* مؤتمر "كلمة سواء" التاسع: موقع الحرية في الاصلاح والتجديد
يا سيدي
جئناك بالشوق الجنوبي المعتق
نفرش الأهداب
نأبى أن يطال الشوك
حاشية العباءة
يا سيدي
جئناك نسكب كل ماء العين
يغسل جرحك الوردي
يحكي نخوة الشلال من كفيك
حتى يستحيل على امتداد العمر بحراً
يفرش الشط المعذب بالمحار
والموج أدعية الملايين التي عشقتك
داعية المحبة والتسامح
فوق منبرك الموشى بالصلاة
كلما أجريت نهر الأبجدية
أو رقت خشباته نخلا
تهز الجذع
تمطر أرضنا رطباً
وتترك للمجاذيف احتراف الزند
يستقوي به حلم الشراع على جنون الريح
تعدل قب ميزان العدالة
يستوي فيه طموح الكفتين
فلا سكوت على ظلامه
* * *
بك يا إمام الصابرين القابعين على رصيف العمر
والمترقبين الفجر
يكبر وعدهم بالنصر
والأسياف تجتر الصليل
ومنجل الحصاد طلقها غبار الصيف
والتنور
ليس لديه من دنيا رغيف الخبز غير الاستدارة
فانشر عباءتك الشريفة
فوق أنات الجراح كما فطرت
وعطر الشكوى بأنفاس الإرادة
نحن أحوج ما نكون إلى هدير الصوت
يرعب كل تجار الرقيق
وكل عشاق البداوة
والحنين إلى تراث اللات والعزى
لأنا
نحن نعشق من عمامتك استدارتها
مسار الحق
ندرك أن مدرسة الحسين
رمت على كتفيك رايتها
تشد على الظلام بحزمة الضوء المحمل
عطر غار الغار
تنشره
وتكبر تحت جبتك الامامة
* * *
أنا كل همي أن أراك
وقد رأيتك
حين أيقظني من الحلم الطويل
صهيل مهرك
تنهض الأحلام حين ترف أهداب المدينة
والعيون على غد فيه كثير من ملامحك الجيبة
قامة
هي وشوشات الأرض في أذن السماء
* * *
ووقفت عند الجسر
أغرف من خوابي العطر
وزعها الربيع على صبايا البرتقال
وكان
خلفها عبورك كل يوم
تحمل الغد للمدينة
والمدينة للمدائن
لا ترى
غير انصهار الكل فوق مساحة
مذ غيبوك
تحولت مزقاً
ورحت الملم الوجع الذي
ألفت به أحقادهم ليلاً على رثة الضياء
* * *
أنا يوم حاولت الكتابة
كنت أعرف
أن موعدنا المدى
حيث استفاق الأرجوان
على أنين جراح تاريخ المدينة
ها هي احتشدت حروف الأبجدية
حول محبرة
يروق لها يراعك
يرسم الغد بالعبير
تظل تسأل عنه أكمام الشقيق
مساكب الدفلى وأنفاس الحبق
وتحط أسراب النوارس
فوق همس الموج
علَّ الموج يحمل سر بيارات حيفا
أو لعل خيوط أشرعة المراكب
تعرف السر المخبأ
في خلايا نسغ عيدان المغازل
دوختها ساحرات الهند
تشكو حدة التعب النوارس
والمراكب
تشتكي وهن المجاذيف العتيقة
والرياح تشق أشرعة الحرير
وتقتفي آثار مخبئها
وتبقى كل أسئلة الشقيق
تجوب صحراء العذاب
فتنتخي كل الخفاف
تذر حقد الرمل في الأحداق
يختنق الصدى
ويغوص في الرمل النداء
***
أنا كلما جديت سعيي خلف قافلة السنين
اشتد بي وجعي
ونالت غربتي مني
وأنكرني رصيف كان شاركنا القسم
وتعترث قدمي بخيط من شباك الصيد
جافى البحر
لا الصياد يعرف سر عقدته
ولا كيف ارتضى بنسل من عصب الشباك
وأظل فوق سراة مهر
علمته ضوامر الساحات
كيف يكون تجوال الخيول
أطارد الغد والسراب
لعل قافلة تمر
تزفني بشرى اصطبارك
أُلْقفُ المهماز خاصرتيه
تلتهب السنابك
كلما كلِم اصطباري
أوقف النزف الصهيلُ
وسابقتني قبلة
تشتاق ذيل عباءة كست البلاد
فأستعيد العزم من شدق المسافة
أزرع الصحراء تجوالاً
وامتشق الرجاء
