مؤتمر "سواء" يناقش الإنسان في رؤية الإمام الصدر: عمل لخير المجتمع وآمن بالحوار وبلبنان الوطن الواحد

calendar icon 13 كانون الأول 2009

لارا السيد
"الإنسان في رؤية الإمام الصدر" محور مؤتمر "كلمة سواء" الحادي عشر الذي نظمه مركز الإمام موسى الصدر، للأبحاث والدراسات تحت عنوان "اجتمعنا من أجل الإنسان".

تضمن المؤتمر جلستين تناولت الاولى "مسؤولية الإنسان الأخلاقية والدينية" و"لبنان والإنسان في رؤية الإمام الصدر" رأسها الشيخ مرسل نصر، وتحدث فيها رشاد سلامه وسعاد الحكيم، أما الجلسة الثانية التي رأسها الاب جورج مسوح، فعرض فيها محمد سعد الدين وطلال عتريسي البعد الاجتماعي لمسؤولية الإنسان والتربية في جوهر تلك الإنسانية.

حضر المؤتمر الذي أقيم في قصر الاونيسكو وزير الشباب والرياضة علي حسن عبد الله ممثلاً رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، ورئيس مجلس النواب نبيه بري ووزيرة الدولة منى عفيش ممثلة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري ونواب ووزراء وسفراء وعائلة الإمام.

بعد تلاوة من الذكر الحكيم، ألقت السيدة رباب الصدر كلمة أشارت فيها الى أن الإمام عرّف الإنسان بأنه شخص عيني ممتلك قراره الصادر عن إرادة حرة وهو جزء فاعل من هذا الكون وعنصر مؤثر ومتأثر في المجتمع، كما انه مخلوق الله والحافظ لأمانته.

وتحدثت عن جهود الإمام وإصراره على العمل المجتمعي وتنشئة جيل يحقق وجوده بإدراك، مشيرة الى أنه يحمل الإنسان مسؤولية ما يقع في المجتمعات باعتبارها من صنعه.

واعتبر المطران شكر الله الحاج الذي القى كلمة البطريرك نصرالله بطرس صفير أن فكر الإمام يشدد على أن الايمان يحرر الإنسان ويطلق طاقاته الروحية ولا يتركه رهين المادة، وأن خير الإنسان هو في مجتمع يقوم على قيم الحق والعدالة والمساواة والتضامن، لافتاً الى انه آمن بالحوار والتواصل والاقناع لحل المشاكل والنزاعات وبأن لبنان وطن نهائي لجميع أبنائه.

ودعا الشيخ هشام خليفة الذي مثل مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني، الى التمسك بالثوابت الانسانية التي ركز عليها الإمام والقائمة على حفظ العقل والنفس والمال والنسب والعقيدة لحفظ حقوق الانسان وكرامته البشرية والمساواة لناحية الحقوق والواجبات. وشدد على أن الإمام أراد من خلال هذه الثوابت ابعاد الناس عن التناحر والتصادم الفكري أو العصبي أو المذهبي.

وأوضح الاب ابراهيم سعد الذي مثل بطريرك الروم الارثوذكس اغناطيوس الرابع هزيم، أن الإمام الصدر عمل بقلبه وعقله للإنسان في لبنان كائناً من كان مصدر فكره وأياً كانت عقيدته، مشيراً الى ان الصدر كان يصرخ صرخة الفقراء ويسعى من أجل الحق والعدالة.

واعتبر الشيخ غسان الحلبي، باسم شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز نعيم حسن، أن الإمام كان إنساناً مهتماً بآلام الناس وقضاياهم المنسية، لافتاً الى انه كان يرى لبنان بلد الواحد والآخر، وهو برؤيته الإنسانية عاش في قلوب الناس وعقولهم وفي دمهم لذلك تم تغييبه.

وتحدث الاب غابي هاشم، باسم بطريرك الروم الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام، فأكد أن الإمام فقه سر الأديان والإنسان وعمل لخدمتهما، فكان مثالاً للكثيرين، آملاً التعاون لبناء الاخوة بين الناس واحقاق الحق والعدالة الاجتماعية.

وأوضح نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى عبد الأمير قبلان أن "الإمام هو إنسان مضيء بتاريخ وكان همه الإنسان الذي نظر اليه من خلال إنسانيته لا من خلال عبادته".

وقال تغيرت البلاد، الجميع يطالبون بالمعتقلين والمغيبين، مجلس الأمن معطل وهيئة الأمم لا تسمع بالمظلومين"، مؤكداً الاستمرار في المطالبة بالكشف عن قضيته لان موت قضيته هو موت القيم في الإنسان.

ودعا الحكومة الى تشكيل هيئة جديدة تتابع تنفيذ ما جاء في بيانها الوزاري وتحرر الإمام ورفيقيه.
وتخلل اللقاء بث كلمة للإمام الصدر كان ألقاها في كنيسة الآباء الكبوشيين عام 1975. كما تم عرض أفلام وثائقية عن شخصيته وانجازاته.

source