* مؤتمر "كلمة سواء" السنوي السابع: "الذات والآخر في الاعلام المعاصر")
(الجلسة الأولى)
اسمحوا لي اولاً في بداية هذه الجلسة الأولى أن اتوجه بالشكر إلى مركز الإمام موسى الصدر للأبحاث والدراسات، كتاباته على تكريس هذا التقليد السنوي وتنظيم هذه المناسبة الجامعة التي تتناول من خلال الابحاث والداراسات التي تقوم فيها أكثر القضايا دقة وحساسية والتي تتميز بكثير من النقاشات الحية الصريحة العلمية الموضوعية ولا أبالغ اذا قلت ان موضوع الاعلام الذي وقع الاختيار عليه هذه السنة هو أكثر المواضيع دقة وحساسية واهمية وتأثيراً في حياتنا اليومية ثمة كلام كثير حول الآخر والاعتراف بالآخر والحوار مع الآخر وحول الاعلام ودوره والحرية في لبنان والديمقراطية والسلطة ومحاولة جنوح بعض اطرافها نحو مزيد من تقيد الحريات واليمقراطية وحول صراعات داخل السلطة وبين السلطة والمعارضة ومفهوم السلطة أو مفاهيم السلطة لآن ثمة مفاهيم مختلفة في السلطة حول الاعلام والحرية وكذلك مفهوم المعارضة لهذا الامر لذلك انعقاد مثل هذا اللقاء ومشاركة نخبة من الباحثين الاكاديميين العلميين الصحافيين الموضوعيين الملتزمين أصحاب الخبرة بشكل محطة مهمة لكي يكون حوار وتشاور وقراءة هادئة حول هذه المسألة اذ لا بد من توحيد الرؤية حول ثوابت اساسية جامعة وتحت سقف هذه الثوابت يمكن ان يكون التنوع ويمكن ان يكون الخلاف بما يعزز اواصر الوحدة الوطنية في لبنان هذا الموضوع الذي هو محور الجلسة الأولى في هذه الندوة وعندما نتحدث عن الإمام موسى الصدر لا يمكن اختصاره خصوصاً في الاعلام بندوة أو بدورة أو بكلمات كان أحد ابرز الرجال في حركته الذين اثروا الاعلام اللبناني بالموقف والكلمة الطيبة والرؤية وكان يلجأ دائماً إلى سلاح الموقف وسلاح الموقف هو الكلمة والكلمة في النهاية هي الاعلام وفي الاعلام ومن اجل إعلام الناس بما يجري وبما يحيط بنا وقد كان من الرجال المميزين في هذا الاطار بل اقول موسى الصدر بكل امانة كان ساحراً في طلته وباهراً في موقفه وماهراً في اطلاق هذا الموقف اينما حضر واينما كان فالتحية له ولمن ينظم هذا اللقاء بإسمه ولمن اختار هذين العنوانين أو هاتين الكلمتين.
من اقوال الإمام الصدر "ان عزة لبنان هي عزة الاعلام وصحة لبنان هي صحة الاعلام" ثم ان للاعلام دوراً بارزاً من اعادة التلاحم والتغلب على المحنة لا نزال نعيش جانباً من جوانب المحنة الكبيرة في لبنان الامر الذي يقتضي توحداً للخروج منها للانتصار على الذات وإستكمال الانتصار على الأخر الذي احتل ارضنا والذي يهدد أرضنا وسيادتنا يومياً اعني العدو الاسرائيلي ومن اجل تكريس عزة لبنان. أما عن الصحة فأنا اكتفي بالقول ان صحة لبنان ليست بخير لأن الاعلام ايضاً ليس بخير والعكس هو صحيح.