"كلمة سواء" أنهى مؤتمره: النظام الليبي ينضح بالاستبداد والتنكيل

calendar icon 07 كانون الأول 2004

أنهى مركز الامام الصدر للابحاث والدراسات مؤتمر "كلمة سواء" التاسع بعنوان "موقع الحرية في الاصلاح والتجديد" في قصر الاونيسكو في بيروت.

واصدر المؤتمرون التوصيات الآتية "(...) يدعو المؤتمر الناس عموما والعاملين في حقول الاعلام والمعرفة والتربية تحديدا، الى التدقيق في المصطلحات والمفاهيم المتداولة، وتوضيحها ووضعها في سياقاتها، توخيا للفهم الصحيح، واسهاما في صوغ حوارات بناءة تؤول الى مشاريع ومناهج متوافق عليها وقابلة للتنفيذ، وللمساهمة ايضا في تشكل صورة تحاكي الاصل سواء كان "الأنا" او "الآخر"، بكل الدرجات والاختلافات التي ينطوي عليها هذا وذاك.

- يدعو الوحدات الاجتماعية بدءا من العائلة وصولا الى هيئات المجتمع المدني باحزابه ونقاباته ومنظماته، الى اطلاق عمليات التغيير والاصلاح عند المستويات القاعدية، اذ لن يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم. بمعنى ان ثقافة الحرية والديموقراطية والعدالة يتغذى عليها الطفل منذ الرضاعة، وتتبلور في ما ينطبع عليه من مسلكيات الام والاب وعلاقاتهما، وتتجذر في المدرسة وادائها وفلسفتها المرجو قيامها على الاستنباط والتحليل والتعليل، وتجد تطبيقاتها البديهية في صندوق الاقتراع وطابور الانتظار واحترام البيئة.

- يدعو المكتفين بالحديث عن المعرفة ومستعملي ادواتها الى مغادرة مواقع الدهشة والارتباك، والى التنبه لكون المسائل المعرفية وتكنولوجيات الاتصال والترفيه والانتاج تحمل فلسفتها في ذاتها. والدعوة الى الاكتفاء باستخدام المنتجات الغربية والى نبذ سياقها الملازم وما فيه من جهد ونظم عمل وافكار ومفاهيم، هي دعوة مفتقرة الى مقومات الثبات والصدقية والمنطق والعدالة وامكان التطبيق. وبما ان رفض المنتجات الغربية في المطلق وقبولها في المطلق هما امران متطرفان وفي غير موقعهما لا بالقوة ولا بالفعل، فان البديل هو في التفاعل الايجابي وفي التأثر والتأثير والاسهام الفاعل انتاجا وتطويرا وابتكارا. وقد سبقنا الى ذلك امم كثيرة شرقا وغربا عرفت كيف تنفتح بشجاعة  وثقة، وحافظت على خصوصياتها وثقافاتها، كما فتحت للبشرية فرص التنوع والتجدد والاستدامة.

-  يدعو الحكومات على امتداد بلدان الامة،  الى استلحاق الرمق المتبقي والانكشاف على شعوبها ومكاشفتها في ورشة حوار داخلي جسور، وهادف الى ابرام عقد اجتماعي جديد تتراجع معه سلطة الدولة لمصلحة هيبتها، ويرتقي فيه الافراد من حملة جنسيات الى رتبة مواطنين.

-  يدعو الامم المتحدة والمجتمع الدولي واللاعبين الدوليين الكبار الى كبح اندفاع الآلة الهائجة في كل اتجاه، آلة اجتياح الافكار والعقائد والتقاليد والشعوب والاراضي، والى اعادة برمجتها وضبط نظامها بحيث يوجه التركيز على الاسباب لمعالجتها في كل مكان وبالمعيار الموضوعي ذاته. ينطبق ذلك على ظواهر الارهاب والاحتلال والاكراه والفقر والايدز والمخدرات والتسطيح الثقافي والتدهور البيئي وغيره. ان مجرد اعلان النيات الايجابية حيال مقاربة هذه القضايا على انها مترابطة تبادليا، كفيل كشف الغلاة والمتطرفين، واطلاق حوارات هادئة وناشطة تعيد الى الكرة الارضية رونقها واتساقها.

- يدعو الاحرار حيثما كانوا ويذكرهم بأن الحرية مبدأ. وكأي حق من حقوق الانسان، حق الحرية غير قابل للتجزئة او للتصرف او الانتقائية. واذا كانت الحريات الفردية الى تراجع في كل اصقاع الارض تقريبا ولاعتبارات ظاهرها مبرر او ممكن امراره، فلقد ادى غياب الحرية بأبسط تجلياتها في غير مكان وطوال العقود المنصرمة، الى تمكن انظمة الصوت الواحد والغاء كل مختلف وشيوع مخدرات التسليم ومسكنات الاذعان والاستسلام. كما اغتالت الانظمة الشمولية روح المبادرة والابداع على مذبح الرأي الواحد والقائد الواحد، وابدعت في فنون الاستبداد والقهر والتهميش والاقصاء، الامر الذي انتج سجونا ومعتقلات ومقابر جماعية وهزائم واستسلاما، واستدرج احتلالا وتورطا وتطرفا ومعضلة كونية مستعصية. لم تكن هذه الحصيلة المؤسفة بلا مقدمات. ولا تشير ظواهر المستجدات الى ان العبر جرى استخلاصها. ان جولة تصفية الحسابات التي ابرمتها ابرز الحكومات الغربية مع النظام الليبي تنذر بامكان عقد صفقات تقايض المصالح بالاموال على حساب المبادئ وشرعة حقوق الانسان. والاخيرة لها صفات الاطلاق والثبات، واذا كان ذلك النظام قد افلح في تجميل صورته فان معدنه ما انفك ينضح بروائح الاستبداد والتنكيل والخطف. والدليل المتوافر لدينا هو امعانه في طمس قضية تجاوزت اشخاص الامام موسى الصدر ورفيقيه، وتجاوزت مشاعر طائفتهم وبلدهم وامتهم. انه المبدأ على مذبح الصمت المريب. انه امتحان التثبت من العزم على تفادي اعادة انتاج لوكيربي. انه المحك لتوحيد المعايير وشمولية المعالجة. انها الحرية".

source