"ابنِ المجتمع الصحيح ولك فضل الخلود"، طرحٌ فكريٌ للإمام موسى الصدر منبثقٌ من الانعتاق من قوقعة الأنانية إلى فضاء التكاتف الاجتماعي الذي يضمن للفرد مرتبة الخلود انطلاقًا من صالح أعماله المحكومة ببنائية إصلاحية تُظهِرُ آفاق إيمانه بالإنسانية. تلتقط الدكتورة السيدة رباب الصدر في كتابها "الفلسفة الإصلاحية في رؤية الإمام موسى الصدر وأعماله"، الصادر عن مركز الإمام موسى الصدر للأبحاث والدراسات، مفهومات عملية في فكر الإمام في سعي مخلص منها لتقديم تصورات ممنهجة لفكرة الإصلاح تتجاوز المجال الاجتماعي إلى ما هو إنساني وكوني. تكمن أهمية الكتاب كونها قراءة معمقة في نصوص الإمام الصدر إذ تنطلق المؤلفة من أفكار ثابتة ترتبط ارتباطًا جذريًا بالإنسان والتعالق مع الوجود ومؤثراته وعناصره. ثمانية فصول تضم في طياتها مخزونًا هائلًا من الطروحات الفكرية القائمة أساسًا عند الإمام الصدر على خبرات نفسية واجتماعية تتصل اتصالًا مباشرًا بالبنية الإخلاقية.
انطلقت المؤلفة من البدايات البكر للإمام الصدر وأخلاقياته فأوردت أبرز محطات سيرته، تلاها مدخل إلى فلسفته العملية وتكويناتها التركيبية ومنطلقاتها المعرفية ومرتكزاتها الفكرية إذ أوردت معالم المدرسة الفلسفية التي ينتمي إليها. ثم تفصل بعد ذلك رؤيته الذاتية للإنسان والأديان وعلاقة الإنسان بالله وبالكون وبالتاريخ وبالموجودات الكونية. محور العلاقات الأسرية في فكر الإمام الصدر أيضًا كان حاضرًا، فتطرقت إلى الأدوار والواجبات داخل الأسرة، وانتقلت إلى علاقة الإنسان بالوطن والعالم، وأفردت مساحة مهمة لدور الإمام الصدر في الساحة اللبنانية وحماية التعايش ونبذ الاختلافات وتقزيم الطائفيات. وختمت كتابها بخلاصة رؤيوية عُنيتْ بالممارسة العملية لهذا الفكر النيِّر وذلك بذكر أهم المحطات الإصلاحية في مسيرته متمثلة بالمشاريع والنشاطات التي أطلقها ونفّذها الإمام في مواجهة التحديات والصعاب.
تكمن أهمية هذا الكتاب، وسط المؤلفات عن الإمام موسى الصدر، بعدِّه منهجًا شاملًا ومثقلًا بالشواهد والتوضيحات بما يتعلق بالفكر الإصلاحي للإمام، وليكون مرجعًا معتمدًا وسهلًا على الدارسين والباحثين.
يقع الكتاب في 357 صفحة، ويُطلب من مركز الإمام موسى الصدر للأبحاث والدراسات.
- للحصول على نسخة كاملة PDF من الكتاب،
