إفتتح "مؤتمر كلمة سواء الخامس" أعماله صباح أمس في أوتيل الماريوت – الجناح – بعنوان "المقاومة والمجتمع المقاوم.. قراءات في مسيرة الإمام الصدر", وذلك بحضور الوزير أسعد دياب ممثلًا رئيس الجمهورية, الدكتور أيوب حميد ممثلًا رئيس مجلس النواب, محافظ الجنوب فيصل الصايغ ممثلًا رئيس مجلس الوزراء, مفتي الجمهورية الشيخ الدكتور محمد رشيد قباني, شيخ عقل الطائفة الدرزية الشيخ بهجت غيث البطريرك الماروني, الكاردينال نصر الله بطرس صفير ممثلًا بالمطران رولان أبو جودة, بطريرك الروم الأرثوذكس أغناطيوس الرابع هزيم ممثلًا المطران الياس نجم, السفير البابوي المونسنيور مار أنطونيو ماريا فيليو, رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الإمام الشيخ محمد مهدي شمس الدين ممثلًا بالإمام عبد الأمير قبلان, السيدة رباب الصدر وعائلة الإمام الصدر, أمين عام "مؤتمر كلمة سواء" المهندس مهدي فيروزان وحشد من الشخصيات السياسية والإجتماعية والدينية والثقافية.
وألقت السيدة الصدر كلمة قالت فيها: "ماذا عن الإمام الصدر الذي هو من كل لبنان ولكل لبنان؟ وأين نحن من قضيته اليوم؟ وماذا فعلنا له ولرفيقيه في الجهاد والمعاناة؟ مطالبة بأن يخلص المؤتمر لا بتوصيات وإنما بقرار".
ثم ألقى المفتي قباني كلمة أكد فيها أن إنماء المناطق المحرومة في الداخل هي من أولى الأولويات والأولوية الثانية هي في مقاومة العدو الصهيوني حتى النصر, وإننا نتطلع بعد إنجاز طرد العدو الصهيوني بفضل المقاومة اللبنانية البطلة إلى الهدف الأسمى والأوسع والأشمل الذي تطلع إليه الإمام الصدر ألا وهو مقاومة المحتل لفلسطين العربية منذ عام 48 حتى نقتلع جذور إسرائيل من فلسطين العربية كلها.
إنه لن يقر لنا قرار وأقسم بالله العظيم العلي الأعلى طالما بقينا في هذه الحياة الدنيا, لن يقر لنا قرار حتى نحرر بيت المقدس وكل فلسطين.
ونوه بانخراط القادة مع الشعب الفلسطيني في مواجهة العدو الأجنبي المحتل لفلسطين, ونحن نتطلع إلى يوم تتشابك فيه أيدينا مع أيدي القادة العرب والمسلمين حتى تزول كل الحدود لأنه ببقاء إسرائيل سوف تزول كل الأوطان العربية والإسلامية, لأنه لو كانت إسرائيل صادقة في نيتها نحو السلام لكانت أزالت الخطين الأزرقين من علمها واللذان يرمزان إلى النيل والفرات.
وأمل المفتي قباني في أن تكون بادرة مصر باستدعاء سفيرها تعبر عن صحوة حقيقية حيث إنه من العار ومن الشائن ومن الخيانة أن نعقد صلحًا مع إسرائيل.
وأكد على وجوب تفويت الفرصة على إسرائيل وعلى أن تسقط المطالبات بالإنسحاب السوري لأن هذه المقولة ليست لأحد وإنما للدولة اللبنانية, وأن طرح مسألة الإنسحاب بين الجمهور سوف تؤدي إلى فتن ولو أن إسرائيل لم تكن مشغولة بالإنتفاضة, لكانت الدعوة إلى انسحاب الجيش السوري أثارت الكثير من الفتن في لبنان. ثم طالب دول العالم بالكف عن دعم إسرائيل وبالإلتفاف إلى مصالحها الفعلية مع العرب أصحاب الحق.
وعن المقاومة قال قباني: "لا بد للإحتلال من مقاومة, ولا بد للمقاومة حتى تنتصر من في مجتمع مقاوم, مجتمع مقاوم جنبًا إلى جنب مع المقاومة في كل شيء, في ميدان القتال وهو أول مقاومة. وفي ميدان الثقافة وفي ميدان الفكر, لأن الغزو الفكري هذا خطر علينا في سلاح العدو الإسرائيلي لأننا حين نتطلع إلى سلام بيننا وبين عدو أجنبي محتل لوطن من أوطاننا فإن معنى ذلك أن الإستعمار الأجنبي أو الغزو الفكري قد أطبق على عقولنا وأفكارنا".
وختم: إن موضوع الإنسحاب السوري من لبنان خاص بالدولة وهو علاقة دولة بدولة وهو علاقة سوريا بلبنان وهو علاقة دولتين شقيقتين.
ثم ألقى الشيخ غيث كلمة إعتبر فيها أنه لا قيمة للضجة المفتعلة لفك هذا المسار التاريخي تحت ذرائع وأعذار قاصرة عن الرؤية الصحيحة للخطر المحدق بالجميع فالمجتمع المقاوم كان وسيبقى دائمًا سلاح الإرادة والتصميم وصدق الإيمان ودعم المقاومة لإكمال هزيمة العدو المحتل وتطهير الأرض من رجسه لإعطاء العالم العربي بل العالم بأسره المثل والبرهان".
المطران أبو جودة رأى من جهته ضرورة لتقوية الإتجاه الوطني الواحد وذلك بالمشاركة الحقيقية التي هي الميثاق الحقيقي وهي المواطنية الصادقة والوحدة الحقيقية, لأن المجتمع المقاوم يبنى على أسس المقاومة بالرغم من وجود الطوائف المختلفة في لبنان. واعتبر أن مواقف الإمام المعلم, وتعاليمه, وشخصيته, ومبادرات له جعلت المسيحيين يسارعون إلى دعوته:
فعدد كبير منهم دعوه إلى مؤسساتهم ورعاياهم وأماكن عبادتهم, حيث كان يلتقي غالبًا بالسلطات الروحية المسيحية.
ومن بين تلك اللقاءات إفتتاحه محاضرات الصوم الكبير, في 20 شباط 1975, في كاتدرائية مار لويس اللاتينية, للآباء الكبوشيين, في بيروت, بمحاضرة عنوانها " القوى التي تسحق والقوى التي تفرق" وقد دارت حول الإنسان وإستعرض فيها للحرية والأنانية والطائفية والعنصرية.
وتلاه المطران نجم فقال إن الإمام الصدر تغنى بمحبته لأمته فنشأ عنده ذلك الحس بعلاقته بالوطن والشعب والأمة. فكان الوطن عنده "مناخ استقرار وطمأنينة وثقة في إخفاء حقيقي, وحرية مسؤولة وطموح على بسط العدالة الإجتماعية في إطار تكافؤ الفرص للجميع وفي احترام حضاري للكرامة الإنسانية".
وقال: كم نادى ونبه من أجل جنوب لبنان ومن أجل ما كان يعانيه ومن خطر إسرائيل عليه وكم حذر من المؤامرة على لبنان وطالب كل العرب أن يقفوا موقفًا مشرفًا لإيقافها في مؤتمر الرياض 1976.
المونسنيور ماريا فيليو توقف عند بعض الجوانب التي ميّزت حياة الإمام الصدر فهو قبل كل شيء إنسان مؤمن. إيمانه بالرب يشكل الركيزة الأساسية لإيمانه بالإنسان. فبالنسبة له الإنسان ولا سيما "المعوز" الفقير, المهمش, المضطهد والمستضعف يجب أن يحظى بالعون لاستعادة كرامته والتمتع بكامل الحقوق التي تصون له هذه الكرامة وتضمنها. وهو في أن رجل فكر وعمل. هو رجل فكر وثقافة لطالما خصص جزءًا مهمًا من وقته للبحث والدراسة والإطلاع على الثقافات والديانات كلها.
ثم تحدث المفتي قبلان فرأى أن الوفاء للإمام الصدر ولمسيرته في بناء المجتمع المقاوم وفي إطلاق المقاومة, هو في أن يستعيد لبنان رؤية الإمام الصدر الوطنية التي حملها وشاركه فيها المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى, وكل المخلصين الشرفاء, في المشروع الوطني الجامع الذي يعتبر لبنان وطنًا نهائيًا لجميع أبنائه والتنوع الطائفي المذهبي فيه ثروة حضارية إنسانية ينبغي التمسك بها من خلال ترسيخ الوحدة الوطنية المرتكزة على التكامل والتعاون بين جميع اللبنانيين. كما ذكر بقضية الإمام المغيب ورفيقيه الذين هم أسرى النظام الليبي وأعرب عن شعوره بالحزن والأسى لغياب الأخ والصديق ولغياب العدل والإنصاف في هذا العالم، لكن في المقابل الشعور بالمجد والعزة والعنفوان يغمر العالم العربي, ذلك ان نهج المقاومة ومجتمع المقاومة أصبح حقيقة ومثالًا نراه في أطفال الحجارة.
ومن ثم كانت جلسات مناقشة ومحاضرات, حيث ترأس الجلسة الأولى الوزير بيار الحلو, وحاضر كل من:
_ الوزير السابق ميشال إده حول رؤية الإمام الصدر لمخاطر المشروع الصهيوني.
والنائب محمد فنيش عن الإمام وتأسيس المقاومة.
والدكتور علي الشامي بعنوان الإمام الصدر والجنوب.
والشيخ أديب حيدر عن "نظرية المقاومة عند الإمام".
والحاج عاطف عون حول الإمام وتأسيس المقاومة.
والشيخ أحمد الزين بعنوان الإمام الصدر العالم الثائر.