* مؤتمر "كلمة سواء" التاسع: موقع الحرية في الاصلاح والتجديد
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه. اما بعد، فبسم الله تعالى نبدأ هذه الجلسة الختامية في هذا المؤتمر الذي يقيمه مركز الإمام موسى الصدر تحت عنوان "موقع الحرية في الاصلاح والتجديد".
عنوان الجلسة الختامية كما نعلم، الحرية والتجديد. والحرية والتجديد بينهما علاقة السببية التي تقوم بين السبب والمسبب. الحرية هي المدخل لأي تجديد، المدخل بأي إنطلاقة لهذه الحياة، فبدون حرية يصبح الإنسان محبطاً اتكالياً، يصبح عقلاً لا يفكر، ولساناً لا يتكلم، فالحرية هي الدافع لكل شيء هذه الحياة، وقد وهبها الله سبحانه وتعالى للإنسان، فليس لأحد ان ينزعها منه ابداً.
الموضوع الأول في هذه الجلسة الثالثة الختامية هو الحرية في الاجتهاد الفقهي وعندما نتناول هذا الموضوع نعتقد بأن الحرية تكون في مكانها الطبيعي في الاجتهاد الفقهي بين المجتهدين لأنهم أهل الفكر وأهل العقل وأهل السلوكية. فالحرية هنا لا تكون حرية ميزان وحساب، تحتسب بالنهاية الأصوات، إنما هي حرية فكر. لا أدري إذا خرجت الحرية عن نطاق اهل الفكر والعقل، كيف تكون حرية. كيف يكون للذين "لهم قلوب لا يفقهون بها، وأعين لا يبصرون بها وآذان لا يسمعون بها"، كيف تكون لهم حرية.
هؤلاء الذين قال فيهم ابن عباس (رض): "انهم ما اجتمعوا إلا ضرّوا وما تفرقوا إلا ونفعوا". فلذلك يقول الله سبحانه وتعالى: "فاسألوا اهل الذكر إن كنتم لا تعلمون". فللحرية مستوى من الفكر والتأمل وهذا يكون إلا عند أهل الرأي، إلا عند المجتهدين الذين يتمتعون بفكر وسلوكية.
