وجه نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى سماحة آية الله الإمام الشيخ عبد الأمير قبلان رسالة في الذكرى السنوية 36 لتغييب الامام الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والاعلامي عباس بدر الدين قال فيها: ايها الغائب الحاضر، لا زلنا نعيش في رحابك نترصد ونتحرى اخبارك ونتذكرك في جميع اوقاتنا لتعود الينا حاملا اعباء الامة وهموم الشعب، ولقد افتقدناك ولا نزال نحبك ونتذكرك فانت في ضميرنا تعيش وفي وجداننا تسكن. نعيش احزانك ونعمل لتحقيق الحق وازهاق الباطل ، فانت علمتنا ان نعترف بالاخر وننفتح على كل الناس، ولقد كنت ولا زلت صمام امان لامتك ولشعبك ونحن لازلنا نتحرك في اتجاهك ونسير سيرك لعلنا نحظى بتعاليمك وذكرياتك فانت الوجدان لهذه الامة والضمير الحي لهذا الشعب، غيبوك عنا ولاتزال تسكن فينا اذ خلفت وراءك محبين صادقين مخلصين مؤمنين برسالتك ملتزمين خطك سائرين على نهجك، كنت ايها السيد الجليل السند الكبير في الميدان والحلقة التي ينحدر عنها السيل ولا يرقى اليها الطير ،احببناك لما تمثل من قيم و فضائل ،وعرفناك صاحب رؤية مستنيرة ومبادرة كريمة انطلقت انطلاقة الانبياء وسرت سير العلماء اردت انت تحقق امال الامة وعزتها لتعيش في خيرها وضميرها ووجدانها.
وتابع سماحته...سلام عليك ايها الغائب فانت من احيا الخير في ضمائرنا، ونحن لن ننساك ابدا لاننا عرفناك سيدا كريما مباركا ورائدا تملك الشجاعة ويحويك الضمير الحي فكنت من الكبار في امتنا ،فانت العملاق الكبير باخلاقه وتواضعه وانسانيته وحبه لناس وتعاونه مع المحرومين والمستضعفين، ونحن ما زلنا نفتقدك راجين المولى عز وجل ان تعود الينا مع رفيقيك، عرفناك كريما كبيرا رائدا قائدا متواضعا ناصرا للحق محاربا للباطل صاحب رؤيا مستقيمة، افتقدناك ونحن احوج الناس اليك ونطلب من الله ان يجعلك من الاصفياء والاتقياء الابرار افتقدناك والله بعونك محاطا بالكرامة والعزة والمحبة.
واردف...ان الظلم يا أخي ابا صدري لا يدوم وان دام دمر، فأنت في رحلتك هذه قصدت فيها التقريب بين الشعوب ولكن للأسف النوايا السيئة والأعمال الخبيثة حالت بينك وبين أهدافك، ولقد أردت ان تجمع النفوس والقلوب وتقرب المسافات بين الناس لكن الشيطان كان بالمرصاد ليعرقل مسيرة الخير والبركة والصلاح التي قدتها. ونحن في اوقات الحرج والضعف والمؤامرات ننتظر ان تعود الينا مباركا، فانت حاربت اسرائيل وتصديت لها واسست المقاومة وحرصت عليها وبذلت جهدك وجهادك وجهودك لتكون المقاومة طريق تحرير الارض وانقاذ المقدسات، اشتقنا اليك والى طلتك ومحياك واخلاقك وتواضعك وعلمك وبركتك وانسانيتك ولكن الامر الى الله افهو المعين والناصر وهو على كل شيء قدير.
وخلص سماحته الى القول... نفتقدك يا ابا صدري قائدا فذا واخاً كبيراً ونحبك بكل مناقبك وفضائلك،و نطالب اهل الانصاف والاصلاح والخير ان يعملوا بصدق لعودتك مع اخويك والعمل في سبيل مبادئك واحلامك، سلام عليك ممن صادقك واحبك واخلص اليك ولكننا نفوض الامر الى الله فهو ولي الاحسان واليه المصير، وندعو اللبنانيين الى استحضار مسيرتك الوطنية اذ كان همك الوحيد حفظ لبنان وان يبقى الشعب اللبناني متمسكا بوحدته الوطنية وعيشه المشترك مدافعا عن الارض والسيادة والاستقلال ، ولقد عملت ليكون لبنان حلقة وصل بين الشرق والغرب وسعيت لتحقيق امال الامة وبركاتها وتطلعاتها .
