بدأ مؤتمر «كلمة سواء» الثامن اعماله في بيروت امس لمناقشة «قضية الامام موسى الصدر ورفيقيه»، الذين اختفوا خلال زيارة رسمية الى ليبيا في عام 1978. ويبحث المؤتمر في «سبل متابعة هذه القضية والعوائق السياسية والقانونية التي تواجهها».
وشارك في افتتاح المؤتمر رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، رئيس حركة «أمل» التي انشأها الصدر، بالاضافة الى ممثلين لرئيس الجمهورية اميل لحود ورئيس الحكومة رفيق الحريري ورؤساء سابقين ووزراء ونواب ورؤساء طوائف وممثلين عنهم وقيادات سياسية وحزبية ونقابية. واستهل صدر الدين الصدر نجل موسى الصدر المؤتمر بكلمة رأى فيها ان «جريمة اخفاء الامام الصدر ما زالت تصطدم بالعوائق السياسية والمصلحية المختلفة». معتبراً ان الحقائق القضائية تنفي الحاجة الى مفاوضات وتحقيقات جديدة ولجان. واعلن الصدر «اننا لن نساوم او نفاوض على حقنا، ولن نتبع هوى او مصلحة، ولن نتنازل عن حق هو اصلا ليس ملكنا، بل نحن امناء عليه ». وناشد الصدر الحكومة اللبنانية تحريك ملف قضية الصدر ورفيقيه واعتبارها قضية وطنية على المستوى الرسمي لتبنى عليه متابعة القضية امام المحافل الاقليمية العربية والاسلامية والدولية ذات العلاقة.
وألقى القاضي الشيخ محمد دالي بلطة كلمة مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني، فاعتبر ان قضية موسى الصدر «خرجت عن اطارها الوطني الى المنطقة بأسرها بل الى العالم كله، وتحدث شيخ عقل الطائفة الدرزية بهجت غيث، الذي عرض في كلمته للأوضاع المحلية والاقليمية، ثم القى المطران بولس مطر كلمة البطريرك الماروني نصر الله صفير فدعا الى «التأمل بالقيم الإنسانية والوطنية والاخلاقية العامة التي رفع الامام لواءها في سماء لبنان والمنطقة».
والقى الارشمندريت نجم كلمة بطريرك الروم الارثوذكس اغناطيوس الرابع الذي امل ان «يؤتي هذا المؤتمر ثماراً جمة تساهم في تعزيز الوحدة والمحبة والوئام بين اللبنانيين والعرب اجمعين، حيث تكون مقاومتهم مقاومة أبي المقاومة سماحة الامام موسى الصدر للتصدي لأشرس واعتى هجمة تآمرية تواجهها امتنا العربية من الولايات المتحدة واسرائيل». والقى كلمة بطريرك الروم الكاثوليك غريغوريوس لحام المطران يوحنا حداد، فقال: «لا شك بأن ما قام به موسى الصدر من جهد في سبيل اقامة وتفعيل الحوار البناء مع المسيحيين يعطينا الثقة والاطمئنان بأن شعبنا اللبناني الأبي كان وسيبقى خاضعاً للأنوار الإلهية وصامداً وناجحاً في مضمار التطور والنمو الانساني».
وكانت كلمة للشيخ عبد الأمير قبلان نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الذي أسسه الصدر، دعا فيها الى «اعادة الاعتبار لهذا الانسان اللبناني الذي هو رصيد هذا الوطن الأول والاخير، فلبنان بلدنا، يقول الامام موسى الصدر، واذا كان لغير هذا البلد بعد الانسان ثروة، فثروتنا في لبنان بعد الانسان انساننا ايضاً، هذا هو لبنان الذي ينادي به الامام موسى الصدر، وينادي به كل مؤمن بوحدة هذا البلد، وبصيغة عيشه المشترك.» وألقى سفير ايران في لبنان مسعود ادريسي كلمة الرئيس الايراني محمد خاتمي فاشاد بدور الصدر في بلورة «الهوية الوطنية، والوحدة الاجتماعية، للشعب اللبناني بكل فرقه وطوائفه في التصدي للمعضلات الداخلية والخارجية في لبنان بما في ذلك الصمود بوجه العدو الصهيوني».