في قضية تغييب الامام الصدر كنا نتأمل اكثر من لبنان والدول الصديقة

calendar icon 04 أيلول 2008

حلّ السيد رائد شرف الدين ضيفاً على برنامج "حكايتي مع الامام" الذي تقدمه الاعلامية نسرين نجم وتبثه اذاعة الرسالة وذلك في سلسلة لقاءات بمناسبة الذكرى الثلاثين لتغييب الامام موسى الصدر والشيخ محمد يعقوب والصحفي عباس بدر الدين. وقد تطرق السيد شرف الدين الى ذكرياته عن الامام الصدر. وفيما يلي نص الحلقة كاملاً:
نجم: السلام عليكم مستمعينا الأحباء من اذاعة الرسالة ورحمة الله وبركاته. في بيت العلم والتقوى تربّى، ومن معين الأنبياء والأولياء والصالحين نَهَلَ، ومن جلسات الفكر والحوار تغذّى، ما بين شرف الدين والصدر كان رائداً في العلم والأخلاق. في هذه الحلقة من برنامج "حكايتي مع الإمام" يُسعدنا ويشرفنا أن نلتقي مع الإبن البار والوفي لنهج الخال السيد موسى الصدر، السيد رائد شرف الدين مدير عام مساعد في أحد المصارف الرائدة في لبنان، مُحاضر في القيادة والإدارة الاستراتيجية والتطوير الإداري في الجامعة الأميركية في بيروت، والجامعة اللبنانية الأميركية، وعضو الهيئة الادارية في مؤسسات الإمام الصدر. فأهلاً وسهلاً فيك سيد رائد شرف الدين بإذاعتك، إذاعة الرسالة.
السيد رائد شرف الدين:
أهلاً بك أخت نسرين وشكراً للمقدمة التي ان شاء الله نكون نعبّر عن جزء منها.

نسرين نجم: نحن في المقدمة عبّرنا عن جزء مما نختزنه من مشاعر وعواطف لجانبكم.
السيد رائد شرف الدين:
تسلمي، الله يخليكي.

نسرين نجم: في خضم المشاكل والمشاغل التي كانت محور اهتمام الإمام. يعني السؤال البديهي الذي يُطرح هل فعلاً كان لسماحة الإمام هذا الوقت لعائلته؟
السيد رائد شرف الدين:
بسم الله الرحمن الرحيم. أتصور الجواب الطبيعي للذي يعرف حركة الإمام وسرعة وتيرتها ونوع نشاطها إنّ لأ ما كان عنده الوقت للأسف ليستطيع أن يعطيه للعائلة، لكن بنفس الوقت كان حريص على تقضية أوقات.. أيام مع العائلة يُخصصها. هذه الأيام في شيء يسمونه Quality Time يُسموه انّ بدون ما يكون Quantity Time بمعنى المساحة الزمنية، الكمية، المساحة الزمنية لا... ان تكون مكثفة. بهذا السياق أتذكر اللقاءات التي كانت تصير إن كان عند بعض الأصدقاء اللي كتير خلّص أو بالسفر أو عند الأهل يعني مثلاً أتذكر كان يستضيفه بين فترة وفترة في طيبة عرب عند المرحوم سليمان عرب، بمنطقة الطيبة برأس العين في جنوب صور. أو ببارك أوتيل شتورة أو عند المرحوم أحمد اسماعيل أبو غياث الأقرب الى قلبه، أو عنا في صور. هذه خاصة الفترات التي كانوا صاروا في بيروت من السبعين وجايي... فالجواب لأ لم يكن عنده وقت لكن كان حريص أن يكون تمضية الوقت مع العائلة مركّز وبهذه اللقاءات العائلية التي كانت تصير، أخت نسرين لم يكن يتخللها لقاءات فكرية ولا سياسية ولا أحد فقط العائلة...

نسرين نجم: فقط العائلة..
السيد رائد شرف الدين:
عائلية بحتة، لا يتخللها أي شيء، يقعد أب بكل معنى الكلمة، يسأل يستفسر، يعني يأخذ ويعطي بهذا الحنو ودأب... حنو الأب ودأبه، بنفس الحال كان يصير أيام سفرات لزيارة السيدة زينب عليها السلام، كان في أيضاً بفترات يبات في الشام أو بسفرات على ايران. هذه يعني اللي كانت حركته العائلية اذا بدك تقولي. بس احب ان اقول شغلة كان دائماً، دائماً دائماً موجود عندما تستدعي الحاجة، يعني أتذكر عندما السيد صدري ابن خالي لما صار في حادثة، صار معه حادثة صحية معينة فلأ يتفرغ لكل شيء، ويلغي كل شيء ويتفرغ للجلوس معه، حتى استكمال علاجه كان بـMarseille في مارسيليا بفرنسا، رافقه ما استطاع ان يجلس معه الشهر الذي استدعى علاجه، هذا نحن نحكي تحديداً حادث صار وأنفه للسيد صدري اذا بتشوفي أنفه بالغلط أحد أصدقائه لعب بالجفت وطُلع الطلق بأنفه فاضطر ليخضع الى بعض العمليات هنا وبعدين العملية الأكبر عمليتين أو ثلاثة أخذوا شهر فراح أخذه الىMarseille وأمّنه مع بعض الأصدقاء الطيبين الخلّص وتركه معهم وبعدين رجع. لم يستطيع أن يبقى معه شهر حتى أتذكر لما رجع السيد صدري كان هو باستقباله على المطار مش انّ والله جيبوا لي اياه، ابني الصغير أو ابني الكبير جيبوا لي اياه على البيت.

نسرين نجم: هنا سيد رائد كيف كانت العلاقة مع أولاده يعني هل كان عطوف يعني هذه الشخصية القيادية التي كانت محط أنظار الجميع والتي كانت تمتاز بالقوة والشجاعة والحزم أيضاً، يعني هل كانت هذه الصفات موجودة أيضاً في المنزل؟
السيد رائد شرف الدين:
نعم، مع حنوّ الأب نعم كانت موجودة، كانت موجودة ولكن هذه يعني ما كنت تشوفي هذه الصلابة الموجودة برّا، كان في حنان منقطع النظير جُوّا، وطريقة تعاطيه مع أولاد خالي كانت ملفتة. يعني أتذكر بهذا السياق مرة كان حميد، حميد الابن الثاني للامام فمرة كان حميد بفصل من الفصول الدراسية وهو صغير ما كان موفّق مثل ما يتأمل الإمام، يحب. فأتى بطبيعة الحال وأعطاه ورقة العلامات، كتير بين الإمام على انزعاج... الظاهر، أنا لم أكن في الداخل كنت برّا، يعني ما عرفت جوّا شو صار ولكن حميد أدخل له الورقة وخرج. طُلع لبرّا حميد معصّب، حميد متضايق.. فشو القصة حميد، فقال كنت أتمنى انّ يبهدلني أو يضربني ولا يعمل معي هكذا... قلت له ماذا فعل معك لم أسمعه انّ عمل معك شي.. قال الانطباعات ان التعبير الظاهر الذي كان هو عبر عنه الإمام، انزعاجه وامتعاضه الشديد أثّرت على حميد أكثر من..

نسرين نجم: اذا كان وجّه له أي كلمة...
السيد رائد شرف الدين:
أي كلمة، وبطبيعة الحال الضرب هذا لم يكن موجود يعني مطلقاً الا بحالة واحدة، حالة هي فريدة، أنا ما بتذكرها صدري حكى لي اياها قديماً، مرة واحدة لما أساء لحوراء أخته بس زعجها شي شغلة وليدات يعني عم نحكي هذه فترة صور. صدري كان دون العشر سنوات.

نسرين نجم: بأواخر الستينات..
السيد رائد شرف الدين:
بالضبط، يعني الطفل هذا زعج أخته بشي شغلة فساعتها طبعاً، التأنيب وأكيد تأنيب ما كان كتير قاسي، فمدّ يده عليه مرة واحدة يتيمة لا قبل ولا بعد، لا معه ولا مع غيره. وهذه الرسالة التي كان الإمام حريص عليها. يقول السيد صدري مرة يذكر هذه الحادثة وعم يحكي عن تعامله مع أولاد وطريقة تربيتهم يقول اذا قال له الإمام بشكل مباشر، قال اذا ما قيض لي... اذا لم أتمكن من أن أعلمكم أنتم الثلاثة، ما كانت مليحة قد وُلدت، فأنا أعلم حوراء. بهذا النهج واهتمامه بالمرأة وأهمية دورها حتى كان واضح في البيت، كان كتير واضح حتى ببيته كيف كان يتعامل. القصة الثانية أتذكرها قصة صدري مع الدخان، صدري كان عمره حوالي سبع أو ثمان سنوات كان طفل، واجا على باله يستحلي.. يقلّد خالي الإمام وآخرين عم يدخنوا، والله هو كبير صار واعي مسك سيجارة وعم بدخن أو عم يجرب يدخن، رآه الإمام لم يحكيه أي كلمة، رجع اتى في اليوم الثاني وجاب له سيجارة علبة دخان وقداحة وأعطى اياها، وهذه كانت مش انّ صدري ما بدخّن، نسي كل التدخين وخبرياته. فكان في عنده أسلوب غير مباشر عندما يحتاج الامر أن يكون الأسلوب غير مباشر ولكن عندما يكون بحاجة للوضوح يكون واضح ويكون دقيق.

نسرين نجم: نعم اسمح لنا أن نعيد شريط ذكرياتك الى سنوات طفولتك مع الخال، ماذا تخبرنا عن علاقتك به؟
السيد رائد شرف الدين:
أول صورة يعني بطبيعة الحال وعيت على وجود الإمام مثل ما وعيت على أهلي فكان أهل كمان كنا ببيت واحد كنا بصور حتى أكون واضح لكل الأخوان المستمعين أنا مواليد 63 فالصورة... ولما تغيّب الإمام سنة 78 كان عمري 15 سنة. فذكرياتي على مدى هذه الـ 15 سنة من أول وعيي لحتى ودعناه في 25 آب باتجاه المطار في مدينة الزهراء فهذا الشريط كاملاً من الذكريات بذهني. لا أعرف كم سيتسع الوقت، ولكن ممكن أختار بشكل منتقى بعض، بشكل منتقى. الحقيقة أتذكر صورة، الحقيقة أيام ترين صورة معبرة منشورة الإمام الصدر جالس على يمينه ويساره ثلاثة أولاد هم صدري وحميد وحوراء وطفل قاعد بحضنه فاتح فمه ويبكي هوّ أنا، فمن طفولتي كان ايضاً أب بالنسبة لنا ليس فقط خال ولا قائد ولا رجل دين. فهذه الصورة الأولى المعبرة كان عمري أشهر يحضني مثل الأب. بعد هذا أنا بدأت صيام في منزل الإمام سنة 69 كان عمري ست سنوات ولكن لم أستمر حتى ما يفكروا الإخوان إنّ التقوى والورع بنقّط من هنا، لأ أنا بدأت بالصيام أو أول

نسرين نجم: أول تجربتك بالصيام..
السيد رائد شرف الدين:
بالضبط، أول تجربتي للصيام وكنت آخذ روح بأولاد خالي حميد وصدري وحوراء بعمري، حميد وصدري شوي أكبر يعني بهذا الجيل يعني ربينا سوى. فحبيت أتمثل فيهم فبدأت بالصيام وأتذكر كانت صيفية عم احكي بالـ 69، لأنّ كان بعدهم بصور وكانوا ببناية الصايغ اسمها محل ما كانوا يسكنون بشقة بس كان شيء منهك بالنسبة لطفل عمره ست سنوات بصيفية وكنت أقضي الوقت نائم. لكن ما يلفتني بطبيعة الحال كانت امرأة خالي حريصة جداً تجي تطل عليّ وتشقّ عليّ وتضع لي مياه باردة لكن بدي أبقى صائم، أبقى مستمر في الصيام. الأهم من هذه الصورة التي في ذهني هي السحور كان بمطبخ، اللي كان يصير بمطبخ بيت الإمام على الأرض كانت القعدة على الأرض على طراريح على الأرض، كان الإمام عنده طراحة خاصة مدورة أتذكر لونها مثل جلد الجمل، كان يجلس ونجلس حوله فكانت حلوة انّ نتسحر طبعاً يوقظوني حتى نتسحر، والطفل يقوم واساساً نعسان بنص الليل او بعد منتصف الليل يقوم يأكل. ولكن ما كان يلفت نظري اننا كنا جالسين مع الإمام ونسمع صوته في الإذاعة كان وقتها أحاديث السحر التي تُبث في الإذاعة اللبنانية فكانت شغلة ملفتة ولطيفة بالنسبة لي. واستمرت الذكريات يعني لسنوات بعدها إن كان بالجامع بصور بمسجد الإمام السيد عبد الحسين شرف الدين في صور، الذي كنا نصلي وراءه أو بنادي الإمام الصادق، نادي الإمام الصادق كان ملاصق لبيتنا يعني كان في شباك من شرفة المنزل الى النادي فمرات كنت أطلع من الشباك الى النادي أجلس أو مرات اذا كان هناك عجقة كثيراً نطلع نضع كرسي ونتفرج على المناسبة من شرفة المنزل، اذا لم نكن نستطع الذهاب. فهذه المناسبات بشهر رمضان أتذكر جيداً مثل هذه الأيام المباركة ايام شهر رمضان كانوا يأتوا ويجلس الإمام بليلة الاستهلال كان يجلس في النادي ويأتي الناس من ضيع وبطبيعة الحال تصير بعد صلاة المغرب والعشاء، يأتي الناس بمرحلة لاحقة فكانت هذه السهرة مرات تطول حتى يأتي أحد من شهود العدول وكيف وأين.. أسئلة دقيقة عن الشك وأيمتى والفترة.. هذه الضوابط الشرعية التي كانت معتمدة يعني اضافة الى هذا رجعنا بمرحلة تالية نقلنا من منزلنا الذي كان على البوابة جنب نادي الإمام الصادق وذهبنا باتجاه يسموها منطقة الرمل، التي كانت مقابل معهد الدراسات الإسلامية..

نسرين نجم: نعم
السيد رائد شرف الدين:
هو المعهد الذي أسسه الإمام بالستينات كحوزة علمية وأتذكر جيداً كان في اخوان يأتون من أفريقيا، فكان الملفت لنظري الأخوة الأفريقيين الذين يأتوا ويدرسون العربي بالمرحلة الأولى بزيهم الفلكلوري التقليدي..

نسرين نجم: الزي التقليدي..
السيد رائد شرف الدين:
الزي التقليدي الذي كانوا يرتدونه وبهذه الأجواء، وهذه تحديداً صارت أو بعدين عرفت انّ ما كنت حافظ التاريخ بس انّ شكلهم كان مألوف عنّا ولكن بعد زيارة الإمام سنة الـ67 الى أفريقيا كان قد ذهب الى البلاد التي فيها هجرات لبنانية وزارهم هناك فكان في عدة بلاد، كوت دي فوار، السنغال، السيراليون، ليبيريا، كيني وكثير من البلاد الأفريقية يمكن سبع أو ثمان بلاد كانت جولة طويلة ومن هناك صار في تعارف وناس... وبدأوا بالـ 68 وطالع يأتوا الإخوان الأفريقيين. بعد ذلك في مرافقاته التي كانت تصير، يعني بمرحلة السبعين ورايح صاروا ببيروت أكثر بيت الخال، لكن كنت أزال متعلق فيهم وبالأولاد فكنت أذهب وأرافقه الى بيروت بسيارته أو بالرجعة يعني روح معه أو إرجع معه حسب وأتذكر كنت قاعد أنا وخجلان وما أعمل شيء والإمام مرات بعد السحور يعني كان يتسحر ويطلع بعد نصف ليل ويوقظوني حتى أذهب معه لأنه بدي أقضي Weekend ببيروت لأنّ ببيروت Weekend أولاد خالي غير Weekend إلنا لأنّ نحنا كنا بصور والـ Weekend كان خميس وجمعة كنا بالثانوية الجعفرية بصور، أولاد خالي كانوا بمدرسة ال Weekend عندهم سبت أحد فكنت أذهب وأذهب معهم الى المدرسة ألتحق بهم الى المدرسة مع أني كنت تعبان من مدرستي بس..

نسرين نجم: بدك تشاركهم، حابب تشاركهم..
السيد رائد شرف الدين
: نعم بس غير شيء انه لست مسؤول ولا فرقان معي، مبسوط معهم برفقتهم بغض النظر حتى لو بالصفوف ويمكن الصفوف لها مرات عندنا مثل قصاص ولكن لأ بكون معهم، فالمرافقات الروحات مرات بالليل، مرات ما تكون بالليل. مرات بتكون أتذكر في محطات أذهب معه بمحطات اللي بعدها سنين طويلة عرفت أين كنت المنطقة الفلانية حتى أتذكر شكل المنزل يعني مثلاً في الغازية بيت غدار أو بيت خليفة ، يعني عند بعض الأشخاص الذي كان يزورهم الإمام هو ورايح على بيروت أو بالرجعة على بيوت الضاحية طبعاً ليس في كل مرة كنت أرافقه روحة ورجعة. أقول هذه المحطات التي كانت تصير. أتذكر كان يحدثني يدردش معي يعني أنا قاعد وزهقان بصراحة يعني الوقت وجالس مسافة طويلة ولا أعمل شيئاً فالإمام عم يكتب عم يقرأ يعني ينشغل حتى في الليل، حتى في السحور والليل وبيطلع بسيارته..

نسرين نجم: دائم الانشغال..
السيد رائد شرف الدين:
على طول كل الطريق، في ضوء بضوي الضوء بطبيعة الحال في السيارة وعم يشتغل، فيلتفت ويحكيني، يعني بس هيك نوع من المسايرة يسايرني ويحكي معي، بطبيعة الحال بعد هذه المراحل ايضاً بتأسيس مهنية جبل عامل التي هي في البرج الشمالي بقضاء صور، ايضاً عايشتها. وأحب أن أقول هذه العلاقات علاقات يعني هذه المعايشات شخصية بعدين فهمت معانيها ومخافيها وبالنسبة لي مهنية برج الشمالي مهنية جبل عامل في البرج الشمالي كانت ملعب كبير فكانت فرصة لأذهب وأرى الشبيبات الصغار الأكبر مني بشوي يلعبون أو لا يلعبون بالنسبة لي بالنجارة عم يعملوا بالنجارة، حدا بالميكانيك حدا بالكهرباء، شغلات لطيفة المهنة اللي كانت تكون، أنا لم أكن أرى أبعادها أنا عم عايش أو أدخل الى مختبر هنا أو أذهب لأرى ماذا يعملون، إنّ بالنسبة لي كان لعباً ومروراً بالمجلس الشيعي الذي كان ايضاً ملعب كبير ولا بيت كبير نحنا في شقة صغيرة ساكنين فيها بصور لبيت ما شاء الله كبير..

نسرين نجم: بالحازمية..
السيد رائد شرف الدين:
بالحازمية على رغم من المخاوف التي كانت تعترينا بوقتها يمكن ما كتير بيعرفوا أخت نسرين، في تلك الفترة نحن كنا صغار لكن كانوا يقولوا أنّ المنزل مسكون في الحازمية، كان يوجد ... اتصور عائلة سورية كانوا يسكنون فيه ولسبب أو لآخر والله ناسي كان حظهم عاثر في هذا المنزل فلم يستمروا وتُرك وكان المنزل مهجور على فترة طويلة وطلعت خبرية انّ المنزل مسكون بالعفاريت والأشباح وهذه الشغلات وأتذكر أن الإمام كان يقول أنا بعرف اروّض الأشباح، يعني هيدي ليست بطفولتنا عم نحكي سنة 70 و71 يحكي ولد ابن سبع سنوات، لم نكن نخاف لأننا كنا محاطين هكذا بدرع من الحماية والمحبة التي كان يغطي هذا الشيء مع أننا كنا نعرف هذه الخبرية أنا وأولاد خالي.

نسرين نجم: نعم طيب هنا نحن نعرف أنّ هنالك علاقة مميزة ما بين سماحة الإمام والسيدة رباب..
السيد رائد شرف الدين:
صحيح.

نسرين نجم: دائماً حتى في العديد من الصور تكون موجودة السيدة رباب وأوكلها بالعديد من المهام فما هو سر هذه العلاقة؟
السيد رائد شرف الدين:
في عدة صور تبقى في ذهني وسأفسر لك بما كنت أراه..

نسرين نجم: نعم
السيد رائد شرف الدين:
ما كنت أراه كيف انبسط المشهد اللقاء اللي كان يصير عندنا في البيت أو في بيت الإمام فمع الست رباب أو مع ابو رائد مع الوالد. هذا الحنان للاخت بس الحنان في، هكذا تشعرين أخته الصغيرة ولكن بنفس الوقت في نظرة حنان وفي جدية، لأنّ كان أوكلها من سنة 62 كان الإمام صار له سنتين جايي ومستقر في لبنان بلشت معه السيدة رباب في الستين 62، بدأت معه بالمرحلة الأولى وكانت على قدر المسؤولية التي كان يتأملها ففي الناحية الأخت، وعلاقة علاقة الإمام الصدر بأخوته وأخواته علاقة لصيقة كتير حلوة، هؤلاء العشرة كانوا سبع أخوات وثلاث أخوة علاقة كتير لصيقة الحقيقة هذه بيئة المنزل بالمرحلة ككل. هنا السيدة رباب كانت هي الوحيدة التي كانت معه بلبنان، البقية كانوا كلهم في ايران باستثناء خالتي فاطمة زوجة الشهيد السيد محمد باقر الصدر هي الوحيدة التي كانت في العراق ولكن باقي الأخوال، الخالين الآخرين والخالات الخمسة كانوا بايران مستقرين. فالعلاقة مع رباب بالمعنى كانت علاقة مع الكل حلوة وبشكل خاص يوجد هذا الاحتكاك اليومي لما أسست معه الشق النسائي بنشاطه، بيت الفتاة لما تأسست ومن بعدها تأسست النشاطات. يعني كان يرى جديتها وكان كتير ينبسط. أذكر تعليقاته وكان يفتخر بها حتى قرأت بعدها ما كنت عارفها في احدى الجامعات علّق بسؤال من الأسئلة حول الحجاب وكم أن الحجاب يكون عائق للمرأة في تقدمها، فكان كتير واضح جداً انه ليس عائق وأعطى مثال عن رباب أخته. فيراها غير علاقة الأخ بأخته علاقة حتى فكرية، علاقة عملية حتى معها اللي كان ينبسط فيها فمن هنا كانت هذه العلاقة واستمرت بعدة نشاطات كل ما كانت تكبر المؤسسات.
نسرين نجم: طيب حضرتك كنت عم تحكي عن موضوع في خلال شهر رمضان كنتم، كان هنالك العديد من اللقاءات الدائمة معهم، هل كان مثلاً يُفرُض عليكم الصيام، هل كان يُفرُض عليكم الصلاة او الأدعية، او أي شيء من هذا النوع أو أنتم لوحدكم كنتم تقوموا بهذه الأمور؟
السيد رائد شرف الدين: ولا مرة كان يفرض شيء ولكن منهاجه العملي هو اللي خلانا... يعني ليس هناك سبب من أن أبدأ من عمر الست سنوات بالصيام إلا لأني رأيت هذه البيئة التي أعيش فيها لا أحد مش مكلف وكل أولاد خالي ما كانوا في تلك المرحلة... وكانوا الأطفال ولكن أيضاً هذه البيئة التي كانت موجودة ولم يكن أبداً بشكل مباشر يقول اعملوا وساووا، كان منهاجه هو الذي نقرأ منه بشكل مباشر.

نسرين نجم: طيب هنا خلال هذه الجلسات هل هنالك من نقاط اختلاف مع سماحة الإمام وأين كنتم أكثر الأوقات تتفقون وأكثر شيء هنالك نوع ليس من الاختلاف ولكن عدم التوافق في بعض الآراء؟
السيد رائد شرف الدين:
لا كنت ولا الآن بأي موقع انّ أكون في نقاط اختلاف، الذي كان يمكن نتمرد

نسرين نجم: يمكن من نظرة معينة..
السيد رائد شرف الدين:
حركة التمرد او الثورة التي من الممكن تكون بسنين المراهقة نعم كيف يمكن التعامل معها. بالنسبة لي كان يشكل رمز التمرد والثورة اذا بدنا نسميه، شوفي نحن في الـ73 لما صرت أنا بالأول متوسط، كنت بالثانوية الجعفرية بصور وكانت الجعفرية مثل بعض المدارس الثانية في... أحد المراكز الحركة المطلبية يعني أتذكر جيداً على الرغم من صغر سني كان كثيراً يصير في اضرابات، ننبسط نحن انّ اضراب منطلع بمظاهرة. لم أكن بالضرورة كثيراً مستوعب طبيعة القضايا انّ نحن عم نقفل المدرسة أو عم يعملوا جمعية عمومية بآخر طابق بالجعفرية الذين كانوا هم يعبئون ويطلعوا الأكبر منا طلاب الباكالوريا وغيرهم ويعبئونا ويقولون شو المطلوب، شو طبيعة المظاهرة لماذا نقفل المدرسة ومن هناك تنطلق المظاهرة. فمن وقتها أتذكر مرات المظاهرات التي كنا نطلع فيها لها علاقة بالقضية الفلسطينية، كثير من المرات مرة حملنا صورة هيلاريون كابوتشي وحركات التحرر التي كانت تصير أو حتى حركات مطلبية يعني اتذكر شركة بروتايين أتذكر شعار من الشعارات حطوا الماي بقناني، كنا نطلع بشغلات مش بالضرورة كتير مستوعب، اوكي طالع مبسوط وراء الشباب والصبايا الأكبر منا. بس لما اطلع بهذا الشكل وعم نشوف ان الحركات المطلبية حولنا ما كان الإمام الصدر هو رمز الحركة المطلبية يعني يشكل بالنسبة لي عنوان لهذه القضايا الانسانية المعاصرة يعني وقت الي نطلع نحن بصور عم نتظاهر بصورة هيلاريون كابوتشي ما كان هو جالس في بيروت، قاعد واقف او باحدى المناسبات على المنبر عنده واضع صورة هيلاريون كابوتشي. يعني بالنسبة لي أنا أنبسط انّ عم نعمل شيء اي والله هذا الإمام، هالخال بالنسبة لنا الخال الكبير عم بيكون عنده نفس الاهتمام..

نسرين نجم: عم يكون عنده نفس المصالح ونفس المصير..
السيد رائد شرف الدين:
نعم

نسرين نجم: هل يا ترى كان الإمام يوجهكم في بعض الأمور، في بعض المواضيع يعني مثلاً إن كان من الناحية العلمية أو حتى من الناحية الاجتماعية كان في توجه لآراء معينة؟
السيد رائد شرف الدين:
أتذكر قصة بالـ75، بصيف الـ75 كنا بصور بمهنية جبل عامل بصور، بالشقة التي كان ساكن فيها الله يرحمه الشهيد الدكتور شمران، مصطفى شمران هذه القصة بعد انفجار عين البنية واللي صار بعدها الإمام أشهر ولادة حركة أمل. الموجودين كانوا اجوا بوقت متأخر على عشاء وصارت قعدة طويلة أتذكر اللي كانوا الدكتور ابراهيم يزدي، صادق طباطبائي، صادق قطب زاده وأكيد كان الشهيد الدكتور مصطفى شمران بوجود الإمام فتعشينا وجلسنا وحكي صار بطبيعة الحال وأنا قمت ونمت بطبيعة الحال على كرسي.. على كنباية من الكنبايات الموجودين بصالون دكتور شمران أتذكر كانت جلد وقتها فيأتي بعد قليل، أغفل، استويت يعني... فيقوم الإمام ويوقظني ويقول لي خالي حبيبي قم ونام إنت، بس هيك صحصحت شوي يعني أيقظني قال لي: شو هيك المجاهدين بيتعبوا قوام، فأتذكر التعبير فعلاً أتذكره انّ فعلاً المجاهدين وأنا السبب اللي ما بدي أقوم أنام بالغرفة المخصصة لنا أنا وأولاد خالي لسبب أنّ بشقة الدكتور شمران لحتى أوصل الى آخر Couloir آخر الكوريدور للغرفة اللي فيها ثلاث تخوت أنام فيها أنا وأولاد خالي كنت سأمر جنب غرفة الشهيد ماهر حسين الذي هو أحد الأساتذة الذين كانوا يعلموا بالثانوية وبالمهنية والذي استشهد قبل فترة كتير قصيرة وكنا على علاقة كتير... كان الإخوان اللي كانوا موجودين لم يكونوا فقط أساتذة، أنا لم أكن طالب لم أكن تلميذ في المدرسة لكن كنت أشارك باستمرار في النشاطات فكنت أرى كيف أخوة أكبر وهم لم يكونوا كتير كبار معنا فقريبين منا وقريبين من الكل. ففعلاً أنا كنت خائف أن أذهب وأمر، هناك رهبة هذه الغرفة التي كانت موجودة قد زرتها وجالس فيها وشايف من أسابيع ليست بطويلة فبعد هذا بدي ارجع وأمر بجانبها. فهذه كانت من الصور يعني غير مباشرة اللي كان يحكي فيها الإمام فبحركته الإمام ليس بالضرورة ان يقول لنا ان يوجهنا، يعني وقت اللي بيحكي نرجع لموضوع رمز التمرد في الثورة يعني لما بيكون قاعد بيحكي بالفلاح و بيحكي بالعمال واشراكهم بالأرباح، طب نحنا وليدات انه قديش.. شو بدنا اكتر من هيك، طيب ثائر على شو أو متمرد على شو. نحن تكون وعي سياسي باكراً بحكم ظروف المنطقة التي كنا نعيش فيها منطقة الجنوب وملامستنا المباشرة لقضايا مثل القضية الفلسطينية بشكل مباشر وبشكل أساسي، فنعم كنا نرى أهمية هذه الحركة المطلبية من ناحية، نحنا عايشين نحن منطقة زراعية فيها فلاحين وفيها عمال وكنا عايشين هناك والا التقديمات الاجتماعية التي كان يطالب فيها مثل الضمان الصحي والاجتماعي ولا حتى المنطقة المحرومة التي كنا نعيش فيها بمنطقة الجنوب، لما يكون في دعوة للاصلاح ان كان سياسي او اقتصادي او تحديث النظام اللبناني الطائفي... خليني أعبر المقيت والمنبوذ تلاقي أنه ليس من داعي أن هؤلاء يا ابني لازعم تعملهم أو تساويهم، ما كانت موجودة... وكنا نتابع نفسه إن كان بصور ليس فقط كلماته انفعالاته فلذلك كانت بهذا الشكل أيضاً بيجي ويحط ايده على كتف أحد منا ويبلش يحكينا. ما كانت هناك.

نسرين نجم: طيب كان بيت الإمام ومكتبه قبلة جميع اللبنانيين..
السيد رائد شرف الدين:
فعلاً

نسرين نجم: من تتذكر من تلك الشخصيات التي كانت تزور الإمام والتي أُعجبت بها؟
السيد رائد شرف الدين:
هناك مراحل عديدة يعني الذين كانوا يزورون الإمام عدة مراحل اذا بدنا نسمي المرحلة الصورية يعني في المرحلة الأولى اللي أول ما وعيت هي المرحلة الصورية كان في لقاءات مع المؤمنين في صور أو العائلات الصورية أو الجنوبية او جمعية البر والاحسان او آخرين الذين أتوا من مناطق خارج الجنوب لكن بعدها تغيرت عندما صارت بطبيعة الحال بمرحلة تأسيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى وبعدين مرحلة تأسيس حركة أمل اختلفت، يعني الوجوه تختلف بتروح وبتجي، اسمحي لي أن لا أسمي أسماء لاعتبارات عديدة ولكن أحب أن أقول لك أنني كنت أنبسط بأن أرى كل الأطياف. فعلاً القادة الفلسطينيين، قادة اليسار اللبناني، قادة اليمين اللبناني، مسيحيين ومسلمين بكل الأشكال وبكل الفئات والمجتمع وتلاوينه وأطيافه وبمناسبات عديدة يعني ترين شخصيات فكرية وسياسية واقتصادية وثقافية وتربوية..

نسرين نجم: متنوعة
السيد رائد شرف الدين:
يعني تجدين كل هذه الشخصيات موجودة

نسرين نجم: يعني كل هذا الانفتاح والزيارات التي كانت دائمة من قبل العديد من الأشخاص، شو تركت لديك انطباع؟ هل يا ترى ساعدت في تكوين شخصية معينة لدى السيد رائد شرف الدين؟
السيد رائد شرف الدين:
نعم. فعلاً في عدة صور. هذه بدون شك أساساً كانت ترجمة لنهج الإمام الصدر نهجه الإنفتاحي وتحسسه بأهمية الكل على مختلف اذا كانت طبقات اجتماعية أو أطياف أو تلاوين سياسية فكانت بدون شك هذه اذا بدك بدون أن يخبرنا ما كنا عايشينا تثبتت عندنا هذه المفاهيم التي كانت يعيشها أو يحكي فيها. وجود أصدقاء لهم من قبل أبداً ليس بالضرورة اضافة للاصدقاء المسلمين او الشيعة مسيحيين أصدقاء يعني مش صداقات او زيارات. أيضاً كان مدرسة بدون ما احد يخبرنا عن هذه المدرسة. نعم كانت تأثيرات عديدة تلفت نظري بما انّ المنزل كان بنفس المبنى هو والمكتب انّ الإمام بحركة لا تهدأ، انه بأوقات كثيرة أعرف ان الدوامات تنتهي بوقت معين ليش اذا مش اثنين، ثلاثة، دوام مستمر.. ليل نهار.. حتى في الليل تذهبين ونحن ننزل نروح نلعب ونجي مع أولاد خالي. ولكن دائماً هناك لقاءات واجتماعات. هذه الحركة التي لا تهدأ كانت ملفتة بالنسبة لي. اضافة الى هذا كان يلفت نظري ان رجل دين يحكي بقضايا عديدة مش بس والله يحكي بقضايا الفكرية الاسلامية بالفلسفة الاسلامية لكن تعرضه لأخبار كثيرة، اهتماماته الانسانية المعاصرة التي نعيشها كانت ملفتة للنظر. وكان ملفت للنظر انه بمكتبه كان عنده خرائط ودراسات، انّ بالنسبة لي في تلك الفترة النهر الليطاني مثل العاصي مسبح كبير، piscine كبير لكن وقت اللي بقعد وبلاقي الخرائط الكبيرة وعم نحكي عن مشاريع الري ان كان بالبقاع، بالهرمل، بالبقاع الجنوبي، الليطاني يعني هؤلاء كان ملفت للنظر انه شخصية كانت مختلفة ومتنورة وغنية بنفس الوقت.

نسرين نجم: ايضاً، طيب ألا يوجد لسماحة الإمام هوايات معينة كان يحب أن يقوم بها ومع من كان يتشارك ؟
السيد رائد شرف الدين:
لا أتذكر اذا كان عنده هواية يمارسها بالحقيقة لا أتذكر. لكن حضوره أنشطة رياضية كانت تصير بالثانوية الجعفرية، كان يحضر نشاطات ولكن ان كان هو أنا على الأقل لم أكن ولم أسأل هذا سؤال وجيه خليني قال أنا ما شفت.. بالمناسبة أحمد اسماعيل أنا أعتبره توأم روحه للإمام اذا ما بدي أذكر احد مع احترامنا للكل بدون تحفظ مع الاحترام للكل لكن احمد اسماعيل كان علاقته غريبة الشكل، المنزل الوحيد الذي كانوا اولاد الإمام يروحوا عليه غير بيتنا هو بيت احمد اسماعيل. تذكرت شيء على سيرة الهوايات ما بعرف اذا كانت هواية أو لأ الآن حكيت تذكرت صورة كان يحب الزهور والحدائق يعني حتى أتذكر حكيتك أولاً على بيت سليمان عرب بالطيبة كان في صُوَر يكون حريص يقف هو والأولاد يجلس جانبهم. حتى في المجلس الشيعي هناك حديقة صغيرة بالحازمية كان يهتم بها كان يمرق ويقف جانبها، وينظر الى الزهور والشجيرات الصغيرة التي كانت موجودة كان هناك شوية اشجار، شوية زهور ورود وطبيعة الحال يوقف تجديه توقف وينظر اليها يعني أعطى اهتمامه وغير ممكن الا ان يمر من هناك محاضرة حول عظمة الخالق وجماله وجمال خلقه.
 
نسرين نجم: كان يجد هناك دلالة على روعة هذا الخالق العظيم، حضرتك تحدثت عن موضوع العلاقات يعني كيف كانت علاقة الإمام بالشهيد مصطفى شمران؟
السيد رائد شرف الدين:
علاقة ثقة كبيرة و يعني محبة ايضاً كتير كبيرة وتقدير. أتذكر ايضاً أنه أول ما أتى، أولى ما اجا الدكتور مصطفى شمران من أميركا هو وعائلته حتى أتذكر أنهم أتوا والذي كان يلفت نظري عندهم فان صغير أزرق فولز فاغن وكنا بهؤلاء الفانات نحنا نروح فيهم على المدرسة فهو ما شاء الله عائلته كبيرة فكانت على الـSystem الاجنبي يطلعوا بالفان كان هو وزوجته أميركية وكان عنده أولاده. هذه أحكيكِ في المراحل الأولى يعني سنة 72 كان نزل عندنا أول مرحلة إجا نزل عندنا وكان يبرموا على صور والمؤسسة والمهنية ومناطق الجنوب. يعني حاول انّ يجي وواضح كان انّ الإمام الصدر طلب منه أن يأتي هو بطبيعة الحال كان وقتها الدكتور في الفيزياء النووية كان يعمل بالناسا معروف دكتور شمران شو كانت قيمته العلمية، محاضر.. وأتى الى صور ويبرم يعني ائتمنه على ملفات كبيرة يعني بمجرد ما جيب سيرة الإمام بفكر فيه واستقدمه من أميركا ويسمله ملف مثل هذا الملف على أهميته. الإمام الصدر كان مهتم جداً بمهنية بأبعادها كتوفير فرص العمل اللائقة والكريمة كتنشئة هذا النشأ الجديد على الإسلام وعلى الأخلاق الحميدة فكان ينظر لها بشكل كبير فإنه ائتمنه على هذا الجانب شغلة كتير اساسية.. وبطبيعة الحال بمرحلة لاحقة ائتمنه على ملف وقت لمّا صارت الحرب وكّل ادارة الثانوية ادارة المهنية للشهيد المهندس هادي سبيتي وتكفل بموضوع النبعة الدكتور شمران كان له فضل كبير ومتابعة حثيثة فالمراحل الأخيرة بفترة الحرب وجايي.. في الـ 76 الـ77 هذه فترة أزمة النبعة كان سلّمه هذا الجانب. بطبيعة الحال دكتور شمران لم يكن فقط ادارة، كلا، رجل مجاهد أتذكر كان قليل جداً من الناس كان معروف عنه روحانيته كانت محاضرته جداً يحكي بالروحانيات، في جانب عرفاني كان في وقت الي يحكي بلغة تقولي اكتسب اللغة العربية بشكل سريع بطبيعة الحال بقيت اللهجة موجودة لكن حديثه كان كامل ومفهوم. بتعرفي أتذكر شيئاً مع الدكتور شمران هو تعلمت الـPing Pong معه أو Tactic Ping Pong.

نسرين نجم: حضرتك ذكرت الحرب الأهلية والحوادث الأليمة التي عصفت بلبنان في تلك الفترة. ذلك أن سماحة الإمام قد تعرض للعديد من الاغتيالات، كيف كان سماحة الإمام يحمي نفسه من هذه الاغتيالات وكيف كان وقعها عليكم؟
السيد رائد شرف الدين:
فترة مخيفة علينا جميعاً، يعني عارفين المحاولات التي كانت تصير وتتداولها الأخبار فلذلك حاول الامام بأكثر من محل أن يغير من مكان سكنه، مناطق كان يفتكرها أكثر أمناً ولكن للأسف ليس بالضرورة أبداً أن تكون أكثر أمناً. الشيء اللي عمله في مرحلة من المراحل أن نقل عائلته الى فرنسا أول مرحلة للأسف بسبب الفرز الذي صار قعدوا بشقة مفروشة بالحمرا الأولاد أولاد خالي وكانوا يترددوا على مدرسة IC لكن بعد هذا استعرت ايضاً ولا يترك ثلاثة أولاد لوحدهم وهو وامرأة خالي في مكان آخر، فأخذهم وأرسلهم الى باريس وأكملوا دراستهم هناك في المدارس وبمرحلة لاحقة في الجامعة. نفس الشيء بالنسبة لنا في سنة الـ76 صار في محاولة كتير جبانة على حياة الوالدة على حياة السيدة رباب كانت تقود سيارتها فأتت هذه المدرّع الأقرب الى الدبابة وفاتت بالسيارة ليس بمقابلها بل على الجانب التي كانت تقود يمكن لسبب أو لآخر تُفسر الناس بوقتها انّ بالصدفة، كلا ليست صدفة انّ بطبيعة الحادث والسرعة.. واضح انّ كانت مقصودة حتى أكدوا لنا هذا الشيء وثاني يوم المساء أرسلوا رسالة للسيد ابو رائد انه اذا ما وصلت الرسالة خلينا نوصلها لكم. هناك الامام طلب منا ترك صور سنة 76 وفعلاً رحنا على ايران جلسنا سنة دراسية وعدنا بأواخر الـ77. لكن هو لم يترك، هناك فترات كانت زوجة خالي تذهب الى فرنسا وترجع تجي وكان عندها ظرف صحي يستدعي معالجتها ولكن هو كان مستمر. بعث عائلته، أسرته بَعّدْ عائلته اللي هو نحن بين الأسرة والعائلة بَعّدْنا ولكن هو استمر بقيَ موجود كان يتردد على الشام ويرجع يجي يعني كانت حركته دائمة لم يترك ومعروف أساساً أقواله وشو نظرته لدوره وفهمه لدوره وتعرضه وإمكانية تعرضه لأي شيء بأي وقت.

نسرين نجم: متى كانت آخر مرة رأيت فيها سماحة الإمام؟
السيد رائد شرف الدين:
هي آخر ساعة من وجوده في لبنان، كان بـ25 بعد الظهر يوم الجمعة 25 آب 1978، الإمام بعد اجتياح الـ78 كان صارت صيفية يعني كفينا السنة الدراسية بصور كيفما كان وبعدين صار صيفية وكانت عائلته ليست هناك. فأرسل وراء والدتي وقال لها خذي شقة في كيفون واتركوا لي غرفة. اذهبوا وخذوا شقة واتركوا لي غرفة. اطلعوا يعني كان الوضع غير مريح وأنا بصير اطلع اتردد كان الإمام الصدر بحب كيفون كتير وفعلاً طلعنا وأخذنا شقة واخذنا غرفة كان يتردد كل يوم لعندنا ويتسحر هناك أنا أتذكر لماذا، لأني كنت أصوم بسنة 78 كان صار عمري 15 سنة مُكلف فكانوا يوقظوني أهلي وإجي وكانت القعدة على الأرض بغرفته والسحور هناك نتسحر نحن واياه على الأرض. وبليلتها مثل الليالي التالية الآن لا أتذكر اذا كانت كل ليلة ولكن الكثير من ليالي شهر رمضان ليس بالضرورة كل ليلة كل ليلة ولكن ليالي كثيرة كنا نستيقظ لنتسحر معه. ثاني يوم كان يوم جمعة ليلة خميس يوم جمعة ذهبنا الى مدينة الزهراء ودعناه من هناك وأكملنا على صور لأنّ كان Weekend وكانت الأيام الأخيرة من شهر رمضان ونحنا عادة نقضي أيام العيد كلها بصور. آخر مرة هي كانت الساعة الأخيرة من هناك ودعناه وبوسناه وانطلق على المطار..

نسرين نجم: كيف كان صدى التغييب عليك شخصياً وعلى أسرته؟
السيد رائد شرف الدين:
بينحكى كتير على هذا الموضوع، نحن عرفنا بالموضوع من حدا، يعني كنا بصور مثل ما قلت لك ذهبنا الى صور ورجعنا وما معنا خبر. ليس هناك اي وسيلة اعلامية تؤكد أي شيء الى يوم الذي رجعنا فيه من صور على كيفون كنا لا زلنا نفتح البيت بعد كم يوم من الفرصة فعم نفتّح المنزل نهوي المنزل، كنت مع الوالدة في المطبخ والمطبخ عندنا يطل على حرش في كيفون. ففي فوقنا كانوا يعيشون نَوَرْ فواحدة سِتّ من هؤلاء العايشين في خيمة نزلت عند الوالدة وقالت لها انه سمعنا على صوت لبنان انه الإمام الصدر اختُفيَ في ليبيا فنحنا عم نحكي هنا. ولكن أسرة الإمام كانوا في باريس لم يكونوا هنا. فنحن عرفنا من هذه الست التي أتت وقالت لها..

نسرين نجم: لم يكن لديكم علم سابقاً ؟
السيد رائد شرف الدين:
مطلقاً يعني حملت حالها الوالدة وراحت على غرفتها أخذت ثيابها وبدها تمشي أتذكر المشهد ماثل أمامي مثل الآن بوقتها من ثلاثون سنة فأتى الوالد ليحكيها ويوقفها، مدت يدها حتى حركتها أتذكر بيدها الشمال وقالت له لا تقل لي شيئاً أنا أعرف أنّ كل شخص يمشي في هذا الخط لشو ممكن أن يتعرض أنا ذاهبة الى منزل السيد الكشميري الذي هو صديق الإمام وصديقنا لأنه في ذلك الوقت لم يكن عندنا تلفون حتى أطمئن. يعني ردة الفعل عندها متماسكة بشكل كبير.

نسرين نجم: رزينة.
السيد رائد شرف الدين:
يعني أنا لاحقاً سألت الوالد هل لديك خبر، كمان ردة فعلك إنت..قال أبداً مثلي مثلكم.. يعني صاءبت الماما كانت على الشرفة وأنا وراءها في المطبخ هذه ردة الفعل هذه يعني حتى الماما ابداً يعني حاولوا يستوعبوها. ابداً بدون شك أقول لك شيئاً كانت قاسية جداً. بيت خالي وامرأة خالي وأولاد خالي كانوا بباريس كانت جداً قاسية بالتأكيد على الجميع لكن الشغلة الملفتة انّ بعد كل هذه السنين كم حاولوا يحصنونا قدر الإمكان بالنتيجة نحن أطفال إن كنا نحن أو أولاد خالي أطفال، أكيد نعاني وأكيد واعيين تماماً لعمق المشكلة المأساة التي صارت في حياتنا ولكن كانوا دائماً حريصين بقدر الامكان ان يوفروا الحد المناسب من المدرسة والاهتمامات الشؤون اليومية. بطبيعة الحال هي مؤثرة مؤثرة ولكن كانوا يحاولوا يخففوا بقدر الامكان حدتها. وقتها بفترة قصيرة حملت حالها الوالدة وذهبت عند امرأة خالي وأولاد خالي وبعدها أتوا الى لبنان ولكن نعم بدون شك بقساوتها لكن بصلابة التصدي.... السيد عباس بدر الدين هذا القلم السيال، هذا الفكر المسؤول الذي كان موجود شيء مؤسف بعد طول غياب نصل الآن وصحيح هناك قول أميركاني او انكليزي يقول Better late than never الأفضل أن نصل متأخرين من أن لا نصل أبداً، لكن ببعض النواحي لأ بطبيعة الحال مسرورين وغير مسرورين يعني نقول أيمتى وبعدين وبعد شو؟ هذا من ناحية أتأمل العبرة في المتابعة في التنفيذ وهذه اللجنة البرلمانية الايرانية التي أيضاً تشكلت وكانت مشاركة في الأسبوع الماضي..

نسرين نجم: بالعديد من اللقاءات..
السيد رائد شرف الدين:
بالضبط وكانت موجودة ايضاً نتأمل أن يتأتى عنها شيء واكيد غير كافي شو صار بلبنان ولا اللي صار بالدول الشقيقة او الحليفة غير كافي. بدي اطلع منها بقول أنا حقيقة في كلمة للسيدة رباب نزلت في الجرائد المحلية نزلت..

نسرين نجم: قبل بنهار..
السيد رائد شرف الدين:
اي يوم السبت في 30 الشهر في كلمة حلوة الحقيقة مش كلها الحقيقة في كلمة هيك ملكة مثل ما كان يعبر عنها الشاعر سعيد عقل بكلمات يعني تعبر بطبيعة الحال هذه الأخوة التي شفناها فيها هناك كلمة واحدة ضلت في بالي بقيت وعم تلف برأسي بدون ما أقدر أطلع منها حقيقة تقول:
يا كل أيام العذابات اشهدي أنا امتطينا صهوة الجرح الذي ظنوه قاتلنا

نسرين نجم: كلمات معبرة جداً ومؤثرة جداً، السيد رائد شرف الدين نحن نشكر حضورك معنا بإذاعة الرسالة ونأمل أن يكون هناك العديد من اللقاءات التي تأخذنا هكذا الى ذكريات لا يمكن أن تُنتسى والى مواقف تجعلنا نتعلق أكثر وأكثر بهذا النهج وبهذا الخط.
السيد رائد شرف الدين:
شكراً لك، لاذاعة الرسالة التي أنا حريص على سماعها والتثقف منها فعلاً بتنوع برامجها يسعدني أن أكون معكم.

نسرين نجم: شكراً
السيد رائد شرف الدين:
شكراً لك

نسرين نجم: شكراً لحضرتك. مستمعينا الأحبة كنتم مع برنامج "حكايتي مع الإمام". السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

source