الأب مونس متحدثا
"الحرية والإصلاح بين ضغوط الخارج وضرورات الداخل، والحرية في مواجهة الآخر والحرية والتجديد" كانت عناوين المحاور التي ناقشها مؤتمر "كلمة سواء" أمس الذي ينظمه مركز الامام موسى الصدر للأبحاث والدراسات على مدى يومين متتاليين في قصر الأونيسكو وحضره حشد من المهتمين.
" المحور الأول حول الحرية والإصلاح بين ضغوط الخارج وضرورات الداخل أدار جلسته الأب يوسف مونس، وشارك فيه كل من زكي الميلاد، في بحث تحدث فيه عن "مشاريع الإصلاح في العالمين العربي والإسلامي الفرص و"المعوقات" فبين أننا أمام تاريخ من التخلف فيه من كل الهزائم والفشل والتآمر والمؤامرات وفيه من الفرص الضائعة، ولكن فيه أيضاً محطات مضيئة ومنها، وفي طليعتها شموخ المقاومة الإسلامية وانتصارها على العدو الإسرائيلي في جنوب لبنان مشدداً على ان الاصلاح الذي نريده ينبغي أن يكون معبراً عن إرادتنا وتصوراتنا، وضروراتنا لا أن يكون مفروضاً علينا من الخارج.
أما الدكتورة هلا العريس فتحدثت في بحثها عن "الحرية والتغيير السياسي" إذ شددت على أهمية التلاقي والتكامل بين الحضارات والأنظمة التي ساهمت جميعها في التطور الحضاري عبر الانفتاح على بعضها وبناء البعض دون أن يكون هناك إلغاء لخصوصيات ووجود الآخرين في ساحة الحضارة الإنسانية.
من ناحيتها تناولت الدكتورة منى حداد يكن في بحثها "الإصلاح من خلال مناهج التعليم" وبينت أن ما نلمسه في واقعنا المعاصر في المؤسسات التعليمية تركيزها على المعلم، والبعض على المنهاج، والبعض يصل نحو الهدف ونادرة هي المؤسسات التعليمية التي تجمع بين العناصر الثلاثة مجتمعة، في حين اذا جمعت المؤسسات التعليمية العناصر الثلاثة كوحدة متكاملة عندها تستطيع أن تحدث التغيير والتطوير والإصلاح.
المحور الثاني
الحرية في مواجهة الآخر، عنوان المحور الثاني في المؤتمر، وشارك فيه الدكتور عبد الغني عماد أستاذ الاجتماع في الجامعة اللبنانية ود· رفعت سيد أحمد عن "الغرب في منظور المسلمين" فرأى الدكتور عماد اننا نحتاج الى ثورة ثقافية تنبض كفعل تجديد وتنوير من خلال إعادة النظر بكل المنظومات الثقافية الوافدة أو الموروثة، ورفض التقليد لأي منهما، والعمل وفق منهجية الاستيعاب والتجاوز عبر الإضافة والإنحناء باتجاه تأسيس وعي ثقافي جديد غير مغترب عن روح العصر، أو مستلب الإرادة والفكر بحيث يستطيع أن يستوعب إنجازات الثورة العلمية والثقافية.
أما الدكتور سيد أحمد وهو كاتب وباحث والمدير العام لمركز يافا للدراسات والأبحاث القاهرة، فقد شدد اننا أمام نظرة عقائدية سامية تحدد موقف الإسلام من الآخر، غرباً كان أم شرقاً، وبالمقابل ونحن أمام واقع اجتماعي وسياسي وحضاري يقوم فيه هذا الغرب الآن، وجهه القبيح تحديداً في العراق وفلسطين الذي يستدعي تعاملاً إسلامياً مضاداً له بل وعنيفاً للغاية في رد هذا العدوان شارحاً أهمية الحوار في ضوء المشاكل العالمية الراهنة والأوضاع الملتهبة في عالمنا العربي والإسلامي والتي تتطلب مجتمعة العودة الى ذكر الحوار الإيجابي بين الإسلام والغرب.
ثم تناول الدكتور وجيه فانوس في بحثه "الحرية والغرب في رؤية الإمام الصدر" فأوضح أن الحرية مسؤولية إنسانية تجاه الله في فكر الإمام الصدر وهي مفتاح أساسي في تكوين الوجود الخير للمجتمع الانساني، أما الآخر بما في ذلك الغرب فالتعامل معه بنظر الإمام موسى الصدر ومبادئ تفكيره فيكون من خلال القابلية الذاتية والفكرية والحضارية لهذا الآخر، في تحقيق رسالة الله في خلقه وجعلهم خلفاء له في الأرض.
ثم تحدث الدكتور يوسف كفروني عن الآخر المسلم في المنظور الغربي عارضاً للحضارة الإسلامية ومدى تأثيراتها على المجتمعات الغربية.
