(مؤتمر "كلمة سواء" السنوي السادس: "حوار الحضارات")
(كلمات الجلسة الأولى)
الحوار هو بديل عن الصراع أنا اعتقد أن الحوار شكل من أشكال الصراع. لكن الصراع هو صراع مع الآخر بينما الحوار هو صراع مع الذات لجعلها تقبل بوجود الآخر ثم لجعلها تقبل ثانية بشرعية اختلافه الديني واللغوي والحضاري والثقافي عنك ان اختلافه شرعي وثالثاً لتجعل الذات تقبل بأن الدخول في حوار هو الدخول في مغامرة غير محسوبة وذلك ان من يدخل الحوار وهو يعتقد ان بإمكانه ان يؤثر في الآخر دون ان يتأثر به هو محاور مخادع مكاذب ان الحوار مغامرة قد تنتهي بأنك تبنيت بعضاً من وجهة نظر الآخر والا ليس هذا حواراً. لذلك لا أرى في الحوار بديلاً عن الصراع انه شكل آخر من اشكال الصراع. انه صراع مع الذات لجعلها تقبل بالآخر وتقبل بشرعية الاختلاف عنك بإمكانية التأثر بالآخر وأنت منساق للحوار معه لذلك ففي يقيني ان الدعوات التي نسمعها من افقر بلدان الأرض إلى حرب دينية معولمة والأفكار التي نسمعها من اغنى مدن الأرض إلى صليبيات جديدة هي المنطق نفسه منطق العنصرية في شكلها الحديث المتجدد منطق القول بأني أكفر الآخر لانه ليس على ديني ومذهبي أو انني ذاهب لمحاربته لأنه لا يقبل بالنظم والقيم التي أحاول ان افرضها على العالم إن القول بهرمية الحضارات بمعنى تفوق احداها عن الاخرى وأنا اقول أنه لا تفوق لأي مضارة عن الأخرى انا لا اقبل بمبدأ تفوق أي حضارة على مضاره أخرى ان القول بهرمية الحضارات بجعل بعضها في القمة وبعضها الآخر في القاع كما يقول رئيس وزراء ايطاليا وبعض مفكرينا ودعاتنا أيضاً أو القول بصراع محتم بين الحضارات كما يقول ساموييل بينهانغتون وبعض مفكرينا أيضاً أو القول بأن هناك سدود منيعة بين الحضارات لا يمكن ان نتجاوزها كل هذا الكلام هو شكل جديد من التفرقة العنصرية. شكل جديد يريد أن يحول العالم إلى نظام من التفرقة ومن التمييز إلى ابرتها حذف المسافة يد معولم لذلك نرفض هذه الدعوات جميعاً ونقول على العكس من ذلك اننا في لبنان وفي الذات في لبنان لا خيار لنا ان نرفض هذه المذاهب لانه قولاً كهذا القول لا يؤدي إلى امر واحد وهو مزيد من التمزيق في نسيجنا الاجتماعي والعودة إلى الحرب وما الحرب الا ما علمتم ودمتم وشكراً.