الحُرِيَّةُ والغَربُ في رؤيَةِ الإمام السيِّد موسى الصَّدر

calendar icon 03 كانون الأول 2004 الكاتب:وجيه فانوس

* مؤتمر "كلمة سواء" التاسع: موقع الحرية في الاصلاح والتجديد




الأساسُ في البِنيَّةِ الفكريَّةِ للإمام السيِّد موسى الصَّدر، وكما هو معروف لدى الجميع ومن خلال ممارسات الإمام وكتاباته، قضيَّةُ تأمين الحياة الاجتماعيَّة الصَّالحة للإنسان. فليست  الحياة، بحد ذاتها في فكر الإمام الصَّدر، سوى وسيلة إلى رفعة الإنسان وتحقيق قيم إنسانيَّته  كما تدلُّ عليها الشَّريعة الإسلاميَّة السّمحة؛ ولذا، يمكن القول أن الحياة ليست سوى إنفاذٍ لمبادئ الشَّريعةِ الإلهية المقدَّسة في الوجود الإنساني وغايته.  ويقول الإمام في هذا الصَّدد: " يعطي الإسلام مفهوما عن المجتمع ينبثق من واقع الإنسان الذي هو مبدأ المجتمع والغاية منه. إنَّه مجتمع إنساني لا فردي ولا جماعي، مجتمع موحَّد متماسك، لا منقسم متصارع ملونٌ حسب انفعالات الأفراد والجماعات بالمؤثِّرات الكونيَّة التي تحيط به، واحد في كثرته شأن الكون كله، وشأن الإنسان نفسه، متعاون متسابق إلى رضوان الله". ولقد ظلَّ الإمام الصَّدر واعياً لهذا الأساس المكوِّن لجوهر البنية الفكريَّة عنده، من بداية مسيرته الحياتية وحتى آخر ما نعرفه من مراحل هذه المسيرة؛ كما ظلَّ الإمام متناسقاً، طوال هذه المسيرة، مع هذا الأساس ومتناغماً مع تطوُّراته وتنوُّعاته واحتياجاته. ومِن هنا، فقد يمكن القول أنَّ الإمام الصَّدر جعل من الاجتماع الإنساني الخَيِّر نِبراساً يتوجَّه إليه عبر قِيَمِ الإسلام ومبادئه وتشريعاته.

وانطلاقاً من هذا التَّركيز الأساسي والنوعي على الوجود المجتمعي للإنسان، في فكر الإمام السيِّد موسى الصَّدر، فإنَّ موضوع الحريَّة الإنسانيَّة يطرح نفسه بشدة وقوة في هذا المجال؛ خاصَّة وأن الحريَّة قضيَّة مفصليَّة في فاعليَّة الوجود الإنساني عامَّة، ومحور أساسيّ في تشكُّل أي تجمُّع إنسانيّ بشكل خاص. ولذا، فإنَّ معيار القدرة على الفعل المجتمعي الإنساني يرتبط ارتباطاً عضوياً بمفهوم المجتمع الإنساني للحريَّة.  والإمام السيد موسى الصَّدر لم يغفل البتَّة عن هذه القضيَّة المفصليَّة والمحور الأساسي في الفعل المجتمعي الإنساني؛ وها هو يقول" الحرية هي أفضل وسيلة لتجنيد طاقات الإنسان كلها، ولا يستطيع الفرد أن يخدم في مجتمع لا تسوده الحريَّة، ولا يستطيع أن ينطلق بجميع طاقاته وينمي جميع مواهبه إذا أعوزته الحريَّة. فالحريَّة أفضل وسيلة لاستثمار طاقات الفرد في خدمة مجتمعه، والحريَّة أيضا اعتراف بكرامة الإنسان، وحسن الظَّن بالإنسان، بينما عدم الحريَّة إساءة ظن بالإنسان، وتقليل من كرامته".  ويضيف الإمام، مُصَوِّراً فاعليَّة غِياب الحُريَّة في الحياة الإنسانيَّة، إذ يقول: "إن غياب الحرية يجعل الفرد يخضع للحجم الذي يقدمه الغاصب للحريَّة، يقدمه للإنسان فيتقزَّم الفرد ثم تتقزَّم الجماعة. وعندما يرفض الإنسان هذا التَّحجيم ويحاول، ونحاول معه بمقتضى إيماننا، الحدَّ من طغيان هذه القوة المفرِّقة والسَّاحقة، فإنما يدافع إنساننا وندافع معه عن طاقات الإنسان وكرامته، دون فرق بين الصيغة التي يأخذها هذا التَّحجيم عبر الزَّمن الطويل"

الحريَّة، إذاً، وكما يراها الإمام الصَّدر، مُحرِّك إنساني أساسي وضروري؛ وتالياً فإنَّ قتل الحريَّة يتجاوز إلغاء هذا المحرِّك ليصل إلى حدود قتل الكرامة الإنسانيَّة نفسها، أي الكفر بعمل الله الذي ما خلق الإنسان إلاَّ مُكَرَّما. فالحريَّة، عند الإمام الصَّدر، ركيزة إيمانيَّة لا بُدَّ من التمسُّكِ بها لصالح الإنسان ولتأكيد الإيمان بخالق الإنسان ومُنْشِئه؛ وهذا ما يُشير إليه الإمام الصَّدر بوضوح كلِّي إذ يقول " لا يقوم بتحديد حريَّات الفرد إلاَّ من كفر بفطرة الإنسان، فطرة الله التي فطر النَّاس عليها، الفطرة التي هي النبي الباطن للإنسان".

ويميِّز الإمام الصَّدر بين ما يسميه الحريَّة الكاملة والحريَّة الحقيقيَّة؛ وهذا التمييز لا يصوِّر، واقعاً، نوعين من الحريَّة، بقدر ما يرسم مستويين متلازمين في ما بينهما للحريَّة واحدهما مؤسس للآخر. فالحريَّة الحقيقيَّة، وفاقا لما يشير إليه الإمام الصَّدر، حريَّة على الإنسان أن يسعى إلى تحقيقها تأميناً لحقيقة وجوده وتفعيلاً إيجابيَّاً وإيمانيا شرعيا لهذا الوجود. إنَّها حريَّة تكمن في خلاص المرء من "أسباب الضغط الخارجي وأسباب الضغط الداخلي، وعلى حد تعبير الإمام علي "من ترك الشهوات كان حرَّا". ويفصِّل الإمام الصَّدر مفهومه لهذه الحريَّة قائلاً ""إنها تحرر من الغير وتحرر من النَّفس. وإذا فسَّرنا الحريَّة بهذه الطَّريقة بإمكاننا أن لا نعتقد بوجود حد للحريَّة، لأن الحريَّة التي تصطدم بحريَّة الآخرين عبوديَّة للنَّفس ومتابعة للشهوات". أمَّا الحريَّة الكاملة، عند الإمام الصَّدر، فهي الجوهر الذي تنبثق منه سلوكيَّات الحريَّة ومبادئ التعاطي مع قضاياها؛ إنها قيمة الحريَّة ومعيار السلوك في رحابها ومقياس التعامل الإنساني معها. الحريَّة الكاملة، عند الإمام الصَّدر، "هي الحق، هي "من الله"، وهي التي "لا حدَّ لها".

يخلص الإمام من كل هذا إلى تأكيد مبدئيَّة وجود الحريَّةِ في الحياة الإنسانيَّة كافَّة، مستعرضاً مساراتٍ يُحدِّدها لغصب الحريَّة وللجهاد الإنسانيِّ ضدَّ هذا الغَصب، بشكل يؤكِّد فيه أنَّ ما تشهده الإنسانيَّة اليوم، قادماً من الغرب السياسي، من ظواهر هيمنة القطب السياسي الواحد على العالم باسم العولمة وما ينتج عنها من مصطلحات في عالم السياسة أو الاقتصاد أو الاجتماع أو سوى ذلك، مرفوض ولا بدَّ من  إعلان محاربته وإعلان الجهاد الإنساني في سبيل التَّخلص من ربقته إذ إنَّه ليس سوى أسلوي لسلب الحريَّة الإنسانيَّة وغصبها، وهو، تالياً سعي شرير لإعاقة الإرادة الإلهيَّة المقدسة في الوجود الإنساني وغايته. فيقول الإمام الصَّدر قارئاً لمسارات غصب الحريَّة: "من الاستبداد إلى الاستعمار، ومن الاقطاع إلى الإرهاب الفكري، وادِّعاء الوصاية على النَّاس واتِّهامهم بأنَّهم لا يفهمون. ومن الاستعمار الجديد إلى فرض المواقف على الأفراد والشعوب، فضغط اقتصادي أو ثقافي أو فكري. ومن سياسة الإهمال لإبعاد الفُرَصِ عن النَّاس، بعض النَّاس، وعن المناطق، بعض المناطق، منها إلى التَّجهيل، وحتَّى منع الصّحة عن النَّاس وفرص التَّحرُّك والتَّنمية، صور وأشكال لِسَلْبِ الحريَّات ولتحطيم الطاقات".

وإذا ما كان المقامُ للحديث عمَّا يُسمى بالآخر، في مجال التَّفاعل الإنسانيّ والتَّلاقي الحياتيّ بين النَّاس، فإن الإمام السيِّد موسى الصَّدر يبني آراءه، كما ممارساته، في هذا المجال، على أساس فهم عملي لرسالة الإسلام قِوامُها أنَّ يبني قواعد " قواعد لتنظيم صلة الفرد بالفرد، وبالمجتمع، وبالكون، ويُرشد إلى كيفيَّة معاملة الإنسان لأخيه الإنسان ويبعث في نفس المؤمن أملاً بالمستقبل وحُسنَ ظنٍّ بالآخرين وإيماناً بنجاح دعوة الحق وانتصار العدالة التي تؤيدها قوى الكون وتناصرها ضمائر بني الإنسان ".

إن المنطلقُ الأساس، عند الإمام، تجاه الآخر يكمن في مبدئيَّة قبول هذا الآخر وحُسن الظَّن به؛ وامتحانه، تالياً، من خلال قابليته على تحقيق الرؤى الإسلاميَّة العامَّة تجاه الإنسانيَّة وتجاه المجتمع الإنساني بشكل خاص. فمقياس الاعتراف بالآخر، كما يبدو من أفكار الإمام، يظهر من خلال ما يمكن أن يقدمه هذا الآخر من نفع مجتمعي للإنسان ولمسيرة الإنسانيَّة كما أمر بها الله. فالإمام الصَّدر يرى أن من واجب الإنسان ومن أسس رسالة وجوده الإنساني أن يكون موجودا علميَّاً إذ "جُعِل خليفة الله في الأرض، وأُعطِيَت له مفاتيح الكون، وعلِّمَ الأسباب والأسماء، وسجدت له الملائكة، وسُخِّرَت له القوى الكونيَّة كلها؛ والطَّريق الوحيد إلى المقام المنشود- مقام خلافة الله في الأرض-  تبديل القوَّة بالفعل، واكتناه العلم بالكون وقواه واكتشاف قوانينه".   ويؤكِّد الإمام هذا الفهم بقوله" ترتبط ثقافتنا بين السَّماء والأرض، وتصل المخلوق فردا وجماعة بخالقه، فتتصف بالربَّانيَّة والقداسة والقوَّة، وترضي بهذه الصِّفة جميع مشاعر الإنسان. ويحاول الإسلام ألاَّ يجعل من هذه الصِّفة حائلاً دون العقل السَّليم في انطلاقه، ولا مانعاً إيَّاه من تفكيره الموضوعي في الكون، وفي الظَّواهر والأحداث الكونيَّة، وفي مختلف مجالات الحياة العقليَّة".

ومن هنا، فإنَّ الإمام يُبدي قابليَّة كبرى على الانفتاح الثقافي على الآخر، شريطة أن يكون هذا الانفتاح محقِّقاً للرسالة المجتمعيَّة الكبرى لإنسان " إنَّ الدِّراسات والمطالعات في مختلف الحقول الثقافيَّة تنطلق في عالم رحبٍ واسعٍ وتحتفظ بإطاره الربَّاني الثَّابت الذي لا بدَّ منه في الحياة".   ويضيف الإمام، رابطاً في هذا المجال بين ما هو أساسيَّة الحريَّة في وجود الإنسان وما هو عِلم ومعرفة؛ فيقول: "حريَّة الإرادة مُهيَّأة للإنسان، لا فضل له بها، بل الفضل كلُّه أن يختار الخير، وهذا طريق لا يمكن السَّير فيه إلاَّ بالعلم، الذي هو العنصر الأصيل في تكوين خليفة الله في الأرض". ومن هذا المنطلق يمارس الإمام انفتاحا فكريَّاً على الآخر، ويبدو هذا الانفتاح جلِيَّاً من خلال قول الإمام: " إن الإسلام يرحِّب بكل حركة فكريَّة إيجابيَّة وكل تطوير عقلي سليم، ويعتبر كل هذا جزءاً من رسالة الإنسان في الحياة وواجباً من واجباته".  ولا يكتفي الإمام بهذا التنظير للانفتاح الإسلامي على الآخر، بل يعمد إلى طرح نماذج عمليَّة من تاريخ العيش الإسلامي تعضد مقولته وتسندها وتدفع بها إلى ممارسات تطبيقيَّة في الزَّمن المعاصر. فيذكر الإمام السيِّد موسى الصَّدر " ننظر الآن في موقف علماء الشريعة أمام هذا الزَّحف الثقافي الغريب، نجد أنَّ أكثرهم كانوا يرحبون به وينشطونه، ونكتفي هنا بموقف إمام الفقهاء أبي عبد الله جعفر الصَّادق فنرى في موقفه تشجيعاً للثقافة بمختلف حقولها وتعليما لتلامذته، وتعيين بعضهم للاختصاص فيها، فقد عيَّن جابر بن حيَّان للتخصُّص في العلوم، وقد برع في ذلك وأصبح أباً للكيمياء الحديثة. وعيَّن هشام بن الحكم، ومؤمن الطاق لدراسة الفلسفة والكلام. ونرى في كلمات الفقهاء الكبار، وأئمَّة الشَّريعة بصورة عامَّة ما يُثبِت ترحيبهم بالثقافة الجديدة، وبيان أحكام فقهيَّة لكثير من الموضوعات المستحدثة، وفي بعض الأحيان مناقشات وحوارات في الأبحاث العديدة الجديدة، نظير مباحثات الأمام الرِّضا مع عمران الصَّابئي". ويستخلص الإمام من هذا كلِّه أن الإسلام " يفتح صدره لقبول الثقافات البشريَّة فيقتبسها ويهضمها وينشطها ويعتبر أنَّ هذه النشاطات من واجبات الإنسان في الحياة ورسالته في الكَوْن.

وبخلاصة عامَّة، فإن  بالإمكان  القول أنَّ فكر الإمام السيِّد موسى الصَّدر يعترف بالاختلاف الذي يميز بعض النَّاس عن بعضهم الآخر؛ بل هو يرى في هذا الاختلاف نعمة تساعد النَّاس، فيما بينهم، على الاجتهاد والاتِّحاد والاتِّساق ليكونوا معاً وفي جماعيَّة عملهم هذا خلفاء لله مؤدين للرسالة التي أوجدهم الله للقيام بها، فالاختلاف في العنصر والرَّأي والانتاج في المجتمع العالمي يجب أن نعترف به ونعتبره كمالا وجمالا فطريا يسهِّل التَّعارف والتَّعاون والتَّكامُل والوحدة. هذا الاختلاف، وبتعبير أوضح، هذا التنوُّع يتجلَّى بشكله ونتائجه في جسم الإنسان وفي الصورة التي يعطيها الإسلام عن الكون. فلا سلام بلا تنسيق الجهد الثقافي ووحدة الخطَّة العامَّة. ولا سلام مع الرَّغبة في فرض وحدة الأنظمة والآراء والانتاج والعناصر.

وإذا ما كان "الغَرب" يُشَكِّلُ "آخرا" في التَّفاعل الإنساني العام، فإن السيِّد موسى الصَّدر يعطي نفسه وفكره حريَّة مناقشة هذا الآخر، وحريَّة التَّحري عن واقع منطلقاته وقابليَّة هذه المنطلقات في تحقيق الرِّسالة الَّتي أرادها الله للإنسان في الحياة الدُّنيا. فالغرب، قبل أن يكون موضوع قبول أو رفض، هو في منظور الإمام الصَّدر، موضوع تساؤل وامتحان تهيئ نتائجهما لمواقف القبول أو الرَّفض أو الانتقاد. ولذا، فإنَّ الإمام يبدأ امتحانه للغرب من خلال مناقشته للمقومات الفكريَّة التي تستند إليها حضارته. إنَّه امتحان يبدأ من خلال مساءلة الأسس الفكريَّة التي قام عليها ما يُعرف بالحضارة الغربيَّة؛  هذه الحضارة التي بدأت، وفاقاً لقول الإمام الصَّدر، "في أعقاب أيام اسكولاستيك، وبعد انتهاء القرون الوسطى، بدأت على أساس عدم الاعتراف بتأثير ما وراء الطبيعة في الحياة الإنسانية، ووضعت أسس الحضارة مع التنكُّر لله لا مع إنكاره، ومع عزله عن التَّأثير بعد الاعتراف بوجوده، وبالمصطلح القرآني قال {يد الله مغلولة}. فبدأت الحضارة تنمو من دون أن تكون لها قاعدة وإطار أخلاقي معنوي وهذه الصفة جعلت الحضارة التي تتغذى من التنافس الحر ومن الطموح البشري، تتحرَّك من دون لجام كالفرس الشَّارِد. ولذلك بدأت دواليب الحضارة تتحرَّك في كل جهة بصورة مرعبة، وبتعبير أدق بصورة غير منسجمة مع مختلف الجوانب الوجوديَّة للإنسان".

ولذا، فإنَّ مسيرة الغرب الحضاريَّة تقود الإنسانيَّة، بحكم ما يراه الإمام من أسسها العمليَّة والفكريَّة، إلى ما يشبه الفوضى؛ ومن هنا، فإنَّ الإمام الصَّدر يرى " إن وضع الانفلات في عصرنا مرحلة من مراحل النمو الحضاري المادي، وستزداد المشكلة عنفا ومحنة، فالأساس المنحرف لا يبنى عليه إلاَّ الانحراف، والمستقبل لن يكون إلاَّ الميوعة والتخنُّث وفقدان الإرادة والقوة وانهيار الطَّاقات البشريَّة كافَّة في حفر الجنس الملتهب".  فالإمام الصَّدر منفتح، في المبدأ على الغرب، كما هو منفتح على كل واحدة من التَّجارب الحضاريَّة للإنسان؛ بيد أنَّ هذا الانفتاح لا يعني التَّسليم بقبول جميع ما يمكن أن تقدِّمه هذه التَّجارب. لابُدَّ من امتحان لكل تجربة، والمعيار في الامتحان يكمن في قابليَّة كل تجربة حضارية للتفاعل الإيجابي والخيِّر مع الرِّسالة التي ارتضاها الله للنَّاس على اختلاف مللهم ونحلهم والتي يختصرها الإمام الصَّدر بما يمكن تسميته الفاعليَّة الإيجابيَّة لخلافة الإنسان لله في الأرض، متمثِّلة في القول الذي سبق ذكره آنفاً للإمام "جُعِل الإنسان خليفة الله في الأرض، وأُعطِيَت له مفاتيح الكون، وعلِّمَ الأسباب والأسماء، وسجدت له الملائكة، وسُخِّرَت له القوى الكونيَّة كلها. والطَّريق الوحيد إلى المقام المنشود-مقام خلافة الله في الأرض- تبديل القوَّة بالفعل، واكتناه العلم بالكون وقواه واكتشاف قوانينه".

الحُريَّة، إذاً، مسؤوليَّة إنسانيَّة تجاه الله، في فكر الإمام الصَّدر؛ وهي مفتاح أساسي في تكوين الوجود الخَيِّر للمجتمع الإنساني. أمَّا الآخر، بما في ذلك الغرب، فالتعامل معه، بنظر الإمام السيِّد موسى الصَّدر ومبادئ تفكيره، فيكون من خلال القابليَّة الذاتيَّة والفكريَّة والحضاريَّة لهذا الآخر في تحقيق رسالة الله في خلقه وجعلهم خلفاء له في الأرض.

- الإمام السيِّد موسى الصَّدر، الإسلام وثقافة القرن العشرين، مركز الإمام الصَّدر للأبحاث والدِّراسات، الطبعة الأولى، 2000، بيروت، ص. 33

- راجع:

·  الحياة، 31/5/1966

·   موسى الصدر.، حوارات صحفيَّة 1 .، ص.4

- صدر هذا الكلام في الخطبة الشَّهيرة للأمام "حفاظا على الإنسان"،  في كنيسة الكبوشيَّة في بيروت 18/2/1975، ونص الخطبة مثبت في:  الإمام السيِّد موسى الصَّدر، أبجديَّة الحوار – محاضرات وأبحاث للإمام السيد موسى الصَّدر، إعداد حسين شرف الدين، دار الأرقم، الطبعة الأولى، 1997، صور، ص. 171.

- جاء في سورة الإسراء: " وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلا" (70).

- راجع:

·  الحياة، 31/5/1966

·   موسى الصدر.، حوارات صحفيَّة 1 .، ص.4

- راجع:

·  الحياة، 31/5/1966

·    موسى الصدر.، حوارات صحفيَّة 1 .، ص.4

- راجع:

·  الحياة، 31/5/1966

·    موسى الصدر.، حوارات صحفيَّة 1 .، ص.4

- صدر هذا الكلام في الخطبة الشَّهيرة للأمام "حفاظا على الإنسان"،  في كنيسة الكبوشيَّة في بيروت 18/2/1975، و نص الخطبة مثبت في:  الإمام السيِّد موسى الصَّدر، أبجديَّة الحوار – محاضرات وأبحاث للإمام السيد موسى الصَّدر، إعداد حسين شرف الدين، دار الأرقم، الطبعة الأولى، 1997، صور، ص. 171.

- الإمام السيِّد موسى الصَّدر، الإسلام وثقافة القرن العشرين، مركز الإمام الصَّدر للأبحاث والدِّراسات، الطبعة الأولى، 2000، بيروت، ص. 33

-  الإمام السيِّد موسى الصَّدر، الإسلام وثقافة القرن العشرين، مركز الإمام الصَّدر للأبحاث والدِّراسات، الطبعة الأولى، 2000، بيروت، ص. 33

- الإمام السيِّد موسى الصَّدر، الإسلام وثقافة القرن العشرين، مركز الإمام الصَّدر للأبحاث والدِّراسات، الطبعة الأولى، 2000، بيروت، ص. 36

- الإمام السيِّد موسى الصَّدر، الإسلام وثقافة القرن العشرين، مركز الإمام الصَّدر للأبحاث والدِّراسات، الطبعة الأولى، 2000، بيروت، ص. 36

- الإمام السيِّد موسى الصَّدر، الإسلام وثقافة القرن العشرين، مركز الإمام الصَّدر للأبحاث والدِّراسات، الطبعة الأولى، 2000، بيروت، ص. 41

- الإمام السيِّد موسى الصَّدر، الإسلام وثقافة القرن العشرين، مركز الإمام الصَّدر للأبحاث والدِّراسات، الطبعة الأولى، 2000، بيروت، ص. 42

- الإمام السيِّد موسى الصَّدر، الإسلام وثقافة القرن العشرين، مركز الإمام الصَّدر للأبحاث والدِّراسات، الطبعة الأولى، 2000، بيروت، ص. 48

- الإمام السيِّد موسى الصَّدر، الإسلام وثقافة القرن العشرين، مركز الإمام الصَّدر للأبحاث والدِّراسات، الطبعة الأولى، 2000، بيروت، ص. 51

- الإمام السيِّد موسى الصَّدر، الإسلام وثقافة القرن العشرين، مركز الإمام الصَّدر للأبحاث والدِّراسات، الطبعة الأولى، 2000، بيروت، ص. 67

- راجع:

·  صوت الخليج الكويتية 10/6/1970

·  مسيرة الإمام السيد موسى الصدر – يوميات ووثائق 1969-1970، إعداد وتوثيق يعقوب ضاهر، حركة أمل، هيئة الرئاسة، الطبعة الأولى، 2000، بيروت، ص. 451

-  راجع:

·  صوت الخليج الكويتية 10/6/1970

·  مسيرة الإمام السيد موسى الصدر – يوميات ووثائق 1969-1970، إعداد وتوثيق يعقوب ضاهر، حركة أمل، هيئة الرئاسة، الطبعة الأولى، 2000، بيروت، ص. 451

- الإمام السيِّد موسى الصَّدر، الإسلام وثقافة القرن العشرين، مركز الإمام الصَّدر للأبحاث والدِّراسات، الطبعة الأولى، 2000، بيروت، ص. 33

source