برنامج مختصر مفيد عن الامام الصدر في ذكرى تغييبه السابعة والعشرين: سماحة: حمل همّ المرحلة واشكاليتها الآتية قصيفي: استشرف المستقبل برفض التوطين

calendar icon 31 آب 2005 الكاتب:سعيد غريب

خصّص الاعلامي سعيد غريب حلقة خاصة في برنامجه "مختصر مفيد" على قناةNBN  عن تغييب الامام موسى الصدر ورفيقيه، في الذكرى السابعة والعشرين، مستضيفاً الوزير السابق ميشال سماحة والكاتب السياسي جوزيف قصيفي.


سعيد غريب: 31 آب 1978, 31 آب 2005, مساء الخير مشاهدينا الكرام.

عابرٌ للطوائف بفكره النيّر, يعزّ عليّ أن أخصّص حلقةً من برنامجي كلّ عام للحديث عن الإمام السيد موسى الصدر ولم أتخلّف عن ذلك منذ بدأت حواراتي التلفزيونية وكنت أفضّل أن يكون الحوار معه وليس عنه.

لطالما استقطبتنا قامته الطامحة الى تحقيق العدالة الاجتماعية, وتثبيت العيش المشترك وشخصيته الفذة العابرة للطوائف بالفكر النيّر والحوار السلِس الداعي الى التلاقي للارتقاء بالوطن الواحد. بالمناسبة, مناسبة مرور سبعٍ وعشرين سنة على إخفاء الإمام ورفيقيه, اخترت لكم مقطعاً من مقالٍ للكبير ميشال أبو جودة. كتبه بمناسبة إعتصام السيّد وصيامه في الكلية العاملية, وكانت الحرب في بدايتها بتاريخ 28 حزيران 1975. يقول ميشال أبو جودة: "واعتصام الإمام يلبنن الأزمة للمرة الأولى, عن طريق القول إنّ اللبنانيين مسؤولون عن الأزمة أكثر من غيرهم وأنهم قادرون أكثر من غيرهم على حلّها والخروج منها إذا قرروا التضحية بذواتهم."

وأهمية موقف الإمام أنّه أدخل رجل الدين كعنصرٍ, كعنصر ضغطٍ عمليّ في الأزمة وليس فقط كعنصر ضغط معنوي, وبلغ من رهافة حس الإمام أنه لجأ الى الاعتصام والصوم والصلاة عندما أدرك بتحسسه مع الناس أنّ الأزمة لم يعد ينفع فيها إلا الإعتصام والصوم والصلاة.

وهكذا, إذا كان من حلٍ بعد الآن, فسيُقال أنه حلّ جاء تحت التأثير الإيمانيّ والمعنويّ للإمام. وإذا لم يكن من حلّ فسيكون الإمام أوّل المستشهدين في سبيل الوطن.

وعلى هذا الأساس, سيكون كلّ شيء في لبنان وفي الأزمة اللبنانية بعد إعتصام الإمام مختلفاً عمّا كان عليه بعد الاعتصام. وقد بلغ من تعلّق الناس بالإمام ومن رغبتها في أن تكون كلّها معه في اعتصامه أنّها سارعت الى القول أنّ الحل لا ريب فيه لأن الناس تدرك سلفاً أيّ حجمٍ ستصل اليه الأزمة إذا بقِيَ الإمام معتصماًً وبقيت الأزمة بلا حلّ.

لقد بقيَت الناس تفتّش منذ بداية الأزمة عمّن يضحّي بدوره أو بحصّته أو بمصالحه, فجاء الإمام الصدر وضحّى بذاته مُعطِياً درساً لجميع الذين لم يُضحّوا بعد. ليشعروا أنّ كلّ تضحيةٍ تُطلب منهم تظل أقلّ من التضحية بالذات وترتفع تضحية الإمام الى ذروة التضحيات لأنه يُضحّي في سبيل المساكين المحرومين وبالتالي في سبيل جميع اللبنانيين الذين يعتبرهم الآن وبحقّ مساكين ومحرومين. لم يعد منذ أمس إمام المحرومين بل أصبح إمام اللبنانيين, وكلّ لبنان تشيّع أمس للإمام, بل كلّ لبنان أصبح من شيعة الإمام, شيعة الفداء والتضحية, لقد جعل الإمام جميع اللبنانيين بل جميع الناس في الخارج يتحسّسون بموقفه ويهتمّون به ربّما أكبر من اهتمامهم بالأزمة نفسها. ومن الخارج جاءت أصداء الاعتصام كلّها إعجابٌ وتقدير. هكذا كتب ميشال أبو جودة قبل سبعةٍ وعشرين عاماً.

عام 78, كان لبنان أمام مفترق كبير, كلّ الأحداث حصلت بذلك العام من حصار الفياضية, الى حرب المئة يوم, مروراً بكامب دايفيد والقرار 425 وأحداث إهدن, ووصولاً إلى إخفاء الإمام موسى الصدر ورفيقيه, شخصيتان رافقتا تلك الأحداث وعاشتا في قلبها, الوزير السابق ميشال سماحة والصحافي والكاتب السياسي جوزيف قصيفي.

مساء الخير, معالي الوزير. مساء الخير, أستاذ جوزيف قصيفي.

كنتم بقلب الحدث, وجوزف أوّل من أتى بالخبر, خبر الاختفاء. ما هي علاقتك بالإمام قبل أن نتكلم مع جوزيف كيف أتى بالخبر وأُذيع بإذاعة صوت لبنان, يمكن كانت السبّاقة في وقتها, بين كل وسائل الاعلام المحلية والعالمية.

ميشال سماحة: القصة طويلة جداً, لكن سأحاول أن أختصرها قدر الامكان. نشأت العلاقة في عام 68 و69.

سعيد غريب: قلت لي أنّك مديون له.

ميشال سماحة: نعم مديون له بجزء أساسي من ثقافتي, بجزء أساسي من معرفتي, من استماعي لكيفية مقارءته لموضوع الجنوب في ذلك الوقت. الجنوب الذي تركته الدولة باكراً وتركت أهله يتامى لأنّه قد ذهب الأب والأم، وتُرِك أهل الجنوب عرضةً لكل أنواع الذئاب التي نحصد نتائجها في مأساة الناس بعد التحرير وحصدنا نتائجها في الاحتلال الاسرائيلي ومعاناة الجنوبيين وحصدنا ما زرعوا من فكر أساسي, فكر مقاوم لتحرير الجنوب في هذا الاتجاه. نشأت العلاقة في تلك الفترة وكنّا مجموعة. كنّا طالبيّاً على علاقة مع موضوع الجنوب, وكنّا مجموعة نعمل مع الله يرحمه الشيخ موريس الجميّل, الذي كانت تربطه فيه علاقة مميزة والذي بنتيجة هذه العلاقة والاضرابات التي قادها الامام موسى الصدر في موضوع الجنوب في ذلك الوقت, أُنشئ مجلس الجنوب عام 69, وكان أوّل رئيس لمجلس الجنوب في تلك الفترة بالتفاهم مع سماحة الإمام الغائب الشيخ موريس الجميّل وزير التصميم من حيث موقع كوزير تصميم. ومع مرّ الأيام تطوّرت كثيراً العلاقة وكنت أذهب معه في فترات الشتاء والربيع مرتين بالشهر أيام الآحاد معه في سيارته لزيارة الجنوب, وكانت تبدأ دائماً زيارة الجنوب كمحطة أولى عند مصطفى شمران في المدرسة المهنية التي كان يهتم فيها. كان دائماً معنا في تلك الفترات من كان يهتم بما أُنشئ فيما بعد من وزارة الشباب والرياضة الحاج رفعت شرارة والأستاذ أحمد قبيسي, الأستاذ نبيه بري, في زيارات على طول ما سُمّي فيما بعد الشريط والداخل. أوّلاً لحاجات الناس, ثانياً لتفقّد الأعمال المشتركة والأعمال الخاصة التي كان يقوم بها في تلك الفترة من ثقافية وانمائية والأعمال المشتركة التي كان يقوم بها مع المطران الله يطوّل بعمره المطران ريغوار حدّاد في الحركة الاجتماعية.

تطوّرت في تلك الفترة وشرّفني أن حضرت بـ73 والـ 74 مجموعة الاجتماعات التي عقدها في الندوة اللبنانية حول موضوع الجنوب عند ميشال أسمر بحضور رئيس الحكومة آنذاك الرئيس تقي الدين الصلح, والرئيس بيار حلو, الله يرحمهم مع ميشال أسمر, والدكتور جبّور عبد النور, وواكيم مبارك, رينيه حبشي, وكثيرون مع مجموعة من ضبّاط الجيش منتدبين من قيادة الجيش والقيادة السياسية لبحث اقتراحات سماحة الامام في تحصين الجنوب وعدم فتحه أمام ما يمكن أن يدفع ثمنه الجنوب. صار نقاشات طويلة, وكل المجتمعين كانوا مقتنعين, كان هناك وقتها رئيس أركان الجيش العميد موسى كنعان, كان هناك البستاني بالشعبة الثانية, كان هناك العميد قريطم إذا ما كنت غلطان, وكان هو لديه مشروع متكامل لانخراط الجنوبيين في عملية تحصين الجنوب من خلال شيء كان يسميه أنصار الجيش, وفي هذا الإطار كان هو مع المثقفين والسياسيين المثقفين المهتمين في هذا ولديهم امكانية فعل والجيش ولكن القيادة السياسية لسوء الحظ في تلك الفترة مدة كثير من الأحيان, كان همها وهو ضد وكانت حساسيته مع سياسيي الجنوب بمعظمهم ضد الاقطاع, وكان هناك تحالف سلطة مثل ما في اليوم, ومثل ما كان في من فترة, تحالف سلطة أكثر من تحالف بناء دولة. وتحالف السلطة الحاكم في بيروت في ذلك الوقت لم يكن يريد أن يُزعل التقليديين الشيعة الموجودين في الجنوب وبالتالي لم تتقدم بالرغم من قناعة الناس هذه الأمور الى مراحل تنفيذية. لذلك بالـ73 والـ74 اتجه سماحة الإمام اتجاهين: اتجاه عمل تعبوي في موضوع المحرومين من كل الطوائف, جمله الى جانب عمله مع المثقفين والمسيحيين وتعاون في تلك الفترة مع حركة كانت قد نشأت وعندها قاعدتها بين المثقفين المسيحيين والرهبان المسيحيين, حركة كنيسة من أجل عالمنا. كان فيها الأب عبدالله ضاهر, كان فيها أتصور في وقتها المطران يوسف بشارة لم يكن بعد مطران, كان فيها كثير من الاكليركيين وكثير من العلمانيين, فيها عبد العزيز شهاب وغيره, وصارت عملية وأشياء مشتركة في الكنائس, بعجلتون, بالكبوشية, لاستنهاض القوى حول المحرومين وحركة المحرومين.

من جهة ثانية, بدأ يفكّر في عملية أفواج المقاومة اللبنانية التي أعلنها عملياً بعد الحادث المؤسف الذي حصل بقرب بعلبك بالنبي سباط. يومين من بعد الانفجار كانت الولادة بـ 7 تموز الـ75, بمعسكر اسمه عين البنّية

سعيد غريب: كانت قد بدأت الحرب؟

ميشال سماحة:  نعم, كانت قد بدأت

سعيد غريب: وهذا بعد الاعتصام؟

ميشال سماحة: أريد أن أشهد شهادة أيضاً قبل, في اليوم التي حصلت حادثة  بوسطة عين الرمانة الساعة السادسة مساءً كان قد استشرى في منطقة فرن الشباك ومنطقة التيرو في فرن الشباك,

سعيد غريب: التحويطة.

ميشال سماحة: التحويطة. بدأ الخطف من اتجاهين, حصل اتصال من قبلهم فينا في بيت الكتائب, كنّا بعدنا عم نصل نهار الأحد وصاير حادث.

فتوجهنا اليه أنا وكريم بقرداوني وأنطوان شادر موفدين من الحزب. صار في لقاء وتفاهم فوري لوقف, ليس وقف فوراً الافراج عن كل المخطوفين في ذلك اليوم, وتوجهنا معاً الى مكتب الأستاذ غسان تويني في النهار, كان قد وصل بيان عزل الكتائب الذي صدر عن اجتماع الحركة الوطنية في منزل الله يرحمه كمال بك جنبلاط, قرأ البيان وتأثّر, وطلبنا منه طلب الأستاذ غسان أن يُصار اتصال مع أبو عمار, فأجرى من مكتب أستاذ غسان اتصال مع أبو عمار الذي كان في الكويت وحدّثه عمّا جرى وعن ضرورة لجم الناس وعن ضرورة تجاوز هذا البيان لأنه في لبنان العزل يؤدي الى تفاقم الأزمات وطلب منه أن يتدخل مع كمال بك ومع أحزاب الحركة وأن لا يتبنى هو هذا الموقف. وعده خيراً ولكن هذا الشيء حصل في حوالي التاسعة مساءً وفي الساعة العاشرة والنصف أو الحادية عشر انفجر الموقف. وقعت أول ثلاث انفجارات في الوسط التجاري استهدفوا محلات مسؤولين كتائبيين هم طانيوس سابا, سمير اسحاق, وجون أبو راشد. وبدأ القصف بيت الكتائب بهاون الـ60 من الباشورة. وثاني يوم, بدأت الجولة الأولى.

سعيد غريب: أستاذ قصيفي, قبل أن نتكلّم عن ظروف الاختفاء وكيف استطعت أن تحصل على الخبر عندها. أنت سبق أن التقيت الامام الصدر وعْمِلت معه أكثر من حديث صحافي. ويوجد أمامك..

جوزيف قصيفي: والله الحديث الذي عثرت عليه أستاذ سعيد مهم لدرجة أنه كل الذي تفضّل وقاله معالي الوزير الصديق وارد فيه. حصلت اتصالات عبر الندوة اللبنانية بالمثقفين من جميع الطوائف وصدر بيانهم بتوقيع 190 ملتزمين في خدمة المحرومين, وشكّلت الدولة بوساطة قائد الجيش اسكندر غانم لِجاناً مشتركة درست الأوضاع وأقرّت المطالب ورفعت التقارير الى الرئيس فرنجية ثم زار المجلس مؤكّداً عزم الدولة على تحقيق المطالب ثم استقالت حكومة الرئيس تقي الدين الصلح، والتزم الرئيس رشيد الصلح في بيانه الوزاري بمطالب الحركة وطُوّقت آثار المهرجانات ومضت فترة تتجاوز السبعة أشهر وكان الانفجار الذي بدأ بمقتل معروف سعد. يعني هذا من الأحاديث المهمة جداً التي أجريته معه. وأتذكّر أنه طال الحديث ليلاً وصَرفْت المصوّر التابع للجريدة والمجلة

سعيد غريب: كتبتها.

جوزيف قصيفي: نعم, كله مكتوب لكن في مقالة وجدانية,

سعيد غريب: في الحازمية؟

جوزيف قصيفي:  نعم في الحازمية. صار يُكثِر من طلب أقداح الشاي, بعدها شال العمامة ووضعها جانباً, يعني هذا مشهد فاتنا يعني كنا أخذنا هذا السبق, وصار يأخذ نفس نرجيلة

سعيد غريب: هذا بالصورة؟

جوزيف قصيفي: نعم, بالصورة وأعتقد أنّ جريدة النهار رِجعِت عِمْلِت معه حديث. أخذت وحدها هذه الصورة. بعد ان انتهينا من الأحاديث سألَنا, كان معي والدي, سألنا من أيّ بلدة, قلنا له من كسروان الفتوح, وحكى كلام أنّه أنا مرةً كنت ماراً في جبال لبنان الشمالية أعجبني دير على كتف وادي هيك, وقلت شي نهار يا إمام بدّك تاخذ لنفسك فسحة من الوقت وتروح تقعد ترتاح على كتف هذا الوادي, وفكّر أن يمر على رئيس الدير يسلّم عليه ويسأله إذا كنت قدر أستطيع القدوم والمكوث هنا بضعة أيام, وأقعد أخلد لنفسي وأفكر وأكتب. يعني كان...

سعيد غريب: أنت تتكلم عن الحديث الذي حدث في مطلع سنة 78 أو الحديث الذي أجريت معه أو اللقاء الذي جلست معه قبل بشهر؟

جوزيف قصيفي: في لقاء قبل بشهر, ما عم بقدر شوف وين الحديث واقع, هيدا قبل بسنة, هيدا قبل بسنة كأنّه قبل أشهر

سعيد غريب: كلا، هذا في بداية السنة, في كانون الثاني

جوزيف قصيفي: أيضاً كأنّه يتكلم اليوم.

سعيد غريب: في اللقاء الأخير الذي التقيت فيه كان يشعر الإمام بالخطر؟ ماذا أخبرك؟

جوزيف قصيفي: طبعاً, كان يقول أنّ المنطقة تغلي, وأن زيارة السادات قصة خطيرة كثيراً, علينا أن نعرف قراءة معانيها وأبعادها. وأن لا نترك هذه الزيارة سبب لإعادة إشعال الوضع من جديد في لبنان, لأنّ لبنان قادم على مرحلة هو والمنطقة لا يعرف الى أين مداها. الله وحده يعرف مداها. وكان متخوّفاً جداً من حصول تفجيرات كبيرة في لبنان وبخارج لبنان, والذي لفتني وهذا لم أكتبه لأنه طلب مني أن لا أكتبه, أنّه يخبرني أنه وقت الذي بدأت فيه عوامل الثورة في ايران تكبر, سبق له أن التقى الملك حسين بالأردن, من مدة يعني قبل بسنة, وقال له أنّ صديقك شاه ايران أخذ عدة اجراءات في ايران غير شعبية, وغير مقبولة من الشعب الايراني المؤمن.

سعيد غريب: : سنة78 كانت رهيبة

جوزيف قصيفي: نعم, والمتمسك بالمرجعية الدينية, اذا رأيت الشاه قل له اذا كان يريد أن يتّبع هذا الأسلوب لن يبقى طويلاً على عرش الطاووس في ايران, ويقول أنه بعد فترة يعود ليلتقي الملك حسين الله يرحمه, ويقول له ماذا ذكرتك؟ وبيذكر هوّ أنّ الملك حسين أبلغ شاه ايران بهذه الرسالة, ويقول له أنّ الإمام الصدر يقول رغم أنه لم يكن يحبّ الإمام الصدر شاه ايران, كان هناك مجموعات كثيرة من معارضي النظام الشاهنشاهي في ايران الموجودين في لبنان بحماية ورعاية الإمام موسى الصدر ومنهم من وصل الى مناصب عليا في الدولة, منهم وزير الدفاع مصطفى شمران الذي قُتِل بحادث طيارة, يقول له أنّ الإمام الصدر يقول لك: أنك ترتكب خطأ كبير قد يؤدي بك هذا الخطأ أن تدفع ثمناً غالياً نتيجة الارتكابات التي تحصل.

سعيد غريب: كان يشعر هو أنه مستهدف

جوزيف قصيفي: لم أشعر من خلال الأحاديث أنه مستهدف ولكن شعرت أن لديه خوف كبير كبير من الوضع في لبنان والوضع في المنطقة, لم يكن يرى في تلك المرحلة إلا ضباب ونفق أسود.

سعيد غريب: جوزيف، أخبرني لو سمحت كيف صوت لبنان كانت أول من أذاعت الخبر؟ أخبرنا كيف صارت, كيف أتيت بالخبر؟ الآن تستطيع أن تعلن عن المصدر.

جوزيف قصيفي: الحقيقة, كنت بصوت لبنان

سعيد غريب: وأنا كنت لا زلت في البداية هناك

جوزيف قصيفي: كنت مراسلاً لإذاعة صوت لبنان في القصر الجمهوري وبعدة أمكنة. هناك شخص صديق دائم للاذاعة من زحلة, لن أذكر اسمه, لأنه لم يتسنَ لي أسأله حتى أذكر اسمه. يتصل بمسؤول النشرة في الاذاعة, مسؤول النشرة مش مهم كيف نجيب الأخبار كان, يتصل بي, ماذا تستطيع أن تعرف عن هذا الموضوع, لم يقلها بصراحة, قال أنّ في مشكلة للإمام الصدر في ليبيا, فكيف تستطيع أن تعرف؟

وأنا موجود بالقصر الجمهوري, يخطر على بالي النائب والوزير السابق محمود بك عمار, الذي أوجّه له تحية قلب,

ميشال سماحة: كلنا نوجه له تحية

جوزيف قصيفي: جرّبت أتصل فيه حتى استميحه عذراً خبر الخبرية لكن أنا صادفت أنني ذكرتها قبل الآن. ذهبت الى منزله في الحازمية الى جانب السفارة المصرية, وأذكر أنه كان يلعب طاولة مع ...

سعيد غريب: كان التاريخ 2 أيلول أو 3.

جوزيف قصيفي: تقريباً, كان يلعب طاولة مع الله يرحمه زميله النائب الكتائبي السابق عبدو صعب, وصلت وقلت له قبل أن تُكمِل: ما هي قصة الإمام الصدر في ليبيا؟ فقال لي: كيف عرفت؟. قلت له: عرفت. قال لي : يا أخي على كل حال ستُعرف. انت صديقنا, والاذاعة نحن أصدقاء واياها وحلفاء. ثم يخبّرني القصة بالعربي الدارج مثل ما يقولون "من طق طق للسلام عليكم". شغّلت سيارتي وذهبت الى ادارة الاذاعة, مدير الاذاعة تفاجأ وتردّد قبل أن يذيعها, والخبر كبير, قال لي: على كل حال أنت ستأخذ جزاء كبيراً إذا كان الخبر خطأ, سأذيع الخبر وتبقى أنت عندي في الغرفة, بقيت عنده في الغرفة رهينة حتى نرى إذا كان الخبر صح أو خطأ. فجأة, تذيع...

سعيد غريب: جيد أنه ما كان في محقّق دولي

جوزيف قصيفي: فجأةً تذيع اذاعة صوت لبنان العربي, التي هي الناطقة..

ميشال سماحة: على فكرة بدنا نسأل انّه لماذا لا يوجد محقق دولي؟

سعيد غريب: الآن سنتكلم بالموضوع.

جوزيف قصيفي: الناطقة باسم المرابطون وتكذّب الخبر, ثاني شيء الاذاعة اللبنانية تكذّب الخبر, نحنا قلنا معناه أنّ الخبر خطأ، أكلناها. بعد قليل, يأتينا هاتف من المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى, من الأستاذ عبدالله موسى نوجه له تحية, يعطي بياناً يؤكد فيه خبر اذاعة صوت لبنان, ويشن حملة على الاذاعتين الباقيتين أنه لماذا هؤلاء...

سعيد غريب: أخذت Bonus وقتها أم مضت هكذا

جوزيف قصيفي: نعم, Bonus  لكن ليس عالتقيل........

سعيد غريب: الآن, معالي الوزير, دعنا نتكلم في الحاضر, هذا الانسان الذي اسمه موسى الصدر أصبح له 27 عشرين سنة مختفي لا أحد يعرف مصيره, تجربة لجنة التحقيق الدولية برهنت أنها تجربة ناجحة وفيها اجماع لبناني حول مصداقيتها وطريقة عملها وأدائها وآلية عملها. هذه التجربة الناجحة, هناك شخص له 27 سنة, اليوم لمّح لها الرئيس بري بخطابه

ميشال سماحة: لا، قالها بوضوح.

سعيد غريب:  لماذا لا يكون موجود لجنة تحقيق دولية على غرار لجنة تحقيق دولية في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد الرئيس رفيق الحريري, ما الذي يمنع؟ كي لا نذكر كل الاغتيالات التي مرّ بها لبنان من تلك الفترة الى اليوم.؟

ميشال سماحة: هناك مجموعة أسئلة يجب أن يسألها الشخص لنفسه. لماذا اختفى؟ لماذا أُريد لهذا العملاق ولهذا الدور الذي كان يلعبه, هذا العملاق الذي ليس عابراً فقط للطوائف في لبنان, الذي مرجعيته تتواكب مع رؤياها الواسعة الذي لا ينظر فقط الى لبنان, والذي هو مرجعية شيعية تحوّل الى مرجعية لبنانية..

سعيد غريب: إمام اللبنانيين

ميشال سماحة: وتحوّل الى مرجعيّة عربيّة ومرجعية اسلاميّة. يعني أخذ كل هذه العوالم وحمل همها, كما كان يقول جوزيف منذ قليل, لم يبدُ خائفاً على ذاته, حامل هم المرحلة وهم المرحلة واشكالات المرحلة الآتية علينا, وأيضاً أريد أن أربط تلك الاشكالات بسلسلة فك الارتباط الذي تلا عام 1973 وفتح قناة السويس وبذلك كُتِبت مقالات عديدة عن الحرب اللبنانية وارتباطها في ذلك, وعن تداعيات زيارة الرئيس السادات الى القدس واتفاق كامب دايفيد الأول. كان مدركاً، ولإدراكه لمعنى وخطورة في ذاك الزمن التي تعقد فيه الاتفاقيات, الاجتياح الاسرائيلي بعملية الليطاني والعمل الفلسطيني على أرض لبنان غير المنظّم والمعرَّض لكثير من الأمور, في الداخل وعلى الحدود حمل هذا الهم بعد الاجتياح الاسرائيلي الى كل الدول العربية والى الأجانب وثبّت مرجعيته وثبّت أنه صخرة المقاومة اللبنانية في الجنوب التي تحمل مواضيعها أيضاً في السياسة الى جانب المقاومة على الأرض من خلال إطلاقه بالمبدأ وبالمطلق أنّ إسرائيل شرٌّ مطلق وحرّم التعامل معها والتعاون معها.

من وقتها لليوم, لم يتمكن لبنان من ايصال... بالرغم من أنه عُمِلت خطوات في أيام الرئيس سركيس, عُمِلت خطوات في ما بعد, لم يتمكن لبنان من أن ينفذ بموضوع اختفاء سماحة الامام موسى الصدر الى المرجعية العربية الحقيقية بالجامعة، في هذا الموضوع ولا إلى المرجعية الدولية. الآن نقول, ونفتح صفحة جديدة ونقول أنّ ليبيا تدرّج موقفها مثل ما قال الرئيس بري اليوم, من عدم الاعتراف من أربع, خمس سنوات, القبول بمبدأ أن سماحة الامام اختفى في ليبيا على أرضها.

يعني سماحة الإمام ورفيقيه المهمين بالنسبة لي ولأهلهم ولما يمثلون, لا يستطيعون أن يختفوا مثل الابرة في كومة قش. هذا غير صحيح, هل الذهاب في عملية تحقيق حقيقية ونصل لل" من"  وللأسباب ستفتح جزءاً من ملف الصراع في المنطقة. والمرجعية في المنطقة. ولماذا كان الصراع في لبنان وما كان دور هذا المارد في الاطفاء وفي الجمع الذي كان المطلوب أن يختفي هذا الجامع الذي اسمه سماحة السيد موسى الصدر..

سعيد غريب: ماذا تقصد بكلامك أستاذ ميشال؟ما هو المعنى؟ ما هو المغزى؟

ميشال سماحة: ودائماً الأمم الكبرى لا تتحرك من خلال المؤسسات الكبرى إلا ما يتزاوج قرار التحرك مع مصلحة ذاتية في استراتيجية.

سعيد غريب: هل يحصل الآن هكذا في لجنة التحقيق الدولية؟

ميشال سماحة: لا أتكلم عن اللجنة, لم آتي بعد على سيرة اللجنة, إني لا زلت أتكلم عن القرار

سعيد غريب: حسناً عن القرار, اللجنة تأتي لاحقاً

ميشال سماحة: كلا, اللجنة خارجة عن القرار, اللجنة هي الأداة التنفيذية المستقلة.

سعيد غريب: عظيم ، القرار.

ميشال سماحة:  يعني بدها حلقة طويلة لشرح سياق الأمور بدقة وبالتفصيل من نهاية عام 2003 يعني ما بعد الحرب العراقية بقليل, بعد الحرب في العراق بقليل, الى اليوم. يعني لولا هناك مصالح كبرى وتوافق كبير لكانت هذه الدول ربما لم تتعامل مع لبنان وقضاياه واغتيال دولة الرئيس رفيق الحريري هو واحد من أهم القضايا المعاصرة في لبنان, والموضوع الأهم في الثلاث سنوات الماضية أو الأربع أو الخمس سنوات الماضية.

الى جانب الموضوع الثاني المهم الذي هو كان تحرير سنة 2000, اغتيال الرئيس رفيق الحريري حدث ضخم في الحياة الداخلية في لبنان, في الاشكاليات اللبنانية وفي غياب وتغييب هذا العملاق. تدخلت الدول ليس لأنه نحن فقدنا الرئيس الحريري, وليس إكراماً لعيون الشهيد فقط, كلا عيون الشهيد مهمة لنا ولبعض الغرب ولكن التوافق الذي حصل, حصل بتقاطع مصالح كبرى مع أهداف كبرى في المنطقة نستفيد منها إذا علمنا كيف نتعاطى مع بعضنا مع لجنة التحقيق, مع نتائج التحقيق ونبني في إطار وحدتنا دولة حقيقية تحمينا فيما بعد من صغائرنا وصغائر الآخرين.

سعيد غريب: أريد أن أسمع رأي جوزيف حول هذه النقطة بالذات. لكن دعونا قبلاً مع فاصل اعلاني.

سعيد غريب: ونتابع حلقتنا اليوم بذكرى تغييب الامام موسى الصدر ورفيقيه. أستاذ جوزيف قصيفي، باختصار، الظرف اليوم بعد 27 سنة برأيك بعده صالح لإنشاء هيئة دولية على غرار الهيئة الموجودة اليوم، والذي طالب فيه الرئيس بري بشكل واضح من خلال قمة عربية ومن خلال الأمم المتحدة. وقال هذه آخر مهلة السنة.

جوزيف قصيفي: يعني اذا هذا الأمر متاح, واذا الظروف..

سعيد غريب: خصوصاً انّ التجربة كانت ناجحة

جوزيف قصيفي: نعم واذا الظروف تساعد واذا العودة الى فتح دفاتر الماضي يرغب فيها من بيدهم الحل والربط ومن حولهم, طبعاً لجنة تحقيق دولية بموضوع إخفاء الامام موسى الصدر أمر مرغوب كثيراً من الشعب اللبناني ومن المسلمين بالشرق الأوسط وبالعالم الاسلامي ككل. لكن اليوم يجب أن ترى, لكل مرحلة ظروفها ولكل مرحلة اثارة, وهذه الحادثة..

سعيد غريب: انّ شو بيضل مختفي, شو الطريقة؟

جوزيف قصيفي:  كلا, هذه الحادثة يوجد تعمّد ليس فقط اخفائها مادياً, اخفائها مادياً ومعنوياً, لأنّ قامة الإمام موسى الصدر كانت قامة كبيرة تتجاوز حدود لبنان ولها حضور فاعل ومؤثر على مستوى المنطقة وبدّك تسأل لماذا في وقتها هذه القضية لم تأخذ الحجم الدولي والاقليمي الذي يجب أن تأخذه, حتماً لأنه هناك مصالح دولية في وقتها واستراتيجيات دولية معينة وكان هناك علاقات عربية متداخلة وامتدادات لها في لبنان جعلت من الأمر من المتعسّر وخلقت عقداً كبيرة جداً حالت دون قيام لجنة تحقيق دولية في وقتها أو دون قيام مبادرات جدية لمعرفة مصير الإمام موسى الصدر واليوم, اذا كان هناك مجال لإنشاء لجنة, يعني لا أحد يرفضها ولكن يجب أن ترى اذا كان هذا الملف بحد ذاته يشكّل في هذه المرحلة أولوية عند من يستطيعون السير في مثل هذه اللجنة, وتشكيل هذه اللجنة. أشار معالي الوزير على أنّ اغتيال الرئيس رفيق الحريري كان حدثاً مهماً لا بل حدث له مفعول الزلزال في لبنان, وحتماً هذا أمر خطير جداً ولكن لو لم يقع على أرض دولية واقليمية مؤاتية وضمن رؤية استراتيجية جديدة للمنطقة يمكن ما كان له هذا التثمير الذي رأيناه اليوم بلجنة ميليس.

سعيد غريب: ما كان له هذا التجاوب من قبل الأمم المتحدة

جوزيف قصيفي: لا الأمم المتحدة ولا المجتمع الدولي ولا حتى المجتمع العربي.

سعيد غريب: معالي الوزير حضرتك تحت سؤال, لماذا أُخفي؟

ميشال سماحة: هنا أريد قبلاً أن أزيد كلمة, أننا لا يمكن أن نستذكر أو أن نتعاطى مع الحقائق انتقائياً. ذاكرتنا ملأى بالأسئلة حول أحداث كبرى, وحدها الحقيقة اذا تعاطيت معها للكشف يمكنها اخراج كل الشياطين منك. أما اذا سعيت للحقيقة للتشفي, قد تتشفى ولكن لن يشفى جسم الوطن ونسيج الوطن, هذا ينطبق كثيراً على موضوع سماحة الإمام المغيّب. ليس لنا حق أن لا نعرف الحقيقة, أن لا نسعى لمعرفة الحقيقة. نحن نسعى لنعرف كثير من الحقائق الأخرى وبِجِدّ نريد أن نعرف الحقائق الأخرى.

يجب أن توضع في أولى الأولويات, اذا في مطرح من مطارحها ممكن تُنشئ اشكالات مضرّة فينا أو مضرّة في علاقات المجتمع الأكبر منا في العالم العربي او العالم الاسلامي ببعضه. علينا أن نتعاطى باستخراج الحقيقة لنشفى جميعاً من هذه الاشكالات الكامنة في أذهاننا والتي يربو أجيال, أجيال عندها أسئلة.

يعني اليوم في المهرجان الذي رأيناه, يوجد أجيال كاملة لم تكن واعية عندما غاب سماحة الإمام, ولكن كبرت ونشأت على ثقافة السؤال وليس على ثقافة السؤال الشافي والصفح والتعلم من مدرسة الإمام المتسامحة ومدرسة الإمام الصدر الجامعة. نحن نتعاطى مع مستقبلنا علينا أن نستخرج شياطين ماضينا لنشفى وننشئ مستقبل صحي ببشر أصحاء تقوم العلاقة الداخلية في ما بين الأطياف اللبنانية بشكل جيد وصحي ومع الآخرين, والآخرين هنا أشدد على الآخرين بالجمع وحتى في هذا الموضوع, لا أعتقد هنا أنّ ليبيا القذافي هي الآخر, ليبيا القذافي هي واحد من الآخرين, لذلك أؤكد على...

سعيد غريب: تقصد أنّ ليبيا القذافي هي المنفذ؟

ميشال سماحة: قد تكون.

سعيد غريب: معالي الوزير, سألت عن لماذا, السبب.  ويطرح السؤال اليوم لماذا بالنسبة للإمام وبالنسبة لكل القامات التي تطلع تسمية الصفة على رموز دينية قديمة وحاضرة.

ميشال سماحة: يعني اذا اردنا ان نتكلم عن القامات، هي اليوم قليلة.

سعيد غريب: نعم, قليل. لماذا؟ تبيّن لنا أنّ التاريخ يعيد نفسه. لا زلنا مكاننا. تبيّن معالي الوزير أن كل الذي أخفوا السيد موسى الصدر أو الذين نُفيوا، ريمون اده، أو الذين اغتيلوا وما أكثرهم وصولاً للرئيس رفيق الحريري,

ميشال سماحة: وصولاً أيضاً، وصولاً وجورج حاوي وسمير قصير؟؟

سعيد غريب: لا أنا أتكلم عن الذين كانوا في موقع المسؤولية الكبيرة

ميشال سماحة: او الذين يمكن ان يلعبوا أدواراً

سعيد غريب: او الذين يمكن ان يلعبوا أدواراً، وهذه الشخصيات يتبيّن لنا عبر الوقت أنها كانت تلعب دوراً من أجل وحدة لبنان, كل شخص على طريقته, غير التقسيميين، اختفوا من هذه الدنيا, بطريقة أو بأخرى, حتى بشير الجميّل اشتغل بوحدة لبنان على الأقل آخر23 يوماً في حياته. والرئيس الحريري كان داعماً بالمطلق لاتفاق الطائف.

ميشال سماحة: لن أدخل في نقاش بآخر 23 يوماً من حياته، قد يكون..

سعيد غريب: هذه كرّست..

ميشال سماحة: للشيخ بشير رؤية في الوحدة غير رؤية الآخرين

سعيد غريب: لا، طبعاً نحن نتكلم عن صورته عند كل اللبنانيين. وآخر 23 يوماً غير صورته عند كل اللبنانيين غير قبل. الذين عملوا من أجل وحدة لبنان أصبح مصيرهم غامضاً أو قاتماً, ألا ترى أننا لا زلنا مكاننا اليوم؟ خصوصاً أن الكلام والحكي رِجِع يتنامى حول الفدرالية, حول التقسيم, واليوم الرئيس بري أشار للتفجيرات التي تحصل في المناطق المسيحية

ميشال سماحة: Signé

سعيد غريب: المطلوب منها بين مزدوجين اثارة المجتمع المسيحي للانخراط بالكلام الذي يتكرر اليوم بقبول فكرة الفدرالية التي هي الكلمة المهذبة للتقسيم. أترى أننا لا زلنا مكاننا بعد فترة 30 سنة. عم ترجع البرمة تبرم برمة واحدة؟

ميشال سماحة: الحقائق الحقيقية, الحقائق الواقعية الحقيقية في المنطقة, والحقائق الطبيعية عنيدة, وكريهة عند الانسان وخاصة الذهن الجماعي عند الناس, لا يحبون الحقائق العنيدة ولا يحبون أن يتعاطوا معها ولا يحب الانسان خاصة الحقائق الكريهة, يدير وجهه, يدير عينيه, يدير ذهنه, ويعتبرها غير موجودة. ولكن تأتي في وقت معيّن, في لحظة معيّنة تصفعه, يعمل ردة فعل, لكن لا يكون محضّراً نفسه مهيئاً نفسه ليستوعب خطأه في التعاطي السابق ويصحح مساره انطلاقاً من مصالحه الحقيقية.

سعيد غريب: يعني وضّح لنا قليلاً.

ميشال سماحة: يجب أن آتي الى الحقائق الحقيقية, من وقتها الى اليوم, هل لبنان أُخِذ من هنا وصار كانتون في سويسرا، وجيراننا الألمان والطليان والفرنسيون, كلا. لبنان ما زال في الجغرافيا وبالواقع الذي تفرضه عليه الجغرافيا, مكانه, بإنتمائه العربي, بإنتمائه لقضاياه,

سعيد غريب: نعم, لكن السؤال يجب أن يكون ماذا يُدبّر لهذا البلد؟

ميشال سماحة: ما هوّ نحن دائماً نفكر بأنفسنا,

سعيد غريب : كيف ما برمتها ترجع لنفس الموضوع

ميشال سماحة: ما يجب أن أبرمها, يجب أن أنظر, ماذا يحصل حولي؟ ماذا يحصل في اسرائيل؟ في داخل المجتمع الاسرائيلي؟ ماذا يحصل في المشكلة الديمغرافية بأرض 48..

سعيد غريب: وهؤلاء كلهم حاربوا التوطين, حاربوا بطريقة أو بأخرى مشروع التوطين الكبير المستمر من 73 الى اليوم

ميشال سماحة: لا أعرف,

سعيد غريب: ألا تعرف؟

ميشال سماحة: دعني, يعني انت عندما تشمل كل الناس, دعني, لا أريد أن أشملهم كلهم, لا أريد أن أدخل في هذه القصة, أريد آخذ بعين الاعتبار وقائع اليوم, أنت تسأل سؤالك عن اليوم.

هل تعلّمنا من التجربة, التي تكلمنا عنها, يعني المرحلة لبنان (43 و 58) (58 و 68) ( 78و 75) (75 و 90) هل هضمنا تجاربنا فيها؟ ومرحلة أخيرة (90 و 2005) خروج الجيش السوري في لبنان.  هل هضمنا تجاربنا فيها وأخذنا منها دروس وأصبحنا نتعاطى عقلانياً أو لا زلنا نتعاطى بردود فعل أو ..؟

سعيد غريب: أنت ماذا تقول؟

ميشال سماحة: أنا أقول أننا بعد ما قبلنا حقائقنا.

سعيد غريب: يعني في خطر علينا؟

ميشال سماحة: نعم, أنا لا أقول لك لا. أنا على هذه الطاولة, ليلة نهاية انتخابات الجبل, على هذه الطاولة معك كانت معنا ريما فرح, بالـ Projection لنتائج الانتخابات انطلاقاً من القراءة الواقعية سمّيتُ أنّ ما يقوم في لبنان اليوم هو تحالف سلطة بنتيجة الانتخابات لن يأخذ بعين الاعتبار التجربة الماضية وليس متجهاًً ليؤسس دولة. بعد ما وصلنا لمرحلة تأسيس الدولة.

عندما أقول تحالف سلطة في وقتها, قلت ما هي الـ Projection؟ ماذا ينتظرنا على الطريق؟ ذكرت هذه الأخطار وقلت نحن خالصين, عملنا انتخابات, وصوّتنا، أخذنا الناس اقترعوا للماضي ولم يقترعوا للمستقبل. لأنه لو اقترعوا للمستقبل كانت نوعية التحالفات انجبرت أن تكون غير ذلك, نوعية الاقتراع غير ذلك. لأن المستقبل يريد تحصيل لبناني في الداخل, رؤيا واضحة لما حولنا وللمخاطر الآتية علينا, وبناء جدّياً ارادة بناء دولة جدّياً. ليست كل الناس الموجودة اليوم في السلطة أو بتحالف السلطة, عندهم Profile رجال الدولة, الرئيس السنيورة عنده Profile كرجل دولة. يتكلم ويتحدث ويدير, هو وزير كان وزير يمارس كونه رجل دولة, هذا شخص وليس تيارات سياسية, هذه ليست ثقافة سياسية.

لنعود، يا سيدي, هل هناك أحد ما عمل دراسة جدية, لـ1559, ماذا يريد العالم من 1559 في هذه المنطقة, في ظل ما يجري في العراق, وما هو ذاهب اليه العراق الى حروب أهلية انطلاقاً من مبدأ الفدرالية, وبالتالي التقسيم. ماذا يحصل عند الفلسطينيون, كيف تحوّلوا اسرائيليين, مأزقهم في غزة التي فرضته عليهم شيئين أساسيتين, الديمغرافية الفلسطينية والمقاومة الفلسطسينية, بشكل حقيقي ونزيه. حوّلت هذا المأزق الى فرصة باعتها للغرب, وعند التنفيذ شارك الاعلام العربي ببيعها للعرب وللآخرين, بالبكاء على المستوطنين الذين يخرجون, انّ ما بقى يقدر يعمل شي شارون, ولا قيادة اسرائيلية بعد يستطيع أن يُخرج أحد من المستوطنين, من هم المستوطنون.

المستوطنون مغتصبون للأرض مطلوب منهم أن يردوا الأرض لأصحابها. --ولكن ضاع صوتهم في هذه المظاهرة الكبيرة, انّ عم نسترجع حقوقنا. ينتهي خروج المستوطنين, اذاً وصلنا الى المأزق, في مأزق وجودي لاسرائيل في موضوع عرب 48, عرب الضفة الغربية, والأهم من ذلك مشكلة المياه في اسرائيل وفي الضفة الغربية وفي الأردن, في مشكلة مصادر ثروة من البشرية القادرة على الانتاج الى مصادر الثروة في الأرض للتنمية في هذه المجتمعات, الى موضوع المفاوضات على الحل النهائي, يعني على عودة الفلسطينيين, لا يكفي نحن أن نقول أن يعودوا, وأحذّر بعض الفلسطينيين الذين يطرحون بعض الأسئلة ويقولون وليس كل الفلسطينيين وليس اللّب الفلسطيني, مثل الذي يرمي عن غيره بالون, انّه وَلَوْ يا لبنانيين قسم منكم لديه جنسية لبنانية وجنسية كندية, جنسية لبنانية وجنسية فرنسية, جنسية لبنانية وجنسية أسترالية, أعطونا الجنسية اللبنانية بانتظار نكون أخذنا الجنسية الفلسطينية, كلا هذا غير صحيح. النضال يجب أن يذهب أولاً الى استعادة الجنسية الفلسطينية بدولة فلسطينية مستقلة سيدة على كامل أرضها كدولة انطلاقاً من مبدأ الذاهبين أنتم تفاوضون من أجله. وبعدها, أين أنتم مقيمين تبحثون مع الدول, لتعطيكم الجنسية الثانية, لكن ليس من هنا يبدأ البحث, هذا خطر, هذا يُضاف الى الكلام الذي أنت سمّيته فدرالي مهذب في الموضوع التقسيمي لأنّ هذا الكلام يعطي أيضاً فيول للناس الذي تريد تقسيم في لبنان. وقد يكونوا...

سعيد غريب: هل هناك أناس تريد تقسيم في لبنان؟

ميشال سماحة: لو ما في ناس في لبنان تريد التقسيم, قد تكون التجربة العراقية أن تأتي بوقت من الأوقات هذا الشيطان الى أماكن أخرى في المشرق العربي,

سعيد غريب: لبننة العراق وليس عرقنة لبنان

ميشال سماحة: صحيح, من هذا الباب سأفتح هلالين : كون فرنسا وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية متبنيتان لل1559 واليوم فاعلاتان ومتفاعلاتان مع المجتمع اللبناني, علينا أن نقيم حوار حقيقي وجدّي معهم, وليس من موقف يعني لدينا موقف من قضايانا ولكن يجب أن يكون لدينا تواصل مع أصحاب القرار في العالم حول قضايانا وحول وجودنا كلبنانيين وكلبنان في المنطقة, في منطقة يجب أن تكون بعيدة عن الارهاب, يمارس على أرضها بلبنان وبسوريا وبكل الأماكن وبالأردن, لقاء الحضارات ولقاء المسيحية والاسلام, ولقاء المسيحية والاسلام الموسوية حيث هي, ويجب أن نُساعد لنحمي وحدة مجتمعنا, استقرارنا لئلا نصبح مرة ثانية, اذا فرط الاستقرار بإطار هذه المشاريع التي تتصدر من مكان معيّن في هذه المنطقة, نصبح عالة كبرى على استقرار العالم.

فاصل اعلاني

سعيد غريب: ونتابع لقاءنا الخاص الليلة بذكرى تغييب الإمام موسى الصدر ورفيقيه, أستاذ جوزيف عندك تعليق على الذي قاله معالي الوزير من قليل, أو ننتقل الى سؤال آخر.

جوزيف قصيفي: قبل أن ننطلق الى سؤال آخر عندي تعليق مقتضب جداً, يعني معالي الوزير قد وفّى ووفىّ وهو مثل ما يقولون ابن بَجْدتِها وهكذا تحليلات وخصوصاً عندما يذهب الى العمق فيها. لكن أنا أقول يخطئ في لبنان من يظن أنّه ما يحصل على الساحة اللبنانية يمكن عزله في أي شكل من الأشكال مما يحصل في العراق أو مما يحصل في فلسطين المحتلة, غير ممكن, لبنان ليس جزيرة معزولة عن محيطه. واذا نريد أن نربط ما حصل منذ أشهر الى اليوم, غير ممكن أن نعزل ما يجري أو ما حصل في لبنان عن كل هذه التطورات, حتى جريمة اغتيال الرئيس الحريري هي لها بعد ولها دويّ اقليمي دولي, أنا أعتقد أن الوضع, والجريمة بحد ذاتها, حسابات الجريمة بحد ذاتها تتخطى حدود لبنان بشكل كبير. وبعدها ما يحصل في العراق اليوم, هذا الدستور الذي وضع للعراق, الذي كان مسار انتقاد من أمين عام جامعة الدول العربية وطرح عدة علامات استفهام عليه. والكثير من القوى العلمانية والقوى القومية داخل العراق وخارج العراق يطرح علامة استفهام حول مستقبل وحدة العراق, اذا كان فقط هكذا بالهيّن الفدرالية في العراق ستطبّق خريطتها على الأرض بسهولة, من دون أن تُرسم بالدماء, اليوم كارثة كبيرة 650 قتيل, وأيضاً في غزة, غزة اليوم أعتقد أنّ الضغط العملاني الموجود على المستوطنين وعلى اسرائيل بقلب غزة حتّم عليهم الانسحاب, ولكن هذا الانسحاب عُمِل له اخراج اعلامي وسياسي ضخم وكبير جداً. حتى يقول شارون في مقبل الأيام أو أحد غير شارون انّه أنا أقصى ما عندي أعطيته. رأيتم أنّ كم مستوطن بغزة معزول كلّفتني بالداخل الاسرائيلي, أنا أكثر من هذا لا أستطيع أن أعطي. حتى يترك البقع الاستيطانية الموجودة بالضفة الغربية قائمة بكل قساوة واذا لاحظت ما لحقوا ان تركوا غزة الا وبنوا ووسعوا الجدار الفاصل وان يتكلموا على سيادة لهم على الحدود البرية وعلى المعابر البحرية وعلى الجو. معناه أنّ الأمور في المنطقة لا زالت.. حسب رأيي لا شيء محسوم.

سعيد غريب: حسب رأيك ما كُتِب قد كُتِب بالنسبة للبنان والمنطقة أو في مجال حتى يُعمل شيئاً؟ معالي الوزير يتكلم انّ بالصمود والتفاهم والحوار.

جوزيف قصيفي: ما كُتِب قد كُتِب أنا أعتقد أنه على اللبنانيين أقله أن يدركوا أنّ ما يحصل اليوم هو مستهدفهم جميعاً, وبالتالي أنه اذا صار شي واقعة معينة او حادثة معينة صبّت في المصلحة الآنية لهذا الطرف, ليس معناه أنه انتصار نهائي, وبالتالي كما قال معالي الوزير ليس هناك مجال للتشفي والانتقام لأنّ هذه عملية تدخل فيها ولا تنتهي..

سعيد غريب: ما الذي كُتِب؟ ما الذي كُتب؟

جوزيف قصيفي: أنا برأيي دفتر مفتوح والكثير يكتبون, وماذا يُكتب لا تعلم..

سعيد غريب: ما في خطة عند الأميركان, ما في مشروع برأيك للمنطقة؟

جوزيف قصيفي: أنا أعتقد مشروع لبنان عند الأميركان في المنظار الأميركي, لبنان لا ينفصل بالنظرة العامة عن نظرتهم لما يحصل في العراق, يريدون بقعة آمنة حسب..

سعيد غريب: نظرة, أو خطة أو مشروع؟

جوزيف قصيفي: في خطة, حسب ما نرى الأساليب المتبعة من قبل الأميركان بالعراق وبغزة, والضغط الذي يحدث في لبنان والذي يتخذ كمنطلق لزيادة الضغط على سوريا, هي تطويع هاتين المنطقتين الموجودة فيهما الناس وتقول كلا لبعض الأمور ولبعض القضايا وبالتالي الضغط يزداد وسيزداد للوصول الى أمرين: إما القبول بما يجري في العراق والقبول بما يجري في فلسطين والقبول لما يُرسم للحل النهائي, أشار الى نقطة مهمة مفاوضات الحل النهائي لما يرسم للحل النهائي بما فيه توطين الفلسطينيين أو القبول بهم مؤقتاً ريثما يكون هناك حلّ شامل في ما بعد, هذا حل موعود لا أعرف كيف, وبالتالي أنا بموضوع التوطين أريد أن أذكر أنني سمعت من مسؤول فلسطيني كبير كان يزور قيادات غير منظمة التحرير من المعارضين ينقل كلاماً عن مرجع فلسطيني كبير جداً يقول لكبار معاونيه: علينا أن لا نكثر من الحديث عن رفض التوطين وعن حق العودة, لأنّ هذا حديث يزعج الأميركيين ونحن لسنا بحجم الأميركان, يعني هذا كلام كبير حُكي في هذا الموضوع, واليوم ليس هناك كلام، اذا تذكر الرئيس الفلسطيني أبو مازن, حكى كلام أنّ جنسوهم وبعدها رجعت وتعدلت الكلمة والعبارة, يعني في كلام أنه هناك قبول أن التوطين أصبح مشابهاً للقدر ولذلك قضاء وقدر, لذلك أنا أحذر وأريد أن أقول لك شيئاً الإمام الصدر ونعود للإمام الصدر, الإمام الصدر قال: أرفض توطين الفلسطينيين في لبنان وعمل أطروحة طويلة عريضة, بالوقت الذي كان الرئيس سركيس يتكلم أمام السلك الدبلوماسي انّه نحن نرفض التوطين وهناك خطة توطين في لبنان سنة 78 كان الامام الصدر يخطب بالجامع ويقول: أحذركم من توطين الفلسطينيين في لبنان لأن هذا مفاعيل جداً خطيرة على مستقبل البلد, ومثل ما قال معالي الوزير اذا تذكر, مقدمة وثيقة الوفاق الوطني تعطي (لأين) لاءاتين..

سعيد غريب: ثلاث لاءات، لا للتوطين, لا للتجزئة ولا للتقسيم. ولكن هؤلاء متلازمين؟ هل الكلمة متلازمة مع الأخرى؟

جوزيف قصيفي: كلا، لكن هناك البعض يعتقد أن هذه الأقانيم متلازمة بشكل أنه اذا اختلّ واحد منها يختل الباقي.

سعيد غريب: يعني اذا واحدة سقطت يسقط البقية

جوزيف قصيفي: يعني مثل الدومينو, يعني فكرهم اذا

سعيد غريب : يعني اذا صار توطين بيصير تقسيم استاذ ميشال؟

ميشال سماحة: ليست بالضرورة,

سعيد غريب: هل الواحدة تلزم الأخرى, اذا فككناهم

ميشال سماحة: سأعطيك غداً, بعض المواقع الالكترونية

سعيد غريب: لماذا غداً, الآن ماذا لديك؟

ميشال سماحة:  بعض المواقع الالكترونية لبعض اللبنانيين ولبعض الصهاينة الذين يُروّجون للتوطين

سعيد غريب: وللتقسيم.

ميشال سماحة: وللخروج من مبادىء الدستورية اللبنانية للذهاب الى التقسيم. وهذا خطر, أنا لا أقول أنّ كل ما يُخطّط سيحدث أو ممكن يُنفّذ, مكتوب كلا لا شيء مكتوب يبقى مكتوباً. يوجد ارادة الناس, يوجد ارادتك, يوجد ممانعتك.

سعيد غريب: لماذا لا يقولون أن الأميركان انهم تاركين اللبنانيين ينتجون شيئاً جديداً على أساس أنهم ليس لديهم رؤية واضحة, خطة واضحة أو مشروع واضح..

ميشال سماحة: خلينا نكون (حسنين النية) لكن لا نكون طوباويين ونعتبر أن هذا جيد، هذا ممكن, ولكن...

سعيد غريب: ستقول لي أنّ لديهم خطة للبنان, لديهم خطة واضحة؟

ميشال سماحة: يا خيي ما بعرف, لست جالساً في..

سعيد غريب: لكن أنت تقرأ وعندك مئة مصدر لتأتي بالمعلومات

ميشال سماحة: دع الأميركان يعملوا شغلهم ونحن نعمل واجبنا وشغلنا تجاه ذاتنا ونحكي مع الأميركان بمواضيعنا.

سعيد غريب: اذن سنتكلم عن شيء لن نتوسع فيه كثيراً بناءً على تمنيات. اللجنة الدولية, هناك الكثير من الكلام والضجة. يعني الهدف هنا، يوجد ضجيج حوله, دعنا نتكلم بالسياسة وبالواقع الذي تعيشه الناس معالي الوزير. لماذا الناس خائفة من الحقيقة, هل هناك داعٍ للخوف من الحقيقة؟

ميشال سماحة: لماذا  يخيفون الناس؟

سعيد غريب: من يخيفهم؟

ميشال سماحة: كل الذين يتكلمون ويتناولون التحقيق ونتائج التحقيق من موقع أو التهويل أو ارادة التشفي, أنت عندما تنتمي لمجتمع موحّد, مرجعيته القانون وأداة القانون دولة عادلة, أو تبني دولة عادلة. لا يعود هناك مجال كي يهوّل أحد عليك, أنا مرتاح جداً بقلّك, هناك لجنة تحقيق دولية ممتاز, للآن لم نسمع أحد يشتكي من عمل اللجنة الدولية, وتقوم هذه اللجنة بعملها بسرية وأنا مقتنع أنه كثير مما يحكى ويسوّق ببرامج تلفزيونية وبالتلفزيونات وبالجرائد

سعيد غريب: عم تحكي وكأنّ

ميشال سماحة: لا علاقة وأنا أرفض وأطلب من اللبنانيين أن يتجاهلوا كلّ ما يُقال, ياعمي لدينا محقق محترم ولدينا مجموعة تعمل, عندما يأتون ويقولون وصلنا بالتحقيق لهذه الخلاصات بناءً لهذه القرائن والوقائع يُفترض هذه الوقائع وهذه القرائن مثلما أقنعتهم التي يقولونها لنا, أن تقنعنا.

ولكن بانتظار ذلك لا نحضّر أنفسنا وكأنه سينتجون حقيقة, يمكن يوجد أطراف بدها ان الحقيقة.

سعيد غريب: في هذين اليومين سمعنا قرار ظني

ميشال سماحة: ليس من اللجنة,

سعيد غريب: طبعاً لكن سمعنا قرارات ظنية بالصحافة والاعلام

ميشال سماحة: في أناس كثير يقولون لا نريد أن نسيّس التحقيق, ولا يتناولوا التحقيق الا من خلفية سياسية, أنا مثل ما كنت أتكلم من قليل, اهتمامي ببكرا يعني بالوطن, يعني بأولادنا في هذا الوطن, بحاجة ليعرفوا الحقيقة, الحقيقة الحقيقية وبحاجة أن نحصّن

سعيد غريب: ما قصدك بالحقيقة الحقيقية أننا لن نعرف ما هي الحقيقة الكاملة؟ ماذا تقصد معالي الوزير؟

ميشال سماحة:  يا عمي, لماذا أنت..

سعيد غريب: أو سنعرف حقيقة من الحقيقة؟

ميشال سماحة:  أنا أعتبر أن كلّ الذي يُحكى هو مطلوب تعرف حقيقة على قياس قناعات أكثر من ما هي على قياس وقائع التي هي عند المحقق ميليس. أنا سأنتظر بماذا سيخرج هذا المحقق الجدي مع مجموعته بنتائج, وأطلب من الجميع التعاون في اطار القانون اللبناني الذي اليوم

(..............................................................................................)

سعيد غريب: أنا لا أستطيع إلا أن أشكركم. أهلاً وسهلاً فيك معالي أستاذ ميشال سماحة, الكاتب السياسي أستاذ جوزيف قصيفي عضو نقابة المحررين. أهلاً وسهلاً فيك.

وفي الألفية الثالثة, لعنة كوكب لم يعرف الهدوء منذ اللحظة الأولى لبزوغ فجرها, فجر الألفية الثالثة ضحايا بالآلاف, بل وبمئات الآلاف بأحداث نيويورك الى العراق الى تسونامي في جنوب آسيا, الى كاترين أمس, الى جسر الأئمة في بغداد اليوم, فضلاً عن الضحايا التي تسقط يومياً في فلسطين, وغيرها من العالم, إن في لندن وإن في شرم الشيخ وإن في مدريد وغيرها.

ألله يْرِد عن هذا الكوكب وأعاد الله الإمام السيد موسى الصدر ورفيقيه بالسلامة, الى اللقاء الجمعة المقبلة.

ميشال سماحة: نستطيع أن ننضم لك في التعزية, بشهداء القاسمية اليوم, ونعبّر من منطلق الايمان الواحد في ما بيننا كأهل الوطن وعائلات روحية, تضامنا جميعاً وفكرنا بالصلاة والايمان الليلة ليلة الاسراء والمعراج.

جوزيف قصيفي: أنا أيضاً أضم صوتي الى صوت معالي الوزير, أنا زرت الكاظمية مرتين, آخر مرة كانت منذ شهر ونصف, وزرت مرقد الإمام موسى الكاظم وأعرف جسر الأئمة مظبوط وأتأسف جداً على هذا الانفجار والله يرحم جميع كل الذين سقطوا ويشفي جميع الجرحى.

المذيع: شكراً لكم مشاهدينا الكرام, والى اللقاء الجمعة المقبلة.
source