مؤتمر "كلمة سواء" السنوي الخامس: "المقاومة والمجتمع المقاوم"
(كلمات الافتتاح)
يا سيدي
ساءلت عنك الفجر قال:
طلعت من كم العباءة حين علقها
إمام المتعبين على جدار الصمت
في السجن المسور بالعروبة،
ومشيت أكتشف المتاهات الغريبة
في صحاريهم،
ورملهم ملاعب للسراب
يا لأنظمة السراب.
وأعدت من قلقي السؤال
فقال لي:
وعبرت بحراً لا يجيد الحفر في عصب الشباك
ولا يزيل الحر عن قامات اسراب المجاذيف
التي جهدت،
وما ملّت على البعد السفر.
والموج
يولد خلف أقنعة المسافات اتقاء الريح،
ثم يموت عند الشط
لا آثار للهمس الذي يلقيه في بحر الضجر
وأعدت من قلقي السؤال
فقال:
مرت بي دواة الحبر
تسألني عن الدرب التي مازال عند رصيفها
يقف الظلام،
والدمع يحفر في اتساع الوجنتين،
سُدَّت عليها
كل أبواب المكاتب، والمنابر، والمجالس،
ذنبها
أن الذي حملته للسلطان
لون واحد من بين قافلة المحابر.
وأعدت من قلقي السؤال
فقال لي:
ومشيت بين مضارب
مازال فيها اللات والعزى،
فلم أظفر بمئذنة،
ولم ألمح بلال
وطفقت أمشي عاري القدمين
أخشى
أن تطل الشمس والمحراب مكسور الجناح بلا إمام
حتى تملكني انعدام الشوق للتجوال
حين رأيت قافلة من الشهداء
تنهض للصلاة،
وكل أجران المسيح
تغادر الصخر الجماد
وتحمل الماء المطهر للوضوء
أدركت ساعتها
بأن مساحة المحراب قانا
وعرفت سر ولادتي من كمِّ هاتيك العباءة.
وسألت ثم سألت
فاعتدل الصباح وقال:
ماذا بعد؟
قلت:
خذ العبـاءة وانـشرها على جسد الاقصى وكحّل بنور الصخرة الهدبا
ولا تـقـل لـهـمـا هذي عباءة من عطر النبوة فيها يعلن النسبا
واسكب على السور من أوجاعنا فرحاً فإن مررت بطفل يسرج الغضبا
بلّغه حب صغار في الجنوب مشوا على تجاعيد جرح غار والتهبا
ولا تعد بهدايا العيد من وطن صغاره طلّقوا الاعياد واللعبا
ولا بحزمة أقلام ملونة لفرط ما عنّفوها حبرها نضبا
نشتاق من وحي هاتيك الذرى حجراً نرمي به جبهة الشيطان والعربا