حاوره حنان معلوف
* إن الحجاب الشرعي لا يمنع المرأة من ممارسة أي نشاط.
* الزي المعاصر للمرأة يبرز أنوثتها على حساب كفاءاتها الأخرى.
* التركيز على الجانب الأنثوي في المرأة يؤدي إلى تقصير عمر المرأة بتقليل فرصها.. كما هي الحال في الحضارة الحديثة.
* يعيش الانسان بالنسبة لله حالات ثلاث: اليقين والايمان وصورة الايمان.
* الايمان هو يقين الانسان في مختلف حقول وجوده.
* الولاية هي اقامة المجتمع الصالح عن طريق تكوين حكم صالح.
* الرغبات المتقابلة بين الرجل والمرأة هي من صميم الخلق، لذلك هي مقدسة شرط انسجامها مع وجود الانسان وغايته في الحياة.
* ان تعدد الزوجات مشروط في الاسلام وبالتالي يحمل في طياته موجبات التطوير.
* الله لا يأمر بإطاعة الوالدين بل يأمر بالاحسان إليهما؛ وحق الفتاة في اختيار الزوج حق أساسي.
* الدين أفضل وسيلة للحياة قبل أن يكون زاداً للآخرة.
* استبعد أن يكون لمشكلة فلسطين حل سلمي.
* يجب استخدام جميع الوسائل لدرء الخطر الصهيوني على المنطقة ومستقبلها.
*هل أنا منافقة لأني وضعت هذا الغطاء على رأسي؟
- لا، لست منافقة. حجابك هذا ما هو الا لباس خاص رسمي تحتاجين اليه عند مقابلة رجل دين. أنت تراعين بعض الطقوس، ومراعاتك لها تأثير كبير على إحساس الانسان المتدين وبالتالي على تفكيره الناتج عن ظروف معينة. ليست المسلمة فقط هي التي تتحجب عند مقابلة رجل دين بل جميع من يفد على كنيسة القديس بطرس في روما. هذا مع العلم أن الاسلام يقترح على المرأة المسلمة أن تكون محتشمة عند مقابلة الرجال، وتحديد المحتشمة يذكر في الكتب الفقهية.
*ماذا يحصل اذا حسرت عن شعري أمامك؟
- عند ذلك أنظر إلى المصلحة التي تعود إلى الأهداف الدينية. فإذا كانت لمقابلتك ونشاطك الصحافي فوائد تفوق مصالح أخرى لكنت استقبلتك دون شرط وعلى مضض، والا فكنت أمتنع وأعتذر.
*أقنعتني، سيظل الغطاء على رأسي.
- من حسن الحظ أنك ملتزمة وأنك نلت ما أردت. وأنا لا أعتقد أن الحجاب الشرعي يمنع المرأة من ممارسة أي نشاط في العالم. فالزي الذي تتبناه المرأة في هذا العصر يبرز الأنوثة أكثر من بقية كفايات المرأة، حتى يجعل الأنوثة تطغى عند المرأة ويحرمها العديد من المزايا الأخرى.
*لكن الزي ما عاد كما كان قبلاً يكشف عن بعض أجزاء الجسم فقط، فاتخذ الآن سذاجة الأطفال، حتى بدت المرأة عند ارتدائها إياه كالأطفال؟
- لماذا كالأطفال؟ أعتقد أنهن بمحاكاتهن الأطفال يبدين أكثر إثارة.
حالات الايمان الثلاث
*لماذا أنت مؤمن وهناك الكثير من العقلاء والمفكرين لا يؤمنون؟
- بحسب مطالعاتي فإن أكثر المفكرين في هذا القرن من المؤمنين بالله بينما كانت الظاهرة عند علماء القرن التاسع عشر عدم الايمان. وأحب أن أوضح بعض النقاط. الانسان بالنسبة لله يعيش حالات ثلاثاً: اليقين، والايمان، وصورة الايمان. واليقين هو التصديق بالله وبوجوده ويحصل للانسان في الأغلب من مطالعة الظواهر الكونية والدراسة والاستدلال العلمي. أما الإيمان فهو مرحلة من بعد، يعني عندما يعيش الانسان يقينه ويمارسه في نشاطاته وفي عواطفه واحاسيسه، يشعر بالإيمان. والايمان أيضاً يزداد وينمو بممارسة آثار الايمان. والعكس أيضاً يصح. إذن فالإيمان بالمعنى الصحيح ينعكس على أفكار الانسان وعواطفه ونشاطاته. وبعبارة موجزة نستطيع أن نعتبر الايمان هو يقين الانسان في مختلف حقول وجوده.
أما الايمان الصورة فهو عند كثير من الناس الذين يدّعون أنهم مؤمنون لكن ايمانهم لا يؤثر على أعمالهم ولا ينعكس على أفكارهم وعواطفهم. فهذا شكل الايمان لا حقيقته. وفي امكاننا أن نشبهه بكلمة مسلم أو مسيحي التي تكتب في الهوية. ونقول قد يكون الايمان منقوشاً في نفس الانسان حياً، فاعلاً، مؤثراً.
ولجهة سؤالك عني فإني ولدت في بيئة مؤمنة. لكن الايمان الوراثي لا يتمكن من مقاومة الشكوك والتساؤلات العلمية التي عشتها من بعد، ولهذا حاولت بالدراسة والمطالعة تثبيت اليقين وتحويله إلى الايمان. ولا شك أن الايمان متفاعل أيضاً مع الطقوس والعواطف كما يتفاعل مع النشاطات التي تنبع من الايمان.
*ألاحظ عند زيارتي لبيوت الشيعة المتوسطي الحال الاكتئاب والحزن يخيمان عليها. فما السبب؟
- مرت على الطائفة الشيعية في التاريخ ظروف قاسية جعلتهم يعيشون مأساتهم ومصائبهم بصورة مستمرة دخلت في كيانهم وكانت من أسباب وجودهم. وربما نجد بعض بقايا هذه استمرار العادات عندهم. وعلى العموم فلا أعتقد أن الطابع العام في بيوت الشيعة هو الذي ذكرته.
*والتعذيب الجسماني والنفسي الذي يقومون به في عاشوراء؟
- أفضل لو نرجئ هذا الحديث إلى فرصة أخرى.
دور الشيعة
*ما دور الشيعة في الاسلام تاريخياً، قديماً وحديثاً؟
- إن الطائفة الشيعية تجعل من الائمة آل بيت الرسول قادة، وتعتبرهم استمراراً لوجود الرسول. وكان لأئمة آل البيت دور بارز في توجيه المسلمين وتوسيع ثقافاتهم المتنوعة وصيانة الحكام من الانحراف إلى حد كبير. ومن جانب آخر قام الائمة بإعطاء تفسيرات للنصوص القرآنية، وعلَّموا علماء المسلمين على مختلف مذاهبهم طرق الاجتهاد السليم. وكان لعلماء الشيعة من بعدهم أثر لامع في توسيع الفقه خاصة والثقافة الاسلامية عامة. وهذا نتيجة لانفتاح أبواب الاجتهاد عندهم. والموجز أن علماء الطائفة الشيعية كانوا ولا يزالون أوفياء للاسلام، لقيمه ومبادئه، ولا يرضون عنه بديلاً. واعتبروا المذهب طريقاً إلى الدين، ولهذا نجدهم في كثير من الأحيان يضحون بمصالحهم لأجل أهداف إلهية أسمى.
*ماذا يميز الشيعة عن السنة من جهة العقيدة؟
- الفرق الأساسي بين الشيعة وغيرهم من المذاهب يتلخص في أمرين:
أولاً: الولاية. والحقيقة إن مسألة الولاية هي إقامة المجتمع الصالح عن طريق تكوين حكم صالح. وكان عليّ أفضل هذه المصاديق. وعند الشيعة إن مسألة الولاية هي أهم الأحكام الشرعية. وأعتقد أن تكوين المجتمع الصالح يؤدي إلى نمو الانسان وكماله أكثر من أي عمل آخر. فالولاية التي تعتبرها الشيعة مسألة أساسية ليست تاريخية بل مسألة كل مجتمع وكل زمان.
ثانياً: المصادر الشرعية عند الشيعة سنة آل البيت ورواياتهم وتعليماتهم بعد الاعتراف بالنصوص القرآنية وسنة النبي الكريم، والمذاهب الأخرى تهتم بآراء صحابة النبي بعد الاعتراف بالقرآن والسنة النبوية. وهنا نجد فروقاً كثيرة في الأحكام والتعاليم الدينية، لكن جميع هذه الفروق حتى الاجتهاد، تأتي في إطار الفروع مما لا يؤدي إلى التفاوت في الأسس والأركان الاسلامية.
تطوير الاسلام
*الكنيسة الكاثوليكية منذ البابا يوحنا الثالث والعشرين حتى الآن تعيد النظر في المقاييس والطقوس. فهي تقرب بين الطوائف المسيحية وتبحث عن طرق لاعادة جمع المسيحيين والالتقاء مع الأديان. هذا الجهد نحو التجدد والحداثة، ما رأيك في أن يبادر الاسلام إلى شيء يوازيه فيجمع بين فئاته المختلفة وملله المتعددة. وأية فئة تعتقدها ستأخذ المبادرة في هذا الصدد؟
- الحقيقة إن ضمن التعاليم الاسلامية عناصر وتعاليم كثيرة تسهل مهمة التطوير بصورة دينية مقدسة. ولعل كلمة الاجتهاد هي تعبير تقريبي عن هذا المبدأ. أما تطوير الطقوس فإن هناك نوعين منها: العبادات التي تسمى الطقوس عند البعض وفي الحقيقة ليست من الطقوس بل ذات مفعول عميق على الايمان وعلى التربية الاسلامية. وان هذه العبادات لا تقبل التطوير في الاسلام لأنها تمثل تكريساً مستمراً للايمان بالغيب عند المؤمن. والنوع الثاني من الطقوس كالشؤون والأعياد والمواسم الدينية والحفلات والملابس الخاصة برجال الدين وتنظيم المعابد وأمثال ذلك، من الممكن تطويره من قبل المسؤولين الكبار بكل سهولة. وفي خصوص تقارب المسلمين على مختلف فرقهم فإن هناك جهداً حثيثاً عميقاً في هذا السبيل عن طريق التعريف والتقريب بين المذاهب الاسلامية التي أُسست قبل ثلاثين سنة في القاهرة، وفي أمثالها من المؤسسات. وإن هذه المحاولات العميقة أعتقد أنها تحل المشكلة أو تخففها بصورة أساسية. وفي ضوء ما قلنا نجد المساعي بدأت من الجانب السني والشيعي، وقد انضمت إلى مؤسسة التقريب الطائفة الزيدية. ولاشك أن هذا الاحساس عميق في نفوس المسلمين عموماً يتجلى وينمو عبر قادتهم المخلصين.
*الدين المسيحي كان دائماً يصدر حركات وأشخاصاً إصلاحيين أو ثوريين. وأحياناً نعت ما فعلوا بالانحلالية برغم أنه ساهم في تطوير الدين المسيحي الذي أثبت أنه يحمل في نفسه بذور التغيير. هل في الاسلام أمثلة مماثلة؟
- أعتقد أنني في الجواب السابق ذكرت أن ضمن تعاليم الاسلام بذوراً واضحة لتطوير الأحكام الاسلامية. أما بالنسبة إلى الأشخاص ففي إمكاننا أن نذكر شخصيات أمثال جمال الدين الأفغاني. ومن المراكز العلمية الشيعية نذكر "النجف". ونجد دائماً علماء وأساتذة يبنون آراء جديدة، وأفكاراً اصلاحية متطورة. المجتمع العلمي يتلقاهم بكل ترحاب وبصدر فرح. وباختصار لا أعتقد أن في الأوساط الاسلامية حركات أو صراع مشابه لما يرى في أوروبا في أواخر القرون الوسطى أيام السكولاستيك.
*لماذا يلام الرجل والمرأة عندما تدب الرغبة أو الاثارة في كليهما؟ مع أن هذا الاحساس هو فيهما؟
- الشعور الجنسي في الرجل أو المرأة غريزة. وهذه الأحاسيس التي وراء الرغبات المتقابلة بين الرجل والمرأة لاشك أنها من صميم الخلق وهي لذلك مقدسة. ولكن لكل احساس أو حاجة بشرية مقياس وميزان. لأن الانسان كفرد وكمجتمع مجموعة أحاسيس وحاجات. فيجب أن يكون لكل إحساس وحاجة حداً معقولاً، وطريقاً منسجمة مع وجوده والغاية من حياته.. وفي النتيجة بالنسبة إلى الرغبة الجنسية وغيرها من الحاجات المشابهة فإن ثمة حداً وميزاناً حتى لا يطغى هذا الجانب على بقية جوانب الانسان، فيؤدي إلى انحرافه عن خطه المعتدل الفردي والجماعي. وهذه المشكلة قائمة في جميع أحاسيس الانسان فنجد أناساً في حاجة إلى الأكل أو إلى الملابس أو لهم بعض الهوايات المختلفة تنمو عندهم فتطغى على بقية الجوانب الانسانية في وجودهم. وبالتالي تحولهم إلى عناصر غير صالحة للمجتمع. ولا شك أن النمو لهذه الأحاسيس والحاجات يأتي غالباً عن طريق الممارسة.
*وهل نية الانسان توازي فعله؟
- كل نية وقصد اذا لم يمارسا فلا تأثير لهما اطلاقاً على الانسان وخاصة اذا كان عدم ممارستهما غير معتدل. وأقصد أننا إذا حاولنا الكبت فمنعنا الانسان من ممارسة حاجة من حاجاته فإنه يتعقد ويتحول إلى ما هو غير اعتيادي على عكس ما اذا سمحنا له بممارسة هذه الحاجة بقدر معقول وأعطيناها صيغة القداسة. فالأحاسيس النفسية عند عدم ممارستها تتحول إلى هواجس تذبل وتنتهي واذا مورست تنمو وتسيطر.
*أنتحدث عن زواج المتعة؟ أقصد رأيك الخاص فيه؟
- إنه بحث طويل، ولا مجال له الآن!
تعدد الزوجات
*إذن عن تعدد الزوجات؟
- إن الآية القرآنية حول تعدد الزوجات جعلت للتعدد شرطين أساسيين. فإن الآية هي: ﴿وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع، فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة﴾ [النساء،3].
هذه الآية تجعل تعدد الزواج مشروطاً بالخوف من عدم العدالة في اليتامى. ومن جانب آخر تقيده بالعدالة في المسلك. ولاشك أن عدم رعاية العدالة حيال الأيتام الذين كانوا في أوائل الاسلام وبعد الحروب التي وقعت في المدينة، جعل التعدد أمراً مرغوباً لأجل رعاية شؤون هؤلاء وشؤون أمهاتهم. وهذا ورد، على مصطلح الفقهاء، من موارد جواز التعدد. وفي النتيجة فالتعدد حكم ثابت في ظروف اجتماعية أو عائلية معينة.
ثم إن العدالة في العِشرة، أي الشرط الثاني الذي هو العدالة بين النساء، هي مسألة عويصة تتحول حسب تحول المجتمعات وحاجات النساء ومستوى وعيهن ومقدار حاجتهن إلى الزواج، وفي كثير من الأحيان لا يمكن للزوج أن يوفر جميع حقوق المرأة اذا تزوج من غيرها. وهكذا نرى أن هذا الحكم الاسلامي هو حكم يحمل في طياته موجبات التطوير في المجتمعات.
*السلطات في تونس منعت تعدد الزوجات، فما موقفك؟
- أنا لا أرتأي المنع المطلق الذي هو عكس الحكم الشرعي ولا السماح المطلق. إنما أرى ترك هذا الموضوع للمحاكم الشرعية كي تدرس توفر الشروط المعينة. وأحب أن أذكر أن هذا رأيي واجتهادي الخاصان.
*هل أمر الله بطاعة الوالدين حتى لو أجبرانا على الزواج ممن لا نحب؟
- الله لا يأمر بطاعة الوالدين أبداً، إنما يأمر بالاحسان اليهما وعدم الاساءة حتى في أقل درجاتها. أما في خصوص الزواج فالحق الأساسي للفتاة انها هي التي تتزوج. والزوج يقبل الزواج ويوافق عليه. وحق الأب هو حق تشريعي استشاري اذا امتنع عن الموافقة على زواج ابنته، عندما كان الزواج، مصلحة حقيقية للبنت، وبالتعبير القرآني اذا عضلها، يسقط حقه. وأما بالنسبة إلى سائر الأقرباء فلا يعترف الشرع بأي حق.
*ولكن إذا أجبرانا؟
- فالزواج باطل، إلا إذا رضيت المرأة مؤخراً.
*والزواج المدني؟
- الزواج في الاسلام يختلف عن الزواج عند المسيحيين حيث أنه مثل جميع الاتفاقات، لكنه يكتسب طابع القداسة ويعطيه الشرع صفة مقدسة تسهل صعابه وانجاز التزاماته. ومن الممكن دخول كثير من التطورات في الزواج الاسلامي عن طريق الشروط ضمن العقد. وعلى كل حال هناك شروط ثابتة وقوانين خاصة بالزواج مذكورة في كتب الفقه.
*هل توافق على أن من موجبات الرغبة في الزواج المدني هو الزواج الذي يحصل بين أبناء دينين مختلفين؟
- إن من يعترف بتوحيد الله وبنبوة السيد المسيح وصدق الأنبياء ويؤمن بأن محمداً رسول الله، يعد مسلماً يمكنه أن يتزوج من فتاة مسلمة. أما الشخص الذي لا يعترف بذلك فلاشك أن هناك نصوصاً لا يمكننا تخطيها.
حضارة القيود
*ما رأيك في المرأة العربية؟
- لا أعتقد أن الحضارة الحديثة أمنت الحرية الصحيحة للمرأة حيث أنها، أي الحضارة، أعلنت عن تحرير المرأة لكنها قيدتها عملياً بمختلف وسائل الاعلام والتجارة والأزياء والحفلات، قيدتها بجميع الوسائل، وركزت على الجانب الأنثوي فيها. وهذا يؤدي إلى تقصير عمر المرأة وتقليل فرصها وازدياد قيودها وشؤونها. وفي الحقيقة لو حاولنا تحرير المرأة تحريراً حقيقياً فإننا نجد في التعاليم الدينية ما يؤمن ذلك لها. فالدين لا يمنع اطلاقاً من ممارسة المرأة لمختلف النشاطات الاجتماعية وان كان يفضل لها ولا يفرض عليها النشاط الأسروي في البيت.
*ما رأيك في حبوب منع الحمل؟
- الاسلام لا يمنع لأنه لا يمنع تحديد النسل. ولكن يتم هذا بشرط واحد هو موافقة الزوجين. فإنهما وحدهما يحددان حجم العائلة.
*واذا حملت المرأة بالصدفة ولم تكن هيأت نفسها للانجاب؟
- يجوز الاجهاض اذا كان الحمل يشكل خطراً على سلامة الأم. لكن في غير هذه الصورة غير ممكن الحكم بالاعدام على بريء لمجرد الرغبات والاهواء.
ولدت في ايران
*من أنت؟
- ولدت في ايران. جدي صدر الدين الذي تسمى عائلتي باسمه، هاجر مع أبيه صالح الذي كان عالماً في قرية شحور - قضاء صور - أواخر أيام الأتراك. وسكن في العراق وأسس عائلة. ثم هاجر بعض أحفاده إلى ايران حيث أسسوا عائلات. ووجدت في أجدادنا الطابع اللبناني الذي هو الهجرة بصورة غريبة. فإني لا أعرف جيلين عاشا في بلد واحد.
*كم لك من الأولاد؟
- ثلاثة، صدر الدين، حميد، حوراء (ومليحة ولدت سنة 1971).
*هل حوراء ستدخل الجامعة في المستقبل؟
- بعدها صغيرة كي نبحث في المستقبل، وعندما تكبر تدخل جامعة تتناسب مع الأفكار والأهداف التي تريدها. وعلى كل حال من الطبيعي أن تشترك في الجامعة بصورة محافظة.
*هل زرت بلاداً غير البلاد العربية؟
- أوروبا، افريقيا وتركيا.
*لماذا تقوم حولك ضجة في صالونات لبنان؟
- ما رأيك أنت؟
الدعوة إلى الله
*أشعر أنك رجل دين آخر وفي استطاعتي أن أقول لك ما يدور في ذهني بلا تردد وخجل: إنك شديد الذكاء والفطنة.
- أنا أعتقد أن الرسالة التي أحملها، والتي هي الدعوة الحقيقية إلى الاسلام، تساهم مساهمة فعالة في تطوير حياة المجتمعات والافراد بمقدار ما تساهم في اصلاح صلة الانسان بالله وحياة الانسان بعد الموت. وإنني طبقت عملياً هذا المبدأ على نفسي وعلى نشاطاتي في المحاضرات وفي الأعمال الاجتماعية الأخرى. وحاولت أن أؤكد أن الدين هو أفضل وسيلة للحياة قبل أن يكون زاداً للآخرة. وهذه الدعوة إلى الله رافقت انسجاماً كلياً في مختلف الطوائف والمذاهب في لبنان، وربما كان للأسلوب أثر فعال في هذا الانسجام حيث أني كنت أحاول أن أتفهم كل ما في نفس المخاطب السائل أو المستمع من شكوك وأسئلة واعتراض، دون أن أفرض مهابتي ووضعي الخاص عليه. ثم، وبعد هذا الاحساس، كنت أحاول أن أعالج المشاكل بصورة علمية.
قد يكون غيري من رجال الدين مثلي أو أفضل مني في هذه النشاطات العلمية أو الاجتماعية.
سلم أو حرب؟
*مشكلة فلسطين: هل تنصح أبناءها بالسلم أو بالحرب؟
- أنا لا أعتقد أن أمة واجهت خطراً أكبر مما نواجهه الآن. يعني خطر الصهيونية على المنطقة وعلى مستقبل المنطقة في جميع قيمها وثرواتها وتاريخها. لذا فلا أشك في لزوم استعمال جميع الوسائل مهما كان نوعها في سبيل علاج هذه المشكلة وتجنب أخطارها. واستبعد شخصياً أن يكون للمشكلة حل سلمي.
*سمعت بعضهم يقول أنك ستدخل دنيا السياسة؟
- لا أتدخل في السياسة مطلقاً، ويقال إني مرشح للمجلس الشيعي الأعلى.