"كلمة سواء" يناقش "الحرية في الاصلاح والتجديد": قضية الصدر مثال لعلاقة اصحاب الفكر والسلطة

calendar icon 02 كانون الأول 2004

افتتح مؤتمر "كلمة سواء"، الذي ينظمه "مركز الامام موسى الصدر للابحاث والدراسات"، أمس، دورته التاسعة تحت عنوان "موقع الحرية في الاصلاح والتجديد" في قصر الاونيسكو في حضور ممثل رئيس الجمهورية وزير الثقافة ناجي البستاني، ممثل رئيس مجلس النواب النائب علي حسن خليل، ممثل رئيس مجلس الوزراء وزير الشؤون الاجتماعية غازي زعيتر، الرئيسين سليم الحص وحسين الحسيني، محمد السماك ممثلا الرئيس رفيق الحريري، ممثل مفتي الجمهورية القاضي الشيخ محمد دالي بلطة، ممثل البطريرك الماروني رئيس اساقفة بيروت المطران بولس مطر، نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان، ممثل قائمقام شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ طلال سليم، ممثل بطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الارثوذكس المطران الياس نجم، ممثل بطريرك انطاكية وسائر المشرق والاسكندرية واورشليم للروم الكاثوليك الاب ميشال سبع، وزير الاشغال العامة والنقل ياسين جابر، الوزير كرم كرم، عدد من النواب، السيد علي فضل الله ممثلا العلامة السيد محمد حسين فضل الله، الاسير المحرر مصطفى الديراني، والسيدة رباب الصدر شرف الدين وجمع من الشخصيات.

واعتذر عن عدم الحضور، السفير البابوي المونسنيور لويدجي غاتي، الذي كان من المقرر ان يلقي كلمة.

وتحدث نجل الامام الصدر صدر الدين الصدر باسم "مركز الامام الصدر"، فرأى أن الاصلاح والتجديد والتغيير "حاجات ملحة تفرض نفسها باستمرار في عصر تسارع كل شيء، بل هي ضرورات حياتية بها يتجدد الانسان وتتجدد الحياة". وتساءل: "هل يمكن للاصلاح أن يتحقق مع استمرار تغييب الفرد وتهميش حرياته، العامة والسياسية، أين هي دولة القانون والمؤسسات والانظمة العادلة التي تضمن للانسان حقوقه، ومنها حقه في حرية التعبير؟، وهل تمتلك الشعوب الادوات اللازمة، الضرورية والمناسبة لاتخاذ القرارات المتعلقة بمستقبلها في ظل أنظمة شمولية أحكمت قبضتها على كل شيء، وأدّت في ما أدت اليه، إما الى احتلال كما مع عراق صدام حسين، أو هزيمة واستسلام كما في حالة قذافي ليبيا"، ليخلص الى الاستفهام: "هل أبلغ من قضية الامام الصدر ورفيقيه في ما يحكم العلاقة ما بين أصحاب الفكر والسلطة في عالمنا؟".

ولاحظ الشيخ دالي بلطة "ان غياب الحرية عن الممارسة الانسانية يمكن أن يعتبر بحق مقدمة طبيعية للارهاب والعنف والبطش "، وانتقد الولايات المتحدة الاميركية "التي تدعي أنها حامية الحرية والحضارة، وتسفك الدماء في العراق ليل نهار، من أجل أنها تريد أن تقيم نموذجا ديموقراطيا في منطقة الشرق الاوسط..، وتمارس الاستبداد وآخر ذلك القرار 1559 الذي يحرمنا مع سوريا أن ننظم علاقاتنا السياسية والأمنية في ظل أزمة الشرق الاوسط والسياسة الصهيونية التوسعية الاستعمارية" .

ورأى الشيخ سليم "أن لا اصلاح ولا تقدم ولا نمو الا بفك القيود والانعتاق من القشور وملامسة اللب والجوهر بكل صدق ووضوح، فأين نحن من الحق والحرية، وما يسمى بحوار الحضارات والثقافات، وقد سادت لغة التكاذب والتزييف والخداع والممارسات المقنّعة بالحرية والديموقراطية التي تحكم قبضة الاقطاع المالي والسياسي بالمكاسب والمناصب ما أوصل البلاد والعباد الى حالة اليأس والبؤس" .

ولفت المطران مطر الى أن عنوان المؤتمر "لم يذكر الأرض ولا الأوطان التي تجري فيها عملية الإصلاح والتجديد هذه، يقينا من المنظمين أنها ومن دون أي شك، حاجة ماسة ومستمرة في كل وطن وفي كل أرض".

ورأى المطران نجم أن الحرية "هي نتاج نضال طويل للشعوب من اجل الانعتاق من اصناف العبودية كافة"، وذكّر المجتمع الدولي وعلى رأسه الامم المتحدة ومجلس الامن "بألا تكون لديه ازدواجية في المعايير وان يرعى السلم الدولي بحكمة وعلم وتقنية ودراية من دون تمييز، نلتزم بقراراته شرط ان تكون عادلة وتطبق على الجميع من دون استثناء" .

وقال الاب سبع:" ان حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وقتاله من اجل احقاق هذا الحق، يجعل منه فخرا للحرية. واما الرضوخ للاستعمار والدخول معه في مساومات وعهود فهو اخضاع الحق للباطل وانتفاء للحرية ونسف لها، واذا لم يقم السلام بدءا في فلسطين، فلن يكون هناك سلام في كل بلاد الشام والعرب، وبالتالي فلا سلام للعالم، وكل كلام عن الحرية هو استهلاك للعواطف" .

واعتبر الشيخ قبلان أن مهمة الاصلاح "تكاد تكون صعبة ولكنها ليست بالمستحيلة"، وأكد "ان الاسلام الذي يتهم والذي يوصف بأنه تطرف وارهاب وبأنه ضد حقوق الانسان، يشدد على الحرية ويدعو الى الجهاد من اجلها" .

ودعا الى "التحرك والبحث في تفاصيل عنوان المؤتمر والخوض في مفاهيم الاصلاح وضرورة تحقيقها بجدية وصدق"، وقال: " هذا الاصلاح الذي شغل الامام المغيب السيد موسى الصدر، فكان همه ومحور حركته وسعيه الدائم، ويجب ان يبقى هم الجميع حتى يتحقق الاصلاح المطلوب والتجديد الذي يجعلنا مجتمعا واعيا ومدركا ومحصنا في وجه ما يتهددنا من اخطار".

ويتابع المؤتمر، اليوم، جلساته ثم يذاع البيان الختامي والتوصيات .

source