كِرمالها...! حزيران 2010

الرئيسية مرئيات التفاصيل
calendar icon 13 أيلول 2021 الكاتب:مليحة الصدر

* رسالة السيدة مليحة موسى الصدر إلى والدها في ذكرى تغييبه الـ 43.
حزيران 2010.

كنت قلقانة كتير، كتبتلو.
كنت آخدة موعد من الحكيم لأنو ضغطها ما كان عم يركز، جيت عم فيقها، كانت غاطسا! مع إنو هي نومها مش ثقيل.
بس فتّحت عيونها اطلعت فيّي، قالتلي يا ماما يا ريت ما فيقتيني كنت معو، يا الله شو حلو هالمنام.. كان إلي زمان مش شايفتو.
اطلعت فيها قلتلها ماما إن شاء الله خير، يا رب نسمع أخبار حلوة.
قلتلو إنو، هي كتير خبرتني قصص، إنو ولا مرة حسسها بالوحدة بكل مراحل حياتها، كان يلاقي طريقة عطول، كانت عطول تقلي ولا مرة حسيت بالوحدة.
بس السبب يلي خلاني اكتب هي الأشياء اللي ذكرتها بوقتها.
صار لي 32 سنة حاسة بالوحدة، وينو هلق؟ شو عم يعمل؟ بردان؟ ضغطو كيف؟ كنت أنا حضرلو ثيابو فتشلو عـقماش ناعم لما يشوّب.
وين ما يكون يبعتلي رسائل، بس هالسفرة كانت غير، هالمرة ما كتبلي رسائل، ما خبرني شو عم بصير معو، ما عرفت شو عم يعمل، ما طمني عليه، هالمرة خلاني حس بالوحدة.
32 سنة حاسة بالوحدة يا ماما.
بابا، أنت رحت وأخدت ماما معك، هي معنا بجسمها بس كلها معك، لوقت ما كانت عندها القوة صبرت ووقفت لنكبر بعز، حتى إنها علمت كتار كيف هي المسؤولية، كل دقيقة عينيها عالباب عالسكت، ما شكت، ما زعلت حدا، بهدوء خلت هالبيت مفتوح ناطرك
ناطرتك تجي وتخبرها شو صار، تشرحلها ليه هالمرة ما بعتت مكتوب؟
ليه هالمرة هالقد طولت؟
ليه هالمرة ما طمنتها عنك؟
أم صدري يا بابا يلي هالقد كنت تراعيها وتهتم فيها حاسة بالوحدة،
رجاع كرمال بركي هي ترجعلنا،
هي معنا بس مش معنا يا بابا..
متلك أنت بالضبط مش معنا.. ومعنا.
بنتك مليحة.

source