21 اذار 1970
الكاتب:موسى الصدر
(هذا اللقاء الصحفي أعدته وكالة "أنباء الشرق الأوسط" في القاهرة، ونشرته الصحف اللبنانية والمصرية، وفيما يلي النص كما ورد في عدد صحيفة "المحرر" البيروتية الصادر بتاريخ 21/3/1970.)
*علينا تكوين مجتمع حرب وتجنيد جميع الطاقات العربية والاسلامية في معركتنا مع اسرائيل.
*المقاومة الفلسطينية هي طلائع أمتنا وعلى الجميع مساعدتها دون أي تحفظ.
*العمل الفدائي وحماية جنوب لبنان قضية واحدة.
*تعايش الطوائف في لبنان هو التجربة الوحيدة الحضارية في العالم.
*أرجو أن لا يتمكن العدو الصهيوني من القضاء على التعايش اللبناني الذي هو إدانة لإسرائيل.
يزور القاهرة حالياً سماحة السيد موسى الصدر رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى بعد أن حضر اجتماعات مؤتمر علماء المسلمين.. وعقد عدة اجتماعات وأجرى الكثير من الاتصالات مع علماء الأزهر ورجال الدين في القاهرة وفي مقدمتهم فضيلة الامام الأكبر الدكتور الشيخ محمد الفحام شيخ الجامع الأزهر والدكتور الشيخ عبد الحليم محمود، الأمين العام لمجمع البحوث الاسلامية والدكتور عبد العزيز كامل وزير الأوقاف وغيرهم.
وفي لقاء مع سماحة السيد الصدر، تحدث عن الجوانب الدينية في المعركة مع اسرائيل... ورأيه في النتائج التي توصل اليها علماء المسلمين في مؤتمرهم الأخير والاعتداءات الاسرائيلية المتكررة على جنوب لبنان.
بدأ سماحة السيد الصدر حديثه عن المعركة فقال: إن إسرائيل دخلت هذه المعركة بجميع طاقاتها بينما دخلها العرب كجيوش.. ولهذا فالطاقات البارزة في الميدان ليست متكافئة ولا يمكن ترك الأمر بصورته الحالية وإنما يجب القيام بمحاولات لاستقطاب طاقات صديقة أو انسانية عالمية في تحويل الطاقات الصديقة لإسرائيل عنها.. وإن هذه المحاولات ضرورية وهي تأتي في الدرجة الثانية.. أما الواجب الفوري فهو أن يدخل العرب المعركة بجميع طاقاتهم.. نحن نحتاج إلى تجنيد الطاقات الفكرية على الصعيد العربي والاسلامي.. وهذا يقتضي توفر عدة شروط منها:
تكوين مجتمع حرب. وهذا المجتمع للأسف لا أراه إلا جزئياً. فالانسان العربي بأكثرية أفراده لا يزال يعيش مجتمع رخاء.. وضرب سماحته مثلاً بما يشاهده من إعلانات أفلام مثل "أبي فوق الشجرة".. و"زوجة لخمسة رجال".. وما يشاهده في بيروت، إغراق في اللهو "أنا لا كشيخ.. ولكن نحن مسلمون" وإذا كنا نقارن بين حالتنا هذه وحالة لندن مثلاً في الحرب العالمية الثانية فهناك فرق بين الانسان الشرقي والانسان الغربي.
الخطر الإسرائيلي في جنوب لبنان:
*وعما يدور الآن في لبنان.. ما هو الشعور العام إزاء الخطر الاسرائيلي في جنوب لبنان؟
- الاحساس العام في لبنان لا يختلف عن الاحساس في الدول العربية الأخرى. وفي منطقة الجنوب بصورة خاصة أصبح الاحساس بالخطر أكثر والتحرك لمواجهة هذا الخطر أصبح ملموساً.. وقد بدأت بالفعل محاولات شعبية ورسمية لأجل تدارك ما بقي من إمكانية الدفاع.
ويقول.. إني بذلت شخصياً جهداً كبيراً باسم المجلس الشيعي رافعاً من الشعارات ما رفعه الحسين(ع) "لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل ولا أقرّ لكم إقرار العبيد" فالوقوف في وجه العدو الاسرائيلي حتى ولو كان بصورة غير متكافئة وأدى الى الموت الشريف فهذا بحدّ ذاته أقوى سلاح في معركة الشعوب.
العمل الفدائي وحماية الجنوب قضية واحدة:
*وما هو موقفكم من العمل الفدائي في جنوب لبنان؟
- سبق أن قلت إن العمل الفدائي هو الحل الوحيد لمشكلة فلسطين المحتلة حيث أن البحث عن الحل السياسي سلبياً أو إيجابياً، يدور حول الأراضي العربية ما عدا فلسطين.. أما فلسطين فقد أصبحت في الأوساط العالمية أمراً قد انتهى ولا علاج لها إلا بالمقاومة من الفلسطينيين أنفسهم. لذلك فعلى كل فرد أو شعب أو حكومة تقديم ما يمكن من المساعدة لهؤلاء الذين هم طلائع هذه الأمة، وقد التزموا بالموت فلايبقى تجاههم أي تحفظ. أما ما يقال عن ضرورة إيجاد تنسيق وتفاهم فإنما هو يجعل نشاطهم أكثر تأثيراً أو أقل خسارة.. وأعتقد أن اتفاق القاهرة وضع مجالاً مفتوحاً لتحرك المقاومة والجيش اللبناني في إطارها وصورة سليمة أو متطورة.. وأود أن أقول إن العمل الفدائي الفلسطيني وحماية الجنوب مهمتان نابعتان من عمل واحد.
*ولكن هناك من يخشى أن تتكرر أحداث تشرين بعد الاعتداءات الاسرائيلية الأخيرة على لبنان.
- استبعد حدوث ذلك كما استبعد أن يحدث تراجع من الحكومة اللبنانية عن حد اتفاق القاهرة.. فكما قلت لك العمل الفدائي وحماية الجنوب قضية واحدة..
التجربة الوحيدة في العالم.. نجحت في لبنان:
*وتعدد الطوائف في لبنان.. ألا يخلق هذا الوضع مشاكل في المستقبل.. في وقت تحتاج فيه الأمة العربية الى مواقف موحدة؟
- لا أعتقد مع توفر حسن النية والحكمة أن تشكل الطوائف السياسية في لبنان خطراً داخلياً حيث واقع الطوائف وتعايشهم الأخوي أمران قديمان.. صحيح أن الطائفية السياسية في بعض الظروف قد تشكل عقبة في وجه النمو الطبيعي للبنان، وعلى كل حال فإذا كانت هذه المشكلة تعوق بعض الشيء نمو لبنان فهي التجربة الوحيدة الحضارية في العالم حيث أننا لا نجد في العالم كله رقعة صغيرة تكون مسرحاً لتعايش 16 طائفة و 3 حضارات ومجموعة تواريخ وأنواع من الثقافات. والحقيقة أننا يجب أن نعترف بأن هذه التجربة قد نجحت وصمدت الى الآن، وأرجو أن لا تتمكن قضية العدوان الصهيوني من القضاء على هذه التجربة التي هي إدانة لإسرائيل بحدّ ذاتها.
نتائج مؤتمر علماء المسلمين:
*ومع سماحة السيد موسى الصدر الذي حضر اجتماعات مؤتمر علماء المسلمين كان الجانب الآخر من الحديث يدور حول هذا المؤتمر ونتائجه وانطباعاته التي خرج بها من المؤتمر.
- يقول: حينما دعيت لمؤتمر مؤلف من كبار علماء المسلمين في العالم وفي القاهرة وبإشراف الأزهر الشريف وفي هذه الظروف العصيبة التي تمر على المسلمين وعلى العالم كنت أعتبر أن هذا اللقاء هو خطوة كبيرة في سبيل الارتفاع الى مستوى المسؤولية وتعبئة طاقات الأمة في سبيل معركتنا المصيرية مع العدو الصهيوني ومع تحديات العصر، والحقيقة أنني شاهدت محاولات مشتركة من المؤتمرين.. وهي محاولات جادة عكست إحساسهم بمسؤولياتهم.
ولكنني لا أخفي أنني أعتبر أن قرارات المؤتمر ليست هي كل طاقات علماء المسلمين.. مثلاً كنت أعتقد، وقد ذكرت ذلك في المؤتمر، أن علماء المسلمين أتوا الى القاهرة لكي يضعوا مخططات يقدمونها كمقترحات للمسؤولين في الجمهورية العربية المتحدة. فهذا البلد يعيش أكثر من أي بلد آخر أخطار الحرب وأعباء المعركة. ولكننا أتينا للمؤتمر لكي نتحدث بخصوص المعركة عن تجاربنا وعن امكانياتنا بجرأة وصراحة، فإنها تختلف من بلد الى بلد، ولذلك فعلينا أن نقوّم أولاً واقع أوضاعنا في أقطار العالم الاسلامي وما يمكننا أن نقدم، ثم نضع جدولاً زمنياً لما تتعهد به أمام المؤتمر على أن يكون مقرّ المؤتمر مكتباً يتابع الاتصالات لمعرفة ما تمّ انجازه من المقترحات.
وقد قدم للمؤتمر عدة أبحاث مفيدة ومتنوعة، ولكنها ما درست لضيق الوقت في الاجتماعات العامة بصورة دقيقة، وتحولت الى توصيات نشرت في الجلسة الختامية..
لقاء مع الرئيس عبد الناصر:
*وفي نهاية اللقاء مع سماحة السيد موسى الصدر تحدث عن لقائه بالرئيس جمال عبد الناصر فقال:
- كنت أعرف الكثير عن الرئيس جمال عبد الناصر عن طريق أحاديثه وخطاباته وعن طريق أصدقائي الذين عاشروه وجلسوا معه ولكني بالفعل شعرت عند مقابلتي له بفرق كبير بين مسموعاتي وبين الواقع الذي أحسست به.
ويصمت.. كأنه يستعيد في ذاكرته هذا اللقاء ويقول: في الحقيقة يمتاز الرئيس عبد الناصر بقدرة هائلة قلّ أن تتوافر في انسان في قوّة الأعصاب وذاكرة لا تبارى وثقافة واسعة.. وجاذبية فائقة تثير عواطف من يجلس اليه حباً واحتراماً واخلاصاً.. وهو مخلص وصريح ومؤمن بحتمية انتصار الأمة العربية في معركتها مع اسرائيل.
*المقاومة الفلسطينية هي طلائع أمتنا وعلى الجميع مساعدتها دون أي تحفظ.
*العمل الفدائي وحماية جنوب لبنان قضية واحدة.
*تعايش الطوائف في لبنان هو التجربة الوحيدة الحضارية في العالم.
*أرجو أن لا يتمكن العدو الصهيوني من القضاء على التعايش اللبناني الذي هو إدانة لإسرائيل.
يزور القاهرة حالياً سماحة السيد موسى الصدر رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى بعد أن حضر اجتماعات مؤتمر علماء المسلمين.. وعقد عدة اجتماعات وأجرى الكثير من الاتصالات مع علماء الأزهر ورجال الدين في القاهرة وفي مقدمتهم فضيلة الامام الأكبر الدكتور الشيخ محمد الفحام شيخ الجامع الأزهر والدكتور الشيخ عبد الحليم محمود، الأمين العام لمجمع البحوث الاسلامية والدكتور عبد العزيز كامل وزير الأوقاف وغيرهم.
وفي لقاء مع سماحة السيد الصدر، تحدث عن الجوانب الدينية في المعركة مع اسرائيل... ورأيه في النتائج التي توصل اليها علماء المسلمين في مؤتمرهم الأخير والاعتداءات الاسرائيلية المتكررة على جنوب لبنان.
بدأ سماحة السيد الصدر حديثه عن المعركة فقال: إن إسرائيل دخلت هذه المعركة بجميع طاقاتها بينما دخلها العرب كجيوش.. ولهذا فالطاقات البارزة في الميدان ليست متكافئة ولا يمكن ترك الأمر بصورته الحالية وإنما يجب القيام بمحاولات لاستقطاب طاقات صديقة أو انسانية عالمية في تحويل الطاقات الصديقة لإسرائيل عنها.. وإن هذه المحاولات ضرورية وهي تأتي في الدرجة الثانية.. أما الواجب الفوري فهو أن يدخل العرب المعركة بجميع طاقاتهم.. نحن نحتاج إلى تجنيد الطاقات الفكرية على الصعيد العربي والاسلامي.. وهذا يقتضي توفر عدة شروط منها:
تكوين مجتمع حرب. وهذا المجتمع للأسف لا أراه إلا جزئياً. فالانسان العربي بأكثرية أفراده لا يزال يعيش مجتمع رخاء.. وضرب سماحته مثلاً بما يشاهده من إعلانات أفلام مثل "أبي فوق الشجرة".. و"زوجة لخمسة رجال".. وما يشاهده في بيروت، إغراق في اللهو "أنا لا كشيخ.. ولكن نحن مسلمون" وإذا كنا نقارن بين حالتنا هذه وحالة لندن مثلاً في الحرب العالمية الثانية فهناك فرق بين الانسان الشرقي والانسان الغربي.
الخطر الإسرائيلي في جنوب لبنان:
*وعما يدور الآن في لبنان.. ما هو الشعور العام إزاء الخطر الاسرائيلي في جنوب لبنان؟
- الاحساس العام في لبنان لا يختلف عن الاحساس في الدول العربية الأخرى. وفي منطقة الجنوب بصورة خاصة أصبح الاحساس بالخطر أكثر والتحرك لمواجهة هذا الخطر أصبح ملموساً.. وقد بدأت بالفعل محاولات شعبية ورسمية لأجل تدارك ما بقي من إمكانية الدفاع.
ويقول.. إني بذلت شخصياً جهداً كبيراً باسم المجلس الشيعي رافعاً من الشعارات ما رفعه الحسين(ع) "لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل ولا أقرّ لكم إقرار العبيد" فالوقوف في وجه العدو الاسرائيلي حتى ولو كان بصورة غير متكافئة وأدى الى الموت الشريف فهذا بحدّ ذاته أقوى سلاح في معركة الشعوب.
العمل الفدائي وحماية الجنوب قضية واحدة:
*وما هو موقفكم من العمل الفدائي في جنوب لبنان؟
- سبق أن قلت إن العمل الفدائي هو الحل الوحيد لمشكلة فلسطين المحتلة حيث أن البحث عن الحل السياسي سلبياً أو إيجابياً، يدور حول الأراضي العربية ما عدا فلسطين.. أما فلسطين فقد أصبحت في الأوساط العالمية أمراً قد انتهى ولا علاج لها إلا بالمقاومة من الفلسطينيين أنفسهم. لذلك فعلى كل فرد أو شعب أو حكومة تقديم ما يمكن من المساعدة لهؤلاء الذين هم طلائع هذه الأمة، وقد التزموا بالموت فلايبقى تجاههم أي تحفظ. أما ما يقال عن ضرورة إيجاد تنسيق وتفاهم فإنما هو يجعل نشاطهم أكثر تأثيراً أو أقل خسارة.. وأعتقد أن اتفاق القاهرة وضع مجالاً مفتوحاً لتحرك المقاومة والجيش اللبناني في إطارها وصورة سليمة أو متطورة.. وأود أن أقول إن العمل الفدائي الفلسطيني وحماية الجنوب مهمتان نابعتان من عمل واحد.
*ولكن هناك من يخشى أن تتكرر أحداث تشرين بعد الاعتداءات الاسرائيلية الأخيرة على لبنان.
- استبعد حدوث ذلك كما استبعد أن يحدث تراجع من الحكومة اللبنانية عن حد اتفاق القاهرة.. فكما قلت لك العمل الفدائي وحماية الجنوب قضية واحدة..
التجربة الوحيدة في العالم.. نجحت في لبنان:
*وتعدد الطوائف في لبنان.. ألا يخلق هذا الوضع مشاكل في المستقبل.. في وقت تحتاج فيه الأمة العربية الى مواقف موحدة؟
- لا أعتقد مع توفر حسن النية والحكمة أن تشكل الطوائف السياسية في لبنان خطراً داخلياً حيث واقع الطوائف وتعايشهم الأخوي أمران قديمان.. صحيح أن الطائفية السياسية في بعض الظروف قد تشكل عقبة في وجه النمو الطبيعي للبنان، وعلى كل حال فإذا كانت هذه المشكلة تعوق بعض الشيء نمو لبنان فهي التجربة الوحيدة الحضارية في العالم حيث أننا لا نجد في العالم كله رقعة صغيرة تكون مسرحاً لتعايش 16 طائفة و 3 حضارات ومجموعة تواريخ وأنواع من الثقافات. والحقيقة أننا يجب أن نعترف بأن هذه التجربة قد نجحت وصمدت الى الآن، وأرجو أن لا تتمكن قضية العدوان الصهيوني من القضاء على هذه التجربة التي هي إدانة لإسرائيل بحدّ ذاتها.
نتائج مؤتمر علماء المسلمين:
*ومع سماحة السيد موسى الصدر الذي حضر اجتماعات مؤتمر علماء المسلمين كان الجانب الآخر من الحديث يدور حول هذا المؤتمر ونتائجه وانطباعاته التي خرج بها من المؤتمر.
- يقول: حينما دعيت لمؤتمر مؤلف من كبار علماء المسلمين في العالم وفي القاهرة وبإشراف الأزهر الشريف وفي هذه الظروف العصيبة التي تمر على المسلمين وعلى العالم كنت أعتبر أن هذا اللقاء هو خطوة كبيرة في سبيل الارتفاع الى مستوى المسؤولية وتعبئة طاقات الأمة في سبيل معركتنا المصيرية مع العدو الصهيوني ومع تحديات العصر، والحقيقة أنني شاهدت محاولات مشتركة من المؤتمرين.. وهي محاولات جادة عكست إحساسهم بمسؤولياتهم.
ولكنني لا أخفي أنني أعتبر أن قرارات المؤتمر ليست هي كل طاقات علماء المسلمين.. مثلاً كنت أعتقد، وقد ذكرت ذلك في المؤتمر، أن علماء المسلمين أتوا الى القاهرة لكي يضعوا مخططات يقدمونها كمقترحات للمسؤولين في الجمهورية العربية المتحدة. فهذا البلد يعيش أكثر من أي بلد آخر أخطار الحرب وأعباء المعركة. ولكننا أتينا للمؤتمر لكي نتحدث بخصوص المعركة عن تجاربنا وعن امكانياتنا بجرأة وصراحة، فإنها تختلف من بلد الى بلد، ولذلك فعلينا أن نقوّم أولاً واقع أوضاعنا في أقطار العالم الاسلامي وما يمكننا أن نقدم، ثم نضع جدولاً زمنياً لما تتعهد به أمام المؤتمر على أن يكون مقرّ المؤتمر مكتباً يتابع الاتصالات لمعرفة ما تمّ انجازه من المقترحات.
وقد قدم للمؤتمر عدة أبحاث مفيدة ومتنوعة، ولكنها ما درست لضيق الوقت في الاجتماعات العامة بصورة دقيقة، وتحولت الى توصيات نشرت في الجلسة الختامية..
لقاء مع الرئيس عبد الناصر:
*وفي نهاية اللقاء مع سماحة السيد موسى الصدر تحدث عن لقائه بالرئيس جمال عبد الناصر فقال:
- كنت أعرف الكثير عن الرئيس جمال عبد الناصر عن طريق أحاديثه وخطاباته وعن طريق أصدقائي الذين عاشروه وجلسوا معه ولكني بالفعل شعرت عند مقابلتي له بفرق كبير بين مسموعاتي وبين الواقع الذي أحسست به.
ويصمت.. كأنه يستعيد في ذاكرته هذا اللقاء ويقول: في الحقيقة يمتاز الرئيس عبد الناصر بقدرة هائلة قلّ أن تتوافر في انسان في قوّة الأعصاب وذاكرة لا تبارى وثقافة واسعة.. وجاذبية فائقة تثير عواطف من يجلس اليه حباً واحتراماً واخلاصاً.. وهو مخلص وصريح ومؤمن بحتمية انتصار الأمة العربية في معركتها مع اسرائيل.