* مثله سفير الجمهورية الإسلامية في لبنان السيد مسعود ادريسي
* مؤتمر "كلمة سواء" السنوي الثامن: "الأبعاد الإنسانية والوطنية والقانونية في قضية الإمام الصدر"
يسرني جداً ان ينعقد هذا المؤتمر مرةً أخرى تذكيراً برجل عظيم وتبجيلاً له وتكريماً لخدماته القيمة التي أسداها للمجتمع الاسلامي وبخاصة للبنانيين الأعزاء .
ورغم مضي ما يزيد على خمسة وعشرين عاماً من غياب الامام موسى الصدر، فإن ما نشهده اليوم من النمو والتطور الثقافي والسياسي في لبنان المقاومة إنما هو تجسيد للأفكار السامية التي كان يؤمن بها ذلك الغائب الجليل. ان الامام موسى الصدر شخصية كبيرة ومتميزة دينياً وسياسياً وعلمياً واجتماعياً. وحين كان المجتمع اللبناني يعاني من الويلات والمشاكل الداخلية والخارجية المتعددة وتمزقه الخلافات والفرقة، كان هو يدعو الى الحوار بين الاديان وبين مختلف الطوائف على الساحة اللبنانية. ولم يأل جهداً دون إحلال الوئام والوفاق بين الأقوام والطوائف والمذاهب على اختلاف أنواعها، معتبراً ان الحفاظ على وحدة الشعب اللبناني وتماسكه بمختلف فئاته ومعتقداته هو السبيل الأمثل للصمود والمقاومة في مواجهة الأعداء وخاصة الكيان الصهيوني. وكانت تلك الرؤية الثاقبة وذلك الفكر النيّر هما اللذان بلورا الهوية الوطنية والوحدة الاجتماعية للشعب اللبناني بكل فرقه وطوائفه في التصدي للمعضلات الداخلية والخارجية في لبنان بما في ذلك الصمود بوجه العدو الصهيوني. ان الضمائر الواعية تتفق على أن هذه المقاومة الرائعة التي طردت الصهاينة من الجنوب اللبناني وكللت شعب لبنان بالنصر وصارت مدعاة لفخره بين شعوب المنطقة والمسلمين والعالم بأسره قد استمدت جذورها من افكار الإمام موسى الصدر السامية. وان ما يحز في انفسنا للغاية هو عدم تواجد ذلك الرجل العظيم اليوم بيننا وبين ظهراني الشعب اللبناني العزيز، ليتلمس بحبور هذا الانجاز الكبير وليستفيد كذلك مجتمع الثقافة والحضارة في لبنان من وجود تلك الشخصية الممتازة وآرائها وأفكارها السديدة المتجددة القيمة. وعلى أمل لقياه ورؤياه، نكرم ذكراه داعين له بكل فلاح وخير.