باسمة دنش
في 18/2/1975 وفي كنيسة الآباء الكبوشيين قال الإمام المغيب السيد موسى الصدر في مقدمة كلمته <اجتمعنا من اجل الإنسان الذي كانت من اجله الاديان> واليوم وبعد ثلاثين سنة على تغييبه، كان <الانسان محور مؤتمر كلمة سواء الحادي عشر بعنوان الانسان في رؤية الإمام الصدر> الذ ينظمه مركز الإمام موسى الصدر للابحاث والدراسات في قصر الاونيسكو بحضور رئيس مجلس النواب نبيه بري، وزير الشباب والرياضة علي عبد الله ممثلاً رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، الوزيرة منى عفيش ممثلة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، الرئيس حسين الحسيني، النائب محمد رعد ممثلاً امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله، النائب سليم عون ممثلاً النائب العماد ميشال عون، وحشد من النواب والفاعليات الدبلوماسية والسياسية والدينية·
بداية تلاوة آيات من القرآن الكريم بصوت المقرئ ثم النشيد الوطني ثم كلمة لعريف الحفل حسين حمادة·
الصدر
تناولت السيدة رباب الصدر في كلمتها جانب من صورة الانسان عند الإمام الصدر الذي اراده قائماً على ركائز اربعة وهي:
1- الإنسان شخص عيني ممتلك قراره الصادر عن ارادة حرة·
2- الانسان جزء من هذا الكون متفاعل معه وفاعل منه·
3- الانسان عنصر حقيقي من مجتمعه متأثر به ومؤثر فيه وهو من صنع الانسان وليس شيئاً مفروضاً من الخارج·
4- الانسان مخلوق الله والعائد اليه والحافظ لأمانته·
ثم القى المطران شكر الله الحاج كلمة البطريرك الماروني الكاردينال نصر الله صفير فقال: إن الانسان اللبناني بحاجة الى وطن نهائي <وكان الإمام الصدر والمساواة يردد بأنه بقدر ما تترسخ قيم الحق والعدل والمساواة وكرامة الشخص البشري والنمو المتوازن بأمن الوطن شر الخلل والتصدع ويصمد في وجه مشاريع التفتيت والتفكك·
ومثل مفتي الجمهورية اللبنانية الدكتور الشيخ محمد رشيد قباني الشيخ هشام خليفة الذي ركز على التمسك بثوابت خمسة لابراز فكر ورؤية الإمام الصدر والعمل على تعميمها ونشرها في مجتمعاتنا والثوابت هي حفظ العقل والنفس والمال والملكية والنسب وحفظ الفكر والعقيدة وهي قواسم مشتركة جامعة تعني كل الانسانية ومنها ما يكفينا ويغنينا عن التناحر والتصادم·
واعتبر الاب ابراهيم سعد ممثلاً بطريرك الروم الارثوذكس اغناطيوس الرابع هزيم ان الامام الصدر وجه ووهج اذ كان مصدر إشراقات صادرة عن قلبه وعقله ومضيئة للإنسان وكان يصرخ صرخة الفقراء ويرتاح الى سماعها عند العادلين·
ولفت الشيخ غسان الحلبي عن شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم الحسن الى ان الإمام كان يرى لبنان بلد اللقاء بلد الواحد والآخر وهو برؤيته الانسانية عاش في قلوب الناس وعقولهم، لذلك تم تغييبه·
وشدد الأب غابي هاشم باسم بطريرك الروم الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام على ضرورة التكاتف والتآزر والتعاضد، كأمانة لفكر الإمام الصدر، في سبيل الانسان، مؤكداً ان الصدر فقه سر الاديان والانسان وعمل لخدمتها فكان مثالاً للكثيرين آملاً التعاون لبناء الاخوة بين الناس·
وكانت الكلمة الاخيرة لنائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان متذكراً الإمام بتاريخه المضيء، وقال:
<تغيّرت البلاد، الجميع يطالبون بالمعتقلين والمغيبين، مجلس الامن معطل وهيئة الامم لا تسمع بالمظلومين>، مؤكداً الاستمرار في المطالبة بالكشف عن قضية الإمام الصدر لأنه حجر الرحى·
ولأن موت القضية هو موت القيم في الانسان ودعا الحكومة الى تشكيل هيئة جديدة تتابع ما جاء في بيانها الوزاري وتحرر الإمام ورفيقيه وتعطي الإمام حقه بالاهتمام·
بعد ذلك عرض شريط وثائقي للإمام الصدر وبثت كلمة القاها في كنيسة الآباء الكبوشيين عام 1975 تحت عنوان <حفاظاً على الانسان>·
بعد ذلك ناقش المؤتمر <مسؤولية الانسان الاخلاقية والدينية> حاضرت فيها سعاد الحكيم <ولبنان والانسان في رؤية الإمام الصدر> تناولها رشاد سلامة وترأس الجلسة الاولى الشيخ سامي ابو المنى·
اما الجلسة الثانية فترأسها الأب جورج مسوح وتناولت التربية جوهر مسؤولية الانسان تحدث فيها محمد منير سعد الدين والبعد الاجتماعي لمسؤولية الانسان ناقشها طلال عتريسي·