لفجركَ وشمسكَ والأصيلُ صلاة ودعاء..
لابتهالاتك في أيام العيد الذي أخذتَه رهينة حبك, وسجنتَ بين ضلوعك حبّنا وشوقنا..
إليكَ يا سليل الأنبياء وأول حروف سورة الفجر..
يا سيدي سلام عليك حيث أنت، نوراً وأملاً ونصراً ودمعةً نكتبها عند ناصية الوقت وتنهدات التاريخ.
لِ آبَ نزرعه رجاءً لقيامتك وعودتك. تحمل عصاك وتختزل بحر أوجاعنا لنعبر معك إلى مستحيل الايام...
لراحلةٍ نلوّح لها كلما بزغ فجر جديد. ليوسفَ ننتظر عودته بفارغ الصبر وعيوننا ابيضّت من الحزن. لكن هيهاتَ هيهات، فقميص النبوّة مجروح عند مَشرعة العشق ومنتهى الوفاء..
لكَ يا أول النور الذي أشرق على فَقرِنا وتَبغِنا وتعب المعاول...
يوم كنت كتب الله لنا أن نبدأ التاريخ، أيقنّا معك أن عبور البحر إلى شواطىء حبكَ عبادة..
معكَ فتحنا بوابة الوطن لننتمي اليه ويحمينا. وطنٌ كنا نخافه فبِتنا عشاقاً لترابه.. نرسم على زيتونه شهداءنا، بلال وحسن وخليل وداوود، ونحرس حدوده بأجساد عاشقيك أقحوانٌ جنوبيّ وقمح بقاعيّ.
يا شهقةَ الصّبر بها صار لدينا حلم وقضية. يا فجراً نصلي له وبه ونترك الأدعية لمحرابه أمنيات.
سيدي يا سماحة الإمام لزرعكَ ونخلكَ وقمحكَ وبيلسان الليالي العاملية يدغدغ وجه الفجر ونسيم الحرية.
لك يا أصعب من فارقَنا وأكثر من عاش فينا ويبقى، لعينيك رسالة السماء وبعد...
لكفّيك يختصران بَوح الأحرف الأولى من أبجدية الشوق والمقاومة، لقامتك التي نشمخ بها على الدنيا، لأبوّتك ونحن يتامى مذ خلقنا، يجلدنا الخوف والعَوَز ولغة الانتماء، ويلفظنا الوطن الذي صنّفَنا في آخر خانات الوجدان الوطني، يومها كنا ننتظر مخلّصاً اسمه أنت. إماماً يعلمنا حبَّ الله والانسان. يوم جئتنا من أقصى الشرق تسعى كنا نردد سورة العصر بلا يقين، ومعك بِتنا نُبَسمِلُ ونتلو سورة الفتح فوق هضاب الاشتياق، هناكَ في بنت جبيل..
إليكَ يا أجمل الأحلام التي جعلَتنا ما نحن فيه وعليه..
سيدي يا صرخة المُنى نشتاق اللقاء لنردد على مساحة حبكَ مع حامل الأمانة عهدنا ووعدنا وقسمنا المترامي بين بعلبكَ وصور، وما بين الحبيبتين من قوافل لشهداءَ عبَروا إليك من بوابة الانتماء والولاء.
سيدي لِ آب شهر الفراق وانتظار الأحبة موعد لا نخلفه أبدا.
قلوبنا تلهج باسمكَ كلما اشتدَّ الحزن علينا وكسر العطش وجه الماء على مشرَعة عشقك.
عيوننا تفيض جداول مع كل تنهّدةٍ نطلقها وراحلةُ الأحزان تطوف بنا من كربلاءَ إلى كربلاء..
يا أغلى ما نملك رفقاً بنا فانتظارنا باتَ عمراً نحيا له.
غداً عندما يُكسَر القيد وَسُمُّ الصّحراء يغدو ماضٍ ودَسائس الخيام وشعوذة العجائز تزول. ستَكتُب على وجوه أطفالنا عودتك الميمونة وتلملم جراحنا بعباءة النبوة وسماحة الأئمة.. إليكَ أيها الساكن في نياط القلب، الواقفُ في صدر التاريخ. موسى الصدرِ قمرٌ يبتسم لأفواجٍ مُقاوِمةٍ تردد تحت راية النّبيه إنّ الأمر لك..
سيدي، أودعنا خوفنا عليك عند جدّك الحسين وتركنا شكوى الأسر لعمّتك زينب في الشام الجريحة، لكننا خجلنا أن نحمل عطشنا لعينيك وكفيك إلى العباس عنوان الفداء ومنتهى التضحية..
لكَ ولرفيقيكَ كل الرجاء والدعاء وأمل بنصر الله...