مؤتمر كلمة سواء ال 11 الإنسان في رؤية الإمام الصدر

calendar icon 13 كانون الأول 2009

صفير : فكره متجذر...
قباني : محور جمع ...
هزيم : وجه ووهج
حسن : الرجل الرجال...
لحام : مثال للكثرين...
قبلان : لتحرير حجر الرجى...

اجتمعنا من اجل الانسان - الانسان في رؤية الامام الصدر، هذا العنوان الذي اختاره مركز الامام موسى الصدر للابحاث والدراسات لمؤتمر كلمة سوا ليجمع آراء رؤساء الطوائف الدينية كافة، حول هذا الانسان الذي من اجله كانت الاديان، على رأي الامام الصدر، الذي انتهجه من فهمه الله والكون والاديان والانسان للتعامل مع ممن اعتبر السيد على الكون، او البطل الوحيد على الارض، كما قالت السيدة رباب الصدر.
مؤتمر «كلمة سواء» الحادي عشر افتتح امس في قصر «الاونيسكو» في حضور رئيس مجلس النواب نبيه بري، الوزير علي حسين عبدالله ممثلا رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، الوزيرة منى عفيش ممثلة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري،الرئيس حسين الحسيني، النائب محمد رعد ممثلا الامين العام ل«حزب الله» السيد حسن نصر الله، النائب غازي زعيتر، النائب ايوب حميد، النائب علي حسن خليل، النائب سليم عون ممثلا النائب العماد ميشال عون، ، والنائب عبد اللطيف الزين، ممثل النائبة ستريدا جعجع القيادي في«القوات اللبنانية» مارون مارون، الوزير السابق الدكتور فوزي صلوخ وعدد من الفاعليات الديبلوماسية والسياسية والدينية.

رباب الصدر
بعد ان تلا الحاج انور مهدي آيات من القران الكريم، عزفت موسيقى النشيد الوطني،قالت بعدها رئيسة مؤسسة رباب الصدر السيدة رباب الانسجام هو في عملية التفاعل بين الانسان والعالم ليكون التطور وهو الغرض من وجود الانسان ولذا سخرت له جميع القوى الكونية ليكتشف اسرارا منها فيطور حياته وبالتالي مجتمعه من خلال استعمال ما اكتشف وهكذا في الانسان والكون بتفاعلهما تتطور الاشياء على قول الامام الصدر هذا جانب في العدل وفهم الانسان للوجود وحيثيته مما يرتب علينا ان نتساءل عمن هو الانسان الشواهد كثيرة يوردها الامام الصدر ول الانسان وكرامته على الله الذي خلقه ذروة في الخلق وقمة في الصنع وخلفه من جنس الارض على بدء ونفخ فيه من روحه ليكون خليفة له في الارض، وسوى هذا من الصور التي اعتمدها الامام الصدر لتحديد عناصر اربعة، هي الاسس لتعريف الانسان، وفقدان اي منها تجرده من انسانيته علة وجوده وتحرفه عن دوره المرسوم من الخالق سبحانه والعناصر اوجزها بما يلي: الانسان شخص عيني ممتلك قراره الصادر عن ارادة حرة، الانسان جزء من هذا الكون متفاعل معه وفاعل فيه، الانسان عنصر حقيقي من مجتمعه متاثر به ومؤثر فيه، وهو من صنع الانسان وليس شيئا مفروضا من الخارج، الانسان مخلوق الله والعائد اليه والحافظ الامانته».

واضافت:«من اصرار الامام الصدر على هذه الركائز، ندرك توجيه جهوده الى العمل المجتمعي وتنشئة جيل يحقق وجوده بادراك (تفسيره لوضع الميزان انه يعني العدالة في الخلق والدقة في الصنع فكل شيء دقيق ثابت منظم) يقول الامام الصدر ويتساءل والسماء رفعها ووضع الميزان لماذا (الا تطغوا في الميزان) فيجيب (اقول لك ان اكون منظم تحت الميزان، مؤد للامانة لكن انت البشر الذي يعيش في هذا الكون ان تكون دقيقا في الميزان، ولا تبخص في الميزان اي لا يكون ما تعطي اقل مما تأخذ)».

وتابعت الصدر:«كان انزال الميزان بعد رفع السماء لينتصب قانون العدل في الناس ولكن الناس المجتمع هو مجموع افراد، ولا يكون هذا المجمع مجتمعا اذا انغلق على نفسه فلا يصح عليه تسمية غير مجموع اما مجتمع الامام الصدر الذي يشكله التبادل بين الفرد ومجتمعه فالانسان في تكوينه في حياته في ثقافته في حاجاته وفي كل شيء جزء من مجتمعه ومتاثر بمجتمعه يقول الامام الصدر ويتابع لا يمكن ان نهتم بوضع الفرد ونتجاهل وضع المجتمع لم يتساءل ولكن هل يكفي وجود الافراد لتكوين المجتمعات فالجواب كلا ثم يتوسع بالشرح ليخرج بالنتيجة فاذا تكوين المجتمعات قائم على اساس التبادل ثم يعيد اسباب التبادل الى واحد من ثلاثة: 1 - التفاوت في الكفاءات فكما ان البشر شكله الجسدي يختلف احدهم عن الاخر، كذلك يختلف البشر في شكله النفسي، في استعداده في كفاءاته فتفاوت افراد البشر يجعل جريانا بين فرد واخر.
2 - ان البشر امامه اهداف ومنافع وغايات هي اعظم من الفرد واقوى من الفرد بحيث لا يمكن للفرد وحده ان يحقق تلك الاهداف، وان يصل الى هذه المنافع، ولهذا هو يحتاج الى التعاون مع الاخرين لكي يقوي ويتمكن من تحصيل تلك الغايات والوصول الى تلك الاهداف.
3 - الانسان امامه اخطار واعداء ومضار هي اقوى من طاقاته الفردية فاذا كان وحده غير متعاون مع الاخرين فلا يمكن ان يتغلب على الصعاب ويكافح الاعداء ويدافع عن نفسه».

وقالت:«وبعد شرح طويل لعلاقة الانسان ومختلف المجتمعات بالكون وتاكيد للرباعية التي ذكرنا في تعرف الانسان وان الاسلام يعمق ويكرس الشعور المدني في الانسان ويقدسه، ومن يود الانسجام مع الكون ان يكون دقيقا وامينا باعتباره الوحيد الذي يؤدي الامانة بارادة الحق والواجب، يعود الى تحميل الانسان مسؤولية مايقع في المجتمعات باعتبار ان المجتمع من صنع الانسان وليس شيءا مفروضا عليه من الخارج وان مايحدث في المجتمع ناتج من الانظمة التي هي من صنع يده، ورهن اشارته ومن خلقه فالمجتمعات من صنع البشرن وعليه يكون منهجا تربويا يشكل المجتمع الصالح على مايريد لمستقبل الجماعة».

وختمت الصدر:«هذا جانب من صورة الانسان عند الامام الصدر الذي اراده قائما على الركائز الاربع وعمل له«.

كلمة صفير
والقى المطران شكر الله الحاج كلمة البطريرك مار نصر الله بطرس صفير قال فيها:« الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير الكلي الطوبي بالقاء كلمته في هذه المناسبة المميزة وكلفني ان انقل الى السيدة الكبيرة رباب الصدر والى جميع اعضاء العائلة المعطاء عميق مشاعره وخالص مودته سائلا الله ان تتجلي قضية الامام المغيب في الاتي القريب«.

أضاف:«شئتم لمؤتمركم هذه السنة عنوانا جذابا وشيقا«الانسان في رؤية الامام الصدر«، وفي رؤية الامام هذه الكثير الكثير عن الانسان والانسانية فهذا الوجه البهي طبع بفكره لانساني الواسع وممارسته العملية المتصالحة مع قناعاته، اجيالا ممن عرفوه وسمعوه وقراؤه من مختلف العائلات الروحية في لبنان والعالمين العربي والاسلامي والمفارقة الكبرى تمن في ان وهج هذه القامة الكبيرة من بلادنا تضاعف بفعل تغييبه المستنكر الاثيم فيما كان الظالمون يمنون النفس بخطف هذا الوهج وخلق الصوت المدوي«.

وتابع:«لا نطمح يا سادة في مثل هذه العجالة الى اكثر من رسم بعض الاشارات واللمع اسهاما في استكشاف ابعاد هذه الشخصية النرجعية المكتنزة بالمعاني وقد اخترت التوافق على ابعاد ثلاثة كرامة الشخص الانسان والمجتمع الانسان في لبنان، كرامة الشخص البشري من خالقه ومن ذاته: يعيد فكر الامام الصدر الى الانسان، على اختلاف انتماءاته صور ذاته الاصيلة انت ذات حرة اصيلة، صاحب ارادة مستقلة، لا تسلب، ولا ترتهن ولا تصادر شاءك ربك على راس خلقه المنظور، فلا يستهين احد بذاتك ويحقك في التقدير والاحترام على هذا الايمان الاصيل يقوم الدين وهو من اصل الانسان وليس الانسان من اجل الطائفة والدين فالدين هو بالعمق ثورة انسانية ثورة على الظلم والاستعباد واضطهاد الانسان اما فعل الايمان فهو يحرر الانسان ويطلق طاقاته الروحية ولا يتركه رهين المادة«.

اضاف الحاج:«خير الانسان في مجتمع يقوم على قيم الحق والعدالة والمساواة والتضامن لا يستطيع الانسان ان يعيش في الوحشة والانعزال فهو لا يكون انسانا الا مع الاخرين ومن اجل الاخرين فالذات الحرة الواعية مرتبطة ارتباطا مصيريا مشتركا باخوة لها في الدين او بنظراء لها في الخلق، ولها حقوق وعليها واجبات بحكم علاقاتها بالاخرين الحق والعدل والمساواة لقد رصد سماحة الامام واقع لبنان بعد قراءته تقارير بعثة ارفد، واسهم في الحركة الاجتماعية وفي مشاريع عديدة لخير المحتاج واستشعر التصدعات المنذرة بالانهيار الواسع في النسيج الاجتماعي والوطني والذي سرعان ماحل الوطن الصغير».

وقال:«الانسان اللبناني بحاجة الى وطن نهائي.
فكر الامام الصدر متجذر في الاختيار اللبناني الغني بطابعه المركب، كان الامام يرد بانه بقدر ما تترسخ قيم الحق والعدل والمساواة وكرامة الشخص البشري والنمو المتوازن بامن الوطن شر الخلل والتصدعن ويصمد في وجه مشاريع التفيت والتفكك.
صلى الامام الصدر وصام واعتصم من اجل الحفاظ على لبنان المتنوع بعائلاته الروحية وقناعاته الديمقراطية امن بالحوار والتواصل والاقناع سبلا الى حل المشاكل والنزاعات ونسج علاقات اخوية مع المسؤولين الروحيين والمدنيين في سبيل خدمة الانسان، وكان يطمح بان يكون لبنان الواحد في تنوعه، نموذجا حضاريا لحل القضية الفلسطينية ولتفعيل الحرية واليمقراطية في المجتمعات العربية».

وختم الحاج:«سماحة الامام هو اول من قال ان لبنان هو وطن نهائي لجميع ابنائه، وقد وضعت هذه العبارة في مقدمة الدستور، ولكنه كان يرفض ان يكون لبنان ملهى او ملعبا او دربا بل يريده دولة رصينة مهيبة ذات وقع في المنطقة».

كلمة قباني
ثم القى الشيخ هشام خليفة كلمة مفتي الجمهورية اللبنانية الدكتور الشيخ محمد رشيد قباني فقال:«الحمد الله خالق الانسان من ماء وطين ثم كرمه فجعله في احسم تقويم والصلاة والسلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين وعلى اله واصحابه اجمعين.
انها مقولة كبيرة تلك التي اجتمعنا تحت ظلالها اليوم فهي عظيمة بعظمة هذا الانسان، كرمية بكرامته، فكرامة الانسان وانسانيته موهوبة له من الازل في مشيئة الله تعالى التي اعلنها للملائكة في قوله تعالى:« اني جاعل في الارض خليفة« فجعل الخلافة ومستلزماتها من عقل وعلم ومعرفة وحكم من أهم مقامات الاكرام والتكريم.
ولقد ظهرت هذه المشيئة الالهيةوتأكدت هذه الحقيقة في كافة الشرائع الالهية، فالانسان مكرم في شريعة سيدنا موسى عليه السلام، وهو مكرم ومحبوب في شريعة سيدنا عيسى عليه السلام، وهو مكرم ومحبوب ومصان في شريعة سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم«.

أضاف:«من هنا كانت رؤية الامام موسى الصدر للانسان هي ذاتها رؤية الاسلام للانسان، رؤية مبنية على اسس ثلاثة تشترك فيها كافة الانواع الانسانية وجميع أعضاء الجنس البشري.
اما الاساس الاول فهو ان الاصل في النشأة الانسانية والانتماء الآدمي واحد، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم:«كلكم لآدم وآدم من تراب«.
والاساس الثاني هو انه لا تمايز بين البشر ولا تفاضل بسبب الاعتبارات الخلقية والتكوينية والجنسية، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم:« لا فضل لعربي على أعجمي ولا لابيض على اسود الا بالتقوى«.
اما الاساس الثالث فهو المساواة الكاملة المتوازية الاطراف لناحية الحقوق والواجبات امام التكاليف والتعليمات او النظم والقوانين والمسؤوليات«.

وتابع:«قال رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم:« الناس سواسية كأسنان المشط«.
ان مفاهيم رؤية الامام الصدر المستقاة من أصل وجوهر الرؤية الاسلامية للانسان، هي في ضرورة ان نجتمع من اجل الانسان، اي من اجل حقوقه الانسانية وكرامته البشرية وصيانة هذه الحقوق وحفظ هذه الكرامة، وهذا لا يأتي الا بحفظ الثوابت الخمسة التي من اجلها أرسل الرسل وأنزلت الشرائع وخاصة الشريعة الاسلامية التي عملت على حفظها وصيانتها، وهذه الثوابت الانسانية الخمسة هي: حفظ العقل ولذلك حرمت الشريعة كل ما يذهب بالعقل وحرمت الاعتداء عليه، حفظ النفس، حفظ المال والملكية، حفظ النسب وحفظ الفكر والعقيدة«.

وختم خليفة:«لذلك نحن نجتمع اليوم من اجل الانسان وابراز فكر ورؤية الامام موسى الصدر علينا ان نتمسك بهذه الثوابت وان نعمل على تعميمها ونشرها في مجتمعاتنا وان نجعلها كما ارادها الامام الصدر محور جمع واستقطاب نلتقي عليها جميعا فانها قواسم مشتركة جامعة تعني كل الانسانية«.

كلمة هزيم
والقى الاب ابراهيم سعد كلمة بطريرك الروم الارثوذكس اغناطيوس الرابع هزيم وقال فيها:«موسى الصدر وجه ووهج، اذ كان مصدر اشراقات صادرة عن قلبه وعقله ومضيئة للانسان في لبنان.
كائنا ما كان مصدر فكره واية كانت عقيدته وكان ياخذنا الى الله ويعود بنا منه الى الانسان في أناته ووجعه، غير ان الالآم ما كانت مدى الامام الا ليغليها الموجع في امتشاقه الى الفرح، وهذا هو نصر الله فينا.
كان السيد يصرخ صرخة الفقراء ويرتاح الى سماعها عند العادلين ويتجلى الحق في المشاركة بين الشريحتين اذذاك كنا نحس ان الملك لله وانه هو الوهاب واذا ما وهب تكون الملكوتية».

وختم:«اذا سادك الله بها نقر في المحبة اي انك تكون مبذولا ليحيا الاخر.
ان يكون هذا كل شيء عندك ليعلو الله بك وفيه هذا يلخص كل الرسالة التي حملها شيخنا في جهاد نازل عليه من السماء وغير بها الارض الى حين، غير ان الانوار التي شعت على يديه اضاءت ارضنا ومن عليها وشدتنا الى طلب العظائم«.

كلمة حسن
والقى الشيخ غسان الحلبي كلمة شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن وقال فيها:«الامام الصدر ليس صوتا نسمعه، ولا حكاية نرويها، وليس بالطبع تراثا ليدرس في الكتب، ليس غيابا نستذكره، ولا اثرا نستعيده، وليس بالطبع كلمات القيت ذات يوم وزمان لنقرأها، انه لحظة الحياة كانها لا لتخبو في زمن ولا لتغور من المشهد، لحظة مشحونة بطاقة الوعي حولتها طبيعة الرجل الى فعل هو الشهادة عينها بان المستضعفين في الارض، ليس فقط حلم ملكوت السموات، بل حقل التحقق الانساني كاملا بالحرية والعدالة والكرامة والمعنى الذي ليس بيد اي طاغية، ولا في حوله وصوله طمس وهده وقوة حضوره في الفطرة البشرية المودوعة من الله في سر خليفته على الارض».

أضاف:«اننا بحديثنا عن«الانسان في رؤية الامام الصدر« كمن يشرك ببساطة الوضوح نصا مركبا، كان الامام واضحا شديد الافصاح والوضوح خصوصا لدى حديثه في الانسان وانسانيته، بل وفي العمق وكنه المقصد، فان النسيج الاساس في كلامه وافعاله ورؤيته وحركته هو الانسان كمثل حبة البر في رغيف».

وتابع:«يخطىء المرء لو يبحث عن تلك الرؤيا في سود الصحائف وحسب، بل هي في كل حاله دارسا عالما متعبدا اماما باحثا رائيا مصلحا ثائرا محاضرا مناضلا مقاوما حسينيا شهيدا حيا، باختصار انسانا كبيرا بانسانيته التي لم يحاصرها ولع بسلطة، ولم يوهن كينونتها مجد باطل، ولم يصرفها عن مقاصد الرسالة هوى دنيوي، ولم يفتنها عن رؤية منافع الناس حب«انا« بل كان كمثل غيث امتد الى الجذور في جوف الارض وفي سره الطبيعي مادة كل الفصول».

وقال:«لم يحمل الامام الناس يعلمه وموقعه الديني بل بانسانيته التي لم تستقر امنه داخل جدران المؤسسات التي كان له فضل الحدث على انشائها ها هو كمثل ريح لاقح (وارسلنا الرياح لواقح) هب في كل قرية عاملية، يوم كان البعض متحصنا خلف ضعفه وفي كل قرية جردية، يوم كان البعض يوطد كرسية فيجمهورية الطفار، ليلهم الناس الانابة من الركون في حال الفقر والحرمان والاستضعاف الى النهوض بعزم الرجال الرجال لبناء مقومات وطنن وهذا يعني في ماهية علم الاجتماع اصلاحا جذريا للارقاء بالمجتمع من المستوى السكوني الاسن الى المستوى الانساني الفاعل».

أضاف الحلبي:«كان الامام الصدر يرى لبنان كما سماه بلد اللقاء هذا يعني بلد الواحد والاخر، فاذا كانت الفردانية المنعزلة باناها لا تقيم انسانا، فانه باللقاء الطيب مع الاهر تشع الانسانية مكرمة من الله سبحانه وتعالى، وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتفاكم لذلك، سمى الامام الصدر لبنان ايضا بلد الانسان حيث بالامكان سماع النداءات الاصلية السماوية لاننا نقترب فيه من الينابيع وهذا درس نفهم منه ان الكيان النهائي متحذر في الانسانية على النقيض تماما من كل نزوع عنصري سواء اكان سياسيا ام طائفيا او شعوبيا».

وقال:«الانسان هدف الوجود وبداية المجتمع والغاية منه والمحرك للتاريخ ولا ايمان دون التزام بخدمة الانسان...
ولا جماعة فاعلة دون حريات..
هذه معادلات قالها الامام استتباعا لمسلكه وادائع وفعل ايمانه الذي جسده في ارض الواقع، لذلك فانه في ضوء هذه الثوابت الراسخة في علمه وعمله، ادرك الامام فوران بوضوح ابلصر والبصيرة، ان العدو لهذه الفسحة الانسانية الفريدة هو الكيان الغاصب العنصري القائم فوق ارض فلسطين، واسمحوا لي ان اقول انه نفخ في طين الوطن روح المقاومة».

ثم القى الاب غابي هاشم كلمة بطريرك الروم الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام وقال فيها:«لقد شرفني صاحب الغبطة، السيد البطريرك الثالث الكلي الطوبي بانتدابي لتمثيله في مؤتمر«كلمة سواء« الذي يجمعنا هذه السنة حول الانسان في رؤية الامام الغالي والمغيب ظلما موسى الصدر والذي يحمل عنوان اجتمعنا من اجل الانسان«.

أضاف:«في هذه الايام المباركة التي يستعد فيها المسيحيون في العالم للاحتفال بعيد ميلاد الرب يسوع المجيد يتذكرون اولا ان الله عز وجل، كشف عن ذاته في شخص يسوع المسيح«العمانوئيل« الذي تفسيره«الله معنا«، مؤكدا انه مع الانسان الى غاية الحب، كماان المسيحية باستنادها الى الكتاب المقدس، تعلم بان الانسان موضوع حب الله، مخلوق على صورته ومثاله، شخصا يتحلى بالوعي والارادة ويتمتع بنعمة الحرية الغالية، فبين الله تعالى اسمه والانسان علاقة شركة وجودية ومصيرية ذهب بعض الاباء القديسين في التعبير عنها الى القول بان الانسان خرج من قلب الله والى هذا القلب سيعود».

وتابع:«وكما هو معلوم من الجميع ان الاديان على وجه العموم، ولاسيما التوحيدية منها على وجه الخصوص تعتبران مبتغاها الاسمى ليس سوى السعي الى خير الانسان اينما وجد، هذا الانسان خليفة الله على الارض، خلقه الله تعالى ليعيش في السعادة، وينعم بالهناء متمتعا من خيرات الدنيا، سائرا بحسب شريعه الخالق وخاضعا لوصاياه وهذا ماصرح به جليا، سماحة الامام موسى الصدر في كنيسة الكبوشية في 18 شباط 1975 حين قال:« اجتمعنا من اجل الانسان الذي كانت من اجله الاديان، وكانت وحدة انذاك، يبشر بعضها ببعض ويصدق احدها الاخرن فاخرج الله الناس بها من الظلمات الى النور بعد ان انقذهم بها من الخلافات الكثيرة الساحقة والمفرقة وعلمهم السلوك في سبيل السلام، كانت الاديان واحدة حيث كانت ف يخمة الهدف الواحد دعوة الى الله وهدمة للانسان وهما وجهان لحقيقة واحدة»، لقد فقه هذا الامام العلامة سر الله والاديان والانسان على افضل وجه، حتى صار علامة ومثالا للكثيرين يحتذى به هذا ما علمه وهذا ما سعى الى عيشه ونيله في حياته».

أضاف:«لكننا عندما ننظر الى الانسان في هذا الشرق الجريح، ينفطر منا الفؤاد لما آلت اليه حالته من الالم والحرمان والمعاناة.
اجل، ان الانسان في منطقتنا يستحق الكثير من الاهتمام والرعاية لتبقى كرامته مصونة، وحريته محفوظة، وفي سبيل البلوغ الى هذه الغاية المنشودة لابد من تحقيق السلام العادل والشامل في الشرق الاوسط واحلال العدالة الاجتماعية، واحترام حقوق الشخص البشرين والسعي الدؤوب الى ترقي شعوبنا».

وختم هاشم:«لا بد لنا اليوم من التكاتف والتازر والتعاضد، بالفكر والقول والعمل، في سبيل الانسان في العراق وفلسطين، ولبنان، وفي سائر الاوطان العربية، عل الله يمن علينا، في هذا اللقاء وفي حلول الاعياد المباركة، بنعمه الغزيرة لنعيش اخوة في ظل التعاليم الروحية التي تنادي بها دياناتنا السماوية، وفي رحاب مجتمع يتوق على الدوام الى احترام الشخص البشري وصون كرامته».

قبلان
والقى نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان كلمة جاء فيها:« سيدي ابا صدري..
جئناك لنسلم عليك ونقرأك من خلال مقالاتك وخطاباتك وتوجهاتك.

اخي فقدناك في احلك الظروف، ولكنك ستبقى في حنايانا، في قلوبنا، في فكرنا، في حياتنا.

تغيرت البلاد ومن عليها بغيابك، ولكنك يا اخي حاضر موجود مستمر نذكرك في الحفلات في البيوت وفي الندوات، ولا يذكر الانسان الا بتاريخه المضيء وانت مضيء ونير«.

اضاف:« نجتمع اليوم في ذكرى المباهلة يوم باهل النبي اهل نجران والنصارى، يوم دعا الجميع الى الحوار والتفاهم والتشاور.لذلك نقول لك، يامن نحب ونحترم ونقدر.
كنت واضحا في سلوكك، محبا للناس، قريبا منهم، لم تجاري، همك الانسان وان يعيش سعيدا.شاهدناك في صور، تتنقل لتدخل السرور الى قلوب الجميع.
نظرت الى الانسان من خلال انسانيته وليس عبادته».

نقول لك:«تغيرت البلاد، الجميع يطالبون بالمعتقلين والمغيبين، مجلس الامن معطل، هيئة الامم لا تسمع بالمظلومين نحن معك في حلك، وترحالك، في وجودك وغيابك«.

وقال للبنانيين:« الامام الصدر حجر الرجى، فعلينا ان نطالب به ونصر على الكشف عن قضيته، موت قضيته موت القيم في الانسان.
نطالب الحكومة اللبنانية الجديدة بتشكيل هيئة جديدة تتابع تنفيذ ما جاء في بيانها الوزاري، هيئة تحرر الامام ورفيقيه تعطي الامام حقه بالاهتمام.
نتطلع الى غد افضل والى مستقبل مبارك.
كونوا احبة تعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان».

شريط وثائقي
بعدها عرض شريط وثائقي للامام الصدر قال فيه:« اجتمعنا من اجل الانسان الذي كانت من اجله الاديان، وكانت واحدة انذاك يبشر بعضها ببعض ويصدق احدها للاخر، فاخرج الله الناس بها من الظلمات الى النور بعد ان انقذهم بها من الخلافات الكثيرة الساحقة والمغرقة وعلمهم السلوك في سبيل السلام«.

اضاف: «كانت الاديان واحدة حيث كانت في خدمة الهدف الواحد دعوة الله وخدمة للانسان.
وهما وجهان لتحقيقه، واحدة ثم اختلفت عندما اتجهت الى خدمة نفسها ايضا ثم تعاظم اهتمامها بنفسها حتى كادت ان تنسى الغاية فتعاظم الخلاف واشتد فازدادت محبة الانسان والامة.
كانت الاديان واحدة تهدف الى غاية واحدة حرب على الهة الارض والطغاة ونصرة للمستضعفين والمضطهدين، وهما ايضا وجهان لتحقيقه واحدة.
ولما انتصرت الاديان وانتصر معها المستضعفون وجدوا ان الطغاة غيروا اللبوس وسيوقم الى المكاسب وانهم بداوا يحكمون باسم الاديان ويحملون سيفها فكانت المحنة المتعاظمة للمضطهدين وكانت محنة الاديان والخلافات في ما بينها ولا خلاف الا في مصالح المستقلين».
جلستان
بعد الافتتاح، عقدت جلستان الأولى ترأسها الشيخ مرسل نصر، وتحدث فيها الدكتور رشاد سلامة عن لبنان والانسان في رؤية الامام الصدر والدكتورة سعاد الحكيم عن مسؤولية الانسان والاخلاقية والدينية.
اما الجلسة الثانية، فترأسها الاب الدكتور جورج مسوح، والقى الدكتور محمد منير سعد الدين مداخلة عن التربية جوهر مسؤولية الانسان، والدكتور طلال عتريسي، عرض للبعد الاجتماعي لمسؤولية الانسان.

للإطلاع على وقائع المؤتمر

source