* حوار صحفي مع الإمام موسى الصدر أجراه الأستاذ نبيل ناصر، نُشِر في جريدة النهار، 8 أيار 1975.
حاورة نبيل ناصر
* المشكلة الاجتماعية كانت السبب في تكوين الأرض الخصبة للأزمة
* التناقضات تبرز عندما تنمو المصالح الذاتية متجاهلة حاجات الفئات الأخرى
* كثيرون من المسؤولين يرون في تأزيم الأوضاع تغطية لفشلهم في البناء والتطوير
* إن الاتفاقات مع الفلسطينيين الصادرة عن السلطات هي في الواقع ممارسة للسيادة
* يجب تلبية مطالب المحرومين وتنمية المناطق المحرومة لكي تكتمل الوحدة الوطنية
* يجب الدفاع عن الجنوب لكي يشعر كلّ مواطن برعاية الدولة وحماية الوطن
* لا يمكن أن أعتبر نفسي وسيطًا لأن لي في كلّ موضوع موقفًا واضحًا وأحيانًا حادًا
* إن القوة الحقيقية للحاكم هي في تجنيد القوى اللامتناهية عند الشعب
* إن الأخطار الناجمة عن وجود دولة عنصرية إلى جوار لبنان تجعل من كيان إسرائيل خطرًا مستمرًا على لبنان
* إن تهويد القدس سقوط لمعنى الإيمان عند المسلمين والمسيحيين معًا
عمل خلال الأحداث الدامية إطفائيًا، وحوّل مركز المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى إلى غرفة عمليات لإزالة الحواجز وإعادة المخطوفين ووقف إطلاق النار. فكان بريق الأمل، ربما الوحيد، الذي تعلق به المواطنون، على الأقل العقلاء منهم. وزار الرئيس سليمان فرنجيه وبحث معه في الأزمة وجذورها والعلاقات اللبنانية ــ الفلسطينية، فقال له الرئيس كلامًا زاد معه أمله في حلّ المشكلة: "إن لبنان ملتزم ومستعد للتقيد باتفاق القاهرة واتفاق "ملكارت"، وحبة مسك أيضًا للإخوان". كذلك قال ياسر عرفات عندما التقاه في عزّ الأزمة: "نحن لا نريد سوى اتفاق القاهرة وملاحقه".
إلّا أن تحرك الإمام السيد موسى الصدر ودوره الكبير، أثارا فضلًا عن التأييد، تساؤلات عما يعمله، فأطلقت تفسيرات عدة وعمل بها واستمر في العمل يخفف الآلام، فعقد مؤتمرًا لـ 77 شخصية أوكلت إلى لجنة برئاسته، سميت اللجنة الوطنية للتهدئة، متابعة العمل. فشعر الناس بانفراج أكثر، وأحسوا أن البلد لن يسقط فريسة الصراعات، وأن شلال الدم الذي انهمر سريعًا خلال أيام توقف.
ودور هذا الرجل، لم يكن واضحًا تمامًا، وبكلّ أبعاده، لجميع الناس. فكان لا بد من لقاء معه وحديث يلقي بعض الأضواء على ما خفيَ من ملابسات الأيام الأخيرة وتطلعات إلى الغد.
ويمكنك أن تلتقي الإمام الصدر غير مرة في اليوم، لكنك لا تحظى منه هذه الأيام بما يشفي الغليل.
فهو ليس له وقت يتحكم به: إن بعض ذيول المشاكل ما زال يحتاج إلى معالجة فيتولى ذلك بنفسه، وانتخابات الهيئتين الشرعية والتنفيذية للمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى على الأبواب، والمراجعون أكثر من أن يعدوا، وهو مضطر إلى سماع الجميع...
ولم يكن من سبيل إلى حديث مع الصدر إلّا الموافقة على مرافقته إلى صور "وفي الطريق نتحدث"... وفي سيارته من الحازمية إلى صور، ذهاباً واياباً، كانت أسئلة وكانت أجوبته العفوية...
وتحين من الإمام التفاتة إلى الوراء ليجد سيارة تتبع سيارته، فيسأل المرافق: "هل تعرف من هؤلاء؟"، فيجيب المرافق: "نعم، إنهم مرافقون، زيادة في الأمان والاطمئنان". فيأمر السائق بالتوقف ويطلب من السيارة المرافقة أن تعود إلى الحازمية... "وإذا فعلتم ذلك ثانية، فإنكم لن ترافقوني أنتم، وسأقود سيارتي بنفسي".
ويبدأ الحوار.
حكومة الإنقاذ
لقد طرحت شعار الحكومة القوية لإنقاذ الوضع، فكيف ترى هذه الحكومة؟
- إن قوة الحكومة، أية حكومة، تكمن في مدى استجابة الناس لها والتفاف المواطنين حولها. وإذا كان الناس يجتمعون في فترة من الزمن حول شخص ما، أو حول فكرة معينة لأسباب مناقبية أو عاطفية أو انتماءات ذاتية، فإن اليوم يوم الانفتاح، يوم التحسس بالحاجات، يوم رغبة الإنسان في العيش الكريم والخوض في أعماق الحياة. اليوم لا يمكن أن يجمع الشعب إلّا على أساس تأمين حياة له كريمة وفرص متكافئة.
وأعتقد أن أية حكومة لا تبدأ فورًا بتحقيق مطالب المحرومين وتنمية المناطق المحرومة، لا يمكنها أن تستقطب أكثرية الشعب فتصبح قوية قادرة وموضع ثقة.
لا أقول إن تغيير معالم حياة الأكثرية ممكن بين ليلة وضحاها. لكنني أقول إن البدء بذلك هو فعل إرادة وتحقيق لخطة. ولا بد من القول إن البدء بالعمل من أجل التغيير يكفي عندما يشعر الناس بتجرد السلطة وعدالتها. فلا قوّة فوق قوّة العدل، ولا هيبة تفوق هيبة المتجرد العادل.
إذًا، المسألة مسألة أيام تتطلب حكومة متجردة يثبت تجردها في بضعة مواقف، والبدء بتنفيذ برنامج اجتماعي شامل يغير ملامح حياة المواطن، عندها نرى أن الأمل والحركة والبناء والانضباط تنساب في كلّ مرافق الوطن ولدى جميع المواطنين أو أكثرهم وتصبح الحكومة قادرة تُهاب، والنظام يبرز بتفاعل صريح بينها وبين الناس.
إن القوة الحقيقية للحاكم هي في تجنيد القوى اللامتناهية عند الشعب. وقوى الشعب تتحرك كلّها عندما تتحرك القلوب، والقلوب أسيرة المحبة، وهي السبب للعطاء أيّ للخدمة، وللنزاهة أيّ العدل.
لكن هذه نظريات...
- لعلك تقول لي إنَّني أعيش أحلامي... لكنني أؤكد لك أن الحلم هو في الوصول إلى نهاية المطاف. أما بعض الخطوات فهي في متناول كلّ منا. ثم هل تعتقد أن الواقع المؤلم الذي نعيشه هو الآخر ليس أسطورة في التاريخ وبين الشعوب؟
مصدر التناقضات
يرى البعض أن التناقضات أصبحت أكبر من أية قوة قادرة على التغيير، فهل هذا هو الواقع، وهل هذا ما ترونه؟
- ما هي التناقضات؟ وهل هي تختص بمجتمعنا؟ إن التناقضات تحصل عندما تنمو المصالح الذاتية التي كان من الممكن جمعها وتنسيقها قبل أن تنمو، ولكن بعدما تنامت هذه المصالح وتجاهلت كلّ فئة مصالح الآخرين، وأعطت لمصالحها ولأهوائها مجال التضخم، أصبحت تتناقض مع حاجات الفئات الأخرى.
إن أصحاب الامتيازات في لبنان في بداية عهد الاستقلال، بالغوا في تنفيذ رغباتهم وفي تجاهل حاجات أكثرية الشعب، فكفروا بنعم الله. وفي الطرف الآخر صبرت الأكثرية الساحقة وبالغت في الصبر، وتألمت وغضبت كلّما بالغ أصحاب المكاسب وبنسبة متساوية، فأصبح الوضع متناقضًا وبرزت التناقضات المستعصية.
والآن، إذا اعتدلت السلطة في "تدليل" فئة والمبالغة في حرمان فئة، بل وقفت موقفًا عادلًا، فستتحول التناقضات أو تبدأ بالتحول إلى المفارقات التي لا يخلو منها مجتمع.
مع العلم أن الظروف السياسية المتوترة في البلد وفي المنطقة، تساعد على عدم تمدد الأزمة الاجتماعية في شكل صريح، ولذلك هي تبرز في أشكال متنوعة غير مباشرة.
تحليلك للأزمة تحليل اجتماعي، فهل هي فعلًا كذلك؟
- قلت، قبل لحظات، إن الأزمة الاجتماعية في لبنان هي بسبب التوتر السياسي في الوقت الحاضر، وبسبب النظام الطائفي منذ الاستقلال. إن هذه الأزمة لم تبرز في شكلها الصريح. المشكلة الإاجتماعية كانت السبب في تكوين الأرض الخصبة للأزمة، فبرزت في الفوضى والتسلح غير المنظَّم، بل المتحدي أحيانًا، وبرزت كذلك في عدم تجاوب الناس مع السلطة وعدم حماستهم لإنقاذ الوضع، حتى أن بعضهم وقف شامتًا.
ولكن لا بد من القول إنه ارتسمت على هذه اللوحة المتأزمة خطوط المشاكل السياسية الداخلية والخارجية. فلا يمكننا أن ننتظر عدونا المتشنج الخبير في خلق الفتن، أن يتفرج ولا ينتقم لهزائمه العسكرية والسياسية والدولية وحتى الداخلية.
كذلك لا يمكن أن نبرئ ساحة السياسات المحلية والصراع الداخلي الذي يتصاعد في هذه المواسم.
ويعز عليّ أن أقول إن كثيرًا من المسؤولين في السلطات وخارجها، يرون في تأزيم الأوضاع تغطية لفشلهم في مجال البناء والتطوير أو توعية الشعب، أو في مختلف الخدمات التي يطلبها الشعب، أو أنهم يعتبرون أن هذا التوتر الحاد يؤجل الانفجار أو يضيِّع المسؤول على الأقل.
الأسباب والعلاج
ما زال الناس يبحثون عن علاج للأزمة القائمة، فما هو العلاج؟
- انطلاقًا من درس أسباب الأزمة في إمكاننا أن نفتش عن العلاج، بعد أن نؤكد من خلال التجربة الحسية التي مارسناها في السنوات الأخيرة، أن ما يوردون عادة من أسباب هو غير صحيح.
يجري حديث عن السيادة اللبنانية إنطلاقًا من وجود المقاومة الفلسطينية، على أرض لبنان. فهل في نظرك تناقض بين السيادة وهذا الوجود؟
- إن السيادة اللبنانية لا تتناقض إطلاقًا مع وجود الشعب الفلسطيني أو المقاومة الفلسطينية أو حتى جيش التحرير الفلسطيني على الأراضي اللبنانية. ذلك أن الاتفاقات الصادرة عن السلطات هي في الواقع ممارسة للسيادة.
قضية لبنان أولًا
ما هي القضية الفلسطينية بالنسبة إلى لبنان، وكيف يجب أن تكون؟
- إن القضية الفلسطينية في أبعادها هي قضية لبنان، بل هي قضية لبنان في الدرجة الأولى، لأن الأخطار الناجمة عن وجود دولة عنصرية إلى جوار لبنان الوطن، تجعل من كيان إسرائيل خطرًا مستمرًا على لبنان. ولأن القدس في معناها تشكل ركنًا أساسيًا في الدين عند المسلمين والمسيحيين الذين يتكوّن منهم الشعب اللبناني، والقبول بتهويدها سقوط لمعنى الإيمان عندهم، ولأن هيكلية الحكم في لبنان وهيكليته في إسرائيل تتناقضان ولا يمكن تعايشهما، ولأن الشعب اللبناني أثبت غير مرة وبكلّ فئاته استعداده الكلّي لتبني القضية الفلسطينية، ولأن الرئيس اللبناني أمام المجتمع الدولي أعلن عن ذلك. ناهيك بالتلاحم بين الشعبين خلال ربع قرن وبنسبة مكثفة. كلّ هذا يجعل القضية الفلسطينية قضية لبنان.
ثم إن بقاء لبنان وقوته وصورته الحضارية، وكفايات شعبه وقناعات أبنائه ووضعه الجغرافي وكلّ ما فيه رصيد كبير، بل الرصيد الأول لشعب فلسطين وللثورة الفلسطينية وللانتصار الفلسطيني في فلسطين وفي العالم. وهذا المبدأ مكرس من خلال تصريحات القادة الفلسطينيين وفي الدراسات المختلفة التي تصدر عن المؤسسات الفلسطينية.
ولعلّ أفضل فرصة تاريخية وفّرها اللَّه تعالى للشعبين اللبناني والفلسطيني هي أن يتبنى لبنان قضية فلسطين فيطلّ على العالم. وهذا العالم في جهله وتجاهله للحقائق المصيرية، يطلّ عليه لبنان مرة أخرى حاملًا أبجدية العدل وأسس الحضارة الحق، فيدخل في الضمائر التي اهتزت نتيجة الجهاد الفلسطيني، ويرسم أسس العالم الذي لا مكان فيه لحق القوة ولقناعة الإعلام الكاذب ولتأثر العطف المصطنع وليقظة الضمير الخادعة وللحل المعتمد على التهرب والتسويف، ذلك العالم الذي لا ينفذ فيه الله وعده "بالنابالم" ولا يتصدق الإنسان فيه بوسائل التدمير، ولا تعتمد الحضارة فيه على الأكاذيب والافتراءات.
عندما يحمل لبنان هذا المشعل الذي ﴿يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار، نور على نور﴾ [النور،35]، المشعل الذي يوقد من عقل الشعب الفلسطيني وقلبه ودمه وفدائه، عند ذلك نشعر أن أساسًا جديدًا لمستقبل الحضارة قد وُضِع، وأن تعانقًا لبنانيًا فلسطينيًا تمثل على مشارف المدينة الفاضلة، ذلك العناق الذي يجسد تفاعل الحاضر والمستقبل، أو تمازج الجهد والجهاد أو المداد والدماء، وتحقّق المعراج حيث أسرى الله بعبده في ليلة البشرية الظالمة إلى المسجد الأقصى الذي بارك الله حوله ليريه من آياته، وليثبت أن الله يأبى ﴿إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون﴾ [التوبة، 32].
ويمكنني أن أقول إن البدء بحل المشكلة الاجتماعية، وبعض الصراحة والوضوح، وكثيرًا من الوعي من قبل الشعب، كفيلة بحل هذه المشكلة، وربما بتحويلها إلى فرصة تاريخية للوطن.
اتفاق القاهرة
خلال الأزمة قيل إنك كنت في صدد وضع اتفاق جديد ينظم العلاقة بين السلطة والمقاومة، فهل هذا صحيح؟
- الحقيقة إني خلال الاتصالات والنشاطات الأخيرة لم أجد اتجاهًا من أجل وضع اتفاق جديد، بل العكس هو الصحيح، لأن المسؤولين كانوا يؤكدون على ضرورة ااإلتزام باتفاق القاهرة وملاحقه، وقد سمعت الرئيس سليمان فرنجيه خلال زيارتي الأخيرة له يقول: إن لبنان ملتزم ومستعد للتقيد باتفاقي القاهرة وملكارت "وحبة مسك للإخوان". كما أن كلامًا صريحًا آخر قاله لي أبو عمار مفاده: "إننا مع التزامنا الكلّي بسيادة لبنان ومصالحه، مستعدون لتقديم تضحيات في سبيل الدفاع عن لبنان، كما أكدنا ذلك، وإنَّنا لا نريد أكثر من اتفاق القاهرة وملاحقه".
إذًا، لم تكن المشكلة عدم وضوح العلاقات بين السلطة اللبنانية والمقاومة الفلسطينية وغياب الاتفاقات، بل هناك حاجة، كما قلنا، إلى معالجة داخلية تضع حدًا لهذه المآسي التي كانت قبل ظهور المقاومة وبعدها، وستبقى إذا لم تعالج بعد عودة الفلسطينيين إلى بلادهم.
العلاج الفعال
ولنعد إلى العلاج الحقيقي للأزمة، ولا نحاول التهرب من الحقائق. فيجب تلبية مطالب المحرومين وتنمية المناطق المحرومة لكي تكتمل الوحدة الوطنية، بل لكي يبنى الوطن ويصبح كلّ مواطن عامل بناء ودفاع. ويجب الدفاع عن الجنوب في الداخل على الأقل، لكي يشعر المواطن، كلّ مواطن، برعاية الدولة وحماية الوطن.
يجب أن تتلاقى قوى الخير في البلاد ويجتمع المواطنون في مختلف القطاعات ويعرضون الأوضاع ويضعون النقاط على الحروف، لكي نسلب سلاح الغموض والشكوك والاتهامات والاستغلال والاشاعات وغيرها، نسلب هذه الأسلحة الخطرة من الأيدي الهادمة.
وراء الكواليس كلام عن أنك تسعى إلى عقد اجتماع لرؤساء العائلات الروحية، يصدر عنه حل للأزمة.
- أعتقد أن لقاءات مستمرة واجتماعات مفتوحة بين رؤساء الطوائف بعضهم مع بعض، وبين المواطنين من مختلف المناطق والطوائف والقطاعات، إن هذه اللقاءات والاجتماعات أكثر من ضرورية في هذا الوقت، حيث تشكل الجسور والأوتاد في المجتمع.
وكيف السبيل إلى الخلاص من السلاح والتسلح؟
- إن ذلك يتم بتقوية الجيش. ولذلك يجب الخروج من مأزق التوازن عن طريق خدمة العلم، أو خلق قوة مسلحة أخرى تكمل التوازن الذي قد يختل لدى توسيع الجيش. مثلًا يمكننا أن نحول المسلحين، مجموعات وأفرادًا، من خلال الميليشيات والعشائر وغيرها، إلى حرس وطني متجند مسلح ومتطوع يتسلّم السلاح في وقت الحاجة.
وُصِفَ دورك في الآونة الأخيرة أوصافًا كثيرة، منها المصلح والوسيط والأطفائي وغيرها..
- يشرفني أن أقوم بدور متواضع أخفف به عن الوطن أو عن المقاومة بعض الآلام، أو أن أحولَ ما أمكن دون إراقة الدماء... ولكن في الواقع لا يمكن أن أعتبر نفسي وسيطًا في المفهوم التقليدي لأن لي في كلّ موضوع موقفًا واضحًا وأحيانًا حادًا. ففي الأمس كانت صرخة الحركة لإنصاف المحرومين تملأ المسامع، كذلك موقفنا من المقاومة الفلسطينية ومن القضية الوطنية ومن التصدي لكلّ ظلم. ولكن عندما يرى المرء أزمة كبرى ويدرك أنها لا تعتمد على أسباب اساسية وخلافات جوهرية، يحزن ويتحرّك، وإني مقتنع بأن الأيام ستكشف كلّ الحقائق، وأن النيات تصبح أثوابًا تصنف أصحابها.