مؤتمر "كلمة سواء" السنوي الرابع: "الهوية الثقافية"
(كلمات الافتتاح)
يومَ تملَّكَ من عصبِ الأمَّةِ وَجَعٌ لَوَّنَ
بالخوف ملامح وجه المستقبل.
أطلق من صدر المحراب الصيحة في
وجه الشرِّ المطلقِ.
وحين توعد شَبَحُ الجوعِ القمحَ
الساكن أحلام التنور
علّمنا كيف تُقام أعراسُ البيادر
من غار حراء مشى،
أَرَّقَهُ وجع النَّصِّ الواقع بين الحدّين
ليس لفاصلةٍ فيه مكان
وعلاماتُ الاستفهامِ تعدَّتْ
عَدَدَ حروفِ النَّصِّ
حَوَّلَ كل محاريب الزُّهَّادِ مدارِسَ
حتى يتقن كل الناس العربية
لِتُشْرِقَ فوق وجوه الكلّ علاماتُ
رضى كلُّ علاماتِ الاستفهامِ
خاف على الأرض جنون الصمت
فلوّنها بضجيج السَّاحاتِ
وأشعل في كل زوايا الرُّعْبِ
قناديلَ البهجة،
سكب الايمان على لُغةٍ كَبُرَتْ
خلف متاريسَ فصارت لغة حوار
بَسَطَ الكفين سلاماً ليكون من
الشَّطِّ الى الشَّطِّ عبور
ومشى فوق الشوك يلامِسُ ذَيْلَ
عباءته، يتحوَّلُ وردا.
وفوق سروجٍ من فَرَحِ الصِّبْيَةِ
بالعيدِ مضوا.
وأغاني النَّصْرِ مُهورُ عرائِسِهم
وعلى وقعِ سنابِكِ خَيلٍ لم تحفل بوجود
الخندق طاب السَّيْرُ جنوباً
وسال العطرُ جنوباً
وتهادت فوق مساحات الخبرِ قُدودُ
شتول التبغ وقامات الفرسان