مؤتمر "كلمة سواء" السنوي الرابع: "الهوية الثقافية"
(كلمات الافتتاح)
بسم الله الرحمن الرحيم
تباركنا في جلستنا هذه ذكرى ولادة سيد الشهداء الإمام الحسين عليه الصلاة والسلام، فكل عام وانتم بخير.
وسلام عليك أخي وسيدي... تسكب لون الوجع الساكن فينا فوق حروف نفرت من ألوان الحبر اللاهث خلف نعال الصنمية، فاغتسلت بالأرجوان، وتعطرت بملح بحر صور، وارتدت حجابها مزقة من شراع صارع الريح حتى الشهادة. فصارت لغة الأحرار.
سلام عليك أخي وسيدي تنشر فوق جبال جليد هزائمنا دفء عباءتك السحر. فتسيل جداول ترسم خارطة الخصب على جسد الصحراء العربية. وتشد أكف رجال فوق عصي معاولها. لتصبح كل شتول التبغ سياطاً. كل ظهور لم تحمل هم الأرض ملاعبها. وسنابلنا المثقلة بحب الخير، تحمل كل حنان الأرض لحضن البيدر. وأمومتنا لا تنجب إلا لقتال الظلم دفاعاً عن شرف الحرية.
سلام عليك وإن طال بنا الانتظار فكيف نمله؟ والليل الضاغط حول خناق الفجر قوي الساعد. والساعون وراء النجم السائر عكس الفجر اضاعوا الدرب الى المذود. والنخلة غير النخلة بالأمس، تملَّكها العقم فلم تمطر رطبا، والداعون الى رجم الطهر بغاةٌ هم، حملوا كل صقيع الأرض، يلف الدرب الى الكهف. فلا المهد احتضن الطفل ولا الطفل تكلم.
سلام عليك وإن طال بنا الإنتظار فكيف نمله؟ والصخرة لم تظفر بسيزيف يشد السفح الى القمة، وقطيع ذئابٍ يعمل أنياب الفتنة في جسد الشكوى، والدرب وقد عرفتك أنيساً تشكو للغربة غربتها. والمحراب يعلل بالآمال النفس، تقيم صلاة الفجر إماماً في الغادين، وعلى بوابة قانا يقف الشوق لقامات هي بعض منك، يفرش تحت الأقدام الورد الطالع من وهج الجرح فتسكب فوق الوجع القاتل لون الفرحة.
أيها الاخوة والأخوات
الإمام الصدر الذي قال بأن التعامل مع اسرائيل حرام قد أسس لثقافة رفض التطبيع التي قد تكون السلاح الأمضى ونحن على أبواب سلام قد يكون أخطر من الحرب.
والإمام الصدر الذي أسس لثقافة المقاومة، يوم أعلن أن اسرائيل شر مطلق، وأعد رجالاً نذروا لله الأنفس وما زالوا الرقم الصعب في معادلة الصراع مع العدو.
وهو الذي أسس لثقافة التواصل بين أبناء الوطن الواحد، يوم زرع الأرق في الدرب سعياً لحفظ كرامة الإنسان.
ومؤتمرنا لهذا العام قراءات في البعد الثقافي لمسيرة الإمام الصدر هي بعض إطلالة على بعض جوانب مسيرة هذا الإمام الكبير الذي حمل الوطن كل الوطن، وآمن بالإنسان قيمة كونية مثلى. فإلى رحلة مع الإمام الصدر على مدى يومين يشارك فيها علماء وباحثون من وطن كان كل همه، والتغييب ضريبة الدفاع عن كرامة ابنائه ووحدة أرضه.
للإمام الصدر علينا عهد ووعد بأن نستمر كما يشاء، أبناء خطه بالرغم من كل الصعاب، ورواد مدرسته الى أن يشاء الله له العودة ونسلم له القياد.
والسلام عليكم ورحمة الله.