تابع مؤتمر "كلمة سواء" الذي ينظمه "مركز الامام موسى الصدر للابحاث والدراسات" اعماله في الاونيسكو امس بجلسة اولى عنوانها: الحرية والاصلاح بين ضغوط الخارج وضرورات الداخل، ترأسها الاب يوسف مونس، وقال ان "الحرية هي كمال انسانية الانسان، وبموتها يموت الانسان. فالحرية هي الاساس وهي التي تنقل الفرد من حال العيش الى حال الكينونة(...)".
المحاضرة الاولى كانت لرئيس تحرير مجلة "الكلمة" السعودية زكي الميلاد بعنوان "الفرص والمتطلبات لمشاريع الاصلاح"، فعرض "تجارب التحديث والاصلاح في العالمين العربي والاسلامي بدءا بتجربة محمد علي باشا في مصر، وما تلاها من ادوار نهضوية لرفاعة الطهطاوي واطلالاته على الحضارة الاوروبية الحديثة". وقال ان "التجربة الثانية التي تأثر بها العالم الاسلامي برمته، هي حركة الاصلاح التي قام بها جمال الدين الافغاني، والذي ادخل مفهوم الجامعة الاسلامية" مؤكدا "حقيقتين هما امكان نهوض العالم الاسلامي من الداخل، وعـــدم حاجته الى الغرب".
وتحدثت هلا العريس عن "الحرية، حقوق الانسان والتجديد الاجتماعي – السياسي" انطلاقا من محورين اساسيين: "مفهوم الحرية في الفلسفة والقوانين الحديثة، ومفهوم التجديد والاصلاح من زاوية التطوير القانوني للقواعد الحامية لحقوق الانسان".
وختمت ان "على القوانين ان تدعم قوانين حماية حقوق الانسان وحرياته ولكن من منطلقات تتوافق مع آماله ومبادئه وعقائده فيتحقق المرجو منها في عملية التجديد والتغيير والاصلاح".
وتناولت منى حداد في مداخلتها "الاصلاح من خلال مناهج التعليم"، وقالت ان "التعليم يرتكز على عناصر ثلاثة هي المعلم والمتعلم والمنهج، والتي يجب ان ينظر اليها كوحدة متكاملة حتى نحدث التغيير والتطوير المطلوبين".
ورأت ان "مآل العولمة الى الفشل لأنها تخالف الدين والعقل والفطرة في مفرداتها، كما انها بجبروتها تلغي مبدأ التعددية والحوار وخصوصيات الاديان، ومن مؤشرات ذلك بثها لمبادئ المثليين، واستنهاضها لطوائف بائدة تعبد الشياطين وتؤسس لهم محافل ومنتديات".
الجلسة الثانية
وترأس الجلسة الثانية الدكتور طارق متري، وعنوانها "الآخر المسلم في المنظور الغربي"، وتحدث فيها يوسف كفروني محذرا من "خطورة الثنائيات التي يروّج لها دعاة الصدام الحضاري، الذين تكمن مصلحتهم في التبسيط والتعميم". واوضح ان "صورة المسلم عموما لدى الغرب هي صورة نمطية سلبية، لكن هذا لا يعني غياب الصورة الايجابية. وفي كل الحالات الصورة ليست ثابتة".
ودعا المسيحيين الى "الاعتراف بصدقية القرآن". ولاحظ "مؤشرات تغير الصورة في المجتمع الفاتيكاني الثاني 1962 – 1965 الذي اشار الى ان المسيحية ليست الطريق الوحيد للخلاص".
وتكلم عبد الغني عماد عن "الغرب في منظور المسلمين" مشيرا الى "وفرة الكتابات التي تبين نظرة الغرب الى المسلمين في حين المقاربة الاسلامية للغرب لم تحظ سوى باهتمام القليل من البحاثة، رغم ترابط المقاربتين". وشدد على "عدم تجريد الغرب من ذاكرته الدينية الثقافية رغم تعدد الخطابات الغربية وتشابك مصالحه ومدارسه". وركز مدير مركز يافا للدراسات والابحاث رفعت سيد احمد على الموضوع نفسه "من زاوية تعقيدات نظرة العرب والمسلمين الى الغرب وشروط الحوار معه". وبيّن "اسباب الحوار وضروراته في ضوء المشاكل العالمية الراهنة والاوضاع الملتهبة في عالمنا العربي والاسلامي والتي تتطلب مجتمعة العودة الى فكرة الحوار الايجابي بين الاسلام والغرب".
وتكلم وجيه فانوس عن "الحرية والغرب في رؤية الامام موسى الصدر"، فقال ان "الوجود المجتمعي هو الاساس في بنيته الفكرية، وانه – اي الإمام – مؤمن بان الانسان هو مبدأ المجتمع والغاية منه، فهو مجتمع انساني لا فردي ولا جماعي، ومؤمن بأن الحرية هي افضل وسيلة لتجنيد طاقات الانسان".
