إفتتاح مؤتمر كلمة سواء بعنوان: "موقع الحرية في الاصلاح والتجديد" الكلمات دعت إلى الحوار والإبتعاد عن الاختلافات

calendar icon 03 كانون الأول 2004 الكاتب:منى توتنجي

"موقع الحرية في الاصلاح والتجديد" عنوان مؤتمر كلمة سواء التاسع الذي ينظمه مركز الامام موسى الصدر للابحاث والدراسات الذي افتتح اعماله امس في قصر الاونيسكو في حضور: ممثل رئيس الجمهورية العماد اميل لحود وزير الثقافة ناجي البستاني، ممثل رئيس مجلس النواب نبيه بري النائب علي حسن خليل، ممثل رئيس مجلس الوزراء عمر كرامي وزير الشؤون الاجتماعية غازي زعيتر، الرئيس حسين الحسيني، الرئيس الدكتور سليم الحص، ممثل الرئيس رفيق الحريري محمد السماك، ممثل مفتي الجمهورية اللبنانية الدكتور الشيخ محمد رشيد قباني القاضي الشيخ محمد دالي بلطة، ممثل البطريرك الماروني الكاردينال نصر الله بطرس صفير رئيس اساقفة بيروت للطائفة المارونية المطران بولس مطر، نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان، ممثل شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ بهجت غيث الشيخ طلال سليم، ممثل بطريرك انطــاكية وسائر المشرق للروم الارثوذكس اغناطيوس الرابع هزيم المطران الياس نجم، ممثل بطريرك انطاكية وسائر المشرق والاسكندرية واورشليم للروم الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام الاب الدكتور ميشال سبع، ممثل الامين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصر الله النائب علي عمار وممثل العلامة السيد محمد حسين فضل الله العلامة علي فضل الله·

كما حضر حفل الافتتاح، الوزراء: ياسين جابر، كرم كرم وممثل وزير الاعلام ايلي الفرزلي المدير العام لوزارة الاعلام حسان فلحة، سفير ايران مسعود الادريسي كارمنشاهي، والنواب: الدكتور ايوب حميد، محمد رعد، محمد برجاوي، عباس هاشم وعمار الموسوي، وممثل قائد الجيش العماد ميشال سليمان العقيد ياسر الخطيب، ممثل المدير العام لامن الدولة اللواء الركن ادوار منصور العميد مصطفى دكروب، المدير العام لوزارة المغتربين هيثم جمعة ومدير "اذاعة لبنان" فؤاد حمدان، السيدة رباب الصدر شرف الدين وعائلة الامام السيد موسى الصدر اضافة الى عدد كبير من النواب السابقين والعلماء والمشايخ ورجال دين وفاعليات اجتماعية واقتصادية وسياسية وثقافية وتربوية ونقابية وحشد من المهتمين·

وقد اعتذر عن عدم الحضور، السفير البابوي المونسنيور لويدجي غاتي، الذي كان من المقرر ان يلقي كلمة·

بعد تلاوة مباركة من آيات الذكر الحكيم للمقرئ الحاج انور مهدي، والنشيد الوطني اللبناني، ثم كلمة ترحيبية من عريف الحفل المهندس حسين حمادة، القى بعدها السيد صدر الدين الصدر كلمة مركز الامام موسى الصدر للابحاث والدراسات فرأى ان الاصــلاح والتجـديد والتغيير حاجات ملحة تفرض نفـسها باستمرار في عصر تسارع كل شيء بل هي ضرورات حياتية بها يتجدد الانسان وتتجدد الحياة من تصدى لها نجا ومن تخلف عنها هلك·

وتساءل: اين نحن اليوم وكلنا مهددون ومستهدفون بل ومتهمون بأننا ارهابيون، فهل يمكن اغفال مسؤوليتنا وتقصيرنا كأنظمة ومؤسسات وجماعات وافراد وهل بالامكان ان نفتح حوارا ناجحا مع الآخر ونحن عاجزون عن القيام به على مستوى الداخل، وهل بوسعنا تحقيق انتصار خارجي ونحن نخوض صراعات لا افق لها في الداخل·

المفتي قباني

بعد ذلك القى القاضي بلطة كلمة المفتي قباني فقال فيها: "اليوم يضع مركز الامام الصدر بين انظارنا موضوعا من ادق المواضيع واكثرها حساسية الا وهو "موقع الحرية في الاصلاح والتجديد" وللحرية مكانة راقية في حياة الانسان دوما، فهو لا يكون انسانا الا بها، ولا يمكن له ان يمارس دوره في الحياة إلا من خلالها، موضحا ان غياب الحرية عن الممارسة الانسانية يمكن ان يعتبره بحق مقدمة طبيعية للغة الارهاب والعنف حيث يسود الصوت الواحد ويتجه الامر الى إلغاء الآخر وتشيع مخدرات التسليم والتصديق ومسكنات الاذعان والاستسلام فيتوقف العقل عن التفكير وتنعدم انتاجية المجتمع وحيويته·

واضاف: اننا عندما نجتمع ونجاهد من اجل اعطاء الانسان حقه في الحرية نجد ان عجلة الايام تسبقنا عندما نرى الدول تفقد حريتها وترغم على ممارسة سياسة معينة والا فانها ستتعرض لاقسى العقوبات او ستكون محلا للاحتلال العسكري والدمار حيث نستعيد صورة الانسان الهمجي الذي عاش ما قبل التاريخ· وتساءل من الذي يمارس هذه السياسة اليوم، انها الولايات المتحدة الاميركية التي تدعي انها حامية الحرية والحضارة والتي تدعي انها تصون قدسية الانسان، والتي تسفك الدماء في العراق، وتمارس سياسة الاستبداد في احط صورها واقذرها فتصادر حريات الدول وليس الافراد وآخر ذلك القرار رقم 1559 الصادر عن مجلس الامن الذي يحرمنا مع سوريا ان ننظم علاقتنا السياسية والامنية في ظل ازمة الشرق الاوسط والسياسة الصهيونية التوسيعية والاستعمارية·

وختم: اننا نريد حرية تنبع من اخلاقنا وتراثنا وقيمنا لان الاستبداد السياسي وفساد الحكم من اهم اسباب التخلف في عالمنا، اننا ندعو الى تأمين الحرية الطبيعية والمدنية والسياسية في المجتمع وندعو الحكومات الى اخذ ذلك بعين الاعتبار واحتواء حالة الجفاء مع الشعوب واشاعة المفاهيم الانسانية والطبيعية بين المواطنين عن معاني الدول والامم وتجذير ذلك في الثقافات·

غيث

ثم القى الشيخ طلال سليم كلمة الشيخ غيث ورأى فيها ان الحرية العقلية هي اساس الاصلاح والتجديد اللذين لا يتحققان الا بتحطيم قيود التقليد وسلاسل الاقطاع السياسي والديني وامتلاك حرية الفكر بلغة العقل وليس بعاطفة الشعوب العربية والاسلامية والمذهبية التي جعلت الامة أمما والشعب شعوبا· فلنجعل لغات العقول اجهزة للتحكم بالقلوب والنفوس لنعرف حقوقنا وواجباتنا ونمارس حريتنا·

صفير

بعد ذلك كلمة البطريرك صفير القاها المطران بولس مطر جاء فيها: لا شك ان واضعي عنوان هذا المؤتمر "موقع الحرية في الاصلاح والتجديد" يرغبون في ان يقودنا الفكر جميعا الى آفاق تشمل العالم بأسره والحضارة الانسانية بمجملها فندرك اننا في هذه الارض العربية جزء من هذا العالم الواسع، نأخذ منه ونعطيه في مجال اختبار الحرية وكنه دورها لا في عملية الاصلاح والتجديد وحسب بل في فعل الوجود الانساني نفسه وفي مسار التاريخ نحو اكتمال ابعاده ومعانيه·

واضاف: وان كنا قد وصلنا في بلادنا الى مستوى عيش الحرية الفـردية عيشا حقيقيا فإن هذه الحركة لا تستكمل بدورها ولا تصير اساسا للتجدد والاصلاح ما لم تحترم حرية الجماعة وما لم تلتزم بالتوفيق بين حقوق الفرد وحقوق الجماعة في آن·

هزيم

وألقى الارشمندريت الياس نجم كلمة البطريرك هزيم ورأى فيها اننا بحاجة ماسة الى اصلاح وتجديد وحيوية لتسود العدالة الاجتماعية وتترسخ الحرية وتعيش المجتمعات البشرية حياة مثالية متكاملة لا يسود فيها الطغيان والظلم بل الانسجام وتكافؤ الفرص·

واضاف: اننا نذكر المجتمع الدولي وعلى رأسه الامم المتحدة ومجلس الامن بأن لا تكون لديه ازدواجية في المعايير وان يرعى السلم الدولي بحكمة وعلم وتقنية ودراية دون تمييز، فنلتزم بقراراته شرط ان تكون عادلة وتطبق على الجميع من دون استثناء·

لحام

اما كلمة بطريرك الروم الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام فألقاها الاب د· ميشال سبع مبيناً فيها انه اذا كان الابداع والاصلاح من شيم التجديد فإن القيم هي التي تحميه وتصونه وهي الاساس واهمها الحق واحقاقه، فلا يمكن لاحد ان يعيش حريته ان لم يكن له حق يدافع عنه، واذا لم يقم السلام بدءا من فلسطين فلن يكون هناك سلام في كل بلاد الشام والعرب وبالتالي فلا سلام للعالم وكل الكلام عن الحرية هو استهلاك للعواطف·

قبلان

كلمة الختام القاها نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان اوضح فيها ان وظيفة الاسلام هي الحرية، ولكن الحرية المسؤولة الحرية الحقة وليست حرية الشعارات وحرية النصوص، من هنا اتوجه الى الجميع وادعوهم للتحرك والبحث في تفاصيل الحرية والخوض في مفاهيم الاصلاح وضرورة تحقيقها بجدية وصدق ويجب ان يبقى ذلك هم الجميع حتى يحقق الاصلاح المطلوب والتجديد الذي يجعلنا مجتمعا داعيا ومدركا ومحصنا في وجه ما يتهددنا من اخطار·

وختم قائلا: "اننا نعيش واقعا مؤلما جراء اوضاع اقليمية ودولية متأزمة ومتفجرة في فلسطين وفي العراق، فالمنطقة كلها تعيش الازمات وتمارس عليـها ضغوطات هائلة سياسيا واقتصاديا وعسكريا، ولا بد من مواجهتها مهما كانت التضحيات، كما لا بد من مجابهتها بأي شكل من الاشكال· وأول هذه المجابهة يجب ان تكون بإصلاح نحن نصنعه وبتغيير نحن نبرمجه، لا لإصلاح مستورد او مفروض، لا لاصلاح من دون حرية ايها الاخوة، اذ لا فكر ولا ابداع ولا اقتصاد ولا سياسة ولا عدالة ولا استقرار ولا سيادة من دون حرية·

ويتابع المؤتمر اعماله اليوم بسلسلة محاضرات تتمحور حول الحرية والاصلاح بين ضغوط الخارج وضرورات الداخل، والحرية في مواجهة الآخر، والحرية والتجديد·

source