مؤتمر "كلمة سواء" السنوي الخامس: "المقاومة والمجتمع المقاوم"
(كلمات الجلسة الثالثة)
السيدة الفاضلة، الأخوات والإخوة،
يشرفني في نهاية اليوم الثاني من مؤتمر كلمة سواء الخامس أن أنضم إلى كوكبة المشاركين من رؤساء جلسات ومن محاضرين كرام، ان انضم إلى كل من جاء إلى هنا ليكون شاهداً على مسيرة الإمام الصدر المقاومة، فيما نحن نعتبر انفسنا شركاء في المسيرة، بل رفاقاً صغاراً للامام الكبير، أعاده الله بالسلامة من غربته، شركاء صغار يوم تأسست حركة المحرومين وُوقِّعت تلك المحاضر التي كان لي شرف تذييل توقيعي بها. أقولها اليوم يا سيدتي الفاضلة ونحن لا نقرأ فقط في مسيرة الإمام الصدر ونرى والحمد لله، ان تلك المسيرة أثمرت مقاومة وأثمرت انتصاراً وأثمرت مجتمعاً مقاوماً، ليس فقط في لبنان حيث تباركنا بذلك الانتصار المجيد في الجنوب، ولكن أيضاً في الأمة العربية حيث تنضم فلسطين وانتفاضتها الثانية اليوم إلى تلك المسيرة التي ستقرأ فيها مسيرة الإمام موسى الصدر.
لم آتِ إلى هنا لإلقاء محاضرة لأن المحاضرين والحمد لله سينضمون إلينا اليوم ليفتحوا آفاق المستقبل في ختام اليوم الثاني. آفاق المستقبل بمواضيع ثلاثة: آفاق المشروع الصهيوني في الشرق الاوسط، تجربة المجتمع المقاوم في فلسطين، وآفاق بناء مجتمع عربي اسلامي مقاوم، وربما كانت هذه المواضع الأكثر حداثة والأكثر حماوةً في هذه المرحلة.
المحاضر الأول الدكتور أبو القاسم قاسم زادة وتحت عنوان "آفاق المشروع الصهيوني في الشرق الاوسط" سيتناول الجذور الفكرية التي أدت من خلال المدرسة الاسلامية ومن خلال مجلتها إلى ابراز عظمة شخصية الامام الصدر كمجاهد وكمناضل في تاريخ الثورة الاسلامية في ايران، وكذلك في نضال الشعب اللبناني. وبعد أن يعمل الباحث على كشف المحاور الأصلية التي يتمركز حولها النشاط الإسرائيلي العسكري والسياسي والاعلامي والاستيطاني والتقني في هذه المرحلة، سيطرح علينا وعليكم في مقابل هذه الرواية نهج المقاومة، ثم يبرز معضلة الصهاينة في المستقبل، سواء في داخل الأراضي المحتلة، أو على امتداد منطقتنا.