكون النموذج الرائع الذي ينبغي ان يعتمده اي شعب يتعرض للهوان باحتلال ارضه وتشريده منها. فوافاه الابطال الميامين بدمائهم الزكية التي ألهبت الشعلة فأحرقت الاحتلال وجنوده وحررت الأرض وحفظت للانسان كرامته وعزته.
ولن ندعي ان نصرنا قد اكتمل طالما ان القدس في الاسر والامام ورفيقيه في الاسر والسجان واحد كما نقول دائماً.
رسالة المحبة سيدي الامام, هي العهد والوعد اننا لن نترك جزءاً من ذاكرتنا في السجن, ولن نسكت على اغتصاب كرامتنا وتراثنا والاعتداء عليهما. سنبقى الصوت المرتفع بوجه سجانك البغيض, العالي الغباء الذي اعتقد ان الايام كفيلة بإزالة اشعاعك وان النسيان قد يحالفه فيبعدك عن ذاكرتنا والقلوب.
خسئ والله فأنت حفيد الحسين ونحن أتباع الحسين وهو نصير يزيد.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كلمة المفكر الأستاذ محمد السماك (أمين سر لجنة الحوار الاسلامي المسيحي)

كلمة المطران سليم غزال:
أيها السادة
في الذكرى السنوية الثلاثين لتغييب سماحة الإمام السيد موسى الصدر ورفيقيه سوف أحاول أن أتلمس ملامح شخصية هذا الرجل الذي يعتبر من كبار الأئمة المجددين الرؤيويين الذين انخرطوا في مسيرة العمل من اجل الإنسان والخير العام وبناء الدولة ومؤسساتها من خلال نزوله إلى أرض الواقع والخوض في مشاكل الناس والسعي إلى ترجمة ايمانه في حقل الحياة، وهكذا كان جهاده من اجل الحق والحقيقة والحفاظ على كرامة الإنسان فالتصقت صورته على الدوام بصورة الفقراء والمحرومين والمستضعفين.
وفي مستهل حديثي أتوقف عند تعرّفي على سماحته وكان ذلك في بداية الستينات إثر حادثة مؤسفة وقعت في بلدة روم عندما اطلق أحد رجال الأمن النار لتفريق متظاهرين احتجاجاً على انقطاع المياه في البلدة فأصابت الرصاصة مقتلاً من أحد المواطنين في الطائفة الشيعية الكريمة وتوفي على الفور. وفي اليوم التالي حضر سماحة السيد إلى البلدة ليؤم الصلاة، وكنت أنا في ذلك الحين خادم الرعية في البلدة وتلاقينا وتعارفنا. وما أثار إعجابي وإعجاب المشاركين جميعاً أثناء العزاء كلمته التي طرحت خطاباً جديداً في التعاطي مع هموم المواطنين ودور الدولة في رعاية الامن الصحي والاجتماعي والتربوي وهو أمر لم يكن مألوفاً بعد في فكر رجال الدين وممارستهم. قد تكون الصدفة خيراً من ألف ميعاد وهذه الحادثة كانت فاتحة لقاء ومسيرة عمل طويلة مع السيد موسى الصدر والمطران غريغوار حداد في نشر برامج الحركة الاجتماعية وأفكارها على صعيد الجنوب بأسره من خلال المستوصفات ومكافحة الأمية واللقاءات الثقافية بين الشباب من مختلف الطوائف وهذا النهج سوف يكون له كبير الأثر في التحولات السياسية والاجتماعية والوطنية التي هبت على الوطن في السنوات اللاحقة.

أيها السادة
الرجال الكبار يغيبون ولا تغيب أفكارهم وأعمالهم وقد تبقى حية في القلوب والعقول لسنوات وأجيال، وفكر سماحة السيد يحملنا على التبصر في الكثير من المواقف والمحطات التي اعلن فيها عن رغبة في إحداث تغيير بنيوي في المجتمع ومؤسسات الدولة حين قال: "الحياة لا تقوى على البقاء والاستمرار إلا إذا خرجت بين الحين والحين من صورها الرثة المهترئة وجددت نفسها بصورة فتية ومعافاة".
أليس من المحزن أن يضرب الجمود والتعصب والتخلف هذا اللبنان المعروف بتجلياته وإبداعاته في ميادين كثيرة؟ إن مساحة لبنان أكبر بكثير من مساحته في المكان فقد عرف هذا الوطن بمواقف وأدوار ومواجهات فوق حدود الظن لكن هذه العملقة أخذت تتقلص حين دخلت في مرحلة مرض عضال من خلال التقوقع والركون والانكفاء عن دوره الطليعي في العلاقات العربية العربية والعربية الدولية الذي تتعاظم الحاجة إليه يوماً بعد يوم.
بعد هذه المقدمة أريد أن اتوقف بإيجاز عند المفاصل الأساسية في مسيرة هذا الرجل الملهم والشجاع التي أعلن فيها بدون تردد تصوراته لبناء لبنان الجديد والدولة المعاصرة.
اولاً: رفض العنف ورفض التغيير عن طريق العنف "لأن الوطن الصغير حرام عليه العنف والبنية اللبنانية معقدة التركيب ولا يجوز مسك النار بالأصابع ما دامت الوسائل الديمقراطية متوفرة وممكناً استعمالها. "وإذ رأى لبنان الغد في نظام سياسي جديد على أساس الديمقراطية والحرية ووضع قانون انتخاب يراعي التنوع وشمولية التمثيل مع الحفاظ على الوحدة الوطنية وصيغة العيش المشترك فقد حذر من أن كل عمل في غير هذا الاتجاه يصب مباشرة في مصلحة إسرائيل وأعداء الوطن وهم كثر". وهذا الطرح المتقدم منذ ثلاثين سنة كان بمثابة نبوءة ملهمة لما سيؤول إليه الوضع اللبناني خارج هذه المرتكزات وهذا ما نشهده اليوم فعلياً من صراع بين الفئات الللنانية حول هوية لبنان وعلاقته بمحيطه العربي والمجتمع الدولي في طبيعة نظامه السياسي القائم على التعددية والتوافق والشراكة الكاملة بين طوائفه وفئاته السياسية.

ثانياً: في مسألة الحرية التي اعتبرها أفضل وسيلة لتجنيد طاقات الإنسان الذي لا يستطيع أن ينطلق بجميع طاقاته وينمي جميع مواهبه إذا أعوزته الحرية. والحقيقة أن الحرية الكاملة هي حق وهي من الله ولا حد لها. وعندما يتحدث عن الحرية لا يريد بذلك إطلاق شعار عريض بقصد الاستثمار السياسي وإنما يعني بالحرية هذه الركيزة الأساسية والحاجة الملحة لكينونة لبنان وديمومته القائمة على صيغة التنوع والتعدد والتي لا يمكن أن تستمر بدون هذه الحرية في أبعادها الدينية والفكرية والسياسية.
ثالثاً: التنمية وهي مسالة شديدة الأهمية في فكر سماحة السيد موسى الصدر حين يقترح: "خطة ليس فيها شيء من المعجزة او الأعجوبة لتعميم العدالة وتهيئة الفرص المتكافئة في السياسة والاجتماع والعمران والتربية والثقافة. لقد قاد برنامج مكافحة التسول في مدينة صور وكانت ظاهرة بارزة آنذاك من خلال رفضه لرؤية الإنسان ذليلاً ومهاناً على قارعة الطرق. كرامة الإنسان فوق كل اعتبار، حقوق الإنسان مصانة في الدين وفي القوانين الوضعية التي ترعاها الدولة فكيف نقبل بهذا الحرمان وهذه المهانة؟ لا مستقبل للوطن بدون عدالة اجتماعية، بدون تنمية، بدون توزيع عادل في الموارد بين المناطق. كل جزء ضعيف من الوطن يعيق مسيرة الوطن بأسره في التقدم والازدهار، لذلك من الواجب إزاحة كابوس الفقر والانطلاق إلى وضع أكثر إنسانية وعدلاً.

رابعاً: في المصالحة الوطنية ودعم صيغة العيش المشترك:
إن لبنان الغد لا يقوم على المصافحات واللقاءات الإعلامية والفولكلورية بل يجب الدخول في صلب الأسباب الحقيقية للخلافات ووضع الحلول الموضوعية بوضوح وجرأة، لان قضية الوطن هي قضية الوجود والمصير ولا تحتمل تضييع الوقت بالشعارات والألفاظ ذات المعاني المبهمة وأن المصالحة الوطنية الحقيقية هي المدخل إلى الوطن الجديد وهذه المصالحة لسوء الحظ لم تتحقق حتى يومنا هذا بالرغم من اتفاق الطائف الذي كرسها وشدّد عليها وبالرغم من النوايا الحسنة عند الجميع من مسؤولين وغير مسؤولين ولذلك قد يبدو مستقبل البلد لا يوحي بالكثير من الاطمئنان لأن عامل المصالحة والثقة لم يتوطد لغاية اليوم بل على العكس من ذلك نرى تأجيج المشاعر الطائفية في مناسبات عديدة مما يعيدنا سنوات وسنوات إلى الوراء وكأننا ما تعلمنا شيئاً من دروس الحرب والمحنة.

خامساً: الدعوة إلى العمل وحمل المسؤولية:
يقول الإمام علي بن أبي طالب "اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا" وهذا يعني أن علينا من اجل المستقبل ان ننبذ التسول على أبواب الدول وفكرة المساعدات والهبات كي لا نقع في التأخر عن ركب الحضارة. وشدد في هذا المجال على دور المرأة التي هي نصف المجتمع ولها دور بارز في عملية الإنتاج والبناء والحياة الاجتماعية لأننا بلد من بلدان العالم الثالث أي من البلدان المتخلفة بنظر العالم المتحضر ونحن بحاجة إلى كل الطاقات. وعندما تريد هذه الدول إرسال سفراء لها إلى بلداننا تدفع لهم رواتب إضافية لأنهم يعيشون في ظروف صعبة ليس فيها وسائل الحياة العصرية. وإذ يؤكد الإمام على أهمية العمل والإنتاج والمشاركة في الشأن العام يرى أن أسباب التأخر هي في سياسية الدولة وليس في الطاقات والإمكانيات المتنوعة عند الأفراد وعلينا أن نقلع عن هذه العادات والأفكار الفاسدة ونربي اجيالنا على حب العمل والنظام واحترام الملك العام والمصلحة العامة والمشاركة في التغيير والتجديد.
وأختم بهذه الكلمات للإمام الصدر قبل ثلاثين عاماً:
"المطلوب أن نصنع مستقبلاً لا ينتمي إلى ما انتهى إليه الماضي، مستقبلاً ينتمي فيه المواطن للمجتمع والدولة ويتساوى فيه الجميع بالحقوق والواجبات، مستقبلاً يتمكن فيه الوطن من الوقوف في وجه التحديات الدولية والأطماع الإسرائيلية، العسكرية والثقافية والاقتصادية، مستقبلاً يحفظ وينمي رسالة لبنان في العالم لذلك فإن المطلوب خطة عمل لا ينتصر فيها المسلم أو المسيحي، الموالاة أو المعارضة، الأفراد أو الأحزاب بل ينتصر فيها لبنان بجميع أبنائه دون استثناء".
ما أحوجنا في هذه المرحلة الحرجة والمؤلمة التي نعاني منها على الصعيد الوطني والتي تهدد الكيان والمصير إلى مثل هذا النوع من الرجال فالوطن يدعونا إلى متابعة المسيرة بتقديم المزيد من العطاءات والتضحيات وترك المصالح الشخصية والفئوية إذ ليس أمامنا سوى هذا الخيار خيار الوحدة والصمود والحوار والعمل معاً من أجل مستقبل أفضل لأجيالنا القادمة.

source