الرئيس بري: القضاء اللبناني والإيطالي حمّلا مسؤولية خطف الامام وأخويه للقذافي وأعوانه. ونحمل نفس المسؤولية للسلطات الليبية القائمة إذا ما استمرت في عدم تعاونها مع القضاء اللبناني أو استمرت في حجب المعطيات التي تفيد التحقيق العدلي في هذه القضية

calendar icon 31 آب 2023


يبدو في الصورة الالاف من أحبة الامام ومحبيه، تتقدمهم عوائل الامام السيد موسى الصدر وأخويه
فضيلة 
الشيخ محمد يعقوب والاستاذ السيد عباس بدرالدين.

أكد رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري أن "قضية الامام الصدر لن يطويها الزمن وغير قابلة للمساومة او المقايضة".
كلام الرئيس بري جاء خلال الكلمة التي ألقاها في الاحتفال الجماهيري الحاشد، الذي نظمته حركة "أمل" في مدينة بيروت في منطقة الجناح، إحياء للذكرى ال45 لإخفاء الامام السيد موسى الصدر وأخويه الشيخ محمد يعقوب والصحافي السيد عباس بدر الدين.
حضر الإحتفال الى جانب دولة الرئيس الاستاذ نبيه بري والجماهير المحبة للامام، عائلة الامام وأخويه بشخص السيدة رباب الصدر شقيقة الامام، نجلي الامام السيدة مليحة والسيد صدرالدين، نجل السيدة رباب السيد نجاد شرف الدين، الاحفاد السادة حسين وحسن وموسى شرف الدين، شقيق سماحة الشيخ محمد يعقوب الاستاذ حسن يعقوب، النجل البكر للسيد عباس بدرالدين السيد فضل بدرالدين ومقرر لجنة المتابعة الرسمية لقضية الامام واخويه القاضي حسن الشامي.
كما شارك في الاحتفال عشرات الالاف من جماهير الامام الصدر وحركة أمل توافدوا منذ الصباح الباكر من مختلف المناطق اللبنانية، لا سيما من البقاع ومحافظتي الجنوب والنبطية وبيروت وضاحيتها الجنوبية وجبل لبنان والشمال، وضاقت بهم الشوارع المؤدية الى العاصمة، وصولا الى باحة المهرجان الذي حضره وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الاعمال بسام مولوي ممثلا رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ممثل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الأب عبدو ابو كسم، ممثل مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان الشيخ خلدون عريمط، النائب محمد رعد ممثلا الامين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله، نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب، ممثل بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس  يوحنا يازجي المطران باتريك مراد، ممثل بطريرك الارمن الاثوذكس الاب سركيس ابراهيم، ممثل شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى الشيخ غاندي مكارم، المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، وممثل أية الله السيد علي السيستاني الحاج حامد الخفاف وثلة من رجال العلم والدين من مختلف الطوائف.
وحضر وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال زياد المكاري ممثلا رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية، السفير الجزائري رشيد بلباقي، سفير دولة فلسطين اشرف دبور، القائم باعمال السغارة العراقية في بيروت امين النصراوي، سفيرة السودان، سفير اثيوبيا، سفير اندونيسيا، ممثل عن السفارة السورية، ممثل عن سفارة الجمهورية الاسلامية الايرانية، ممثل عن السفارة الصينية، والنواب: تيمور جنبلاط على رأس وفد من "اللقاء الديمقراطي" وقيادة الحزب، غسان عطالله ممثلا رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، نائب رئيس جمعية المشاريع الاسلامية النائب عدنان طرابلسي، امين عام التنظيم الشعبي الناصري النائب اسامة سعد، ورئيس حزب الاتحاد النائب حسن مراد، ممثل النائب فيصل كرامي مستشاره عثمان مجذوب، رئيس مجلس القضاء الاعلى القاضي سهيل عبود، ممثل قائد الجيش العماد جوزاف عون العميد الركن حسن جوني، نائب رئيس مجلس النواب السابق ايلي الفرزلي، رئيس "تيار التوحيد العربي" الوزير السابق وئام وهاب، المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان العميد الركن حسين خشفة، المدير العام للامن العام بالوكالة اللواء الياس البيسري، عاصم شاهين ممثلا الأمين العام للهيئة العليا للاغاثة اللواء الركن محمد خير، الامين القطري لحزب البعث العربي الاشتراكي علي حجازي على رأس وفد، إضافة إلى حشد من النواب والوزراء الحاليين والسابقين وممثلين عن القيادات الروحية والفصائل والقوى الفلسطينية ومختلف قادة الاجهزة الامنية وقضاة ووفد من العشائر العربية وفاعليات بلدية واختيارية واغترابية والسلك القنصلي المعتمد في لبنان، وشخصيات اقتصادية وتربوية ونقابية.
استهل الاحتفال بالنشيد الوطني ونشيد حركة "أمل" عزفتهما الفرقة الموسيقية في كشافة الرسالة الاسلامية.
ثم قدم الاحتفال نائب رئيس المكتب السياسي في حركة "امل" الشيخ حسن المصري.
مقدما بقصيدة غراء دولة الرئيس الاستاذ نبيه بري.
بعدها القى الرئيس نبيه بري كلمة مفصلية. ومما جاء فيها عن الامام وقضيته واخويه: 
سيدي سماحة الإمام لك دائما فاتحة الكلام وصدارة المقام والمقال.
سيدي خمسة وأربعون عاما لقد بلغ التغييب من العمر عتيا. 
كما في كل آب، كلما أحاول أن أكتب حرفا في كتاب إخفاءك يجثوا اليراع . . . 
ويتأوه المداد على ضفاف الكلمات. 
خمسة وأربعون عاما نبحر إليك. 
أنت حيث أنت. 
محراب صلاة 
ودرب جهاد
عباءتك تمتد وتمتد مساحة لوطن.
نسرج من خيوطها ضوءا للنهار. 
سيدي خمسة وأربعون عاما 
أنت حيث أنت.
كلما التمسنا طيفك أو ظلك
ندرك الفجر 
فنقرأ الحاضر نصرا 
وترسم لنا المستقبل
وتمتد بنا عمرا لا رقما
 سيدي أنت الصدر لنا دون العالمين أو القبر.
يا موسى عصرك وعصرنا وعصر الأجيال القادمة. 
والعصا لم ولن تسقط. 
ستبقى فينا عينا وقلبا وسيفا 
تسكننا ونسكنك إماما للوطن والمقاومة. 
لك سيدي ولرفيقيك فضيلة الشيخ محمد يعقوب والصحفي السيد عباس بدر الدين ومن كل الوافدين والمحتشدين في بيروت وعلى بواباتها.
من العاصمة التي أحبها. 
وفي مسجد عامليتها اعتصم، وفي كنائسها وعظ. 
داعية وحدة وسلام وحوار.
من بيروت المعمدة بنسيم الشمال المحروسة بعين الجنوب 
المسورة ببقاع الوعد 
السامية والشامخة بالجبل الأشم المزدهرة بجناح لبنان المغترب.
للأمام ولأخويه ولكم جميعا ألف تحية وبعد.
عائلة الإمام وأخويه 
أصحاب السيادة والسماحة والسعادة
أيها اللبنانيون 
من قضية الإمام ورفيقيه نبدأ بعد خمسة وأربعين عاما على التمادي في ارتكاب جريمة الإخفاء هي سنوات يجب أن تكون كافية لمن يجهل عن حسن نية أو يتجاهل عن قصد في استبيان الخيط الأبيض من الخيط الأسود لجريمة العصر هذه، ولماذا ارتكبت هذه الجريمة بحق لبنان وبحق الإنسانية؟ ولماذا إختيار الإمام بشخصه؟ وهل لأنه يمثل رمزية كبيرة في وجدان الطائفة الإسلامية ولدى غالبية اللبنانيين؟ وهل لأن المشروع الذي حمله الإمام الصدر وأطلقه في لحظة سياسية ووطنية مفصلية في تاريخ لبنان والمنطقة كداعية للحوار والوحدة ومبتدأ للمقاومة في مواجهة الخطر الصهيوني ومشاريعه وأطماعه التوسعية والعدوانية وفي مواجهة مشاريع التقسيم والتجزئة والعزل والاقتتال الداخلي كان هو الهدف؟ أيها السادة إن الإمام الصدر مثل مشروع الخير المطلق في مواجهة الشر المطلق، الإمام الصدر مثل مشروع الوحدة على المستوى الوطني والقومي ولكل شعوب الأمة في خياراتها وتلاقيها الرسالي والحضاري، وفي مواجهة مشاريع الشرذمة والتفتيت للبنان والمنطقة وتحويلها إلى إسرائيلات، لأنه كل ذلك وأكثر من ذلك استهدف كشخص واستهدف كمشروع نهضوي للبنان والأمة كانا ولا يزالا بأمس الحاجة إليه في كل زمان ومكان.
على هذا النحو من الأهمية نقارب ويجب على كل حر وشريف أن يقارب قضية الإمام الصدر وأخويه وجريمة اختطافهم بكل أبعادها لكي ندرك خطورة طمس معالمها والإمعان في تبرئة من ارتكب هذه الجريمة والتي هي برسم الإنسانية جمعاء، ونؤكد لكم بأن رأس النظام الليبي المقبور معمر القذافي ومن نفذ معه هذه الجريمة هم أدوات خبيثة لمشروع خبيث كان مسرحه الأراضي الليبية، وبناء على ما تقدم ولأن قضية الإمام الصدر وأخويه بقدر ما هي قضية إخفاء أشخاص أعزاء، هم بالنسبة إلينا عناوين عزتنا وقوتنا وكرامتنا، هم أيضا بنفس القدر يمثلون من خلال استهدافهم والاستمرار بخطفهم إستهدافا واختطافا للبنان الدور والرسالة، وعليه نؤكد الالتزام والتمسك بمتابعة هذه القضية ونعتبر أن كل محاولات حرف الأنظار والتشويش وإثارة الغبار من هنا وهنالك ونسج روايات لا تستند على شيء من الحقيقة هي روايات لا تفضي إلا إلى المزيد من تضليل التحقيق، ومحاولة مكشوفة لتبرئة المجرمين، وإن المعزوفات السخيفة تعودنا عليها في كل عام في مثل هذه الايام مع اقتراب موعد إحياء ذكرى خطف الإمام، وهي من نسج خيال مطلقيها، ومن إعداد من تربى وإقتات على موائد أموال القذافي ونظامه الذي أعاد إنتاج نفسه بوجوه جديدة في ليبيا، فالمسؤولية التي حمّلها القضاء اللبناني وكذلك الإيطالي منذ اللحظات الأولى للقذافي وأعوانه في تنفيذ هذه الجريمة وإستمرار طمس معالمها حتى آخر لحظات حكمه، بنفس القدر من المسؤولية نحملها وتتحملها السلطات الليبية القائمة حاليا إذا ما استمرت في عدم تعاونها مع القضاء اللبناني أو فيما لو استمرت في حجب المعطيات التي تفيد التحقيق العدلي في هذه القضية التي نعود ونؤكد أنها قضية لن يطوها الزمن وغير قابلة للمساومة أو المقايضة.
وختما، الشكر كل الشكر لبيروت لكل عائلاتها وفعالياتها الشكر والتحية لهذه العاصمة العظيمة التي تخرج منتصرة من كل محنة وعلى كل أزمة، وتنهض أكثر تألقا. 
شكرا لها وهي دائما تحتضن آمالنا وأحلامنا وتضمد جراحاتنا.
شكرا للضاحية لاتحاد بلدياتها وللقوى الأمنية والعسكرية ولكل من آزر وقدم جهدا أو دعما لإنجاح هذا اليوم الوطني الجامع الذي نعود فيه إلى الإمام... والصوت والصدى والقسم هو هو، والعهد أبدا ودائما "وما بدلنا"، من أجل لبنان ومن أجل الإنسان.

source