مؤتمر " کلمه سواء " يتابع اعماله فى بيروت

calendar icon 04 كانون الأول 2004

تابع مؤتمر "کلمه سواء" التاسع الذى ينظمه "مرکز الامام موسى الصدر للابحاث والدراسات" اعماله التى بداها امس الخميس فى بيروت تحت شعار "موقع الحريه فى الاصلاح والتجديد".

وعقد المشارکون فى الموءتمر صباح اليوم الجمعه جلسه تحت عنوان "الحريه والاصلاح بين ضغوط الخارج وضرورات الداخل" تحدث فيها عدد من الباحثين .

وفى هذه الجلسه تحدث رئيس تحرر مجله "الکلمه " السعوديه زکى الميلاد قال فيها : اننا فى هذه المرحله الحساسه والمعقده بحاجه الى مراجعات جذريه وشامله لاوضاعنا واحوالنا على مستوى الابعاد کافه .

اضاف : ان الاصلاح ينبغى ان يکون معبرا عن ارادتنا وتصوراتنا وضروراتنا لا ان يکون مفروضا علينا من الخارج ولهذا ينغى ان نبدا بالاصلاح الفعلى قبل ان يفرض علينا بدون ارادتنا لاننا امام اوضاع لا تحتمل تاجيل الاصلاح .

واعتبر زکى ان الاصلاح الحقيقى يجب ان يشمل المجالين السياسى والدينى وان الاصلاح فى الاول مرتبط بالسلطه والقدره والموءسسات السياسيه ، واما الاصلاح فى الثانى فيرتبط "بالتصورات التى تنزع نحو التعصب والغلو والتکفير ورفض التعديده والاختلاف وحق الاجتهاد والتعبير".

وقال : ان الاصلاح الحقيقى يبدا من مصالحه الدوله مع الامه وعوده الدوله الى الامه بمعنى ان تکون الدوله لجميع المواطنين لان الدوله عندنا اصبحت ضد الامه وهذه اشکاليه الدوله فى مجالنا العربى.

وراى ان الاصلاح بحاجه الى برنامج منظم ومدروس بعنايه وبحاجه الى الاراده والعزيمه القادره على تحويل البرنامج من مرحله القوه الى مرحله الفعل.

وشدد زکى على عدم تعارض بين الاسلام والديمقراطيه وبين الاسلام والتقدم مؤكدا ان فىالاسلام اقوى البواعث نحو التقدم .
وقدمت الدکتوره "هلا العريس " بحثا قانونيا تحت عنوان "الحريه حقوق الانسان والتجديد الاجتماعى السياسى" تساءلت فيه عما اذا کان من المفيد على المستوى الانسانى والحضارى ان يطرح على المجتمعات الاسلاميه والعربيه فى ظل موجه الدعوه لاطلاق الحريات على الطريقه الغربيه ، اعتماد الحريه الفرديه باطلاقها بما يتناقض مع المفاهيم الاخلاقيه لهذه المجتمعات ؟، ام المفيد فى
عمليه الاصلاح ان تعمد هذه المجتمعات الى تطوير قواعدها الخاصه بالحقوق والحريات بما يتناسب مع منظومتها الفکريه الاخلاقيه العقائديه ولا يتناقض معها بانفتاح واصرار على تامين مصالح الافراد والجماعات المحقق للعمران ؟.

واوضحت الدکتوره العريس : ان التطور الانسانى على مستوى القواعد القانونيه هو عمليه اتصال وتواصل ساهمت فيها الحضارات جميعا مساهمات متتابعه امنت هذا التطور مشيره الى ان الخط البيانى لتطور القواعد الحاکمه والمنظمه للحياه الانسانيه (امور الدنيا) کانت فى خط متصاعد منذ الحضارات القديمه فى مصر وبلاد ما بين النهرين حتى دوله الرومان فالحضاره
الاسلاميه فالحضاره الاوروبيه .

وخلصت العريس الى التاکيد على اهميه التدليل على التلاقى والتکامل بين الحضارات والانظمه التى ساهمات جميعها فى التور الحضارى عبر الانفتاح على بعضها من دون ان يکون هناک الغاء لخصوصيات ووجود الاخرين فى ساحه الحضاره
الانسانيه .

وتحدث الاب الدکتور يوسف مونس الذى اکد ان الحريه هى التى تقرر وجود او عدم وجود الانسان وقال : وحدهم الاحرار هم الموجودون فالعبيد المرازحون تحت نيراى سيطره هم فى العيش لکنهم ليسوا فى الکينونه لان الحريه هى الاساس بها نستانس وبها نکون بشرا.

اضاف : يجب الا نضيع بين الثابت والدائم والجوهرى وبين المتحول والمتغير والعرضى، فالحريه فى جوهر التفاعل معها هى حريه الفکر والقول والعمل والحريه الاجتماعيه والسياسيه والدينيه ، معتبرا ان الدلاله الاولى على رقى الامم هى تمتع افرادها بهذه الحقوق الطبيعيه المعده لهم من قبل الله وليس من کرم الحکام .

ولفت الاب مونس الى ان الامام موسى الصدر سعى لان يکون لبنان وطنا لجميع ابنائه يتقاسمون فيه خبزه الحضارى والروحى والانسانى ليقدمه مثالا للانسانيه .

وختم قائلا : نحن فى لبنان نتظلل عمامه وعباءه الامام السيد موسى الصدر ليضىء لنا الوطن حريه وکرامه ويملا قلوبنا رحمه وسلاما ومجتمعنا حضاره وتعايشا سلاميا، ليبقى لبنان رساله محبه وحوار حضارات لکرامه انسان معمد بالحريه والکرامه والحب.

وکان المطران بولوس مطر القى کلمه بالنيابه عن البطريرک المارونى نصر الله صفير قال فيها : ان التحرير واجب على الشعوب کلها وهو حق من دونه لا کرامه ولا مکان لحريه ، لکن التحرير لا يستکمل ابدا من دون تحقيق حريه الاشخاص وتکريس هذه الحريه وثقافتها بالفکر والممارسه .

واکد المطران مطر ان الحريه لا تستکمل ولا تصير اساسا للتجديد والاصلاح ما لم تحترم حريه الجماعه وما لم تلتزم بالتوفيق بين الفرد وحقوق الجماعه .

ينهى موءتمر "کلمه سواء" اعماله مساء اليوم الجمعه ويصدر بيانا ختاميا

source