*مؤتمر "كلمة سواء" السنوي السابع: "الذات والآخر في الاعلام المعاصر")
(الجلسة الرابعة)
يشرفني ان أكون معكم لأدير لا لأترأس هذا الحوار الذي تستظلنا فيه وتجمعنا فيه مؤسسة الإمام موسى الصدر ويشرفني ايضاً وخاصة ان احس كما الكثيرين بينكم انها من المرات القلائل في الحياة تحس فيها ان الغائب حاضر وان حضور القامة الدينية والفكرية والانسانية لسماحة الإمام الصدر ليست حاضرة بيننا وفينا اليوم لما نعرفه انما مفتقدة في هذا الوطن في هذا العالم العربي وفي هذا العالم الاسلامي في الفترة الحرجة التاريخية التي نواجه فيها قد يكون اكثر الاخطار على حضورنا ووجودنا ودورنا ومستقبلنا من الفترات المقبلة لم يكن اعلامياً الا انه كان يصنع الحدث الذي يجبر الاعلام الملتزم ان يحضر معه يواكبه وينقله لأنه كان ملتزماً ألزم الاعلام في ان يواكب التزامه الزمه موضوع التنمية وعبر الناس والاعلام الزم الدولة في الاهتمام مباشرة بموضوع التنمية من خلال إنشاء مجلس الجنوب وان لم يتطور مجلس الجنوب بعد غيابه وبفعل الاحداث وما بعد الأحداث كما نظر اليه سماحة الإمام في 1969 وعام 1970 عند انشائه.
السلاح زينة الرجال اطلقها وبقيت في الذاكرة الا انه على اساسها ارفقها بأن اسرائيل شر مطلق وأن السلاح حرام استعماله في اي موقع اقتتال داخلي لذلك اسس الوية المقاومة اللبنانية وازهرت ألوية المقاومة اللبنانية بقيام مقاومة لبنانية حقيقية واكبها الاعلام لانها ملتزمة فحررت الجزء الاكبر من الارض والمياه ولأن السلاح ليس للإقتتال ايضاً واكبه الاعلام يوم اعتصم يوم حاور يوم فاوض ومازال يواكبه إلى اليوم بعد ان غيب ليبقى الاقتتال بعد ان غيب لتتمذهب الطوائف وتخرج من انها كما كان يسميها في جلسات طويلة للنقاش العاقل في الندوة اللبنانية انها عائلات روحية وليست طوائف انها عائلات دينية متأصلة في أصولها الحقيقة التي تقربها لبعضها والتي هي سلم القيم والأخلاق الذي يجمع. لن اطيل الا اني اريد ان ادخل إلى نقاش السادة المراجع على ان الاعلام بالنسبة لي هو مادة وانسان ووسيلة انا لا أؤمن بأن هناك سياسات إعلامية لا للدول ولا لغير الدول ليست هناك عندما نضع سياسة اعلامية ندخل في العقل الكلي ونخرج من الحرية.
الاعلام هو مادة للمعرفة وللتواصل وللإبلاغ وللنقاش هو انسان يواكب لينتقل المادة للانسان الأخر هو وسيلة والوسائل تتطور ونحن اليوم عندما نقول اننا في عصر العولمة ليست السياسات فقط السياسات الاقتصادية وقد سمعت بعض النقاش امس في احدى الجلسات وكان مهما، السياسات الاقتصادية والمالية الملتقية مع عقائد سياسة في العالم هي التي تشترك في صناعة العولمة من خلال الاعلام كوسيلة لغسل الادمغة لايصال حقائق مزوره كما تفعل كندا والعالم امس واليوم حول موضوع حزب الله وحول موضوع ايران اليوم ان كنا نواكب الاعلام على انها على عتبة صناعة قنبلة نووية وبالتالي هذا يضع اهداف للمرحلة المقبلة للأتين الينا باسم امبراطورية القوة ليفرضوا علينا حقائقهم.
الاعلامي والاعلام عندما لا يعتمد النزاهة ويستند إلى ثقافة الانسان في الاعلام. الاعلامي وان لا يكون خاصة في منطقتنا الاعلامي ينتمي وينتمي بشكل حقيقي إلى قضاياه وحقائقه يقع الاعلام فيما يشبه اما التفاهة واما وقليلاً ما استعمل هذه العبارة ولكني اريد ان استعملها على عتبة ما نحن سنعيشه في الاشهر المقبلة العمالة. وعندما نتحدث عن الحرية الحرية بشكل اساسي هي تبدأ بحرية الذات لتحترم حرية الآخر وحرية الذات كما حددها سماحة الإمام الغائب هي التحرر الحقيقي من الشهوات كل انواع الشهوات، شهوة المال، شهوة السلطة، شهوة الوجاهة وانما خاصة شهوة الثلاثة معاً التي تزين كثيراً من الاعلام العربي في هذه الفترة لسوء الحظ يضاف اليها في لبنان شهوة الغرائز ان لم نقم جراحات حقيقة من اجسامنا وبدءاً بالجسم اللبناني وبدءاً بالجسم الاعلامي اللبناني فعبثاً نضع اللوم على الآخر علينا ان نتحرر لنخاطب الأخر كأحرار ونواجهه ونواجه عقله ونحاور عقله وفي هذا الاطار ارجو ان نعتبر ان الاعلام بما فيه من حرية هو فقط مساحة لقاء مساحة حوار، حوار العقول الملتزمة، حوار العقول الساعية إلى ما يجمع الجوامع المشتركة لا القواسم المشتركة وفي اطار ذلك وايضاً من الزاوية اللبنانية بما يقال كثيراً عن الزوايا العربية عندما نتحدث عن معان الديمقراطية نحتاج إلى احرار في ذواتهم احرار لأن الحرية لا تستجدي ولا تستصدر بقوانين ومراسيم الحرية تفرض مساحة الحرية من احرار مقتنعين يريدون الحرية لهم لأنفسهم وللآخر. عندما تتحدث عن الديمقراطية ونستغيبها في لبنان لأنه لسوء الحظ قلة هم الديمقراطيون من لبنان في الحكم وفي المعارضة كل يريد مساحة لحريته يسميها ديمقراطية ليمنعها عن غيره وهنا لسوء الحظ نقع في مشكلة انقطاع الحوار، الحوار واجب ولكن الحوار بحاجة إلى قامات محاورة إلى قامات قادرة على حس استعمال الحرية في احترام الغير في احترام رأي الغير في احترام حق الاختلاف مع الغير وحيث نحن نختلف نفتش عن جوامع مشتركة انا اقول الوحيد الذي لا يمكن أن نفتش عن جوامع مشتركة معه هو الشر المطلق هو اسرائيل لاننا نعرفه تماماً اما في البيت اللبناني كما في البيت العربي كما في البيت الاسلامي لنا حق الاختلاف. ولكن الاختلاف المحب الاختلاف الذي يريد ان يتعرف على الأخر واعتقد ان حسن استعمال وسائل الاعلام يجب ان يؤدي بنا إلى ذلك.
إنطلاقاً من ذلك أقول انا لا أسأل اي اعلام نريد وانا لا يمكن ان اقبل بجواب حالياً اي اعلام نريد ما هي قضايانا كيف نريد وطننا اي لبنان نريد اي عرب نريد اي اسلام نريد فيوظف الاعلام لبناء الذات والذهاب بها إلى الآخر. يشرفني ان اقدم في المداخلة الاولى الدكتور محمد السماك الذي عانى من ظلامية اللاحوار وظلم الكلام عن الديمقراطية والحرية وعدم ممارستها إلا انه لم يسعى فقط فعل تعرف على الأخر انشأ مساحة مشتركة مع الآخر اللبناني ومع الأخر العربي ومع الأخر الغير اللبناني وغير العربي وغير المسلم عبر حلقات الحوار المؤسسة المؤسساتية التي فعل في تأسيسها وحمل مسؤولية مواجهة العمى عند البعض لإضاءة شمعة النور الآتية فيه من قرأنه الكريم.