"ثقافة المجتمع المقاوم في رؤية الإمام الصدر" و"آفاق المستقبل", كانا موضوعي اعمال اليوم الثاني من مؤتمر "كلمة سواء" في فندق "ماريوت".
ترأس الجلسة التي خصصت للموضوع الاول الرئيس حسين الحسيني وشارك فيها ستة محاضرين.
استهلالا كلمة للرئيس الحسيني ذكر فيها ببعض مواقف الإمام واستشرافاته وتوجهاته.
تويني
ثم تحدث غسان تويني عن "ثقافة المجتمع المقاوم في رؤية الإمام الصدر", فعرض لتجربته مع الإمام ولقاءاته اياه في سبيل تحويل الجنوب مجتمعا مقاوما وما تمخضت عنه هذه اللقاءات التي حضر غالبيتها مؤسس "الندوة اللبنانية" ميشال اسمر, من مشروع يقوم على عناصر عدة: "تحصين القرى الامامية, تسليح الاهالي فردا فردا وتدريبهم عسكريا باشراف الجيش, تشجيع طلاب الجامعات ومن يريد من الشباب على التطوع في الخدمة العسكرية والمدنية هناك لفترات, ارسال عناصر من الجيش من صف الضباط لتدريب الاهالي والمتطوعين ولتولي مسؤوليات قيادية في الحراسة, وحشد ما يمكن من قوى الجيش في الثكن والمراكز الجنوبية".
كما عرض لمضامين هذه الخطة على المستويين الاجتماعي والسياسي العام. فعلى المستوى الاول: "الحؤول دون قيام الارض السائبة واعادة المهجرين الى لجنوب وتأمين الخدمات وايجاد شبكات تسويق تعاوني للمنتجات الجنوبية, ولاحقا تشجيع اقامة صناعات كبرى في الجنوب.
وعلى المستوى الثاني: توجه الحكم وفق مبادئ منها التأكيد ان الجنوب ليس قضية شيعية, وقيام حملات ديبلوماسية واعلامية دولية لتوعية العالم على قضية الجنوب وارسال الجيش اليه ومشاركته في المقاومة واحتضان المقاومة الفلسطينية ضمن العقيدة السياسية اللبنانية اضافة الى الحؤول دون قيام تناقضات".
ورأى "ان البرهان على صحة شروط "المجتمع المقاوم" الثقافية, بالمعنى الاعم, تبعا لنظرة الإمام موسى الصدر, هو ان عدم اتباع هداها ادى الى ضياع الدولة في تحمل مسؤولياتها, ولا يزال يهددنا بالضياع. يهددنا بضياع الجنوب وتفككه رغم التحرير. فاستباقا لما يمكن ان تستبقه ملاحظاتي من مقارنة بين المجتمع المقاوم في نظرة الإمام الصدر والمقاومة كما تدرجت منذ الاحتلال, حتى سقوطه, لا بد من الاشارة الى ان المقاومة الاسلامية نجحت رغم غياب الدولة, فهي تتحرك الان في فراغ "دولي" ( نسبة الى الدولة, لا الى الدول والعلاقات الخارجية) (...) ومع ذلك ترفع علم تأييدها".
وأكد ان "على المقاومة التي تستمر تعلن انها ليست بديلا من الدولة, ان تلح هي في طلب قيام الدولة بتحمل تبعاتها وممارسة سيادتها, في الحقلين العسكري والاجتماعي, فضلا" عن الحقل السياسي, ثم فضلا عن ضرورة نشر ثقافة المقاومة – واقلها آدابها – في كل فئات المجتمع وطبقاته واحزابه وعائلاته الروحية".
أضاف: "يجب ان تعزز المقاومة جديا توجهها الى جميع اللبنانيين وبنوع اخص الى المسيحيين خارج الجنوب كما داخله, في عودة منها الى استلهام الالتفاف الوطني, والمسيحي بالذات, حول حركة الإمام الصدر وعودته منذ انطلاقها".
الشلبي, الامين
الدكتور حسن الشلبي قدم مداخلة تناول فيها "مفهوم التسوية وفق نصوص القانون الدولي", لافتا الى ان "الإمام لم يكن يرى نجاح اي تسوية خارج تكافؤ القوى, ولم يكن يرى امكان استمرار التسويات في ظل ظالم ومظلوم".
وعن "ثقافة المقاومة: الاخلاق السياسية وبناء القدرات", قدم الدكتور عدنان الامين مداخلة عن "مفهوم الاخلاق السياسية عند الإمام الصدر وانفتاحه على الحوار مع الجميع من دون شروط وحدود وقيود". كما عرض لدعوات الإمام المبكرة الى بناء المجتمع المقاوم وتوفير امكاناته وخصوصا بعد حوادث العرقوب في مطلع التسعينات, ومنها رفع الحرمان عن المناطق الحدودية وانمائها بغية الحؤول دون نزوح سكانها وافراغ الارض.
النادري, عساف
وعن "خطاب المقاومة" والحرمان عند الإمام الصدر وتعبيراته الاعلامية", تحدث عميد كلية الاعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية الدكتور اسعد النادري, فلفت الى الخطاب الجديد الذي اتى به الإمام حيال قضايا الوطن, وجعله موضوع الحرمان غير مقتصر على طائفة او منطقة.
وحاضر الدكتور ساسين عساف عن "الوحدة الوطنية, الانتهاء, والمواطنة المثلث في رؤية الإمام الصدر السياسية", فتوقف عند المحطات الاساسية في خطب الإمام وتصريحاته وندواته, وتركيزه على الوحدة الوطنية والانتماء والمواطنة, معتبرا انه سعى الى ارساء مفاهيم جديدة حول هذه النقاط.
بعد الظهر
وترأس جلسة بعد الظهر الوزير مروان حمادة وكانت بعنوان "آفاق المستقبل", وحاضر فيها قاسم زادة (ايراني) عن "آفاق المشروع الصهيوني في الشرق الاوسط" وماجد كيالي (فلسطيني) عن "تجربة المجتمع المقاوم في فلسطين" وأبو العلا ماضي ابو العلا (مصري) عن "آفاق بناء مجتمع عربي – اسلامي مقاوم".